باريس تحتضن الشهر المقبل مؤتمرًا موسعًا للقوى السنية العراقية المعارضة

مقتل العشرات من «داعش» في غارات جوية وهجمات في الموصل وأطرافها

باريس تحتضن الشهر المقبل مؤتمرًا موسعًا للقوى السنية العراقية المعارضة
TT

باريس تحتضن الشهر المقبل مؤتمرًا موسعًا للقوى السنية العراقية المعارضة

باريس تحتضن الشهر المقبل مؤتمرًا موسعًا للقوى السنية العراقية المعارضة

كشف سياسي عراقي سني أن العاصمة الفرنسية ستستضيف الشهر المقبل مؤتمرا موسعا لقوى المعارضة العراقية السنية، بما فيها الفصائل المسلحة المناوئة للحكومة ولتنظيم داعش، مبينا أن القوى المشاركة ستعرض على بغداد محاربة داعش مقابل الاستجابة لطلبات السنة في العراق.
وقال السياسي السني، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ«الشرق الأوسط»: «من المقرر أن يعرض المشاركون في المؤتمر اقتراحا بمقاتلة داعش مقابل تلبية بغداد لكافة مطالب المكون السني». وأضاف السياسي، الذي أكد أنه سيكون ضمن المشاركين في المؤتمر، أن «أهم المطالب التي سيتم طرحها خلال المؤتمر هو التوازن في الحكومة العراقية والتوازن في المناصب الأمنية، وإنشاء الأقاليم في العراق وإطلاق سراح المعتقلين السنة في سجون الحكومة وإقرار قانون الحرس الوطني». وكشف السياسي أن المشاركين في المؤتمر «هم نفس الأطراف التي شاركت العام الماضي في مؤتمر عمان للمعارضة العراقية وتمثلت بهيئة علماء المسلمين وحزب البعث والفصائل المسلحة المتمثلة بالجيش الإسلامي وجيش المجاهدين وجيش النقشبندية وضباط الجيش العراقي السابق والشخصيات الوطنية المستقلة وعدد من رموز العشائر السنية»، مضيفا: «إن هذه الفصائل وقفت خلال المدة الماضية على الحياد والآن تنوي محاربة تنظيم داعش مقابل استجابة بغداد لشروط المكون السني.»، موضحا بالقول: إن «موضوع إنشاء إقليم للسنة في العراق أصبح محسوما من جانبا ولن نتساوم عليه».
وحسب المصدر فإن وفدا من 12 شخصية عربية سنية بارزة موجودة داخل العراق حاليا، ستتوجه بعد المؤتمر إلى واشنطن في زيارة رسمية للقاء الإدارة الأميركية من أجل بحث الأوضاع الحالية في العراق والمنطقة.
في غضون ذلك، قتل العشرات من مسلحي داعش أمس إثر غارات للتحالف الدولي وعمليات استهداف لعناصر التنظيم من قبل مجموعات مسلحة داخل الموصل. وقال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، لـ«الشرق الأوسط»: «أقدم تنظيم داعش على قتل 15 مواطنا موصليا في السجن القديم (جنوب الموصل) بعد احتجازهم منذ أكثر من شهرين لرفضهم الانضمام لصفوف مسلحيه في جبهات القتال». وأضاف مموزيني: «قتل سبعة مسلحين من التنظيم في هجوم مسلح استهدف أحد مقرات داعش في منطقة حي عدن (شرق الموصل)، وأعلنت حركة الشباب المستقلين مسؤوليتها عن العملية، فيما قتل 14 مسلحا آخر في غارة جوية لطيران التحالف الدولي استهدفت عددا من مواقع التنظيم في قضاء تلكيف (شرق الموصل)».
من جهته قال غياث سورجي، مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى لـ«الشرق الأوسط»: «قتل 47 مسلحا في غارات لطيران التحالف الدولي استهدفت منطقة الكسك وقرية البو خضر التابعتين لقضاء تلعفر (غرب الموصل)، ومقر قيادة شرطة طوارئ نينوى وشركة كبريت المشراق وقريتي دويزات وكفروك التابعتين لقضاء القيارة (جنوب الموصل)»، مشيرا إلى أن «ثلاثة من قادة تنظيم داعش البارزين كانوا ضمن القتلى، وهم مجبل زيبان خضر اللويجي وباسم محمد علي وأحمد علي الجبوري».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.