باحثون: «كورونا طويل الأمد» أقل شيوعاً مع متغير «أوميكرون»

مريض مصاب بفيروس كورونا داخل مستشفى في الهند (رويترز)
مريض مصاب بفيروس كورونا داخل مستشفى في الهند (رويترز)
TT

باحثون: «كورونا طويل الأمد» أقل شيوعاً مع متغير «أوميكرون»

مريض مصاب بفيروس كورونا داخل مستشفى في الهند (رويترز)
مريض مصاب بفيروس كورونا داخل مستشفى في الهند (رويترز)

بعد عامين من بدء تفشي وباء كورونا، ما زالت أعراض الفيروس ومدة استمرارها يشغلان الكثير من الأشخاص حول العالم.
وفي الوقت الحالي، أصبح متغير فيروس كورونا «أوميكرون» هو السائد في معظم أنحاء العالم؛ الأمر الذي دفع البعض للتساؤل عن مدى احتمالية تسببه في أعراض طويلة الأمد، تستمر لأشهر عدة بعد الإصابة، مثلما حدث مع الفيروس الأصلي ومتغيراته السابقة.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن كاترين والاس، عالمة الأوبئة بجامعة إلينوي في شيكاغو قولها «لا يزال «كورونا طويل الأمد» يؤثر على الكثير من الناس. لكن التقديرات الأخيرة لانتشار هذه الحالة تشير إلى أنها أقل شيوعاً مع متغير «أوميكرون» مقارنة بالمتغيرات السابقة الأخرى، وأهمها «دلتا».
واستشهدت والاس بما جاء في دراسة استقصائية أجريت مؤخراً عن عدوى فيروس كورونا في المملكة المتحدة، حيث بحث فريق الدراسة في أعراض «كورونا طويلة الأمد» بعد الإصابة الأولية بمتغيرات «دلتا» و«أوميكرون».

ووجد الباحثون، أن احتمالية استمرار أعراض «كورونا» بعد أربعة إلى ثمانية أسابيع من الإصابة بـ«أوميكرون» كانت أقل شيوعاً بنسبة 50 في المائة من احتمالية استمرارها بعد الإصابة بمتغير «دلتا».
وأضافت والاس «بالمثل، وجدت دراسة يابانية نُشرت هذا الشهر أن أعراض (كورونا طويل الأمد) استمرت لفترة أقل مع متغير (أوميكرون)، مقارنة بمدة استمرارها مع المتغيرات الأخرى».
وتابعت «ومع ذلك، فإن الحكم على انتشار مرض (كورونا طويل الأمد) بشكل دقيق هو أمر صعب؛ لأن الدراسات البحثية التي أجريت استخدمت معايير مختلفة للتقييم. ستساعدنا المزيد من الدراسات على فهم الدور الذي قد تلعبه اللقاحات المعززة - بالإضافة إلى العلاجات مثل الأدوية المضادة للفيروسات - في علاج الأعراض المزمنة لهذه المشكلة الصحية والوقاية منها».

ومن جهته، قال الدكتور أندرو كاتشبول، أستاذ علم الأوبئة والفيروسات بجامعة كوين ماري بلندن، إنه «نظراً لضعف حدة (أوميكرون) مقارنة بالمتغيرات السابقة من فيروس كورونا، فإن أعراضه بطبيعة الحال تستمر لفترة أقل».
وأضاف «في حين أن (أوميكرون) أكثر قابلية للانتقال، إلا أن هذا الأمر لا يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بأعراض كورونا طويلة المدى. هذه الأعراض المستمرة مرتبطة بحدة المرض لا بمدى انتشاره».
وأبلغ معظم مرضى «كورونا طويل الأمد» عن أعراض تشمل التعب وضيق التنفس وألم الصدر والاضطرابات المعرفية، بما في ذلك «ضباب الدماغ» وآلام المفاصل.
وتم الإبلاغ أيضاً عن خلل وظيفي في بعض الأعضاء مثل القلب والرئتين والدماغ بشكل أساسي، حتى بين أولئك الذين لم تظهر عليهم أعراض ملحوظة بعد انتقال الفيروس إليهم مباشرة.


مقالات ذات صلة

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

صحتك صورة توضيحية لفيروس «كوفيد-19» (أرشيفية - رويترز)

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

منذ ظهور العوارض عليها في عام 2021، تمضي أندريا فانيك معظم أيامها أمام نافذة شقتها في فيينا وهي تراقب العالم الخارجي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مهرجان الرياض للمسرح ‬⁩يطلق دورته الثانية بـ20 عرضاً وتكريم السباعي

نجل أحمد السباعي يتلقى التكريم من المهرجان (واس)
نجل أحمد السباعي يتلقى التكريم من المهرجان (واس)
TT

مهرجان الرياض للمسرح ‬⁩يطلق دورته الثانية بـ20 عرضاً وتكريم السباعي

نجل أحمد السباعي يتلقى التكريم من المهرجان (واس)
نجل أحمد السباعي يتلقى التكريم من المهرجان (واس)

انطلق، الأحد، مهرجان الرياض للمسرح بدورته الثانية، ويستمر لاثني عشر يوماً من العروض المسرحية المتنوعة، ومنصة محورية لدعم المسرحيين السعوديين، واكتشاف وتطوير المواهب الناشئة، والاحتفاء بالأعمال المميزة.

وشهد حفل افتتاح الدورة الثانية من المهرجان تكريم شخصية هذا العام؛ وهو الأديب والصحافي والمؤرخ الراحل أحمد السباعي، الذي اشتُهر بلقب «أبو المسرح السعودي»، وجَرَت تسميته شخصية العام في المهرجان؛ تقديراً لإسهاماته في إدخال المسرح السعودية وتطوير الفنون في المملكة.

وقُدِّم على خشبة مسرح مركز المؤتمرات بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بمدينة الرياض حيث يقام المهرجان، عرضٌ مسرحي يحكي انطلاقة المسرح في المملكة على يد الرائد أحمد السباعي، مطلع الستينات الميلادية من القرن العشرين.

والسباعي، المولود عام 1905، عمل، مطلع مشواره العملي، في قطاع التعليم، وشرع خلالها في الكتابة بصحيفة «صوت الحجاز»، التي تولّى رئاسة تحريرها لاحقاً، وأسس صحيفة «الندوة»، ثم مجلة «قريش» الأدبية.

ويسجَّل للسباعي أنه كان من أوائل الدائبين على إنشاء المسرح السعودي في بواكيره، وذلك في مطلع الستينات، واستقطب مدربين ذوي دراية وخبرة، للتمثيل من مصر، وجهز عرض الافتتاح، لكن محاولته لم تكلَّل بالنجاح وقتها، وتُوفي عام 1984. ‏

من حفل افتتاح المهرجان في دورته الثانية بالرياض (واس)

تطلعات طموحة للإبداع

تمثل الدورة الثانية للمهرجان امتداداً للنجاح الذي حققته الدورة الأولى، مع تطلعات طموحة لتقديم مزيد من الإبداع والتميز في السنوات المقبلة. يشارك، في نسخة هذا العام، 20 عرضاً سعودياً مع برنامج يشمل 3 ندوات، و6 ورش عمل، و20 قراءة نقدية، وتتوزع العروض المشارِكة على مسارين؛ أحدهما للمسرح المعاصر ويضم 11 عرضاً، والآخر للمسرح الاجتماعي ويضم 9 عروض.

وقال سلطان البازعي، الرئيس التنفيذي للهيئة، إن مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثانية يمثل إنجازاً جديداً لمسيرة المسرح السعودي، وانطلاقة نحو آفاق مسرحية مشرقة. وأضاف: «يجسد المهرجان قيمنا المشتركة، ونهدف إلى أن يكون المسرح السعودي مسرحاً يعكس هويتنا وثقافتنا، في ظل دعم القيادة الرشيدة، ونسعى إلى تحقيق مزيد من النجاحات». وأفاد البازعي بأن المهرجان سيشهد مشاركة 20 عملاً مسرحياً في مسارين مختلفين، إضافة إلى 3 ندوات حوارية، و3 ورش عمل، و20 قراءة نقدية، خلال 10 أيام من الإبداع المسرحي في تجربة ثرية واستثنائية. من جهته، أشار الدكتور راشد الشمراني، مدير المهرجان، إلى أن مهرجان الرياض للمسرح يمثل خطوة نوعية لتعزيز مكانة المسرح في المشهد الثقافي السعودي، موضحاً أن المهرجان يهدف إلى اكتشاف الطاقات الإبداعية ودعمها، إلى جانب تطوير المحتوى المسرحي وتوسيع قاعدة الجمهور، بما يُعزز دور المسرح بوصفه منصة للحوار والتواصل الإنساني، ويسهم في بناء مجتمع واعٍ بفنون الأداء والمسرح. وخلال الحفل، جرى تكريم لجنة الفرز والمشاهدة في المهرجان التي كان لها دور بارز في الدورة الحالية، وضمت نخبة من الأسماء وهم: حمد الرميحي، وعبد الناصر الزاير، وعبد الله ملك، والدكتور عزيز خيون، والدكتور خالد أمين. ويشهد المهرجان عرض مسرحيات الفرق المتأهلة في مسابقة المهرجان، والقادمة من 8 مدن، بالإضافة إلى مجموعة من الفعاليات الثقافية؛ منها ندوات وقراءات نقدية وورشة عمل، كما سيقدم المهرجان عروضاً يومية متنوعة وثقافية تعكس التنوع والإبداع.