مصر لإنشاء مستشفيات خضراء تحضيراً لـ«كوب27»

«الرقابة الصحية» حددت المعايير بالشراكة مع «الصحة العالمية»

وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد في القاهرة خلال إطلاق مشروع «التنمية الخضراء لقطاع السياحة» (الحكومة المصرية)
وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد في القاهرة خلال إطلاق مشروع «التنمية الخضراء لقطاع السياحة» (الحكومة المصرية)
TT

مصر لإنشاء مستشفيات خضراء تحضيراً لـ«كوب27»

وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد في القاهرة خلال إطلاق مشروع «التنمية الخضراء لقطاع السياحة» (الحكومة المصرية)
وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد في القاهرة خلال إطلاق مشروع «التنمية الخضراء لقطاع السياحة» (الحكومة المصرية)

عززت مؤسسات مصرية من مساعيها لتوسعة القطاعات المستهدفة بخطط التحول الأخضر، وبعد الإعلان عن تحويل مدن سياحية إلى نطاقات صديقة للبيئة، أعلنت «هيئة الرقابة الصحية»، بالتعاون مع «منظمة الصحة العالمية» عن «معايير لبناء وهيكلة المستشفيات الخضراء» في وقت تستعد فيه البلاد لاستضافة القمة العالمية للمناخ «كوب 27» في أواخر العام الجاري.
وخلال مؤتمر صحافي، أمس، قال الدكتور أشرف إسماعيل رئيس هيئة «الاعتماد والرقابة الصحية» إن «المعايير المعلنة جاءت اتساقاً مع الأهداف الأممية في شأن البيئة، كما تحقق التميز للمنشآت الطبية وتعزز مسؤوليتها». ومن بين أبرز المعايير التي تم إعلانها «التخطيط لبيئة خضراء ومستدامة، بالإضافة إلى كفاءة استخدام الطاقة والتحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة، فضلا عن الحفاظ على استدامة الموارد، وإدارة المخلفات الخاصة بالرعاية الصحية وسلامة واستدامة وصحة الغذاء، وتعزيز خيارات الشراء الأخضر». بدوره قال الدكتور جاسر جاد الكريم، منسق النظم الصحية بمكتب منظمة الصحة العالمية بمصر، إن المنظمة «تدعم مصر، وتعمل مع السلطات الصحية المصرية فيما يخص التغيرات المناخية، ومنع الأمراض الناتجة عن تغير المناخ». وأعلنت مصر استراتيجية وطنية لمواجهة تغير المناخ بحلول 2030.
في غضون ذلك أطلقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار؛ مشروع «نحو التنمية الخضراء لقطاع السياحة»، وذلك بحضور أليساندرو فراكاسيتي الممثل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، وعدد من ممثلي السفراء وأصحاب المصلحة في صناعة السياحة ووسائل الإعلام الدولية.
ويعد هذا المشروع الأول من نوعه في مصر والذي يهدف إلى تحسين أداء واستدامة السياحة بما يتماشى مع استراتيجية مصر 2030، كما يعد أيضاً ضمن استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر المناخ COP 27 المزمع عقده في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم بمدينة شرم الشيخ».
وأوضحت وزارة السياحة والآثار، في بيان، أنه «تم إعداد هذا المشروع من قبل مشروع دمج التنوع البيولوجي بالسياحة في مصر التابع للوزارة والذي ينفذ من خلال جهاز شؤون البيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بتمويل من مرفق البيئة العالمية (GEF)، وذلك ضمن مبادرة الرئاسية للوعي البيئي (اتحضر للأخضر) وبالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وعدد من الوزارات والمحافظات المعنية».
كما أعلنت عن تطوير البوابة المصرية للسياحة المستدامة كأداة عبر الإنترنت مخصصة لمتخصصي الضيافة وخبراء السياحة والقطاع الخاص، كذلك اتحاد السياحة المصري كشركاء رئيسيين في دمج حماية البيئة بالأنشطة السياحية، وكذلك تم إطلاق «الدليل الإرشادي لأفضل الممارسات البيئية في المطاعم السياحية» لتكون أكثر استدامة وفاعلية من حيث التكلفة، بالإضافة إلى الدليل الإرشادي للنزل البيئية؛ تمهيداً لإعداد آلية للترخيص من قبل وزارة السياحة والآثار مما يعد الخطوة الأولى من نوعها لتنظيم سوق السياحة البيئية في مصر.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

لا تزال المداولات مستمرة في الساعات الأخيرة قبل اختتام مؤتمر «كوب 16» المنعقد بالرياض.

عبير حمدي (الرياض)
العالم «النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

«الشرق الأوسط» (جنيف )
الاقتصاد حذّر البنك الدولي من أن موجات الجفاف قد تطول نحو نصف سكان العالم في عام 2050 (واس) play-circle 00:30

البنك الدولي: الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً

قال البنك الدولي إن الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً، موضحاً أن له تأثيرات البشرية والاقتصادية بعيدة المدى.

عبير حمدي (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.