إيلين دي جينيريس... دموع وضحكات ونجمات في وداع إعلامية مثيرة للجدل

الحلقة الأخيرة من برنامج إيلين دي جينيريس (أ.ب)
الحلقة الأخيرة من برنامج إيلين دي جينيريس (أ.ب)
TT

إيلين دي جينيريس... دموع وضحكات ونجمات في وداع إعلامية مثيرة للجدل

الحلقة الأخيرة من برنامج إيلين دي جينيريس (أ.ب)
الحلقة الأخيرة من برنامج إيلين دي جينيريس (أ.ب)

«منذ عشرين عاماً، عندما كنت أحاول أن أبيع هذا البرنامج للمحطات التلفزيونية، لم أتصوّر أنني سأصل إلى حيث أنا». بهذا الاعتراف، افتتحت إيلين دي جينيريس الحلقة الأخيرة من برنامجها الشهيرThe Ellen Show.
وها هي، بعد عشرين عاماً وتسعة عشر موسماً من البرنامج الحواري التلفزيوني الأشهر عالمياً، تصل إلى محطة النهاية، بعد بلوغ قمّة الشهرة وإثارة الجدل في الوقت ذاته.
إيلين، البالغة اليوم 64 عاماً، والمعروفة بخفّة ظلّها وباحترافها زرع الابتسامات والضحكات على وجوه ضيوفها ومتابعيها، لم تستطع أن تحبس دموعها خلال الحلقة الوداعيّة.
وقفت في وسط الاستوديو الذي كاد يتحوّل إلى بيتها على مدى السنوات الـ19 الماضية، وقالت: «إذا استطاع هذا البرنامج أن يمنحكم البسمة والطاقة في فترات حزنكم وآلامكم، أكون قد أنجزت عملي. لقد غيّرنا حياة الناس، أما أنا فقد غيّر هذا البرنامج حياتي إلى الأبد، وهو أعظم تجربة مررتُ بها... تجربة أبعد من الخيال». هنا، غصّت إيلين بدموعها، وخانها صوتها، لكنّ سيّدة الفرح والإيجابية ألحَقت تلك اللحظة المؤثّرة برقصة أخيرة مع DJ البرنامج «تويتش»، الذي رافقها منذ عام 2014. جالت في أرجاء الاستوديو راقصة، وصافحت الحضور الذي تنوّع بين شخصيات عامة وأصدقاء للبرنامج ولمقدّمته.

إيلين... بين اللحظات التلفزيونية الورديّة والكواليس السامّة

مرة أخيرة جلست إيلين على كرسيّها الأبيض واستقبلت أولى ضيفات الحلقة الأخيرة. فكما افتتحت برنامجها في عام 2003 مع نجمة مسلسل «فريندز» جنيفر أنيستون، اختارت أن تختم. وكما رحّبت أنيستون بمضيفتها منذ عقدين ببساط صغير كُتب عليه «أهلاً وسهلاً»، ودّعتها ببساط مشابه، إنما مع عبارة «شكراً للذكريات الجميلة».


دي جينيريس مع الممثلة جنيفر أنيستون، ضيفة الحلقة الأخيرة «AP».

غير أنّ الذكريات لم تكن كلها ورديّة في برنامج إيلين، فمنذ سنتين طُرحت علامات استفهام كثيرة حول بيئة العمل السامّة في الكواليس، حيث أعلن عدد من الموظفين السابقين أنهم تعرّضوا لمضايقات وتعليقات عنصرية وتهديدات. وقال العاملون الذين اختاروا أن يفضحوا ما يجري، إنّ الروح السائدة وسط فريق العمل تناقض كلياً شعار البرنامج «Be Kind» (كن لطيفاً). وذهبوا إلى حدّ القول إنّ الهدايا والأعمال الخيرية واللحظات الإنسانية كانت فقط أمام الكاميرا، أما وراءها فكان الوضع مغايراً كلياً.
قالت إيلين إنها لم تكن على علمٍ بتفاصيل ما يحدث في كواليس برنامجها، إلا أنها اتُهمت بترؤس بيئة مهنية سامّة وبإهمال استقرار زملائها النفسي، هي المدافعة الأولى عن الصحة النفسية، ركّزت كثيراً على ما يدور على الهواء، ونسيت ما يختبئ تحته، ما أدى إلى انفجار قنبلة الغضب في وجهها.
عمدت الشركة المنتجة حينها إلى طرد ثلاثة من منتجي البرنامج، وبعد فترة وجيزة اعتذرت إيلين علناً عمّا حصل، أصرّت أنّ ما جرى كان مفبركاً بغية استهدافها.
وفيما بدا كأنه ردّ فعل على الفضيحة، أعلنت إيلين لاحقاً طي صفحة The Ellen Show الأخيرة، نافية أن تكون للقرار علاقة بما حصل، وتاركة أسئلة كثيرة لدى متابعيها، هي التي أسست خلال مشوارها التلفزيوني لثقافة الصدق والبَوح.
كثيرون هم الضيوف الذين أسقطوا الأقنعة وجاهروا بما في قلوبهم عبر برنامجها، متأثرين ربما بجرأتها يوم أعلنت على الملأ عن هويتها الجنسية عام 1997، ثم توالت اعترافاتها في هذا الإطار وكان أبرزها الإفصاح عن خطبتها من شريكتها، بورتيا دي روسي، عام 2008.
على مدى أكثر من 3250 حلقة تلفزيونية، أرست إيلين ثقافة الضحك أيضاً، فاشتُهرت بالمقالب التي كانت تُنفّذها في البرنامج لتثير ذعر ضيوفها المشاهير.
كان الضحك على الموعد كذلك في الحلقات التي خصصتها للأطفال ولمواهبهم، ولحكاياتهم الطريفة والعفويّة. وقد لعبت تلك الحلقات دوراً كبيراً في زيادة شعبية إيلين ونسبة مشاهدة البرنامج.
https://www.youtube.com/watch?v=bi2NgISjcgI
لم تميّز في اختيار الضيوف. أهدت «15 دقيقة شهرة» لكل أميركية وأميركي تقريباً. فاجأتهم على الهواء بإعلان خطبة، أو بتنظيم حفل زفاف، أو بهدية كانوا يحلمون بها، أو بعاصفة من النقود تنهمر فوق رؤوسهم!
مع الوقت وتَراكُم الحوارات العفويّة والمفاجآت السارّة، زاد عشق الناس لإيلين. فتحت الاستديو للجميع؛ من أصغر طفلٍ في أبعد ولاية أميركية، إلى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما... مروراً ببيل غايتس، وديفيد بيكهام، وميشال أوباما، وعائلة كارداشيان، وهيلاري كلينتون، وجورج كلوني، وجاستن بيبر، وكلينت إيستوود، وغيرها من الأسماء المعروفة التي لا تُحصى.


بينك... الضيفة الثانية في الحلقة الوداعيّة (AP)

بالعودة إلى مجريات الحلقة الأخيرة، حلّت المغنية الأميركية «بينك» ضيفة ثانية، فقدّمت أغنية وداعيّة لإيلين وتحدّثت من القلب قائلة: «هذا شعور غريب بالنسبة لي، ولا أريد البكاء»، مذكّرة بأنّ إيلين غيّرت حياة الناس وساعدتهم في العثور على سعادتهم.
الحلقة الوداعيّة التي صُوّرت في 28 أبريل (نيسان) الماضي، وعُرضت بعد شهر من تاريخ التصوير، سجّلت حضوراً نسائياً طاغياً على مستوى الضيوف. فبعد «بينك»، دخلت المغنية بيللي آيليش إلى الاستديو، هي التي كانت تبلغ من العمر سنة واحدة يوم انطلق The Ellen Show. شكّل حضورها إشارة إلى أنّ إيلين حرصت منذ البداية على منح فرصة الظهور للأجيال كافة، وهي التي قدمت آيليش تلفزيونياً للمرة الأولى يوم كانت تبلغ 16 عاماً، وتنطلق للتوّ في رحلتها الفنية.


إيلين مع المغنية بيلي آيليش (AP)... «باي إيلين»

كما افتتحت حلقتها بالدموع، ودّعت إيلين الجمهور بتأثّر عالٍ. «طيلة هذه الرحلة، كان الحب محرّكي الأول... لطالما شعرت بالامتنان لدى تحديقي في وجوهكم، والآن فقط أستوعب أنها نهاية فصل من حياتي».
لم نرَ إيلين متأثرة إلى هذا الحدّ كما في تلك الحلقة، هي التي تمنّت في الختام أن تكون قد ألهمت الناس خلال السنوات الـ19 الماضية بأن يكونوا أنفسهم الحقيقيين. ذكّرتهم بأنّ التعاطف مع الآخر يجعل العالم مكاناً أفضل. وقبل أن تقول «Bye» بصوتٍ مخنوق، همست في آذان مشاهديها الأوفياء: «أشعر بحبكم وها أنا أرسله إليكم».

في مقابلة أجرتها إيلين مع مجلة «People» بعد تصوير الحلقة بثلاثة أسابيع، اعترفت بأنها لم تكن ترغب بالانهيار، غير أن التماسك كان صعباً. «أغرقتني المشاعر وغلبت مهنيتي... أعرف أنّ الوقت حان لأطوي الصفحة وأقوم بشيء جديد، لكن الموضوع صعبٌ جداً».
وقد يكون تأثّر إيلين تَضاعف بفعل تراكُمات السنتَين الأخيرتَين، التي طُرحت خلالها علامات استفهام عدة حول برنامجٍ يحاضر بالطيبة والخير، ويمارس العكس خلف الكواليس.



عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)
عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)
TT

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)
عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس، وإن الاستقبال الذي حظي به في المهرجانات السينمائية مهد طريقه إلى الجمهور مع بدء عرضه في دور السينما بمصر والدول العربية.

وأكد الفنان الشاب في حواره مع «الشرق الأوسط» أن علاقته بالكلب «رامبو» مرت بمراحل عدة وأنه ظل يتدرب معه طوال 4 أشهر حتى أصبحا صديقين، مشيداً في الوقت نفسه بالعمل مع المخرج خالد منصور الذي أدار العمل بحرفية، ولفت إلى أنه يحب العمل مع مخرجين في تجاربهم الأولى؛ حيث يكون لديهم الشغف والرغبة في تحقيق الذات.

ويعد فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» أولى بطولات عصام عمر السينمائية، بعدما بدأ مشواره في المسرح ممثلاً ومخرجاً، كما شارك في مسلسلات تلفزيونية عدة، من بينها «في بيتنا روبوت»، و«الآنسة فرح»، و«منورة بأهلها»، غير أن الجمهور تعرف عليه بشكل أكبر من خلال مسلسل «بالطو»، الذي أدى فيه دور طبيب حديث التخرج يواجه ظروفاً صعبة أثناء انتدابه للعمل بإحدى القرى، وهو العمل الذي كشف عن حضوره وموهبته، وفق نقاد.

الفنان عصام عمر خلال مشاركته ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر (حسابه على فيسبوك)

ويصف الفنان المصري لحظة تلقي سيناريو الفيلم بـ«الفارقة»، وأضاف: «أحببت الفيلم لأنني أميل لهذه الأدوار التي تروي حكايات الناس، وفي السينما عندنا يقومون بتصنيف الأفلام يقولون إن بعضها (أرت هاوس)؛ أي تعني أفلاماً فنية لا تحقق إيرادات، وهناك أفلام تجارية تحقق إيرادات، وكأن الأموال هي معيار كل شيء، لكنني حين قرأت سيناريو الفيلم شعرت بأنه حقق كل شيء على مستوى الكتابة الجيدة ورسم الشخصيات، فهو عمل يمزج بين المتعة وجودة المستوى الفني والقصة الشيقة».

الرحلة التي قطعها الفيلم بين المهرجانات الكبرى كان عصام عمر شاهداً عليها، ومع بداية عرضه الافتتاحي في مهرجان «فينسيا السينمائي» الـ81 أعاد العمل السينما المصرية إلى هذا المهرجان العريق بعد غياب، إضافة إلى أنه حظي باستقبال لافت في العروض الثلاثة له، وفي عرضه العربي الأول بمهرجان البحر الأحمر السينمائي خلال دورته الرابعة حيث حاز الفيلم دعماً من المهرجان، وشارك بمسابقة الأفلام الطويلة، ليتوج بجائزة لجنة التحكيم الخاصة.

الفنان المصري عصام عمر بطل فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» (حسابه على فيسبوك)

وفي مهرجان قرطاج شهدت عروض الفيلم حضوراً مميزاً من الجمهور، حيث يقول عصام: «كنا سعداء بكل ما تحقق للفيلم من نجاح أمام الجمهور العربي والأجنبي الذي أحبه وأشاد به، والآن نتطلع ليحقق نجاحاً مماثلاً أثناء عرضه في دور السينما بمصر والدول العربية، وأنا واثق بأن هذه المهرجانات ستمهد طريقه للجمهور في كل مكان».

ويرى عمر أنه «ليس مطلوباً من الأفلام أن تقدم رسائل طول الوقت، وسواء كان العمل دراما اجتماعية أو كوميدية أو أي نوع آخر، فلا بد أن يشعر المشاهد بشيء، وهذا ما حدث معي وأنا أقرأه، وحتى بعدما شاهدته شعرت بإحساس أتمنى أن يشعر به الجمهور».

وفي مشاهد الفيلم يشعر المشاهد بأن هناك علاقة وطيدة بين عصام و«الكلب رامبو» حتى تصور البعض أنه كلبه الخاص، لكن الحقيقة غير ذلك، إذ مرت علاقتهما بمراحل عدة خلال التصوير، يقول عنها عصام: «لم تكن عندي مشكلة في التعامل مع (رامبو)، لكننا احتجنا في البداية للتدرب على المشاهد التي تجمعنا، وهي كثيرة، وبعد أن اشتغلت معه لأشهر أصبحنا صديقين، ثم جاء المدربون وقالوا (لا بد أن تبتعد عنه قليلاً لأنه بدأ يسمع كلامك أكثر منا)، وبالتالي لن يستطيعوا توجيهه في التصوير، فابتعدت عنه لفترة ثم عدنا مرة أخرى، وأنا لا أنكر أنها كانت تجربة صعبة، لكنني لا أحب الاستسهال، وأُدرك أن كل شيء مميز في الفن والحياة ينطوي على قدر من الصعوبة».

ملصق الفيلم (الشركة المنتجة)

ومثلما هي أول بطولة سينمائية لعصام عمر فإنه أيضاً أول فيلم طويل للمخرج خالد منصور، الذي يقول عنه عصام: «من اللحظة الأولى التي التقيت فيها خالد عرفت أنه مخرج واعٍ يعرف ما يريده، إضافة إلى أنه يعشق عمله ويخلص له، كما أحببت جداً التعاون معه، ورغم أنني لم أكن أول ممثل يرشح لبطولة العمل، لكنني حمدت الله أنه وصل إليّ في النهاية، وقد سعدت بعملي مع فريق الفيلم ومع خالد منصور، الذي أعتبره إنساناً رائعاً قبل أن يكون مخرجاً موهوباً».

وينفي عمر تردده في العمل مع مخرجين جدد، قائلاً: «لم أخض تجارب سينمائية سابقة تجعلني أقول إنني أحب العمل مع مخرج بعينه، كما أنني لست ممثلاً كبيراً حتى يقال إنني أُخاطر بالعمل مع مخرج جديد، والأهم أنني أحب العمل مع مخرجين يقدمون أعمالهم الطويلة للمرة الأولى؛ لأن لديهم شغفاً أكبر ورغبة قوية في تحقيق الذات».

عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

بعد «رامبو» أحب عصام عمر السينما وبدأ يركز عليها، وعن ذلك يقول: «أتمنى أن أقدم أفلاماً كثيرة، وأن يكون لي سجل حافل بأعمال جيدة يحبها الناس، ولست مستعجلاً في ذلك، فأنا أحرص على اختيار أعمال تناسبني وتتوافق مع رغبتي في تقديم أدوار فنية تلامس ذائقة الجمهور، وسيعرض لي في عيد الفطر القادم فيلم (سيكو سيكو) من إخراج عمر المهندس مع خالد الصاوي، وطه الدسوقي، وتارا عماد، وديانا هشام، كما أقوم بتصوير فيلم (فرقة الموت) مع أحمد عز ومنة شلبي وآسر ياسين، وإخراج أحمد علاء الديب».

وفي ختام حديثه، كشف عصام أنه يصور حالياً مسلسلاً جديداً ينافس به في موسم رمضان المقبل بعنوان «نص الشعب اسمه محمد» وهو عمل «لايت كوميدي» كتبه محمد رجاء، ومن إخراج عبد العزيز النجار، ويشاركه في البطولة رانيا يوسف، ومايان السيد، ومحمد محمود، ومحمد عبد العظيم.