حل البرلمان العراقي قد لا يحدث لكن التصعيد احتمال قائم

(تحليل إخباري)

TT

حل البرلمان العراقي قد لا يحدث لكن التصعيد احتمال قائم

في مطلع أبريل (نيسان) الماضي، نشر رئيس مجلس القضاء العراقي، فائق زيدان، مقالاً عن الإشكال الدستوري في تأخر انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة. قال حينها إن حل البرلمان، كمخرج للأزمة، قرار برلماني تصدره السلطات التنفيذية، وهذا ما لا يمكن أن يحدث الآن.
الآن، وبعد مرور شهر من هذا المقال، يتطوع سياسيون عراقيون بدعوى قضائية أمام المحكمة الاتحادية تطالب بحل مجلس النواب، ما يعني الذهاب إلى انتخابات مبكرة أخرى. بدت الدعوى غريبة، لأن القاضي زيدان أجاب عن أجوائها مسبقاً، وهي تأتي ضمن سياق من الأفعال السياسية المناهضة لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر.
يتداول خبراء وسياسيون عراقيون، هذه الأيام، أن الخطاب الغاضب للصدر، وفيه لوح بـ«ما لا يحمد عقباه جراء انسجام القضاء مع أفعال سياسية مشينة»، ساهم في إثارة القلق من زعيم التيار الصدري، وخلق المزيد من الاصطفاف ضده. ومع هذا الاصطفاف، وصل الإطار التنسيقي إلى حالة من الحنق السياسي، دفعته لتسريب موقفه الرامي إلى مواجهة الصدر، مواجهة تدشن، إن حدثت، حرباً داخلية.
وإن كان زعيم منظمة «بدر»، هادي العامري، يكذب احتمالات الاقتتال الداخلي، فالأجواء المشحونة يعبر عنها مدونون من المعسكرين؛ فصيل «سرايا السلام» التابع للصدر يفتح باب التطوع لمقاتلين شباب، فيما قادة من الإطار يطرقون باب العشائر بسؤال عن التحشيد «دفاعاً» عن مشروعهم. قد يكون العامري صائباً في استبعاد الاقتتال، لكن السيناريوهات التي يطرحها الطرفان تؤسس لبدايات انفلات يتوج التعطيل السياسي والدستوري، ذلك أن التيار الصدري يحضر لتظاهرات مليونية مناهضة للإطاريين، وربما خيمة اعتصام كاريزمية للصدر عند أبواب البرلمان العراقي، وعلى الطرف الآخر لن يكون زعيم «العصائب» قيس الخزعلي، وزعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، وبقية قادة الفصائل، على قناعة بأن احتواء الصدر بالمبادرات هو الخيار الأنسب للتعامل معه. قد تخرج الأزمة إلى نطاق مفتوح، بلا قواعد اشتباك.
الصدر، الذي يسمي تحركه المقبل في الشارع «ثورة بيضاء، بلا دماء»، يرى كما تقول بيئته، إن الصراع على تشكيل الحكومة تجاوز معايير نتائج الانتخابات، والوزن السياسي، وتحول إلى مواجهة مع خصوم انخرطوا في تحالفات مركبة انسجمت مع القضاء العراقي، الصدريون يرون أكثر من ذلك، مفاتيح التعطيل التي كسبها الإطار سلمها بمرونة الرئيس برهم صالح.
هذه التحالفات المناهضة للصدر تمر بأكثر حالاتها السياسية نشاطاً، وإن كان احتمال نجاح دعوى حل البرلمان ضعيفاً، فإن القضاء مشغول بمئات الدعاوى المماثلة، التي تفرض حصاراً خانقاً على الحنانة، وقد تدفع زعيمها إلى التصعيد أكثر.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

نتنياهو يدين «الإرهاب النفسي الوحشي» لحركة «حماس»

نتنياهو يتحدث في سفارة باراغواي بالقدس 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
نتنياهو يتحدث في سفارة باراغواي بالقدس 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يدين «الإرهاب النفسي الوحشي» لحركة «حماس»

نتنياهو يتحدث في سفارة باراغواي بالقدس 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
نتنياهو يتحدث في سفارة باراغواي بالقدس 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم (السبت)، ما وصفه بأنه «الإرهاب النفسي الوحشي والشرير» لحركة «حماس» بعدما نشرت عدداً من الفيديوهات المتعلقة بالرهائن في غزة.

وقال نتنياهو، وفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل»، إنه «على اتصال دائم مع عائلات الرهائن، الذين يعيشون كابوساً رهيباً مستمراً».

وأضاف نتنياهو: «من يؤذي رهائننا سيتحمل المسؤولية»، وتعهد بمواصلة العمل من أجل إعادة جميع الرهائن.

وأسفرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي اندلعت عقب الهجوم غير المسبوق لحركة «حماس» على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عن مقتل أكثر من 44 ألف شخص، وتدمير القطاع بشكل كبير.

وأدّى هجوم «حماس» إلى مقتل 1208 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، بحسب إحصاء أعدّته «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى أرقام رسمية، وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو ماتوا في الأسر.

وخطِف أثناء الهجوم 251 شخصاً من داخل الدولة العبرية، لا يزال 97 منهم محتجزين في القطاع، بينهم 35 شخصاً أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم ماتوا.