«يويفا» يتدخل في السجال الدائر بين الريال وسان جيرمان بشأن مبابي

مبابي وسط جماهير سان جيرمان بعد أن قرر عدم الرحيل إلى ريال مدريد (أ.ف.ب)
مبابي وسط جماهير سان جيرمان بعد أن قرر عدم الرحيل إلى ريال مدريد (أ.ف.ب)
TT

«يويفا» يتدخل في السجال الدائر بين الريال وسان جيرمان بشأن مبابي

مبابي وسط جماهير سان جيرمان بعد أن قرر عدم الرحيل إلى ريال مدريد (أ.ف.ب)
مبابي وسط جماهير سان جيرمان بعد أن قرر عدم الرحيل إلى ريال مدريد (أ.ف.ب)

طالب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) ألكسندر تشيفيرين، الدوريات بـ«القلق حيال أوضاعها»، رداً على تصريحات رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس، في أعقاب إقناع باريس سان جيرمان للدولي الفرنسي كيليان مبابي بالبقاء في صفوفه، عوضاً عن الانتقال إلى ريال مدريد. وانتقد تيباس قرار مبابي واعتبره ازدراء لبطل إسبانيا، من خلال تجديد عقده لثلاث سنوات مع سان جيرمان، واصفاً العقد بأنه «إهانة لكرة القدم». وقال تشيفيرين: «أنا لا أوافق على الإطلاق. هناك كثير من الإهانات على أي حال في كرة القدم، وأعتقد أن كل دوري يجب أن يقلق حيال أوضاعه». وأضاف السلوفيني: «لا أعتقد أنه من الصواب أن تنتقد رابطة دوري رابطة أخرى. وحسب معرفتي، فإن عرض ريال مدريد لمبابي كان مشابهاً لعرض باريس سان جيرمان».
وكان رئيس رابطة الدوري الفرنسي فنسان لابرون قد ردّ على تيباس في رسالة، الخميس، أعرب فيها عن «رفض، وكذلك عدم فهم» ما وصفه بـ«الهجمات» ضد باريس سان جيرمان ودوري الدرجة الأولى الفرنسي.
وسبق أن هاجم تيباس في تغريدة رابطة الدوري الفرنسي، قائلاً إن سان جيرمان دفع «مبالغ كبيرة من المال» للاحتفاظ بمبابي «بعد تكبده خسائر بلغت 700 مليون يورو في المواسم الأخيرة، وتجاوزت فاتورة رواتبه 600 مليون يورو».
بعد تدخل «يويفا»، يجب طرح السؤال التالي: إلى أي جانب يقف أي كيان رياضي بعد قرار مبابي بالبقاء مع باريس سان جيرمان؟ من المؤكد أنه كان من الغريب والمدهش رؤية حالة من الغضب الشديد في إسبانيا، واتهام الصحافة للاعب الفرنسي بالافتقار إلى السلوك الجيد، ووصف رابطة الدوري الإسباني الممتاز للصفقة بأنها «فضيحة». لكن من الغريب أيضاً أن يدفع باريس سان جيرمان حزمة مالية تزيد قيمتها عن 200 مليون يورو لأفضل لاعب في العالم، على الرغم من خسارة النادي الباريسي 224 مليون يورو العام الماضي!
في الحقيقة، لا يوجد طرف جيد أو مظلوم هنا، في ظل القلق الشديد من أنه يتم تحدي القوانين الاقتصادية بشكل يؤدي إلى مزيد من الإضرار باللعبة التي نحبها. وكما قالت رابطة الدوري الإسباني في هجوم غير مسبوق بعد قرار مبابي، إن «النزاهة الرياضية» على المحك. إنها ادعاءات كبيرة، وقد دعمتها رابطة الدوري الإسباني الممتاز بالتعهد بتقديم شكوى إلى «يويفا» والاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، لا يجب أن يدعي ريال مدريد الفضيلة في هذا الصدد؛ خصوصاً أنه لعب دوراً محورياً العام الماضي في مشروع دوري السوبر الأوروبي الذي هدد النزاهة الرياضية لكرة القدم الأوروبية أكثر بكثير من بقاء مبابي مع باريس سان جيرمان! وعلاوة على ذلك، كان ريال مدريد في الآونة الأخيرة من بين 4 أندية إسبانية أمرت المحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي بأن ترد ملايين اليوروهات التي حصلت عليها، بعد أن قضت المحكمة بأنها استفادت من المساعدات التي تقدمها الدولة.
لقد تجاهل باريس سان جيرمان الانتقادات التي وُجهت له من رابطة الدوري الإسباني الممتاز، وأكد أحد المسؤولين التنفيذيين بالنادي الباريسي أن خسائر النادي التي بلغت 224 مليون يورو لم تنتهك قواعد اللعب المالي النظيف الحالية التي وضعها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والتي تم تخفيفها بسبب تفشي وباء «كورونا». ومن المفهوم أيضاً أنه في اجتماع لمجلس إدارة باريس سان جيرمان هذا الشهر، تم الكشف عن أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي حقق عائدات للنادي بلغت 15 مليون يورو في الموسم الماضي، حتى بعد الأخذ في الاعتبار جميع تكاليف صفقة انتقاله إلى النادي.
نعم، صفقة مبابي باهظة الثمن إلى حد كبير للغاية؛ لكن النادي يعتقد أنه بإمكانه استعادة الأموال التي دفعها، والالتزام بقواعد اللعب المالي النظيف الجديدة التي وضعها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والتي تدخل حيز التنفيذ في عام 2025. ربما يكون ذلك صحيحاً؛ لكن المتشائمين يأملون أن تكون القواعد الجديدة أكثر قوة وإلزاماً من القواعد السابقة التي كان من السهل التحايل عليها والالتفاف حولها من قبل بعض الأندية التي ثبتت إدانتها، مثل باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي.
من وجهة نظر كثيرين، فإن رد الفعل على صفقة مبابي الجديدة يتجاوز الحساسية المفهومة حول صناديق الثروة السيادية التي تدير الأندية. ويتعلق الأمر أيضاً بمدى سهولة استغلال مثل هذه الأندية لقدراتها المالية من أجل التفوق على الآخرين وإفساد البطولات. فهل سيراهن أي شخص ضد فوز باريس سان جيرمان بلقب الدوري الفرنسي الممتاز الموسم المقبل، بعد أن فاز بالفعل باللقب 8 مرات في آخر 10 سنوات؟ وسيحدث الأمر نفسه في العام التالي، والذي يليه أيضاً! وهل سيتمكن بايرن ميونيخ الذي توج بلقب الدوري الألماني الممتاز 10 مرات متتالية، من الحفاظ على اللقب مرة أخرى؟
ومع ذلك، من الغريب حقاً أن غياب المنافسة في كرة القدم لم يؤثر على شعبية اللعبة. ويتمثل أحد التفسيرات، استناداً إلى التحليل التفصيلي للبيانات من قبل الاقتصاديين باباتوندي بريمو وروب سيمونز، في أن مشاهدي المباريات عبر شاشات التلفزيون أصبحوا أقل اهتماماً بمشاهدة المباريات التنافسية عما كانوا عليه في السابق، وبدلاً من ذلك يريدون مشاهدة اللاعبين أصحاب الأسماء الكبيرة، بغض النظر عن قوة المنافسة. ولا يوجد اسم أكبر من مبابي في عالم كرة القدم اليوم.
ووفقاً لمدير تنفيذي لكرة القدم تحدثت إليه مؤخراً، فإن صفقة بقاء مبابي في باريس سان جيرمان تؤكد حدوث تحول أكبر في القوى لصالح اللاعبين الذين يصرون على الاستمرار مع أنديتهم حتى نهاية عقودهم، حتى يحصلوا على أكبر مقابل مادي ممكن عند التوقيع على عقود جديدة.


مقالات ذات صلة

دوري الأمم الأوروبية: ألمانيا تصطدم بإيطاليا... وإسبانيا تلتقي هولندا

رياضة عالمية ألمانيا ستلتقي إيطاليا في ربع نهائي «دوري الأمم» (د.ب.أ)

دوري الأمم الأوروبية: ألمانيا تصطدم بإيطاليا... وإسبانيا تلتقي هولندا

أسفرت قرعة الدور ربع النهائي من دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم التي أُجريت في نيون السويسرية الجمعة، عن مواجهات نارية أبرزها مواجهة بين ألمانيا وإيطاليا،…

«الشرق الأوسط» (نيون)
رياضة عالمية توماس كلوس (الشرق الأوسط)

اعتقال النجم البولندي السابق توماس كلوس بتهمة التهرب الضريبي

ألقت شرطة مكافحة الفساد البولندية القبض على المدافع البولندي السابق توماس كلوس؛ للاشتباه في تورطه بالتهرب الضريبي وتزوير الفواتير، وفق ما ذكرت السلطات.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
رياضة عالمية لويس إنريكي (أ.ف.ب)

إنريكي يعلن اقتراب المهاجم راموس من العودة مع سان جيرمان

قال لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، الخميس، إن المهاجم جونزالو راموس اقترب من العودة من الإصابة، لكن المدرب عليه التعامل مع بعض المشكلات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية نوري شاهين (أ.ف.ب)

كوبل وأنتون جاهزان للمشاركة مع دورتموند أمام فرايبورغ

قال نوري شاهين، المدير الفني لفريق بوروسيا دورتموند الألماني لكرة القدم، إن وضع الإصابات بالفريق يتحسن حيث يستعيد الفريق خدمات غريغور كوبيل، حارس المرمى.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية يأمل بايرن ميونيخ في مواصلة صحوته عندما يستضيف جاره أوغسبورغ (أ.ف.ب)

«ديربي بافاري» لبايرن قبل 3 اختبارات نارية متتالية

يأمل بايرن ميونيخ في مواصلة صحوته عندما يستضيف جاره أوغسبورغ، الثالث عشر، الجمعة في افتتاح المرحلة الحادية عشرة من بطولة ألمانيا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (برلين)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.