«الشارقة الثقافية»: اللغة العربية وتحديات العصر

«الشارقة الثقافية»: اللغة العربية وتحديات العصر
TT

«الشارقة الثقافية»: اللغة العربية وتحديات العصر

«الشارقة الثقافية»: اللغة العربية وتحديات العصر

صدر العدد (68) لهذا الشهر من مجلة «الشارقة الثقافية» التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة. وجاءت الافتتاحية بعنوان «الفنون الإسلامية والهوية المتجددة» (التي تتصف بالمرونة والانسياب، لذلك استطاعت أن تتخطى العديد من الحواجز وتجدّد هويتها من خلال التمازج الحضاري والتبادل الثقافي).أما مدير التحرير نواف يونس؛ فتوقف في مقالته «لغتنا الجميلة... وتحديات العصر» عند أهم الإشكاليات التي تواجه اللغة العربية وتؤثر فيها، وتشكل تحديات لها، إذ «نجد تلك الثنائية التي تعيشها مع اللهجة العامية أو الدارجة، وهي إشكالية نلاحظها في جل أقطارنا العربية، حيث توجد لغة داخل اللغة الأم، وهو ما يؤدي إلى اختلاف الألسنة فيما بيننا».
وفي تفاصيل العدد، تناول يقظان مصطفى، أحد علماء الرياضيات العرب هو (البتاني) مبتكر المفاهيم والمعادلات الهندسية، وتوقف وليد رمضان عند الأمير ليوني كايتاني مؤسس المدرسة «الاستشراقية الإيطالية الجديدة»، فيما جالت سليمى حمدان في ربوع مدينة حاصبيا اللبنانية التي تشتهر بصناعة الفخار وأشجار الزيتون، وكتب عادل عطية عن (بنها) مدينة العسل والآثار التي تشتهر بإنتاج عطر الورود.
أمّا في باب «أدب وأدباء»؛ فنقرأ «سيرة حامد عمار عميد التربويين العرب الذي كان ملهماً لكل الأجيال العربية الشابة» للدكتور محمد صابر عرب، ونقرأ مقالاً بعنوان «نقولا زيادة أحد كبار المؤرخين العرب في القرن العشرين» لعبد الرحمن الهلوش، وآخر عن «عالم الأديب سليمان الشطي الذي يعد رائد القصة القصيرة في الكويت» لأميرة المليجي، ونتعرف إلى تجربة الروائي الجزائري الحبيب السائح عبر مقال للدكتور هانئ محمد، ويكتب نبيل سليمان عن المشروع الذي يوثق أدب المهجر وتجدده، بينما تناول عزت عمر «رحلة السفرجل وقطار العمر وحساسية وليد إخلاصي»، ونتعرف إلى تجربة مجيد طوبيا ومشروعه، في مقالة للدكتور رضا عطية، أما ذكاء ماردلي فتناولت تجربة الشاعر سليمان العيسى، واستعرضت ثراء هانئ كتابات خليفة التليسي الذي يعد من رواد الحركة الفكرية والأدبية في ليبيا.
وفي باب «تحت دائرة الضوء» قراءات وإصدارات: «عربي بين ثقافتين... زكي نجيب محمود وصيغة ثقافية جديدة» لنجلاء مأمون، و«المعلقة المرآة... من الشروح إلى بلاغة الحجاج» أبرار الآغا، و«تمجيد البطولة بين الدراما والرمزية في (حكايات البحر)» بقلم مصطفى غنايم، و«تيار الوعي في رواية (جيد بما يكفي)» للدكتورة هويدا صالح، وغيرها.
وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لمجموعة من الكتاب العرب ومنها: سولاف هلال (رسائل) قصة، «قصة رسائل» الانفتاح الدلالي وقابلية التعميم - نقد - للدكتور. عاطف البطرس، رابعة الختام «مرافئ الأحباب تخبو» قصة قصيرة لعلاء النادي، و«انعكاسات على روح هائمة»، قصة قصيرة، لعواطف الجاروف، بالإضافة إلى الأبواب الثابتة.



«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر
TT

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

هي رواية تتنقل بخفة ولغة ساخرة بين المعاناة والحب والسياسة والفانتازيا والأساطير، تحمل اسم «عورة في الجوار»، وسوف تصدر قريباً عن دار «نوفل» للنشر والتوزيع، وتقع في 140 صفحة.

عن عوالمها وفضائها السردي، يقول تاج السرّ لـ«الشرق الأوسط»: «تروي هذه الرواية التحولات الاجتماعية، وحياة الريف المكتنز بالقصص والأساطير، وانتقال البلد إلى (العصرنة) والانفتاح ورصد التأثيرات الثقافيّة التي تهبّ من المدن إلى الأرياف، لكنها ترصد أيضاً تأثير الأوضاع السياسية المضطربة في السودان على حياة الناس العاديين وما تسببه الانقلابات العسكرية من معاناة على السكان المحليين، خاصة في الأرياف... إلى جانب اهتمامها بتفاصيل الحياة اليومية للناس، في سرد مليء بالفكاهة السوداء».

حمل غلاف الرواية صورة الكلب، في رمزية مغوية إلى بطل الرواية، الذي كان الناس يطلقون عليه لقب «كلب الحرّ» كتعبير عن الشخص كثير التنقلّ الذي لا يستقرّ في مكان. كان كثير التنقّل حيث يعمل سائق شاحنة لنقل البضائع بين الريف والعاصمة وبقية المدن، والزمان هو عام 1980، وفي هذا الوقت يلتقي هذا السائق، وكان في العشرينات من عمره بامرأة جميلة (متزوجة) كانت تتبضع في متجر صغير في البلدة التي ينحدرُ منها، فيهيمُ فيها عشقاً حتى إنه ينقطع عن عمله لمتابعتها، وتشمم رائحتها، وكأنها حلم من أحلام الخلود.

وعن الريف السوداني الذي توليه الرواية اهتماماً خاصاً، ليس كرحم مكاني فحسب، إنما كعلاقة ممتدة في جسد الزمان والحياة، مفتوحة دائماً على قوسي البدايات والنهايات. يتابع تاج السر قائلاً: «الريف السوداني يلقي بحمولته المكتنزة بالقصص والأساطير حتى الفانتازيا في أرجاء الرواية، حيث ترصد الرواية ملامح وعادات الحياة الاجتماعيّة... لتنتقل منها إلى عالم السياسة، والانقلابات العسكرية والحروب الداخلية، حيث تسجل صراعاً قبلياً بين قبيلتَين خاضتا صراعاً دموياً على قطعة أرض زراعية، لا يتجاوز حجمها فداناً واحداً، لكنّ هذه الصراعات المحلية تقود الكاتب إلى صراعات أكبر حيث يتناول أحداثاً تاريخيّة كالوقائع العسكريّة والحروب ضدّ المستعمِر الإنجليزي أيّام المهدي محمد أحمد بن عبد الله بن فحل، قائد الثورة المهديّة، ومجاعة ما يعرف بـ(سنة ستّة) التي وقعت عام 1888، حيث تعرض السودان عامي 1889 – 1890 إلى واحدة من أسوأ المجاعات تدميراً».

وعلى الصعيد الاجتماعي، ترصد الرواية الغزو الثقافي القادم من المدن إلى الأرياف، وكيف استقبله الناس، خاصة مع وصول فرق الموسيقى الغربية، وظهور موضة «الهيبيز»، وصولاً إلى تحرر المرأة.

رواية جديدة تتنقل بخفة ولغة ساخرة بين المعاناة والحب والسياسة والفانتازيا والأساطير، سوف تصدر قريباً عن دار «نوفل» للنشر.

يشار إلى أن أمير تاج السر روائي سوداني ولد في السودان عام 1960، يعمل طبيباً للأمراض الباطنية في قطر. كتب الشعر مبكراً، ثم اتجه إلى كتابة الرواية في أواخر الثمانينات. صدر له 24 كتاباً في الرواية والسيرة والشعر. من أعماله: «مهر الصياح»، و«توترات القبطي»، و«العطر الفرنسي» (التي صدرت كلها عام 2009)، و«زحف النمل» (2010)، و«صائد اليرقات» (2010)، التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2011، تُرجمَت أعماله إلى عدّة لغات، منها الإنجليزيّة والفرنسيّة والإيطاليّة والإسبانيّة والفارسيّة والصينيّة.

نال جائزة «كتارا» للرواية في دورتها الأولى عام 2015 عن روايته «366»، ووصلتْ بعض عناوينه إلى القائمتَين الطويلة والقصيرة في جوائز أدبيّة عربيّة، مثل البوكر والشيخ زايد، وأجنبيّة مثل الجائزة العالميّة للكتاب المترجم (عام 2017 بروايته «العطر الفرنسي»، وعام 2018 بروايته «إيبولا 76»)، ووصلت روايته «منتجع الساحرات» إلى القائمة الطويلة لجائزة عام 2017.

صدر له عن دار «نوفل»: «جزء مؤلم من حكاية» (2018)، «تاكيكارديا» (2019) التي وصلتْ إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب (دورة 2019 – 2020)، «سيرة الوجع» (طبعة جديدة، 2019)، «غضب وكنداكات» (2020)، «حرّاس الحزن» (2022). دخلت رواياته إلى المناهج الدراسيّة الثانويّة الإماراتيّة والبريطانيّة والمغربية.