حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في تقريرها أمس من الارتفاع الكبير في تكاليف مدخلات الزراعة مثل الأسمدة التي تحد من قدرة المزارعين على زيادة الإنتاج، وتزيد من أزمة الأمن الغذائي في الدول الأكثر فقرا التي تواجه فواتير واردات قياسية، وتوقعت المنظمة أن يدفع ارتفاع الأسعار فواتير الواردات الغذائية العالمية إلى مستويات قياسية لتزيد بنسبة ثلاثة في المائة هذا العام إلى مستوى قياسي يبلغ 1.8 تريليون دولار، فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى استبعاد روسيا من المنظمة، وسط اتهامات لموسكو بعرقلة تصدير الحبوب الأوكرانية وسرقتها. وأبلغ المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الصحافيين بأن العمل مستمر من أجل الوصول لاتفاق.
وتضغط تركيا من أجل التوصل لاتفاق بين روسيا وأوكرانيا بشأن خطة لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية، رغم أن احتمالات الاتفاق تبدو بعيدة، إذ يلقي كل طرف باللوم على الآخر في تعطيل الإمدادات الغذائية العالمية.
وقال زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو خلال اجتماع وزاري لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي: «لا يمكن التحدث عن تمديد عضوية روسيا في منظمة الأغذية والزراعة. لن يكون لروسيا مكان فيها إذا تسببت في المجاعة لما لا يقل عن 400 مليون شخص أو حتى أكثر من مليار شخص؟».
وأضاف زيلينسكي خلال هذا المؤتمر المنعقد في باريس «البحر الأسود الذي يعتبر من الطرق الرئيسية في العالم لصادرات المواد الغذائية، تغلقه البحرية الروسية». وقال الكرملين الخميس إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق مع تركيا بشأن تصدير شحنات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وقالت الفاو في تقرير إن مؤشر تكاليف المدخلات الزراعية بلغ ارتفاعات قياسية وزاد بمعدلات أعلى من زيادة أسعار الغذاء خلال العام الماضي، وهو ما يشير إلى أسعار أقل بالقيم الحقيقية للعديد من المزارعين. وأضافت المنظمة «ولا تبشر هذه النتائج باستجابة على جانب العرض تقودها السوق يكون من شأنها كبح المزيد من الارتفاعات في أسعار الغذاء في الموسم 2022 - 2023 وربما في الموسم الذي يليه». ويتزامن ارتفاع تكاليف المستلزمات، المرتبط بزيادة أسعار الوقود وتعطل خطوط الإمداد بسبب الحرب، مع قفزة قياسية في أسعار المواد الغذائية هذا العام وفقا لمؤشر السلع الغذائية العالمي الذي تصدره الفاو.
لكن العديد من الدول النامية من المتوقع أن تخفض كميات وارداتها الغذائية مع ارتفاع الأسعار وتتوقع الفاو أن تخفض البلدان الأقل نموا الكميات بحدة من أجل خفض فواتير وارداتها الإجمالية. وتابعت المنظمة «هذه إشارات مقلقة من منظور الأمن الغذائي وتشير إلى أن المستوردين سيجدون صعوبة في تمويل ارتفاع التكاليف العالمي فيما قد ينذر بإنهاء قدرتهم على التعامل مع ارتفاعات الأسعار».
وتهدف منظمة الفاو التي أنشئت عام 1945 إلى «تحقيق الأمن الغذائي للجميع» من خلال ضمان «حصول الناس بانتظام على ما يكفي من الغذاء»، كما تشير على موقعها الإلكتروني.
وقال الرئيس الأوكراني إن الملايين قد يموتون جوعا بسبب حصار روسيا لموانئ أوكرانيا على البحر الأسود. وحذر زيلينسكي في بيان بثه التلفزيون من أن العالم على شفا «أزمة غذاء مروعة» مع عدم قدرة أوكرانيا على تصدير كميات كبيرة من القمح والذرة والنفط ومنتجات أخرى كانت «تقوم بدور داعم لاستقرار الأسواق العالمية».
وأضاف «هذا يعني، للأسف، أنه قد يكون هناك نقص فعلي في المنتجات في عشرات من دول العالم. قد يتضرر ملايين الناس جوعا إذا استمر الحصار الروسي في البحر الأسود».
واستولت روسيا على أجزاء كبيرة من الساحل الأوكراني في الحرب المستمرة منذ نحو 15 أسبوعا وتسيطر سفنها الحربية على البحر الأسود وبحر أزوف مما يعطل صادرات أوكرانيا الزراعية ويدفع أسعار الحبوب للارتفاع. وتتهم أوكرانيا والغرب موسكو باستخدام إمدادات الغذاء كسلاح. وتقول روسيا إن الألغام الأوكرانية المزروعة في البحر والعقوبات الدولية المفروضة عليها هي السبب في تعطيل الصادرات.
وكانت أوكرانيا تصدر ما يصل إلى ستة ملايين طن من الحبوب شهريا قبل الغزو الروسي لها يوم 24 فبراير (شباط) والذي تصفه روسيا بأنه عملية عسكرية خاصة. وتراجعت الكميات منذ ذلك الحين لنحو مليون طن بعد أن أُجبرت أوكرانيا، التي كانت عادة ما تصدر أغلب بضائعها عن طريق الموانئ البحرية، على نقل الحبوب بالقطارات إلى حدودها الغربية أو عبر الموانئ الصغيرة على نهر الدانوب.
{الفاو} تحذر من تفاقم أزمة الأمن الغذائي العالمية
كييف تطالب بطرد روسيا من المنظمة... وموسكو تؤكد عدم التوصل لاتفاق بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية
{الفاو} تحذر من تفاقم أزمة الأمن الغذائي العالمية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة