أصدرت السلطات الصحية في ألمانيا تحذيراً جاداً، حيث تم اكتشاف حالة جديدة من مرض قاتل ونادر جداً يُعرف باسم «بورنا». يُطلق عليه أيضاً اسم مرض الحصان الحزين، ويأتي من فيروس «بورنا» (BDV) - متلازمة عصبية معدية تصيب الحيوانات ذوات الدم الحار.
أعلنت السلطات المحلية في البلاد هذا الأسبوع إصابة شخص من منطقة مولدورف إم إن، وفقاً لصحيفة «إكسبرس».
وعلى الرغم من أن هذا المرض قاتل للغاية، فإنه نادر جداً، ولم يُكتشف سابقاً إلا بضع مرات في ألمانيا في أواخر القرن التاسع عشر.
في مقاطعة بافاريا، تم الإبلاغ عن حالتين من الفيروس الذي أصاب البشر خلال السنوات الثلاث الماضية.
يمكن أن يسبب الفيروس التهاباً في الدماغ بعد الإصابة، مما يؤدي إلى الوفاة في جميع الحالات تقريباً، بينما يُعاني الناجون من أضرار طويلة الأمد.
في المتوسط، تبلغ ألمانيا عن إصابتين كل عام، على الرغم من أن الخبراء يفترضون أن عدد الحالات غير المبلغ عنها في البلاد قد يصل إلى ست حالات سنوياً.
ووفقاً لمكتب ولاية بافاريا للصحة وسلامة الغذاء، تم الإبلاغ عن سبع إصابات بمرض «بورنا» في جميع أنحاء ألمانيا عام 2021، خمسة منها في بافاريا.
يمكن لمرض «بورنا»، الذي يأتي في متغيرات من النوع 1 والنوع 2، أن يؤثر على مجموعة كبيرة من الثدييات بخلاف البشر. تم اكتشافه سابقاً في الخيول والماشية والأغنام والكلاب والثعالب.
قد ينتهي الأمر بالمرضى إلى الإصابة بالتهاب السحايا، وهو عدوى تصيب الأغشية الواقية التي تحيط بالمخ والحبل الشوكي.
ومن الممكن أن يؤثر التهاب السحايا على أي شخص، ولكنه أكثر شيوعاً عند الرضع والأطفال الصغار والمراهقين والشباب. قد يكون التهاب السحايا خطيراً للغاية إذا لم يتم علاجه بسرعة، حيث يسبب تسمم الدم الذي يهدد الحياة ويؤدي إلى تلف دائم في الدماغ أو الأعصاب.
لحسن الحظ، يتوفر عدد من اللقاحات التي يمكن أن تؤمّن بعض الحماية ضد أمراض الدماغ.
يعتقد العلماء أن انتقال فيروس «بورنا» يحدث من خلال التعرض للعاب الملوث أو إفرازات معينة.
سُمي المرض على اسم مدينة بورنا في ألمانيا، حيث تسبب التفشي، الذي طال الأغنام والخيول بشكل رئيسي في أواخر القرن التاسع عشر، في إصابة سلاح الفرسان البروسي بالشلل.
كما وجد الخبراء بعض الروابط بين المرضى المصابين بالعدوى والأمراض النفسية.