مقترح أممي لفك حصار تعز وفتح جزئي للطرق ينتظر إجابة الحوثيين

مفاوضو الحكومة يطلبون ضغطاً دولياً لإقناع وفد الجماعة

TT
20

مقترح أممي لفك حصار تعز وفتح جزئي للطرق ينتظر إجابة الحوثيين

تمخضت المفاوضات بين ممثلي الحكومة اليمنية والميليشيات الحوثية في جولتها الثانية في العاصمة الأردنية عمان، عن مقترح أممي لفك الحصار عن تعز، وفتح جزئي للطرق بين مناطق التماس، في انتظار أن توافق الميليشيات على تنفيذه.
ومع استمرار الميليشيات في المراوغة ومحاولة التنصل من التزاماتها وتجزئة الحلول والقضايا المتعلقة بالهدنة الأممية، طالب الفريق الحكومي المفاوض (الثلاثاء) المجتمع الدولي وسفراء الاتحاد الأوروبي والمبعوث الأميركي، بممارسة مزيد من الضغوط تجاه الميليشيات الحوثية لفتح الطرق الرئيسية إلى مدينة تعز وبقية المحافظات، وتحويل مقترح المبعوث الأممي بشأن ذلك إلى واقع على الأرض.
وأثنى الفريق المفاوض على الجهود المكثفة التي بذلها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ وفريقه، والتي أسفرت عن تقديم مقترح بفتح 5 طرق في محافظة تعز وبعض المحافظات، من ضمنها طريق رئيسي، ووصف في بلاغ وزعه على وسائل الإعلام المقترح بأنه «يمثل الحد الأدنى من مطالب أبناء محافظة تعز»، مع ضرورة أن يتم بالتزامن فتح بقية الطرق خلال الأشهر القريبة المقبلة.
وقال الفريق الحكومي إنه «بعد أكثر من أسبوعين على انطلاق المفاوضات في العاصمة الأردنية عمّان، حول فتح طرق محافظة تعز، وفق نصوص الهدنة الأممية؛ ورغم أننا تقدمنا برؤيتنا بفتح طرق رئيسية ترفع معاناة الناس؛ وتخفف عنهم صعوبة الوصول وتقلل الكلفة الاقتصادية، أصر الحوثيون على طرح طرق فرعية ترابية لا تحقق هدف رفع الحصار وتخفيف المعاناة».
واتهم وفد الحكومة اليمنية وفد الميليشيات الحوثية، بأنه «يتصرف بشكل أحادي الجانب، بغرض أن يفرض أمراً واقعاً لطرق لم يتم التوافق عليها، وبعيدة عن المفاوضات، مما أدى إلى توقف المفاوضات عند هذا الحد».
وثمن الوفد الحكومي دور المبعوث الخاص للأمم المتحدة وفريقه، متمنياً «أن يقوم بممارسة الضغوط اللازمة، على جماعة الحوثي، لسرعة تنفيذ فتح الطرق الرئيسة، وعدم السماح للجماعة الانقلابية بالتلاعب واستهلاك وقت الهدنة بعد تمديدها، دون أن يتم فتح الطرق الرئيسية في تعز وبقية المحافظات، كما نص عليه الاتفاق الأممي، والذي يجب العمل به كحزمة واحدة، ودون انتقائية».
وأشاد الفريق المفاوض بما وصفه بـ«الصورة المتكاتفة والموحدة التي ظهر من خلالها اليمنيون، تجاه هذه القضية الإنسانية التي باتت عنواناً لكل من أراد الاطلاع على حجم الكارثة الإنسانية التي تسببت فيها الميليشيات خلال 8 سنوات من حربها المدمرة، والتي اتخذت من إغلاق الطرق في كثير من المحافظات وسيلة بشعة تضعها قانونياً في إطار ممارسة حرب الإبادة». بحسب ما جاء في البلاغ.
وكان مكتب المبعوث الأممي قد أصدر مساء الاثنين بياناً لإيضاح نتائج المفاوضات والنقاشات التي استؤنفت الأحد الماضي مع وفدي الحكومة والميليشيات الحوثية، بغية التوصل إلى اتفاق حول فتح طرق في تعز ومحافظات أخرى، وفق أحكام اتفاق الهدنة.
وذكر البيان أنه على ضوء النقاشات التي أجريت مع الطرفين، قدَّم المبعوث هانس غروندبرغ مقترحاً منقَّحاً لإعادة فتح الطرق تدريجياً، بما في ذلك آلية للتنفيذ وضمانات لسلامة المسافرين المدنيين.
وبحسب البيان، يدعو المقترح لإعادة فتح طرق -بما فيها خط رئيسي- مؤدية إلى تعز ومنها، إضافة إلى طرق في محافظات أخرى، بهدف رفع المعاناة عن المدنيين وتسهيل وصول السلع. ويأخذ المقترح بعين الاعتبار مقترحات ومشاغل عبّر عنها الطرفان، بالإضافة إلى ملاحظات قدمها المجتمع المدني اليمني.
ونقل البيان عن غروندبرغ قوله: «هذه هي الخطوة الأولى في جهودنا الجماعية لرفع القيود عن حرية حركة اليمنيين من نساء ورجال وأطفال داخل البلاد. وتقع على الطرفين المسؤولية الأخلاقية والسياسية للتعامل بشكل جاد وعاجل مع مقترح الأمم المتحدة، وإعطاء الأولوية لمصالح المدنيين، والتوصل إلى نتائج مباشرة وملموسة لسكان تعز والشعب اليمني كله».
وأضاف: «بينما أستمر في بذل جهودي وانخراطي مع الطرفين حول هذا الملف، آمل أن يحافظ المقترح هذا على الزخم المطلوب للمضي قدماً في النقاشات حول ترتيبات أكثر استدامة، ضمن عملية الأمم المتحدة متعددة المسارات».
وفي حين يترقب الشارع اليمني تنفيذ المقترح، كان مكتب غروندبرغ قد عقد الاجتماع الثاني للجنة التنسيق العسكري؛ حيث شارك فيه ممثلون عسكريون عن الحكومة اليمنية والحوثيين وقيادة القوات المشتركة للتحالف الداعم للشرعية. وترأس الاجتماع المستشار العسكري للمبعوث الخاص، العميد أنتوني هايوورد.
وأوضح بيان رسمي أن المشاركين تفاعلوا بشكل بنّاء حول عدّة قضايا تقنية متعلقة بالتزام الأطراف بتنفيذ الهدنة، في حين اتفقت اللجنة «على إقامة غرفة للتنسيق المشترك لمعالجة أهم الأحداث المثيرة للقلق، والتطرّق إليها خلال فترة زمنية مناسبة، بما في ذلك ترشيح مسؤولي اتصال لغرفة التنسيق، خلال مدة أقصاها أسبوع، لضمان التواصل المنتظم». ونقل البيان عن العميد هايوورد قوله: «إنَّ التواصل وبناء الثقة أمران ضروريان لخفض تصعيد النزاع في اليمن» مع تأكيده أن الأطراف «أظهرت التزاماً بالحوار البَنَّاء، وبذل الجهود المتبادلة لخفض التصعيد رغم التحديات المستمرة، ما يؤكد رغبتها في التمسك بالهدنة، ورفع المعاناة عن المدنيين».
وأكد مكتب المبعوث الأممي أن لجنة التنسيق العسكرية اتفقت أيضاً على «عقد اجتماعات دورية شهرياً، لضمان استمرارية النقاشات على المستوى الاستراتيجي».


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».