كشف مسؤول كبير في الشرطة الإسرائيلية، أمس (الخميس)، أن جهازه وبالتعاون مع المخابرات، أعدّ برنامجاً للتعقب الأمني وراء نشاط وخطاب مئات الشباب العرب من فلسطينيي 48 لمنعهم من العودة إلى النشاط وأي مظهر انتماء إلى هذا التنظيم.
وقال المسؤول، الذي رفض نشر اسمه، إن الجهود التي بُذلت في الشهور الأخيرة جعلتهم يحددون نحو 300 شاب عربي، متعاطفين مع أفكار «داعش» ومرشحين للانضمام إليه. ولكن، بما أنهم لم يتقدموا في خطوات تنظيمية، تقرر الاكتفاء بتتبع خطاهم ومراقبة تصرفاتهم من بعيد عبر تقنيات إلكترونية ملائمة.
وكانت أجهزة الأمن الإسرائيلية قد اتخذت سياسة متساهلة مع نشطاء تنظيم «داعش» في الماضي، ولم تعتقل إلا من سافر إلى سوريا وانضم إلى التنظيم وتدرب على السلاح وشارك في القتال. والأحكام التي صدرت بحقهم كانت خفيفة بشكل عام، بمعدل 20 شهر سجن. ولكن في أعقاب العمليتين المسلحتين اللتين نفّذهما ثلاثة شبان عرب في بني الخضيرة وبئر السبع، محمد أبو القيعان وأيمن وإبراهيم اغبارية، قبل نحو الشهرين، وقُتل فيهما 11 إسرائيلياً، قررت تغيير سياستها وتشديد القبضة على نشطاء «داعش».
وفي حين كانت المخابرات تشير إلى وجود نحو 100 شاب من ذوي الأفكار القريبة من «داعش»، أصبح عددهم بعد العمليتين المذكورتين، 300 شخص. وقال مسؤول الشرطة، في حديث لصحيفة «يسرائيل هيوم»، أمس (الخميس)، إن أجهزة الأمن قررت تغيير المعايير لتشخيص المقربين من «داعش»، ولذلك ارتفع عدد المشبوهين منهم. وإنها تتابع ما ينشرونه في الشبكات الاجتماعية والرسائل التي يرسلونها ويتلقونها، ولغة التخاطب والتصرفات والتحركات والعلاقات التي يقيمونها.
وكانت الشرطة والمخابرات قد ألقت القبض على عشرات الشبان العرب مواطني إسرائيل، في أعقاب العمليتين. وهناك عشرات آخرون يُمضون حكماً بالسجن وستنتهي محكوميتهم في القريب. ويقدَّر عددهم الدقيق بأربعين شخصاً. وتقررت مراقبتهم مع نحو 300 تم تحديدهم كمقربين من أفكار «داعش» وتم اعتقالهم للتحقيق وتفتيش بيوتهم ومصادرة منشورات وأعلاماً ورموزاً أخرى، وتقرر وضعهم تحت المراقبة والتعقب.
وأكد مسؤول الشرطة أن سبب اللجوء إلى هذه الطريقة هو جزء من الاستفادة من دروس الماضي، وبشكل خاص من تصرفات الشبان الذين نفذوا العمليتين. وأضاف: «تبين لنا أنهم يعودون عادةً إلى نشاطهم وانتمائهم. فمن نفّذوا العمليتين كانوا قد اعتُقلوا في إسرائيل وحُكم على بعضهم بالسجن وأعربوا عن الندم. ولكنهم عادوا إلى (داعش) في أول فرصة سنحت لهم. لذلك يكون من الخطأ الاكتفاء بحبسهم واستمرار تعقبهم بعد إمضائهم فترة الحكم».
وقال: «لقد اكتشفنا أن أمثال هؤلاء هم بمثابة صيد ثمين ليس فقط لرجالات (داعش)، بل يفتش عنهم الإيرانيون و(حزب الله) وغيرهما، فإذا لم نستبق الآخرين ونضبطهم، يمكن أن يتحولوا إلى طعم ثمين لتنظيمات أخرى تفتش عن متطوعين عقائديين مثلهم».
خطة لتعقب 300 ناشط من «داعش» في إسرائيل
متعاطفون مع أفكاره ولم يتقدموا في خطوات تنظيمية
خطة لتعقب 300 ناشط من «داعش» في إسرائيل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة