عقد كيليان مبابي الجديد يجعله أقوى شخصية في سان جيرمان

النادي يدفع للاعب 250 مليون يورو على مدى 3 سنوات ويمنحه دوراً في كيفية إدارة النادي

مبابي بين جماهير سان جيرمان بعد تجديد عقده مع سان جيرمان (أ.ف.ب)
مبابي بين جماهير سان جيرمان بعد تجديد عقده مع سان جيرمان (أ.ف.ب)
TT

عقد كيليان مبابي الجديد يجعله أقوى شخصية في سان جيرمان

مبابي بين جماهير سان جيرمان بعد تجديد عقده مع سان جيرمان (أ.ف.ب)
مبابي بين جماهير سان جيرمان بعد تجديد عقده مع سان جيرمان (أ.ف.ب)

لم يكن النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي أحد المرشحين في انتخابات الرئاسة الفرنسية؛ لكن بعض الأشخاص الذين لم يعجبهم المرشحون في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي شطبوا اسمَي إيمانويل ماكرون ومارين لوبان، وكتبوا بدلاً من ذلك اسم «مبابي» على أوراق الاقتراع. ومن خلال ابتسامته المتواضعة، وبدلته المصممة خصيصاً، وتلويحه بيديه للجماهير خارج ملعب «حديقة الأمراء»، كان هناك شيء «رئاسي» حقاً في الخطاب الإعلامي لمبابي، بعد توقيعه المفاجئ على عقد جديد مع باريس سان جيرمان لمدة 3 سنوات. إن النفوذ الذي حصل عليه مبابي بموجب هذا العقد يجعله بالفعل يتصرف وكأنه رئيس!
في الحقيقة، يمثل قرار مبابي بالبقاء في باريس سان جيرمان، وهو القرار الذي كان من الصعب تخيله قبل بضعة أشهر، بداية تغييرات شاملة داخل النادي الباريسي. لقد رحل المدير الرياضي للنادي، ليوناردو، بالفعل للمرة الثانية، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يرحل أيضاً المدير الفني ماوريسيو بوكيتينو. ومن المتوقع أخيراً أن يتم بيع عدد كبير من لاعبي الفريق الذين ليس لهم دور واضح، وهو الأمر الذي عانى ليوناردو لتحقيقه، في الوقت الذي ستحظى فيه أكاديمية الناشئين بالنادي بأهمية حقيقية، بعد أن كانت مهمشة تماماً.
وبالإضافة إلى ما يُقال عن أن مبابي حصل على مكافأة توقيع ضخمة بقيمة 100 مليون يورو، وراتب سنوي يصل إلى 50 مليون يورو، فمن المتوقع أن يلعب مبابي دوراً مهماً في عملية صنع القرار داخل باريس سان جيرمان، وهو ما يعني أنه سيكون له دور بالفعل في إعادة تشكيل النادي، والدليل على ذلك أن تعيين لويس كامبوس مديراً رياضياً بالنادي -صديق مبابي منذ أن كانا يعملان سوياً في موناكو– جاء نتيجة المحادثات بين مبابي وباريس سان جيرمان حول تجديد العقد. ومن المؤكد أن بقاء مبابي في صفوف الفريق قد ساهم في قبول كامبوس لهذا الدور.

                                                      عقد مبابي مع سان جيرمان حتى 2025 (أ.ب)
في غضون ذلك، تحسن وضع بوكيتينو بفضل مبابي الذي تحدث عن «علاقته الكبيرة» مع المدير الفني. ويتناقض هذا بشكل مباشر مع موقف النادي تحت قيادة ليوناردو الذي حاول مراراً وتكراراً التعاقد مع زين الدين زيدان لتولي قيادة الفريق؛ لكن بوكيتينو لا يزال بإمكانه حتى الآن إنهاء العام الأخير من عقده. وقد تمتد سلطة مبابي إلى أن يكون له رأي في التعاقدات الجديدة التي سيبرمها النادي، على الرغم من أن مبابي نفسه قد نفى ذلك. ووفقاً لصحيفة «ليكيب»، فقد وافق مبابي على البيع المحتمل لنيمار خلال الصيف الجاري.
وفي حين سيرفض الأشخاص التقليديون أن يتمتع لاعب بمثل هذه القوة والسطوة، فإن الوضع الجديد لمبابي يمثل تجربة مثيرة للاهتمام حقاً في عالم كرة القدم. وعلى الرغم من أن التنازلات التي قدمها النادي الباريسي لمبابي كانت ناتجة في المقام الأول عن الشعور باليأس من إمكانية تجديد اللاعب لعقده؛ حيث كان باريس سان جيرمان يخشى خسارة أفضل لاعب في العالم لمنافس رئيسي بشكل مجاني، فإن نفوذ اللاعب بهذا الشكل قد يكون منطقياً لكرة القدم الحديثة، في ظل الظروف المناسبة.
وبعد أن تعامل مبابي مع التغطية المستمرة لمستقبله بتوازن وروح دعابة وتطور في المستوى بشكل واضح، نمت سمعة وشعبية مبابي داخل وخارج باريس سان جيرمان.
من المؤكد أن منح لاعبي كرة القدم نفوذاً كبيراً في الأندية قد يسبب عديداً من المشكلات -نظراً لغرورهم وقلة خبرتهم، وحقيقة أن القرارات المتعلقة بالصفقات الجديدة قد تؤثر بشكل مباشر على مستقبلهم، بالإضافة إلى أن النفوذ الكبير للاعبين يمكن أن يقوض سلطات المدير الفني– لكن لا توجد شكوك كثيرة بشأن نضج مبابي وفكره، والآن بشأن ولائه وإخلاصه!
إنه اللاعب الأعلى أجراً والأكثر قيمة وتأثيراً في النادي. قد يقول باريس سان جيرمان إن مبابي هو اللاعب الأهم في صفوف الفريق، فلماذا إذن لا يتم التشاور معه بشأن القرارات الكبرى؟ إن التسلسل الهرمي الذي وضعه باريس سان جيرمان، على الرغم من 10 سنوات كاملة من المحاولات، فشل في أن يتمتع بالكفاءة اللازمة وسط مشاحنات ومشكلات مستمرة بين مختلف المديرين الفنيين والمديرين الرياضيين والقادة، بالإضافة إلى الفشل الواضح في سياسة الانتقالات.
وعلى الرغم من أن النادي قد سبق له أن أرضى غرور ونزوات بعض اللاعبين الآخرين، فإن هذه ستكون المرة الأولى التي سمح فيها للاعب بأن يشارك في عملية اتخاذ القرار.
قد يكون قرار مبابي بالبقاء في باريس سان جيرمان بمثابة زلزال لكرة القدم الأوروبية. وعلى الرغم من بعض العروض القوية التي قدمتها الأندية الإسبانية في المسابقات الأوروبية هذا الموسم، فإنه من الواضح للجميع أن قوة الدوري الإسباني الممتاز آخذة في التراجع. لقد كان الدوري الإسباني في السابق هو الذي يستقطب أفضل المواهب في العالم؛ لكنه خسر كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، كما خسر أهم مهاجمين في كرة القدم العالمية في هذا الجيل، بعد أن قرر مبابي البقاء مع باريس سان جيرمان، وانتقل إيرلينغ هالاند الذي كان يطارده كل من ريال مدريد وبرشلونة، إلى مانشستر سيتي.
وفي حين أن القوة المالية للدوري الإنجليزي الممتاز قد عززت مكانته وهيبته وموارده وجودة اللاعبين الذين يضمهم، فإن الأربعة دوريات الأخرى من البطولات الخمس الكبرى في أوروبا تتضافر معاً في هذه المجالات. إن الاهتمام الناتج عن استمرار مبابي في الدوري الفرنسي الممتاز يساعد في تعزيز مكانة الدوري وقدرته على المنافسة مالياً، وهو الشيء الذي كان يدركه جيداً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تحدث مراراً مع مبابي وهو يفكر في خياراته. لقد كان ماكرون والنادي يعولان بشدة على «مسؤولية» مبابي المزعومة تجاه فرنسا والدوري الفرنسي الممتاز. وقال مبابي عن ذلك: «لقد استمعت إلى نداء الوطن والعاصمة».
وقد تكون هناك تداعيات شخصية، وقارية، للطريقة التي اتخذ بها مبابي قراره بالبقاء في باريس سان جيرمان. لقد كان مبابي يضع كريستيانو رونالدو كمثل أعلى له عندما كان صغيراً، وكان من الواضح للجميع أن حلمه يتمثل في اللعب لريال مدريد. إنه لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وبالتالي فإن الانضمام إلى ريال مدريد لا يزال هدفاً ممكناً في مرحلة ما من حياته.
ولا يوجد أدنى شك في أن موهبته ستتغلب على كل شيء آخر؛ لكن رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز رجل له كبرياء، ويدير نادياً له كبرياء أكبر.
لقد اتصل به مبابي شخصياً لكي يشرح له الأسباب التي دفعته للبقاء في باريس سان جيرمان؛ لكن بيريز يشعر بالغضب، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يهدأ. وبعد أشهر من اقتراب ريال مدريد الشديد من التعاقد مع مبابي، لدرجة أن النادي كان قد بدأ يخطط بالفعل لطريقة تقديم اللاعب مع الصفقات الجديدة، شعرت كرة القدم الإسبانية بالضيق والغضب والإحباط بسبب تغيير مبابي لقراره. وبالتالي، إذا انضم مبابي إلى ريال مدريد في نهاية هذا العقد الممتد لثلاث سنوات، أو حتى قبل ذلك مقابل رسوم انتقال ضخمة، فقد يواجه بعض المعارضة في النادي الملكي.
لقد رفض أنطوان غريزمان برشلونة علناً، عبر فيلمه الوثائقي «القرار» في 2018 قبل الانتقال إلى النادي الكاتالوني بعد ذلك بعام واحد. ونتيجة ذلك، لم يتلقَّ اللاعب الفرنسي ترحيباً حاراً من قبل زملائه الجدد ومن قبل الجماهير. قد يواجه مبابي المشاعر نفسها من مشجعي ريال مدريد ولاعبيه، إذا انتقل في النهاية إلى إسبانيا. أما في الوقت الحالي، فإن تغيير رأيه يعد انتصاراً سياسياً كبيراً لباريس سان جيرمان، ولملاكه القطريين على وجه التحديد، نظراً لأن رفض أهم لاعب في العالم حالياً الانتقال إلى إسبانيا، على الرغم من ورود تقارير عن تقديم ريال مدريد عرضاً مالياً مشابهاً؛ بل وربما أفضل قليلاً، يُظهر المكانة التي وصل إليها باريس سان جيرمان الآن. وبالتالي، قد يرى ملاك النادي أن هذه الخطوة من جانب مبابي تُعد دليلاً ملموساً على أن باريس سان جيرمان أصبح من العلامات التجارية الرياضية الكبرى في العالم، وهو الهدف الذي أعلن المُلاك عن رغبتهم في تحقيقه عند الاستحواذ على النادي قبل عقد من الزمن.
ناصر الخليفي هو رئيس باريس سان جيرمان، وهو صاحب القوة المالية؛ لكن مبابي قد يصبح قريباً مركز النفوذ في ملعب «حديقة الأمراء».
وإذا تم إجراء اقتراع حول من سيكون القائد الحقيقي لباريس سان جيرمان، فلن تكون هناك حاجة لشطب أسماء بوكيتينو وكامبوس، نظراً لأن الخيار الوحيد سيكون هو مبابي!


مقالات ذات صلة

ليون ونيس يتعرَّضان لعقوبة بسبب سوء سلوك الجماهير

رياضة عالمية عُوقب نادي أولمبيك مرسيليا بغلق ملعبه لمباراة واحدة مع إيقاف التنفيذ (أ.ف.ب)

ليون ونيس يتعرَّضان لعقوبة بسبب سوء سلوك الجماهير

أعلنت لجنة الانضباط التابعة لرابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم أن أولمبيك ليون ونيس عُوقبا بغلق جزئي لمدرجات ملعبيهما في مباراة واحدة لكل منهما بسبب سلوك جماهيرهم

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية برسنيل كيمبيمبي (رويترز)

باريس سان جيرمان يستعيد كيمبيمبي بعد غياب طويل

استعاد فريق باريس سان جيرمان الفرنسي نجمه برسنيل كيمبيمبي بعد غياب طويل عن الملاعب بوجوده في القائمة التي تستعد لمواجهة بايرن ميونيخ الألماني.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية تزيربي قال إنه مستمر في منصبه مدرباً لمرسيليا (أ.ف.ب)

دي تزيربي: لم أترك شاختار وهو تحت قصف بوتين... فكيف بمرسيليا؟!

أكد المدرب الإيطالي لنادي مرسيليا الفرنسي لكرة القدم روبرتو دي تزيربي، الجمعة، أنه لم يفكر قط في الاستقالة من منصبه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية زكريا أبوخلال (أ.ف.ب)

المغربي أبوخلال يستعيد التوهج بعد المعاناة

بداية حالمة، جدل، إصابة خطيرة وخيبة أمل... هذا مشوار زكريا أبوخلال مع فريقه تولوز الفرنسي الذي انتعش مؤخراً بفصل جديد مع عودة المهاجم الدولي المغربي.

«الشرق الأوسط» (تولوز)
رياضة عالمية سان جيرمان يتأهب لجولة جديدة في الدوري الفرنسي (أ.ف.ب)

الدوري الفرنسي: مباراة سهلة لسان جيرمان... وقمة بين موناكو وبريست

يسعى باريس سان جيرمان إلى تعزيز صدارته عندما يستضيف تولوز، العاشر (الجمعة)، في افتتاح المرحلة الـ12 من بطولة فرنسا في كرة القدم.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.