شنغهاي ترفع قيود الإغلاق... والسكان قلقون من احتمال عودتها

أشخاص يتنزهون في شنغهاي بعد رفع قيود الإغلاق (إ.ب.أ)
أشخاص يتنزهون في شنغهاي بعد رفع قيود الإغلاق (إ.ب.أ)
TT
20

شنغهاي ترفع قيود الإغلاق... والسكان قلقون من احتمال عودتها

أشخاص يتنزهون في شنغهاي بعد رفع قيود الإغلاق (إ.ب.أ)
أشخاص يتنزهون في شنغهاي بعد رفع قيود الإغلاق (إ.ب.أ)

عادت مظاهر الحياة إلى مدينة شنغهاي الصينية، اليوم (الأربعاء)، بعد عزلة مريرة دامت شهرين في ظل إجراءات إغلاق صارمة بسبب «كوفيد - 19»، إذ عاد سكان المدينة لقيادة السيارات مجدداً أو التكدس في القطارات والحافلات من أجل العودة إلى العمل ويحدوهم أمل في ألا يمروا بتجربة مماثلة مرة أخرى، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
فقد عانى سكان أكبر مدينة في الصين، وعددهم زهاء 25 مليون نسمة، شهرين من الإحباط والضغط النفسي والخسارة الاقتصادية، إذ عارضت بلادهم الإجماع العالمي بخصوص عدم إمكانية هزيمة «كوفيد» بشكل حاسم وفرضت سياسة صارمة للقضاء على الجائحة، وقال الطالب الجامعي هانغ ميتشين: «أشعر أنني استعدت حريتي».
وتحدى عدّاؤون ومتزلجون ومحبون للمشي مع الكلاب، حرارة الطقس المشبعة برطوبة فعجّت بهم المتنزهات المطلة على النهر، وأخذ أصحاب المتاجر ينظفون نوافذها، وسار الموظفون لمكاتبهم لكن ليس بالأعداد التي كانت قبل تفشي المرض، إذ فرض كثير من الشركات عودة متقطعة إلى العمل.
ولم تعد الحياة إلى ما كانت عليه قبل كوفيد بشكل طبيعي، فلا يزال تناول الطعام داخل المطاعم محظوراً، ويمكن للمحلات أن تعمل بسعة 75 في المائة فقط وسيتم إعادة فتح الصالات الرياضية لاحقاً.
كما أن هناك طوابير طويلة في أماكن الفحص، إذ يحتاج السكان إلى نتائج سلبية حديثة لفحوصهم من أجل استخدام وسائل النقل العام ودخول المباني المختلفة، واصطف كثيرون في مراكز التطعيم.
ومن يرى الناس يلمس مدى قلقهم من احتمال عودة «كوفيد» ومعه القيود الصارمة على الحياة الاجتماعية. ويرتدي رجال الشرطة والموظفون في المكاتب العامة بدلات واقية كاملة، كما يضع الكثير من الركاب قفازات ودروعاً واقية للوجه ويضع الجميع الكمامات.

توقعات متضاربة
لدى الشركات أيضاً مواقف متضاربة بخصوص توقعاتها بعد الإغلاق الذي أضر بقطاعي التصنيع والتصدير في شنغهاي، وعطل سلاسل التوريد في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وفي أماكن أخرى، وأدى إلى تباطؤ التجارة الدولية.
فقد انكمش نشاط المصانع في الصين بشكل أقل حدة في مايو (أيار) مع استئناف بعض الإنتاج، لكنه لا يزال ثاني أكبر انخفاض شهري منذ فبراير (شباط) 2020 في المراحل الأولى من جائحة «كوفيد».
ويتوقع كثير من المحللين أن ينكمش الاقتصاد الصيني في الربع الثاني، وأن يكون الانتعاش عملية طاحنة تعتمد بشكل كبير على تطورات كوفيد، إذ من غير المرجح أن يستعيد المستهلكون والشركات الثقة على الفور.
لكن زيادة الاستهلاك كانت ملحوظة على بعض المنتجات، فقد أقبل السكان على المتاجر التي أُعيد فتحها لشراء فاكهة وخضراوات طازجة وغير ذلك من المنتجات التي كانوا يتوقون لها في أثناء الإغلاق عندما لم يتمكنوا دائماً من طلب كل ما يريدونه، معتمدين بشكل كبير على الطلبات الجماعية للإمدادات الأساسية مع الجيران.
وقالت امرأة تُدعى وانغ وهي تدفع دراجة محمّلة بمواد البقالة: «اشتريت بعض حبوب الصويا، ولم يكن من الممكن شراؤها من خلال عمليات الشراء الجماعية وبعض البروكلي وبعض الروبيان (الجمبري) هذا أول يوم لي بالخارج. شكراً لكم».

أثار أسلوب تعامل مدينة شنغهاي مع الإغلاق احتجاجات نادرة، حيث كان الناس يقرعون أحياناً الأواني خارج نوافذهم للتعبير عن استيائهم. كانت تلك مشاهد محرجة للحزب الشيوعي الحاكم في عام حساس، إذ من المتوقع أن يضمن الرئيس شي جينبينغ فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة.
ونشرت حكومة شنغهاي ما سمّته خطاب «شكر» للسكان، وكان أفراد الطاقم الطبي والشرطة والجيش والصحافيون وكوادر «القواعد الشعبية» من بين الكثير الذين حصلوا على تنويه خاص لمساهماتهم.
وجاء في الخطاب: «في ظل القيادة القوية للجنة المركزية للحزب الشيوعي وفي قلبها الرفيق شي جينبينغ، وبعد أكثر من شهرين من القتال المستمر، حققت المعركة الشاقة للدفاع عن شنغهاي إنجازاً كبيراً. هذه لحظة انتظرها الجميع... نود أن نشكر جميع مواطني شنغهاي على وجه الخصوص على دعمهم وتفانيهم».
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، رد بعض المستخدمين على الخطاب باحتفالات النصر، بينما طالب البعض الآخر برسالة اعتذار بدلاً من ذلك.
وعلّق أحد المستخدمين متسائلاً: «ألا يجب أن يحاسَب أولئك الذين يملكون نفوذاً كبيراً ويمكن أن يُلحقوا الأذى بالآخرين بشكل تعسفي؟».
وأخرج أكبر مرفق للحجر الصحي في شنغهاي، وهو قسم يضم 50 ألف سرير في المركز الوطني للمعارض والمؤتمرات، أمس (الثلاثاء)، آخر حالتين من حالات الإصابة بفيروس «كوفيد» من بين 174 ألفاً و308 حالات تم إيواؤها هناك وأعلن المرفق أنه مغلق.
لكن محنة الإغلاق في شنغهاي أضحت رمزاً لما يقول منتقدوه إنه عدم استدامة التزام الصين بسياسة صارمة لعدم تفشي فيروس «كورونا».


مقالات ذات صلة

المزاج الجيد قد يحسّن فاعلية بعض اللقاحات

صحتك المزاج قد يؤثر على فاعلية بعض اللقاحات (أ.ف.ب)

المزاج الجيد قد يحسّن فاعلية بعض اللقاحات

كشفت دراسة جديدة أن المزاج الجيد يمكن أن يُعزز فاعلية بعض اللقاحات، التي تعتمد على  تقنية الحمض النووي الريبي المرسال أو«mRNA»، مثل لقاح «كوفيد-19».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

23 ولاية تقاضي إدارة ترمب بسبب قرار سحب المليارات من تمويل قطاع الصحة

أقام ائتلاف من المدعين العامين بولايات أميركية دعوى على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الثلاثاء، بسبب قرارها سحب 12 مليار دولار من الأموال الاتحادية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بيتر ماركس شغل منصب رئيس قسم اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية (رويترز) play-circle

استقالة مسؤول اللقاحات في «الغذاء والدواء» الأميركية

استقال كبير مسؤولي اللقاحات في الولايات المتحدة أمس الجمعة احتجاجاً على ما وصفه بـ«معلومات مضللة وأكاذيب» يروج لها وزير الصحة الجديد، وفقاً لما أوردته تقارير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الفيروس اكتُشف في الخفافيش بمدينة فورتاليزا شمال شرقي البرازيل (رويترز)

اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في البرازيل

أعلن عدد من الباحثين عن اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في البرازيل، يتشابه مع فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) القاتل.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
الولايات المتحدة​ سيدة تقوم باختبار «كوفيد» في الفلبين (أ.ب)

بعد 5 سنوات من الجائحة... «كورونا» أصبح مرضاً متوطناً

بعد 5 سنوات من بدء جائحة «كورونا»، أصبح «كوفيد-19» الآن أقرب إلى المرض المتوطن، وفقاً لخبراء الصحة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب ينتظر اتصالاً من الصين بشأن أزمة الرسوم الجمركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT
20

ترمب ينتظر اتصالاً من الصين بشأن أزمة الرسوم الجمركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الصين تسعى للوصول إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن النزاع حول الرسوم الجمركية.

ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، كتب ترمب على منصة التواصل الاجتماعي «تروث»: «الصين أيضاً تريد عقد اتفاق، لكنهم للأسف لا يعرفون كيف يبدأون... نحن ننتظر اتصالهم. سيحدث هذا».

وأعلنت الصين، أمس، اعتزامها فرض رسوم جديدة بنسبة 34 في المائة على المنتجات الأميركية اعتباراً من الخميس المقبل، رداً على قرار ترمب فرض رسوم بنفس النسبة على السلع الصينية في الأسبوع الماضي.

وتعهدت الصين اليوم بأنها «ستناضل حتى النهاية»، وستتخذ تدابير مضادة ضد الولايات المتحدة لحماية مصالحها بعدما هدّد ترمب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50 في المائة على الواردات الصينية.

وقالت وزارة التجارة الصينية، في بيان اليوم، إن فرض الولايات المتحدة «الرسوم الجمركية المتبادلة» على الصين أمر «غير مبرر تماماً، ويعدّ ممارسة تقليدية للتنمر من جانب واحد».

وقال ترمب، أمس (الاثنين): «إذا لم تتراجع الصين عن الزيادة بنسبة 34 في المائة فوق ممارساتها التجارية طويلة الأمد المسيئة، وذلك بحلول يوم 8 أبريل (نيسان) 2025، فإن الولايات المتحدة ستفرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 50 في المائة على الصين، اعتباراً من 9 أبريل... علاوة على ذلك، سيتم إنهاء جميع المحادثات مع الصين بشأن الاجتماعات التي طلبوها».