واشنطن تحبط هجمات سيبرانية إيرانية على مستشفى للأطفال

«إف بي آي» حذر من التركيز على روسيا على حساب تهديدات أخرى

واشنطن تحبط هجمات سيبرانية إيرانية على مستشفى للأطفال
TT

واشنطن تحبط هجمات سيبرانية إيرانية على مستشفى للأطفال

واشنطن تحبط هجمات سيبرانية إيرانية على مستشفى للأطفال

حذر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) من أن تركيز الولايات المتحدة على الأزمة من روسيا قد يشتت من انتباهها في ملفات أخرى كالصين وإيران وكوريا الشمالية.
وأشار راي في حديث ألقاه في مؤتمر للأمن السيبراني في جامعة بوسطن مساء الأربعاء إلى محاولات هذه البلدان المستمرة شن هجمات سيبرانية على الولايات المتحدة، كاشفاً عن استهداف إيران لمستشفى أطفال في بوسطن في يونيو (حزيران) من العام الماضي.
وقال راي إن قراصنة يعملون لصالح الحكومة الإيرانية حاولوا الصيف الماضي اختراق شبكات الكومبيوتر في المستشفى وإلحاق أعطال به، واصفاً ما جرى بـ«أحد أحقر الهجمات السيبرانية التي رأيتها في حياتي». وقال راي إن مكتب التحقيقات تمكن من التجاوب بسرعة لحماية الشبكة والأطفال المرضى الذين يعتمدون عليها «بفضل معلومات من قبل شريك استخباراتي قبل الاعتداء الأمر الذي سمح للمكتب بإبلاغ المستشفى ووقف الخطر المحدق بشبكته فوراً».
ويعد مستشفى بوسطن للأطفال من أكبر المراكز الصحية المعنية بعلاج الأطفال في الولايات المتحدة، ويحتوي على أكثر من 400 سرير طبي لمعالجتهم.
بدوره، أكد عميل «إف بي آي» الخاص في مكتب بوسطن جوزيف بونافولونتا في حديث مع الصحافيين أنه لم يتم دفع أي فدية خلال الهجوم السيبراني، مضيفاً «لقد تمكنا من العمل مع المستشفى قبل الهجوم لإحباط أي تهديدات محدقة بنظام المستشفى قبل حصولها».
وقد ولد إعلان «إف بي آي» موجة من الانتقادات الجمهورية أبرزها ورد على لسان كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جيم ريش الذي وصف محاولة الاعتداء على المستشفى بـ«المقلق جداً» وغرد ريش: «لسوء الحظ ما جرى يتناسب مع نظام متناغم مع الإرهاب العالمي».
وهذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها مكتب التحقيقات الفيدرالي عن هجوم محدد من هذا النوع، وكان المكتب أصدر في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تحذيراً عاماً من استهداف قراصنة إيرانيين لشبكات بنى تحتية أميركية من دون تحديدها.
من ناحية أخرى حذر راي من تصعيد في احتمال حصول هجمات سيبرانية روسية ضد الولايات المتحدة، قائلاً بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي في حالة «تأهب قتالي» على مدار الساعة بسبب غزو الكرملين لأوكرانيا. وأضاف راي: «رأينا أن الحكومة الروسية اتخذت خطوات استعدادية لشن هجمات سيبرانية مدمرة في الداخل الأميركي والخارج» لكنه أشار إلى أن هجمات من هذا النوع لم تحصل حتى الساعة مؤكداً أن وكالات الاستخبارات ستبقى في حالة تأهب كامل قائلاً: «نحن نتوقع أن تصبح أنشطتهم السيبرانية مدمرة أكثر مع استمرار أدائهم الضعيف في الحرب…».


مقالات ذات صلة

تقارير: قرصنة صينية لأنظمة تنصت أميركية

الولايات المتحدة​ رسم يُظهر العلمين الأميركي والصيني من خلال زجاج مكسور (صورة توضيحية - رويترز)

تقارير: قرصنة صينية لأنظمة تنصت أميركية

أفادت صحيفة أميركية بأن قراصنة إلكترونيين من الصين تمكّنوا من الوصول إلى شبكات مقدمي خدمات النطاق العريض في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب برفقة أنصاره في شانكسفيل في بنسلفانيا (أ.ب)

واشنطن لتوجيه اتهامات جنائية ضد قراصنة سيبرانيين مرتبطين بإيران

تستعد السلطات الفيدرالية لتوجيه اتهامات جنائية ضد قراصنة سيبرانيين مرتبطين بإيران سعوا إلى اختراق حملة الرئيس السابق دونالد ترمب والتأثير في انتخابات الرئاسة.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بايدن يتحدث في البيت الأبيض

جمهوريون يطالبون بايدن بـ«رد حاسم» على خروقات طهران

بعد خروقات إيرانية أمنية متعددة للحملات الانتخابية الأميركية، أعرب جمهوريون عن استيائهم من غياب رد حاسم على ممارسات طهران.

رنا أبتر (واشنطن)
شؤون إقليمية رجل يقف أمام لافتة «ميتا» خارج المقر الرئيسي للشركة في كاليفورنيا (أسوشيتد برس)

«قراصنة» إيرانيون استهدفوا حسابات «واتساب» أميركية

قالت شبكة «ميتا» للتواصل الاجتماعي إنها أحبطت هجوم مجموعة قراصنة إيرانية في تطبيق «واتساب» على مسؤولين أميركيين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية القراصنة الإيرانيون استخدموا حسابات «واتساب» لاستهداف سياسيين مقربين من بايدن أو ترمب (رويترز)

حجب حسابات مرتبطة بإيران على «واتساب» استهدفت سياسيين أميركيين

أعلنت شركة «ميتا»، الجمعة، أنها حجبت عددا من الحسابات عبر تطبيق «واتساب» تعتقد أنها مرتبطة بمجموعة قرصنة إيرانية استهدفت سياسيين مقربين من بايدن أو ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بعد عام من 7 أكتوبر... تضارب روايتي أسر القتلى الإسرائيليين والحكومة «حول ما حدث»

عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
TT

بعد عام من 7 أكتوبر... تضارب روايتي أسر القتلى الإسرائيليين والحكومة «حول ما حدث»

عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو (أرشيفية - رويترز)

تقيم عائلات إسرائيلية في تل أبيب، الاثنين، مراسم تأبين مباشرة لذويها الذين سقطوا في هجوم حركة «حماس» الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بينما ستبث الحكومة مراسم مسجلة إحياءً لهذه الذكرى.

وسوف تركز المراسم التي ستنظمها العائلات على الإخفاقات والبطولات التي ظهرت في هذا اليوم، بينما ستتناول الحكومة في تسجيلها ذكرى القتلى وشجاعتهم والأمل الذي ينبغي التحلي به، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

ويأتي هذا التناقض بين موقف العائلات والحكومة من مراسم التأبين ضمن حالة من الجدل الواسع يشهدها الشارع الإسرائيلي فيما يتعلق بسبل تذكر أسوأ أيام إسرائيل منذ قيامها قبل 76 عاماً.

لم يكن هناك جيش ولا دولة

وقال جوناثان شيمريز، أحد منظمي المراسم التي ستقيمها العائلات: «يمكننا القول إنها حرب على طريقة سرد (قصة الهجوم)».

وأضاف: «سوف تروي هذه الذكرى قصة ما مررنا به في السابع من أكتوبر. لم يكن هناك جيش، ولكن كان هناك جنود. لم تكن هناك دولة، ولكن كان هناك مواطنون. وأعتقد أن مراسم التأبين الحكومية لن تتطرق إلى الأخطاء التي حدثت».

يسكن شيمريز تجمع «كفار عزة» السكني، الذي تعرّض لهجوم عنيف خلال هجوم «حماس». واحتجز مسلحون شقيقه رهينة في غزة قبل أن يُقتل في هجوم شنته إسرائيل بالخطأ خلال محاولته الفرار.

وقال شيمريز: «الشريط المسجل الذي ستعرضه الحكومة ومراسم التأبين الأخرى لن تعكس الطريقة التي نرغب من خلالها تذكر ما حدث في السابع من أكتوبر». وأضاف أن أي حكومة لا تتحمل مسؤولية إخفاقاتها هي حكومة منفصلة عن شعبها.

أما الوزيرة ميري ميريام ريجيف فهي مسؤولة مراسم التأبين الرسمية. وهي من أشد المؤيدين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ويواجه نتنياهو انتقادات شديدة لعدم تحمله المسؤولية عن الإخفاقات المخابراتية والعسكرية التي أدت إلى هجوم السابع من أكتوبر، الذي تقول إحصاءات إسرائيلية إنه تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة، وأشعل فتيل حرب مدمرة في غزة.

ويقول نتنياهو إن كل شيء سوف يخضع للتحقيق بعد انتهاء الحرب.

مراسم أوفاكيم

في الوقت نفسه، تظهر استطلاعات الرأي أن نتنياهو بدأ يستعيد شعبيته ولكن ببطء، بعد أن تراجعت بشدة في أعقاب هجوم «حماس». وأعلنت ريجيف عن خططها قبل شهر، قائلة: «أنا على دراية بالجدل الدائر بين الإسرائيليين من مختلف الأطياف».

وأضافت أن مراسم التأبين الرسمية سوف تبث بعد الفعالية التي ستنظمها العائلات من أجل تجنب أي نزاع. وصوّرت الحكومة مراسم التأبين في مدينة أوفاكيم الصغيرة بالقرب من الحدود مع قطاع غزة.

وأودى هجوم «حماس» بحياة أكثر من 40 إسرائيلياً من القاطنين في أوفاكيم. وقالت ريجيف: «لا يوجد بيت في إسرائيل لن يتأثر بالمراسم».

وكانت أوفاكيم في أحدث انتخابات معقلاً أيضاً لحزب «ليكود» اليميني المنتمي إليه نتنياهو، وكذلك لحلفائه المحافظين، وذلك على عكس التجمعات السكنية الأصغر في المنطقة، التي عادة ما تصوت لتيارات أكثر ليبرالية.

وأثار هذا أسئلة لدى كثيرين في إسرائيل؛ إذ عدّوها محاولة لتوجيه رواية الأحداث لمنحى معين.

وعند السماع بمراسم أوفاكيم، موّلت بعض العائلات المكلومة مراسم منافسة في المتنزه المركزي في تل أبيب. وفي غضون ساعات من الإعلان، حُجزت أكثر من 40 ألف تذكرة. لكن الجمهور من المرجّح أن يقتصر على ألف شخص؛ إذ إن الجيش لا يزال يقيّد حجم التجمعات العامة في مناطق كبيرة من إسرائيل بسبب خوفه من إطلاق صواريخ في الصراع المتصاعد مع جماعة «حزب الله» في لبنان.

ويشعر شيريل هوجيج، وهو من سكان أوفاكيم، بارتياب شديد تجاه قرار الحكومة تصوير مراسمها هناك. وشقيقته تسكن تجمعاً سكنياً قريباً، وتعرّضت لإصابات بالغة حينما أضرم أفراد من «حماس» النيران في منزلها.

ويساعد هوجيج في ترتيب المراسم الحية في تل أبيب. وقال: «مثلما تعلمون، فإن الساسة سيحاولون فعل أي شيء لجعل رواية الأحداث تصب في صالحهم». وأضاف: «لسنا بحاجة إلى فيلم مصطنع من تيك توك».