تنسيق بين بغداد والقاهرة وعمّان لمواجهة «التحديات المشتركة»

من اليمين... وزراء خارجية  مصر والعراق والأردن خلال مؤتمرهم الصحافي في بغداد أمس (أ.ب)
من اليمين... وزراء خارجية مصر والعراق والأردن خلال مؤتمرهم الصحافي في بغداد أمس (أ.ب)
TT

تنسيق بين بغداد والقاهرة وعمّان لمواجهة «التحديات المشتركة»

من اليمين... وزراء خارجية  مصر والعراق والأردن خلال مؤتمرهم الصحافي في بغداد أمس (أ.ب)
من اليمين... وزراء خارجية مصر والعراق والأردن خلال مؤتمرهم الصحافي في بغداد أمس (أ.ب)

أجرى الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مباحثات أمس (الاثنين) مع وزيري الخارجية المصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي تناولت العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك بين البلدان الثلاثة لمواجهة التحديات والتطورات التي تمر بها المنطقة والعالم.
ووصل شكري والصفدي إلى العاصمة العراقية في زيارة مفاجئة أمس حيث بحثا مع نظيرهما العراقي فؤاد حسين «العلاقات الراسخة بين الدول الثلاث»، علماً بأن زيارتهما تأتي بالتزامن مع مرور عام كامل على القمة التي استضافتها بغداد في يونيو (حزيران) 2021 وضمت العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأكد الرئيس برهم صالح، خلال استقباله الوزيرين شكري والصفدي، «حرص العراق على تعزيز العلاقات مع مصر والأردن في مختلف المجالات، وتوسيعها عبر التفاهمات وأطر التعاون الثلاثي المُتفق عليها، في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، وتنسيق المواقف من أجل إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة». وأضاف بيان رئاسي أن صالح أكد أيضاً «أن أمن العراق واستقراره وموقعه الجغرافي بين جيرانه وأشقائه عنصر لا غنى عنه لأمن المنطقة». وتابع أن «هناك حاجة ماسة لتخفيف التوترات ونزع فتيل الأزمات في المنطقة، والركون إلى الحوار في حسم المسائل العالقة من أجل تمهيد الطريق نحو أطر تعاون إقليمي يرتكز على التعاون الاقتصادي والتجاري لمواجهة التحديات المشتركة».
في السياق نفسه، بحث رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع الوزيرين شكري والصفدي العلاقات بين البلدان الثلاثة والتنسيق المشترك في مختلف المجالات. وأعرب الكاظمي خلال اللقاء، حسب بيان صادر عن مكتبه، عن «اعتزاز العراق بالعلاقة مع البلدين وأهمية تطويرها في مختلف المجالات، وكل ما يدعم أفق التنمية الاقتصادية، والازدهار، وكذلك الأمن الغذائي المشترك».
في غضون ذلك، ذكرت وكالة الأنباء العراقية أن وزير الخارجية فؤاد حسين اتفق أمس مع نظيريه المصري والأردني على عقد «اجتماعات مستمرة لمواجهة التحديات وتعزيز التعاون الثلاثي». وقال حسين خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه شكر والصفدي: «بحثنا مع وزيري خارجية مصر والأردن الوضع في المنطقة والعالم»، لافتاً إلى أنهم تحدثوا «عن العمل المشترك بين البلدان الثلاثة لمواجهة التحديات، بالإضافة إلى مناقشة تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على دول المنطقة».
بدوره، أكد وزير خارجية مصر سامح شكري أن «زيارتنا إلى العراق فرصة سانحة لتعزيز التعاون الثلاثي»، مبيناً أن «هدف الإطار الثلاثي دعم العراق». وتابع بحسب الوكالة العراقية: «نعمل على تعزيز موقف العراق واستعادة مكانته في المنطقة والعالم». وأردف: «نعمل على تكوين رؤية موحدة لمواجهة التحديات»، لافتاً إلى أن «الربط الكهربائي بين البلدان الثلاثة وصل إلى مراحل متقدمة».
أما الصفدي فقال: «نحن في العراق لمتابعة التعاون الثلاثي»، موضحاً أنهم بحثوا «تبعات أزمة الحرب الروسية الأوكرانية».
وأكد أن «الأردن يقف إلى جانب العراق الشقيق لمواجهة تحدياته» وأن «أمن العراق من أمننا». وقال إن «الأردن اتفق مع العراق على الربط الكهربائي وسيبدأ التزويد بداية العام المقبل».
كما عقد الوزيران شكري والصفدي محادثات مع رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

إيران تفاوض مباشرة بـ«الورقة اللبنانية» بعد تضعضع حلفائها

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال لقائه الأخير مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال لقائه الأخير مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (أ.ف.ب)
TT

إيران تفاوض مباشرة بـ«الورقة اللبنانية» بعد تضعضع حلفائها

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال لقائه الأخير مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال لقائه الأخير مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (أ.ف.ب)

يحرص المسؤولون الإيرانيون في الفترة الأخيرة على بعث رسائل للداخل والدول المعنية بأن إيران ممسكة بالملف اللبناني، وكان آخرها تأكيد المرشد الإيراني علي خامنئي أن «الجهاد المستمر بقوة في لبنان وغزة سيؤدي إلى انتصار جبهة المقاومة».

وأتى موقف خامنئي بعد سلسلة مواقف صدرت عن المسؤولين الإيرانيين وردّ عليها لبنان بشكل مباشر عبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إضافة إلى استدعاء السفير الإيراني في لبنان، على خلفية إعلان رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف استعداد طهران للتفاوض حول القرار 1701، ليعود بعدها ويؤكد أن «الركيزة الأساسية للشعب اللبناني وقادته ومسؤوليه هي إيران وقائدها وشعبها». وفي الإطار نفسه، كان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال إن لديه ممثلاً خاصاً مستقراً في بيروت، و«يجري يومياً محادثات مع المسؤولين».

وتأتي المواقف الإيرانية بعد اغتيال أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله وعدد من القياديين في الحزب، وإعلان أمينه العام الجديد نعيم قاسم تفويض «الأخ الأكبر» رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري بمهمة التفاوض، وذلك بعدما كان الحزب يمسك بهذه الورقة منذ اتخاذه القرار بفتح جبهة الإسناد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وفي حين نقل عن بري الاستعداد لفضل جبهة لبنان عن غزة، عاد عراقجي في زيارة إلى لبنان قبل نحو ثلاثة أسابيع ونسف هذا الأمر، بتجديده التمسك بربط المسارين.

وترفض مصادر رئاسة الحكومة التعليق على المواقف الإيرانية والدخول في سجال، معتبرة أن «مواقف ميقاتي تكفي في المرحلة الحالية»، في وقت يرى فيه الوزير السابق رشيد درباس أن ما يصدر على ألسنة المسؤولين في طهران «يجعل ما كان مُضمَراً معلناً». ويقول لـ«الشرق الأوسط» ما هو معروف أصبح معلناً، وما كانوا يقومون به من دون الإفصاح عنه، رغم أنه كان معلوماً من الجميع، باتوا اليوم يتحدثون عنه في العلن لأن لم يعد بإمكانهم التحاور مباشرة مع حلفائهم في لبنان (أي «حزب الله» لأسباب أمنية) وباتوا مضطرين إلى التواصل مع المسؤولين اللبنانيين».

وفي حين يثني درباس على موقف ميقاتي «الذي لاقى دعماً لبنانياً»، يعدّ أنه «وانطلاقاً من الوقائع لا شكّ أن إيران ستستخدم الورقة اللبنانية في المفاوضات»، مضيفاً: «لنكن واقعيين، فإن الغرب يتحاور اليوم ظاهرياً مع الدولة اللبنانية عبر رئيس البرلمان نبيه بري، لكن المفاوضات الفعلية ستكون مع الجهة التي تضغط على الحزب، أي طهران».

رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف (وسط الصورة) يلوّح بيده بعد زيارة موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حي البسطة في بيروت (أ.ف.ب)

من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية، عماد سلامة أن التصريحات الإيرانية حول الملف اللبناني تأتي لتحسين موقفها التفاوضي بعدما كانت تعتمد قبل ذلك على وسطاء محليين للمهمة. ويقول: «طهران تحاول الاستفادة مما تبقى لها من نفوذ وأوراق تفاوضية في المنطقة، وتسعى جاهدة لتحسين موقفها التفاوضي عبر إبراز قدرتها على تقديم حلول في ملفات حساسة، مثل إبرام صفقة لتبادل الأسرى الإسرائيليين في غزة، وتأمين الاستقرار على الحدود الجنوبية اللبنانية، أو تأمين الملاحة في مضيق باب المندب في اليمن».

ويضيف سلامة: «في مقابل ذلك، تريد إيران ضمانات غربية تقلل من الخطر على مصالحها الاستراتيجية، وهي التي لم تعد في موضع التفاوض عبر وسطاء محليين مثل (حزب الله) أو (حركة أمل) في لبنان؛ بحيث باتت اليوم، تكشف عن كل أوراقها بشكل مباشر على الطاولة وتبدي مرونة واستعداداً لحلول قد تجنبها مواجهة شاملة، تسعى بكل السبل لتفاديها».

وكان قد قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأحد، إنه إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل والجماعات المتحالفة مع طهران في غزة ولبنان، فإن ذلك قد «يؤثر على شدّة أي ضربة انتقامية»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية.

وتلقى المواقف الإيرانية رفضاً لبنانياً واسعاً، حيث قال رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط: «آن الأوان للجمهورية الإسلامية أن تعلم بأن هناك دولة في لبنان».

بدوره، توقف حزب «الكتائب» عند المواقف الإيرانية الأخيرة، معتبراً أنها تكشف عن نيّات الاستيلاء على البلد ووضع اليد على قراره.

ورفض في بيان سابق له ما وصفها بـ«التصاريح المستفزة التي يتوالى المسؤولون الإيرانيون على إطلاقها من لبنان ونيابة عنه غير آبهين بموقف الدولة اللبنانية الرسمي الذي جاء على لسان رئيس الحكومة والذي عبّر صراحة عن رفضه مثل هذه الممارسات الخارجة عن أي أصول وتكشف عن نيّات الاستيلاء على البلد ووضع اليد على قراره بالمباشر وسيتم التعامل معها على هذا الأساس».