إسرائيل تعود إلى أفريقيا وفق «الأمن الغذائي مقابل مكافحة الإرهاب»

TT

إسرائيل تعود إلى أفريقيا وفق «الأمن الغذائي مقابل مكافحة الإرهاب»

أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، أن مقولة «إسرائيل عادت إلى أفريقيا»، لم يعد شعاراً على الورق، بل إنه واقع دبلوماسي واقتصادي واجتماعي. وإن المعادلة التي تتطور العلاقات فيها مع القارة السوداء، قائمة على مبدأ «التعاون لتوفير الأمن الغذائي للملايين، مقابل تطوير التعاون لمكافحة الإرهاب».
وأشار لبيد، الذي كان يتحدث خلال مؤتمر عبر الفيديو نظمته السفارة الإسرائيلية في باريس، إلى أن وزارته تقيم علاقات «مع جميع الدول الأفريقية البالغ عددها 54 باستثناء 9 دول، كما أصبحت مراقباً في الاتحاد الأفريقي عام 2021». وأضاف «إسرائيل ستعزز علاقتها مع الدول الأفريقية، بهدف التنسيق معها في الحرب ضد الإرهاب، والتعاون في التكنولوجيا الفائقة لخلق فرص لملايين الإسرائيليين والأفريقيين على حد سواء، وتنمية علاقات دبلوماسية أعمق لتعزيز الشراكة التاريخية».
المعروف أن العلاقات بين إسرائيل والدول الأفريقية كانت مزدهرة في السنوات الأولى لقيام الدولة العبرية، حيث نظمت حملة لمساعدة الدول الأفريقية على تطوير مشاريع الزراعة والري مقابل تأييدها في الأمم المتحدة. ولكن هذه العلاقات انهارت بعد حربي 1967 و1973، حيث قطعت معظم الدول الأفريقية العلاقات الدبلوماسية. ومع انعقاد مؤتمر مدريد للسلام في سنة 1991، بدأت تعود العلاقات رويداً رويداً مع التركيز على الجوانب الأمنية والعسكرية.
ومع أن الدول الأفريقية تستورد من إسرائيل بالأساس أسلحة خفيفة، فإن قيمة هذه الصادرات تضاعفت سبع مرات بين 2009 و2017، من 71 إلى 460 مليون دولار، علماً بأن قيمة الصادرات العسكرية في سنة 2017 بلغت 7.5 مليار دولار (بيانات وزارة الدفاع الإسرائيلية الرسمية). لكن هناك مجالات عمل خفية لا مجال لتقدير حجمها، تتعلق بالتدريبات العسكرية التي يقوم بها قادة وحدات كوماندوس إسرائيلية سابقون، لمختلف الجيوش والمجموعات المسلحة في دول أفريقيا وفرق الحراسة الإسرائيلية لرؤساء وأنظمة حكم عدة، وحتى لرجال أعمال وشركات اقتصادية.
وعلى الرغم من زيادة عدد الدول الأفريقية التي تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، إلى 46 دولة، لا توجد سوى 11 سفارة إسرائيلية فيها، كل منها تدير العلاقات مع دولتين أو ثلاث أو حتى أربع دول في القارة. وقد جاءت تصريحات لبيد، أمس، في إطار جهوده لزيادة عدد السفارات، وإبداء اهتمام خاص بهذه الدول. ورصد ميزانية 40 مليون دولار لتقوية التمثيل الدبلوماسي في القارة. وحسب مصدر رفيع في وزارته، فإن «إسرائيل ترى في أفريقيا شريكاً استراتيجياً، لأسباب عدة، فبالإضافة إلى أهمية مواقفها في الأمم المتحدة، هناك ضرورة حيوية لها في مواجهة التمدد الإيراني وفي موقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر».
وتضع الحكومة الإسرائيلية خطة لتقوية العلاقات مع كل الدول الأفريقية، لكن مع التركيز على بعض منها والتي ترى فيها أهمية خاصة، وهي الدول العربية – مصر والسودان والمغرب، وكذلك الدولة التي تعدّها حليفة قوية، إثيوبيا.


مقالات ذات صلة

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

أفريقيا هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

بينما تستعد بريطانيا لتتويج الملك تشارلز الثالث (السبت)، وسط أجواء احتفالية يترقبها العالم، أعاد مواطنون وناشطون من جنوب أفريقيا التذكير بالماضي الاستعماري للمملكة المتحدة، عبر إطلاق عريضة للمطالبة باسترداد مجموعة من المجوهرات والأحجار الكريمة التي ترصِّع التاج والصولجان البريطاني، والتي يشيرون إلى أن بريطانيا «استولت عليها» خلال الحقبة الاستعمارية لبلادهم، وهو ما يعيد طرح تساؤلات حول قدرة الدول الأفريقية على المطالبة باسترداد ثرواتها وممتلكاتها الثمينة التي استحوذت عليها الدول الاستعمارية. ودعا بعض مواطني جنوب أفريقيا بريطانيا إلى إعادة «أكبر ماسة في العالم»، والمعروفة باسم «نجمة أفريقيا»، وا

أفريقيا «النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

«النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

مع تركيز مختلف القوى الدولية على أفريقيا، يبدو أن الاقتصادات الهشة للقارة السمراء في طريقها إلى أن تكون «الخاسر الأكبر» جراء التوترات الجيو - استراتيجية التي تتنامى في العالم بوضوح منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وتوقَّع تقرير صدر، (الاثنين)، عن صندوق النقد الدولي أن «تتعرض منطقة أفريقيا جنوب الصحراء للخسارة الأكبر إذا انقسم العالم إلى كتلتين تجاريتين معزولتين تتمحوران حول الصين وروسيا من جهة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المقابل». وذكر التقرير أن «في هذا السيناريو من الاستقطاب الحاد، ما يؤدي إلى أن تشهد اقتصادات أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انخفاضا دائماً بنسبة تصل إلى 4 في الما

أفريقيا السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، اليوم (الثلاثاء)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في السودان، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار ورفاهية البلاد وشعبها. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية السعودي، برئيس المفوضية، وتناول آخر التطورات والأوضاع الراهنة في القارة الأفريقية، كما ناقش المستجدات والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أفريقيا «مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

«مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة التطرف والإرهاب، التي تؤرق غالبية دول القارة الأفريقية، الأجندة الأوغندية، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الأفريقي، في شهر مايو (أيار) الجاري. ووفق المجلس، فإنه من المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة الإرهاب في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان له، أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيناقش نتا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة «التطرف والإرهاب»، التي تقلق كثيراً من دول القارة الأفريقية، أجندة أوغندا، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في مايو (أيار) الحالي. ومن المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي؛ لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب الإرهابية» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة «الإرهاب» في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان، أنه سيناقش نتائج الحوار الوطني في تشاد، ولا سيما المسألتين ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»
TT

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، عُقد في قطر، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم خلال الأشهر الخمسة الماضية.

استنفار أمني في نيجيريا (متداولة)

وأضاف موسى في مؤتمر «مراقبة الأمن الأفريقي»، في الدوحة، أنه بين 10 يوليو (تموز) و9 ديسمبر (كانون الأول)، استسلم 30426 مقاتلاً من «بوكو حرام»، إلى جانب 36774 امرأة و62265 طفلاً.

وأكد موسى أن العدد الكبير من عمليات نزع السلاح تعزى إلى مجموعة من العمليات العسكرية والحوار وإجراءات إعادة التأهيل.

يشار إلى أن الجيش كثيراً ما يتحدث عن استسلام مقاتلي «بوكو حرام» وعائلاتهم بأعداد كبيرة.

ويزعم العديد من أعضاء الجماعة الإرهابية السابقين أنهم ألقوا أسلحتهم بسبب الجوع والظروف المعيشية السيئة.

ولكن العدد الدقيق لأعضاء «بوكو حرام» غير معروف، وهو يقدر بعشرات الآلاف. وتقاتل الجماعة التي تأسست في دولة نيجيريا الواقعة في غرب أفريقيا من أجل إقامة «دولة إسلامية».

ونفذت لسنوات هجمات في البلدين المجاورين في أفريقيا الوسطى تشاد والكاميرون.

وتسبب التمرد «الجهادي»، على مدار أكثر من عقد من الزمان، في مقتل عشرات الآلاف.

مسلحون يختطفون ما لا يقل عن 50 شخصاً

في غضون ذلك، في أبوجا، اختطف مسلحون العشرات من الأشخاص في شمال غربى نيجيريا، حسبما أفاد السكان والشرطة لوكالة «أسوشيتد برس»، الثلاثاء، في أحدث حالة اختطاف جماعي في المنطقة. وقال السكان إن المسلحين اختطفوا ما لا يقل عن 50 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، في منطقة مارادون بولاية زامفارا الأحد.

وأكد يزيد أبو بكر، المتحدث باسم شرطة زامفارا، وقوع عملية الاختطاف لكنه لم يقدم تفاصيل إضافية. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الاختطاف، لكن السكان ألقوا باللوم على جماعات قطاع الطرق المعروفة بعمليات القتل الجماعي والاختطاف من أجل الفدية في المنطقة الشمالية التي تعاني من الصراع، ومعظمهم من الرعاة السابقين الذين هم في صراع مع المجتمعات المستقرة.

وأصبحت عمليات الاختطاف أمراً شائعاً في أجزاء من شمال غربى نيجيريا، إذ تستغل العشرات من الجماعات المسلحة قلة الوجود الأمني لتنفيذ هجمات على القرى وعلى الطرق الرئيسية. وغالباً ما يجري إطلاق سراح معظم الضحايا بعد دفع فدية تصل أحياناً إلى آلاف الدولارات.