بوريس جونسون يتعهد باتخاذ تدابير للتعامل مع ارتفاع كلفة المعيشة

بوريس جونسون (رويترز)
بوريس جونسون (رويترز)
TT

بوريس جونسون يتعهد باتخاذ تدابير للتعامل مع ارتفاع كلفة المعيشة

بوريس جونسون (رويترز)
بوريس جونسون (رويترز)

بعدما تمكّن بوريس جونسون من تجاوز مذكرة بحجب الثقة عنه داخل حزبه، يريد رئيس الوزراء البريطاني طي صفحة التمرد والفضائح عبر التعهد اليوم (الخميس)، بإصلاحات استجابةً للأزمة المرتبطة بارتفاع تكاليف المعيشة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ويأمل زعيم المحافظين الذي أُضعف موقفه بعدما صوّت أكثر من 40 في المائة من نواب حزبه (148 من أصل 359 صوتوا) على عزله (الاثنين)، في طي صفحة «بارتي غيت» (فضيحة الحفلات) والمحافظة على موقعه، مؤكداً أنه يريد التركيز على أولويات البريطانيين المخنوقين بالتضخم الذي بلغ أعلى مستوياته في 40 عاماً.
وقال جونسون اليوم، في خطاب ألقاه في بلاكبول في شمال غربي إنجلترا: «نواجه ضغوط أسعار عالمية ناجمة عن الآثار المستمرة لكوفيد وصدمة عدوان (فلاديمير) بوتين في أوكرانيا لكننا سنتغلّب على ذلك».
وفي إشارة إلى الإجراءات الحكومية الأخيرة في مواجهة التضخم الذي وصل إلى 9 في المائة، بما فيها خطة مساعدات للأسر بقيمة 15 مليار جنيه إسترليني (17 مليار يورو)، تعهد زعيم حزب المحافظين بدعم البريطانيين «ما دامت هناك حاجة إلى ذلك» مكرراً أن الحكومة «بجانبهم».
كذلك، أعلن جونسون خططاً جديدة تهدف إلى مساعدة البريطانيين في تحقيق «حلمهم» بأن يصبحوا مالكي منازل، وهو حلم أصبح «صعب المنال» خصوصاً بسبب الكلفة الهائلة للرهون العقارية التي يريد إعادة النظر فيها.
وكان رئيس الوزراء قد أعرب عن نيته توسيع نطاق إمكان أن يصبح مستأجرو المساكن الاجتماعية مالكين، وهو أمر أطلق في عهد مارغريت تاتشر.
وبالإضافة إلى مسألة السكن، تعمل الحكومة على تدابير من شأنها خفض أسعار المواد الغذائية وتكاليف النقل ورعاية الأطفال، كما أكد جونسون، مشيراً إلى أنه يريد خفض الضرائب رغم الزيادة التي شهدتها في الأشهر الأخيرة والتي أرعبت جزءاً كبيراً من الناخبين المحافظين.

يأتي هذا الخطاب فيما بلغ التضخم 9 في المائة وأسعار الوقود والغذاء ترتفع بشكل كبير، ويُتوقع أن تشهد فواتير الطاقة ارتفاعاً حاداً في الخريف.
وعبر هذه الإعلانات الجديدة، يريد رئيس الوزراء الذي تراجعت شعبيته بعد عامين ونصف عام من فوزه الانتخابي، فتح صفحة جديدة بعد التصويت بحجب الثقة الذي استهدفه بسبب «بارتي غيت»، وهي الحفلات التي أُقيمت في «داونينغ ستريت» خلال فترة الإغلاق وغُرّم جونسون بسببها.
والأربعاء، واجه جونسون النواب خلال جلسة المساءلة الأسبوعية فيما بدا أنه نجح في حشد تأييد مناصريه، على الأقل مؤقتاً، في مواجهة هجمات المعارضة العمالية.
وقال: «لدينا أدنى معدل بطالة منذ العام 1974 وسنواصل تنمية اقتصادنا على المدى الطويل».
ورغم أنه لن يكون ممكناً استهدافه بتصويت آخر لحجب الثقة قبل عام، فإن موقعه تضرر بشدة بسبب الفضائح. ولديه الآن مهمة حساسة تتمثل في إعادة رص صفوف قواته وناخبيه مرة أخرى.
لكن يبدو من الصعب رص صفوف حزب منقسم جداً وهناك احتمال كبير أن يعمد النواب المستاؤون إلى عرقلة عمل الحكومة في المستقبل.
ورغم أنه تنفس الصعداء لنجاحه في إقناع غالبية من نواب حزب المحافظين، لم ينتهِ جونسون بعد من تداعيات «بارتي غيت».
فبعد تحقيق الشرطة وكبيرة موظفي الدولة سو غراي يُتوقع مباشرةً تحقيق برلماني هذه المرة. وإذا خلص هذا التحقيق على الأرجح في الخريف المقبل، إلى أن بوريس جونسون خدع مجلس العموم عندما أكد أمامه أنه لم يخالف الإجراءات والقيود، فعليه تقديم استقالته.
وستشكل انتخابات فرعية تشهدها منطقتان في 23 يونيو (حزيران) اختباراً للزعيم المحافظ الذي يستبعد فرضية إجراء انتخابات مبكرة. وموعد الانتخابات مقرر في 2024.
وتوقع توبياس إيلوود، النائب المحافظ الذي دعا جونسون إلى الاستقالة أيضاً، ألا يصمد رئيس الوزراء في منصبه «سوى أشهر قليلة».
وتُطرح أسماء كثيرة لخلافته بينها خصوصاً وزير المال ريتشي سوناك الذي تراجعت شعبيته بسبب ثروته والترتيبات الضريبية لزوجته الثرية التي يُنظر إليها بريبة في ظل أزمة القدرة الشرائية.


مقالات ذات صلة

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

يوميات الشرق مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

في ظل النمو المتسارع لتطبيقات الذكاء الصناعي، تسعى حكومات دول عدة حول العالم لإيجاد وسيلة لتحقيق التوازن بين مزايا وسلبيات هذه التطبيقات، لا سيما مع انتشار مخاوف أمنية بشأن خصوصية بيانات المستخدمين. وفي هذا السياق، تعقد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، اليوم (الخميس)، لقاءً مع الرؤساء التنفيذيين لأربع شركات كبرى تعمل على تطوير الذكاء الصناعي، بحسب وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية. في حين تدرس السلطات البريطانية تأثير «تشات جي بي تي» على الاقتصاد، والمستهلكين.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

يُعد النشاط البدني المنتظم والنظام الغذائي المتوازن والنوم الكافي من أكثر الممارسات الموصى بها للحفاظ على صحتك العامة. هذه العادات لها أيضاً تأثير إيجابي على أموالك الشخصية ومدخراتك بشكل عام. للوهلة الأولى، قد يكون من الصعب التعرف على الصلة بين العادات الصحية والأمور المالية الشخصية. ومع ذلك، هناك الكثير من القواسم المشتركة بين هذه المفاهيم. عندما تعتني بصحتك الجسدية والعقلية، فإنك تعزز أيضاً تطورك الشخصي والمهني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

أفادت وكالات الاستخبارات البريطانية بأن أحدث هجمات صاروخية روسية تردد أنها قتلت 25 مدنيا في أوكرانيا، تشير إلى استراتيجية هجومية جديدة وغير تمييزية بشكل أكبر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع في لندن في تغريدة اليوم (السبت): «اشتملت الموجة على صواريخ أقل من تلك التي استخدمت في الشتاء، ومن غير المرجح أنها كانت تستهدف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا». وأضافت الوزارة في أحدث تحديث استخباراتي أنه كان هناك احتمالية حقيقية أن روسيا حاولت أمس (الجمعة) الهجوم على وحدات الاحتياط الأوكرانية، وأرسلت مؤخرا إمدادات عسكرية. كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس، أنه تم شن سلسلة من الهجم

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

وقّعت ميغان ماركل، زوجة الأمير البريطاني هاري، عقداً مع وكالة مواهب كبرى تُمثّل بعض أكبر نجوم هوليوود، وفقًا للتقارير. سيتم تمثيل ميغان من خلال «WME»، التي لديها عملاء من المشاهير بمَن في ذلك ريهانا ودوين جونسون (ذا روك) ومات دامون. وأفاد موقع «فارايتي» الأميركي بأنه سيتم تمثيلها من قبل آري إيمانويل، الذي عمل مع مارك والبيرغ، ومارتن سكورسيزي، وتشارليز ثيرون، وغيرهم. يقال إن التطور يأتي بعد معركة طويلة لتمثيل الدوقة بين عديد من وكالات هوليوود. وتركيز ميغان سينصب على الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وشراكات العلامات التجارية، بدلاً من التمثيل. وشركة «آرتشيويل» الإعلامية التابعة لميغان وهاري، التي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.