يصدر في دمشق قريبا كتاب «التراث السوري المعرّض للخطر»، للصحافي الأميركي د. فرانكلين لامب، الذي كان قد قام بمغامرات محفوفة بالمخاطر، حين تجول على عدد من المواقع التاريخية والأثرية الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش، وبعض المنظمات المسلحة الأخرى، في مناطق شهدت اشتباكات دامية. وقد تمكن د. لامب بمساعدة من بعض الأهالي في تلك المناطق، ومن خلال اتصالات سريّة، من الحصول على معلومات عن المواقع الأثرية التي تتعرض للتخريب والسرقة.
زار د. فرانكلين أيضا، على الرغم من المخاطر، مواقع أثرية في كل من مدن حلب وحمص وقلعة الحصن، لمعاينة الواقع فيها، والوقوف على الأضرار التي تعرضت لها المناطق الأثرية.
يتناول كتاب فرانكلين لامب، سنوات الحرب السورية الأربع، من منظورين خاصيّن: إذ يوثّق من جهة للتدمير الذي طال مواقع التراث في أرجاء البلاد، والخراب والدمار اللذين ألحقهما المتطرفون ولصوص الآثار وتجار السوق السوداء بالمواقع الأثرية. لكنه يتناول أيضا الموقف الرائع الذي لمسه في كل لقاء أو احتكاك بمواطن سوري، حيث أبدى الجميع قدرا عاليا من التعاون يعكس الحرص الشديد على إرث الماضي.
يتضمن الكتاب خمسة فصول:
الأول: سنوات الحرب السورية تدمر تراثنا الثقافي: لمحة عامة. الثاني: الحماية القانونية الوطنية والدولية لتراث سوريا الثقافي.
الثالث: هل فُقِدَ الفردوس؟ ذبحٌ صامت في الرقة.. مسجد يرمم في دمشق.
الرابع: «هذا لم يحصل في بلادنا».
الخامس: دعوة صريحة للمجتمع الدولي.
كما تضمن الكتاب جدولاً بالمواقع الأثرية المتضررة.
في الفصل الثالث حيث الرقة التي تذبح بصمت، يروي المؤلف أحداث مدينة الرقة التي كان عدد سكانها قبل اندلاع الحرب 220 ألف نسمة، وأصبحت منذ استيلاء «داعش» عليها خاضعة لعمليات إرهاب وإعدامات علنية.
ويحتوي الفصل على نص مقابلة أجراها المؤلف فرانكلين، مع أيهم آل فخري، أحد موظفي المديرية العامة للآثار والمتاحف الذي كان في الرقة أثناء دخول المنظمات المسلحة إلى المدينة، يصف خلالها وقائع وأشكال النهب الذي تعرض له متحف الرقة والمستودعات المجاورة له. يقول آل فخري إن مجموعة مسلحة تضم ما يقدر بمائة عنصر مقاتل، اقتحمت المتحف ومنزل الحارس أيضًا، في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسرقت الصناديق كافة، باستثناء اللوحات الفسيفسائية، حيث جرى نقل المسروقات إلى أماكن مجهولة. بعد ذلك، أغلقنا الأبواب والنوافذ جميعها بقضبان حديدية.
ويعلّق المؤلف فرانكلين قائلا: «من وجهة نظر تراثية ثقافية، تعدّ سرقة ما يقارب 900 قطعة أثرية من المتحف، بالإضافة إلى نقل 6 أو 8 صناديق أخرى مليئة بالآثار من المستودعات، كارثة. وفي 25 أبريل (نيسان) الماضي، قام أفراد من تنظيم داعش، باستخدام آلية حفر عملاقة ألمانية الصنع، من طراز (هايدريما Hydrma)، بتحطيم تمثالين لأسدين آشوريين، يُعتَقد بأن تاريخهما يعود إلى عام 727 قبل الميلاد تقريبًا».
مغامرة في مناطق خطرة بحثًا عن كنوز الماضي
كتاب الأميركي فرانكلين لامب «التراث السوري المعرض للخطر» إلى العربية
مغامرة في مناطق خطرة بحثًا عن كنوز الماضي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة