تقدم ميداني مهم... أوكرانيا تعلن سيطرتها على «نصف» سيفيرودونيتسك

أفراد من وحدة المتطوعين الأجانب التي تقاتل في الجيش الأوكراني في سيفيرودونيتسك (أ.ب)
أفراد من وحدة المتطوعين الأجانب التي تقاتل في الجيش الأوكراني في سيفيرودونيتسك (أ.ب)
TT

تقدم ميداني مهم... أوكرانيا تعلن سيطرتها على «نصف» سيفيرودونيتسك

أفراد من وحدة المتطوعين الأجانب التي تقاتل في الجيش الأوكراني في سيفيرودونيتسك (أ.ب)
أفراد من وحدة المتطوعين الأجانب التي تقاتل في الجيش الأوكراني في سيفيرودونيتسك (أ.ب)

تصدّى الجيش الأوكراني للقوات الروسية ليسيطر على نصف مدينة سيفيرودونيتسك الرئيسية في شرق البلاد، وفق ما أعلن مسؤولون محليون، بينما زار الرئيس فولوديمير زيلينسكي قواته على خط الجبهة دعماً «لأبطال» بلاده.
وبينما تستعر المعارك للسيطرة على سيفيرودونيتسك التي تحمل أهمية استراتيجية على اعتبارها أكبر مدينة في منطقة لوغانسك غير خاضعة للسيطرة الروسية، تعهدت دول غربية بإرسال مزيد من الأسلحة.
وأعلنت المملكة المتحدة أنها سترسل، على غرار الولايات المتحدة، قاذفات صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، في تحدٍ للتحذيرات التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تزويد كييف بأسلحة متطورة.
وقتل آلاف المدنيين وأجبر الملايين على الفرار من منازلهم منذ أمر بوتين بغزو أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي.
وتركّزت المعارك منذ أبريل (نيسان) في شرق البلاد حيث تقدّمت القوات الروسية بشكل ثابت، وإن كان بطيئاً، بعدما منيت بهزائم في أجزاء أخرى من أوكرانيا، بما فيها العاصمة كييف.
وتعد المكاسب الأوكرانية في سيفيرودونيتسك التي أعلن عنها حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي، تقدّماً مهماً لقوات كييف التي واجهت في وقت سابق خطر إخراجها من المدينة.
وقال غايداي على «تلغرام» إن «قواتنا المسلحة طهّرت نصف سيفيرودونيتسك وتتقدّم»، لكنه حذّر في تسجيل مصوّر في المنشور ذاته من تحرّك روسي كبير في المدينة الصناعية يبدو وشيكاً.

وفي مدينة ليسيتشانسك المجاورة، قال المتقاعد أولكسندر لياخوفتيس إنه بالكاد تمكن من إنقاذ هرّته قبل أن تلتهم النيران شقّته بعدما تعرّضت للقصف بصاروخ روسي.
وقال الرجل البالغ 67 عاماً لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا يتوقفون عن إطلاق النار... إنه عرض مرعب».
وكانت ليسيتشانسك من بين المناطق التي زارها أمس (الأحد) زيلينسكي الذي «عمّق» خلال الزيارة «معرفته بالوضع العملياتي على خط الجبهة الدفاعي»، بحسب ما أفادت الرئاسة.
وذكرت الرئاسة أنه زار أيضاً باخموت في جنوب غربي منطقة دونيتسك وتحدث مع جنود.
وقال الرئيس: «أريد أن أشكركم على عملكم الممتاز وعلى خدمتكم وعلى حمايتنا جميعاً (وحماية) دولتنا. أنا ممتن للجميع. اعتنوا بأنفسكم!». وأضاف في خطابه اليومي: «أنا فخور بكل من قابلتهم وصافحتهم وتواصلت معهم ودعمتهم». وتابع «لكن عائلة حكايتها. كانت أكثرها (العائلات) من دون رجال». وأوضح «ذهب زوج إحداهن للمشاركة في الحرب وأسر آخر وللأسف، قتل آخر. إنها مأساة. لا منزل ولا أحباء. لكن علينا أن نعيش من أجل الأطفال. الأبطال الحقيقيون. هم بيننا».
اقرأ أيضا: بوتين يهدد بتوسيع أهداف القصف الروسي
ونفّذت روسيا أمس (الأحد) أولى الضربات الصاروخية على كييف منذ 28 أبريل.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إن «صواريخ عالية الدقة وبعيدة المدى أطلقتها القوات الجوية الروسية على ضاحية كييف دمرت دبابات من طراز تي - 72 قدمتها دول من أوروبا الشرقية ومدرعات أخرى كانت في الحظائر».
وأصيب شخص بجروح بينما شاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية أبنية عدة تحطّمت نوافذها قرب أحد المواقع المستهدفة.
وطالبت أوكرانيا الدول الداعمة لها بتقديم أسلحة أكثر فتكاً لمساعدتها على صد الهجمات الروسية. وشدد نائب وزير دفاعها الأحد على أن هذه المساعدات ضرورية إلى حين هزيمة موسكو.

وأعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بأنها ستزود أوكرانيا بأنظمة صاروخية متطوّرة، هي الأخيرة ضمن قائمة طويلة من الأسلحة التي أرسلت أو تم التعهد بتقديمها للدولة الموالية للغرب.
لكن بوتين أكد أنه إذا تم تسليم صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا «فسنستخلص النتائج المناسبة ونستخدم أسلحتنا... لضرب مواقع لم نستهدفها حتى الآن».
وفي إطار كشفه عن آخر مساهمات بلاده، شدد وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن على حلفاء أوكرانيا الغربيين مواصلة إرسال الأسلحة إليها لمساعدتها على الانتصار. وقال إن لندن نسّقت بشكل وثيق مع واشنطن في مسألة تزويد أوكرانيا بأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة (MLRS).
وأضافت الوزارة أن قاذفات M270 القادرة على ضرب أهداف على بعد مسافة تصل إلى 80 كلم بصواريخ دقيقة التوجّه «ستعزز بشكل كبير إمكانيات القوات الأوكرانية».
وفرضت القوى الغربية عقوبات أكثر تشدداً على روسيا، لكن برزت انقسامات بشأن كيفية التحرّك، خصوصاً في مسألة إن كان يتعيّن الانخراط في حوار مع موسكو.
ومن نافذته المطلة على ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، جدد البابا فرنسيس الأحد دعوته إلى إجراء «مفاوضات حقيقية» لوقف ما أسماه «تصعيداً يزداد خطره» للحرب في أوكرانيا.
وباتت القوات الروسية الآن تحتل خمس الأراضي الأوكرانية، بحسب كييف، وفرضت موسكو حصاراً على موانئها المطلة على البحر الأسود، مما أثار مخاوف من أزمة غذائية عالمية.
وتعد أوكرانيا وروسيا من بين أكبر الدول المصدّرة للقمح في العالم.
وأفادت الأمم المتحدة بأنها تقود مفاوضات مكثّفة مع روسيا للسماح بمغادرة شحنات محاصيل الحبوب الأوكرانية البلاد.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يشيد بحزمة العقوبات «الأكبر» ضد قطاع النفط الروسي

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)

زيلينسكي يشيد بحزمة العقوبات «الأكبر» ضد قطاع النفط الروسي

رحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، بالعقوبات الأميركية الجديدة على قطاع النفط وأسطول ناقلاته في روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا جندي روسي يطلق طائرة مسيرة صغيرة خلال المعارك في أوكرانيا (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

تقرير: روسيا ابتكرت مسيرة «غير قابلة للتشويش» تشبه الهاتف اللعبة

قالت صحيفة «تلغراف» البريطانية إن روسيا ابتكرت طائرة من دون طيار «غير قابلة للتشويش» تشبه الهاتف اللعبة تغير مسار الحرب في أوكرانيا.

أوروبا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)

أوستن يطالب حلفاء أوكرانيا بـ«ألّا يضعفوا»

طالب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الخميس التحالف الدولي الذي يقدّم دعماً عسكرياً لأوكرانيا بـ«ألّا يضعف»، في وقت تخشى فيه كييف من أن تفقد دعم بلاده الأساسي.

أوروبا جندي أوكراني يقود مركبة أرضية مسيرة إلكترونياً خلال معرض للمعدات العسكرية والأسلحة (رويترز)

بريطانيا: تحالف دولي سيرسل 30 ألف مسيّرة لأوكرانيا

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، الخميس، أن تحالفاً دولياً تقوده بريطانيا ولاتفيا لإمداد أوكرانيا بمسيّرات سيرسل 30 ألف مسيّرة جديدة إلى كييف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا رجال الإطفاء يعملون في موقع مبنى إداري تضرر جراء الغارات الجوية والصاروخية الروسية في زابوريجيا (رويترز) play-circle 00:36

13 قتيلاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 13 شخصاً اليوم (الأربعاء) في ضربة روسية على مدينة زابوريجيا الأوكرانية، وفق ما أعلن حاكم المنطقة، في حصيلة تعد من الأعلى منذ أسابيع لضربة جوية واحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)

رئيس الوزراء الكندي يقول إنه سيستقيل من رئاسة الحزب الحاكم

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
TT

رئيس الوزراء الكندي يقول إنه سيستقيل من رئاسة الحزب الحاكم

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)

قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال خطاب جرى بثه على الهواء مباشرة اليوم الاثنين إنه يعتزم الاستقالة من رئاسة الحزب الليبرالي الحاكم، لكنه أوضح أنه سيبقى في منصبه حتى يختار الحزب بديلاً له.

وقال ترودو أمام في أوتاوا «أعتزم الاستقالة من منصبي كرئيس للحزب والحكومة، بمجرّد أن يختار الحزب رئيسه المقبل».

وأتت الخطوة بعدما واجه ترودو في الأسابيع الأخيرة ضغوطا كثيرة، مع اقتراب الانتخابات التشريعية وتراجع حزبه إلى أدنى مستوياته في استطلاعات الرأي.

وكانت صحيفة «غلوب آند ميل» أفادت الأحد، أنه من المرجح أن يعلن ترودو استقالته هذا الأسبوع، في ظل معارضة متزايدة له داخل حزبه الليبرالي.

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متحدثا أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني 16 ديسمبر الماضي (أرشيفية - رويترز)

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر لم تسمها لكنها وصفتها بأنها مطلعة على شؤون الحزب الداخلية، أن إعلان ترودو قد يأتي في وقت مبكر الاثنين. كما رجحت الصحيفة وفقا لمصادرها أن يكون الإعلان أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني الأربعاء. وذكرت الصحيفة أنه في حال حدثت الاستقالة، لم يتضح ما إذا كان ترودو سيستمر في منصبه بشكل مؤقت ريثما يتمكن الحزب الليبرالي من اختيار قيادة جديدة.

ووصل ترودو إلى السلطة عام 2015 قبل ان يقود الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

لكنه الآن يتخلف عن منافسه الرئيسي، المحافظ بيار بواليافر، بفارق 20 نقطة في استطلاعات الرأي.