الأمين العام لحزب «كومله» الكردي المعارض: السعودية استطاعت أن توقف المد الإيراني

مهتدي كشف لـ«الشرق الأوسط» عن تحرك لعقد مؤتمر موسع لمعارضي النظام في طهران

عبدالله مهتدي.الأمين العام لحزب الكومله الكردستاني الإيراني (الشرق الأوسط)
عبدالله مهتدي.الأمين العام لحزب الكومله الكردستاني الإيراني (الشرق الأوسط)
TT

الأمين العام لحزب «كومله» الكردي المعارض: السعودية استطاعت أن توقف المد الإيراني

عبدالله مهتدي.الأمين العام لحزب الكومله الكردستاني الإيراني (الشرق الأوسط)
عبدالله مهتدي.الأمين العام لحزب الكومله الكردستاني الإيراني (الشرق الأوسط)

تستعد قوى المعارضة الإيرانية الرئيسية لعقد مؤتمرها الأول من أجل توحيد الصفوف ووضع الخطط لمواجهة النظام الإيراني في المرحلة المقبلة، في حين يرى الأمين العام لحزب «كومله» الكردستاني الإيراني أن التحرك من داخل إيران هو الحل الوحيد لمواجهة نظام طهران والخلاص منه.
وقال عبد الله مهتدي، الأمين العام لحزب «كومله» في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لم أر منذ 25 عاما وضعا أكثر تدهورا من الذي يشهده الداخل الإيراني حاليا، ولا أقصد بالداخلي العلاقات بين النظام والمواطنين فقط بل الواقع داخل صفوف النظام أيضا، فهناك تضارب في تصريحات المسؤولين الإيرانيين مثلا بالنسبة للاتفاق النووي بين طهران ودول (5+1). هناك آراء متباينة يعادي بعضها بعضا، ويتكرر هذا في الجانب الاقتصادي والثقافي أيضا وفيما يخص التواصل مع العالم الخارجي من عدمه، ففريق الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف يعلن وباستمرار أنهم يريدون التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة في كافة المجالات، وفي المقابل نرى المرشد الأعلى علي خامنئي يصرح بأن إيران لن تتفق مع أميركا في شيء آخر غير المجال النووي، ويتحدث بنفس الطريقة المتعصبة التي تحدثوا بها منذ (20) عاما الماضية».
وعن الوضع في كردستان إيران، بين مهتدي أن «الوضع في كردستان إيران حاليا يشبه برميل البارود الذي ينتظر الشرارة لينفجر بوجه النظام، فالكرد في إيران يعانون من الفقر والبطالة والتهميش السياسي والثقافي وعمليات الإعدام التي ينفذها النظام في المناطق الكردية وقمع المواطنين وفرض الإجراءات الأمنية وتحويل كردستان إيران إلى ترسانة عسكرية كبيرة، لذا لا أتصور أن يتمكن النظام الإيراني من الاستمرار هكذا لمدة طويلة، ويجب تهيئة الأجواء للانتفاضة والعمل من أجلها، ولا يمكننا التكهن بشأن موعدها، لكن إذا ما حسبناه بشكل نسبي فإن موعد اندلاع الانتفاضة الجماهيرية أو حركة الاحتجاجات ضد النظام بات قريبا في إيران بشكل عام وفي كردستان بشكل خاص».
وعن العلاقات بين الأحزاب الكردية الإيرانية في خضم الأحداث والتغييرات التي تواجهها المنطقة، أوضح مهتدي: «رغم تواصل الاجتماعات والمباحثات بيننا، فإن التعاون والتنسيق فيما بيننا الآن ليس بالمستوى المطلوب. كان يفترض أن تكون هناك جبهة كردستانية فيما بيننا، أو ائتلاف يجمعنا جميعا أو تنسيق إعلامي أو عمليات عسكرية مشتركة، لكننا نعمل الآن بجد من أجل تحقيق هذا». وأضاف مهتدي: «لأكثر من عشرين عاما تجنبنا خوض عمليات عسكرية ضد النظام الإيراني، مع هذا كان لنا حضور عسكري في كردستان إيران، من حيث إعداد قواتنا وتدريبهم واستقبال مقاتلين جدد. كنا نرى أنه عبر النضال المدني والسياسي وعن طريق التنظيمات نستطيع تطوير عملنا أما الآن ومع استمرار العمل في هذه المجالات فإننا نفكر في زيادة العمليات العسكرية أيضا».
وعن آخر ما توصلت إليه الحركات المعارضة للنظام الإيراني بعد المباحثات التي جرت بينها مؤخرا، كشف مهتدي: «لدينا علاقات واسعة مع كافة الأطراف الإيرانية المعارضة، ونحن بصدد عقد مؤتمر موسع لقوى المعارضة الحقيقية خلال الأشهر القليلة المقبلة من أجل تنظيم الصفوف، لكن من المبكر الحديث عن مضامين ما سنبحثه، وهدفنا الرئيسي هو تحريك المعارضة ضد النظام والخروج من حالة الصمت الموجودة حاليا». وأضاف: «المعارضة الإيرانية أصبحت الآن أكثر استعدادا للتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية والعالم الخارجي، من أجل التخلص من هذا النظام الذي حول إيران إلى سجن كبير للشباب والنساء والأقليات والقوميات والمثقفين والسياسيين». وتابع: «النظام الإيراني يظهر نفسه حتى الآن على أنه لا توجد أي قوة في العالم تستطيع الوقوف بوجهه وإيقاف مده لكن المملكة العربية السعودية استطاعت أن تقف بوجه إيران وتوقف مدها من خلال عملية (عاصفة الحزم)»، مشددا على أن «النظام الإيراني هو رأس الأفعى في المنطقة، وكلما تعرض للهزائم كانت الفرص أكثر لاندلاع حركة جماهيرية من داخل إيران ضد هذا النظام».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.