الأمم المتحدة تدعو دول العالم لفتح حدودها أمام اللاجئين السوريين

توثيق مقتل 2157 سوريًا غرقًا في البحر

الأمم المتحدة تدعو دول العالم لفتح حدودها أمام اللاجئين السوريين
TT

الأمم المتحدة تدعو دول العالم لفتح حدودها أمام اللاجئين السوريين

الأمم المتحدة تدعو دول العالم لفتح حدودها أمام اللاجئين السوريين

دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريش أمس، دول العالم إلى فتح حدودها أمام اللاجئين السوريين، معتبرا أن مساعدتهم ليست مسؤولية الدول المجاورة لسوريا فقط، في حين وثقت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» مقتل 2157 سوريًا، معظمهم من الأطفال والنساء، بسبب الغرق، في 28 حادثة هجرة غير شرعية إلى أوروبا عبر البحر.
وقال غوتيريش، وهو رئيس وزراء سابق للبرتغال، في جلسة بعنوان «الاستجابة لأزمة اللاجئين»، عقدت في المنتدى الاقتصادي العالمي لشمال أفريقيا والشرق الأوسط على شاطئ البحر الميت في الأردن، إن «جميع الحدود يجب أن تكون مفتوحة أمام اللاجئين السوريين؛ فهم ليسوا مسؤولية الدولة المجاورة المضيفة فقط، بل مسؤولية العالم أجمع»، داعيًا «جميع الدول لفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين سواء في أوروبا أو الخليج وفي كل مكان».
وأكد المسؤول الأممي أن «اللاجئين ليسوا إرهابيين وإنما هم الضحية الأولى للإرهاب (...) المشكلات الأمنية في المنطقة يجب ألا تكون مشكلة اللاجئين»، مشيرًا إلى وجود 4 ملايين لاجئ سوري مسجل لدى الأمم المتحدة في الدول المجاورة لسوريا، إلا أن عددا كبيرا منهم غير مسجل في لبنان والأردن.
من جهة أخرى، قال غوتيريش إن «المجتمع الدولي لا يعمل بفعالية لتلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين السوريين»، مشيرا إلى أن «النداء الذي أطلقناه العام الماضي مول بنسبة 60 في المائة، أي أن 40 في المائة من الاحتياجات الأساسية للاجئين لم تلبَّ». وأكد أن على المجتمع الدولي أن يقدم المساعدة للدول المضيفة للاجئين لتتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات لهؤلاء. وبلغ عدد السوريين النازحين داخل بلدهم نحو 7.6 مليون نازح، فيما لجأ سوريون إلى دول مجاورة مثل لبنان وتركيا والأردن والعراق بسبب النزاع في بلدهم الذي أودى بحياة 215 ألفا منذ مارس (آذار) 2011.
وأشار تقرير أصدرته أمس حمل عنوان «من موت إلى موت»، إلى أن الدول الديمقراطية الغنية لم تكن أفضل حالاً في استقبال اللاجئين السورين، حيث كانت بريطانيا هي الأسوأ، وبلغ عدد اللاجئين فيها أقل من 100 لاجئ.
وذكر التقرير 28 حادثة هجرة غير شرعية حدثت في أثنائها حالات موت لسوريين بسبب الغرق، كان أبرزها حادثة وفاة 225 سوريًا غرقًا في 19 أبريل (نيسان) 2015 قبالة السواحل الليبية. وشدد التقرير على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمعالجة جذرية لمشكلة اللاجئين، والسبب الرئيسي في فرارهم من بلادهم المتمثل في عمليات القتل اليومية والقصف وتدمير منازلهم، والاعتداء على نسائهم.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».