القضاء العراقي يرفض «الإهانة المتعمدة» لمؤسساته

إلقاء القبض على شخصين مجَّدا حقبة «البعث» وصدَّام في النجف

TT

القضاء العراقي يرفض «الإهانة المتعمدة» لمؤسساته

أصدر «مجلس القضاء الأعلى» في العراق، أمس الثلاثاء، بياناً غاضباً رفض فيه ما وصفها بـ«الإهانة المتعمدة بحق المؤسسة القضائية». وفي غضون ذلك ألقى جهاز «الأمن الوطني» القبض على مواطنين قاما -عبر ترديد أهازيج شعبية- بتمجيد حقبة حزب «البعث» المنحل ونظام صدام حسين، في قضاء المشخاب بمحافظة النجف.
وقال مجلس القضاء في بيان، هو الثالث من نوعه خلال أسبوع، بعد تعرضه لانتقادات شديدة على لسان الكاتب سرمد الطائي، في برنامج بُث من على قناة «العراقية» شبه الرسمية، إنه «يود التوضيح بشأن إجراء محكمة تحقيق الكرخ الأولى تحقيقاً في قضية تتعلق ‏بالإهانة المتعمدة بحق المؤسسة القضائية، بغية إضعاف ثقة المواطنين بالقضاء، ‏وما يصدر عنه خصوصاً في الاختصاص الدستوري، بهدف إرباك المشهد السياسي خارج ‏حدود حرية التعبير عن الرأي والنقد الموضوعي البناء الذي كفلته المادة 38 من ‏الدستور».
وأضاف البيان: «تبين من نتائج تلك التحقيقات أن هناك شبكة ممن يصفون أنفسهم ‌‏بـ(إعلاميين) لديهم مصالح خاصة، أو (خبراء وفقهاء قانون) لديهم خصومات شخصية مع القضاء، امتهنت إشاعة الأكاذيب وتحوير المفاهيم الدستورية والقانونية بشكل مقصود، باتجاه عدم الاطمئنان لما يصدره». وأشار إلى أن «هذه الممارسات غير القانونية هي جزء من مشروع عدم الاعتراف بالنظام السياسي القائم، وتحريك أجندات دولية. وعلى أثر ‏ذلك صدرت قرارات باستقدام المتورطين بهذه الجريمة التي يعاقب عليها قانون العقوبات ‏رقم 111 لسنة 1969».
وتطالب قطاعات واسعة من الكتاب والناشطين والحقوقيين، منذ سنوات، السلطات العراقية، بتغيير معظم المواد في القانون 111 المتعلقة بحرية الرأي، باعتبارها موروثة عن حقبة النظام الديكتاتوري. وكان أكثر من 1400 كاتب وأكاديمي وناشط وسياسي، وقَّعوا قبل يومين رسالة مطولة كتبها مثقفون، على خلفية برنامج قناة «العراقية»، وصدور مذكرة قبض بحق الصحافي سرمد الطائي، حذروا فيها من انحدار البلاد إلى الديكتاتورية، ومصادرة حرية الرأي التي كفلها الدستور.
من جهة أخرى، أعلن جهاز «الأمن الوطني»، أمس، القبض على شخصين دعيا لـ«تمجيد حزب البعث» أثناء تجمع لأهالي قضاء المشخاب في محافظة النجف. وكان الشخصان قد ظهرا، أول من أمس، في مقطع فيديو، وسط تجمع لمواطنين يطالبون بالخدمات، وخصوصاً خدمة الكهرباء المتردية هذه الأيام في ظل موجة حر شديدة، وهما يقومان بتمجيد صدام حسين ونظامه، عبر أهازيج شعبية. وغالباً ما يعمد المواطنون الناقمون إلى تمجيد نظام «البعث» بهدف إغاظة السلطات القائمة التي يحملونها مسؤولية الفشل والتراجع الذي تعاني منه البلاد، منذ نحو عقدين من الزمن.
وقال جهاز «الأمن الوطني» في بيان: «بعد ورود المعلومات المؤكدة والمرفقة مع مقطع فيديو عن قيام شخصين بالدعوة لتمجيد النظام البائد وحزب (البعث) الصدَّامي المحظور، أثناء تجمع عدد من أهالي مدينة المشخاب في وقفة سلمية للمطالبة بالخدمات، قامت مفارز جهازنا في محافظة النجف، ووفق مذكرة قضائية، بالقبض على اثنين ممن ألقوا القصائد والأهازيج التي تحاول تبييض سجل الإجرام البعثي الصدامي الأسود». وأضاف: «ستتم إحالة المتهمين بعد استكمال التحقيقات الابتدائية إلى الجهات القضائية المختصة، لينالوا جزاءهم العادل». وأشار الجهاز إلى أن «أمر القبض جاء وفق (م/ 8) من قانون حظر حزب (البعث) والكيانات ‏والأحزاب والأنشطة العنصرية والإرهابية والتكفيرية».
ويعاقب قانون حظر حزب «البعث» الذي أقره البرلمان العراقي عام 2016، بالسجن لفترة تتراوح بين 5 و10 سنوات لمن انتمى إلى حزب «البعث»، أو روَّج أو دعا لأفكاره. كما منع أصحاب الدرجات العليا في الحزب من شغل مراكز قيادية وإدارية في مؤسسات الدولة.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

بلينكن يشدد أمام إردوغان على ضرورة حماية المدنيين السوريين

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يشدد أمام إردوغان على ضرورة حماية المدنيين السوريين

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، (الخميس)، إنه يجب حماية المدنيين السوريين بعد أن أطاحت فصائل مدعومة من تركيا حكومة الرئيس السابق بشار الأسد.

والتقى بلينكن على مدى أكثر من ساعة، في صالة بمطار أنقرة مساء الخميس، إردوغان الذي كان قد التقى رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان.

إردوغان (الرئاسة التركية)

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في بيان، أن بلينكن «كرَّر أنه من المهم أن تحترم جميع الجهات الفاعلة في سوريا حقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي، وأن تتخذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين، بمَن فيهم أفراد الأقليات».

كما شدَّد بلينكن أمام الرئيس التركي على «ضرورة ضمان أن يتمكَّن التحالف (الذي أنشئ لهزيمة تنظيم داعش) من الاستمرار في أداء مهمته الحاسمة».

من جهتها، تشدِّد تركيا على مخاوفها الأمنية فيما يتعلق بالوضع في سوريا، حيث تخوض مواجهة مع قوة يقودها الأكراد الذين تدعمهم واشنطن؛ لدورهم الرئيسي في محاربة تنظيم «داعش».

مقاتل من تنظيم «داعش» يحمل علم التنظيم وسلاحاً 23 يونيو 2014 (رويترز)

وكان بلينكن قد تحدَّث أمام الصحافة، قبيل مغادرته الأردن، متوجهاً إلى تركيا، عن «مصالح أنقرة الحقيقية والواضحة» فيما يتعلق بمقاتلي «حزب العمال الكردستاني». لكنه أضاف: «في الوقت نفسه، نريد مرة أخرى تجنب إشعال أي نوع من الصراع الإضافي داخل سوريا».

تدريبات مشتركة لـ«قسد» وقوات «التحالف الدولي» ضد «داعش» في ريف الحسكة (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأكد بلينكن أن دور مقاتلي «قوات سوريا الديمقراطية» بقيادة الأكراد «حيوي» لمنع عودة ظهور تنظيم «داعش» في سوريا بعد إطاحة الأسد.

وقال: «في وقت نريد فيه أن نرى هذا الانتقال إلى حكومة مؤقتة، على مسار أفضل لسوريا، يجب علينا أيضاً ضمان عدم ظهور التنظيم مرة أخرى. و(قوات سوريا الديمقراطية) ضرورية للتأكد من عدم حدوث ذلك».