يجب أن نتفق أولاً على أن المباريات الودية ونتائجها (في الغالب) لا تعكس حقيقة طرفيها لأنها اسمها «ودية تجريبية تدريبية» الهدف منها أولاً التعرف على إمكانات اللاعبين جميعاً ثم الوقوف على تشكيلة ثابتة وخلق التجانس بين المجموعة، أساسيين واحتياطيين، لأنه في أي لحظة قد يصاب لاعب أو يمرض أو يخرج من المباراة لأي سبب، لهذا يجب أن يكون البديل بنفس الجاهزية ونفس السوية، وإذا لم يلعب البديل في الوديات أو التجريبيات فمتى سيلعب؟ ويجب أن نتفق على أن أي تشكيلة في الدنيا لا تخلو من آراء مخالفة لمن اختار، فكلٌّ له هواه وكلٌّ له رأيه وكلٌّ يرى العيون بمنظاره الخاص وهو حتماً غير منظار المدرب والكادر التدريبي. وحتماً الموسم السعودي موسم طويل ومرهق نظراً لحالة التنافس الكبيرة بين كل الأندية المشاركة في الدوري وكأس الملك والبطولات الآسيوية والمشاركات الدولية والقارية والتصفيات وبطولات الأندية الخارجية وبالتالي يصل بعض اللاعبين (الأساسيين في المنتخب والأندية) إلى حالة من التشبع والإرهاق والتعب التي تحتاج إلى راحة. وإذا اتفقنا أن مدرب المنتخب السعودي وهو الفرنسي أرفيه رينارد من أفضل من عرفتهم الكرة السعودية والمغربية والأفريقية، فالرجل وعد فأوفى ولهذا تم تمديد عقده لسنوات طويلة بغضّ النظر عمّا سيحدث في نهائيات كاس العالم، فإنني أرى أن ما سمعناه من انتقادات للمعسكر والتشكيلة والطريقة يجب أن يتم التأني به على الأقل حتى يتم التركيز الكامل على أفضل إعداد للمنتخب الذي سيشارك في كأس العالم في مجموعة نارية فيها الأرجنتين والمكسيك وبولندا وعلى الأقل هناك منتخب في هذه المجموعة مرشح للقب، كما قال لنا لاعبا المنتخب السعودي عبد العزيز البيشي وعلي الحسن عندما التقيناهم عبر صدى الملاعب في معسكر أليكانتي. وحتى أكون صادقاً مع نفسي ومعكم فقد كتبت هذه المقالة قبل مواجهة فنزويلا لأن النتيجة مهما كانت كبيرة أو صغيرة، فوزاً أم خسارة، لا تهمني بقدر ما يهمني أداء المنتخب في النهائي الأكبر والأهم، ولهذا أنا أؤمن بأن نعطي الخباز خبزه حتى لو أكل نصفه ونترك الأمور الفنية والتشكيلة والأداء للمدرب واللاعبين واتحاد الكرة، ولم تعجبني عبارة (سخط من الأداء) بعد مباراة كولومبيا حتى لو لعبت كولومبيا بالصف الثاني أو الثالث أو الأول. ربما، وأقول ربما، قد تتضح الصور أكثر مع مباراتي الإكوادور وكرواتيا شهري سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) خصوصاً أن مباراة كرواتيا ستكون الأخيرة قبل المباراة الافتتاحية أمام الأرجنتين صحبة ميسي ورفاقه. الصبر حلو والأحلى أن نترك المساحة لهم ليعملوا بهدوء، وهذا مجرد رأي شخصي لا يُلزم أحداً سواي.
معسكر أليكانتي
https://aawsat.com/home/article/3696576/%D9%85%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1-%D8%A3%D9%84%D9%8A%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%8A
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة