إسرائيل أبلغت أميركا بمسؤوليتها عن اغتيال خدائي

كشف مسؤول استخباراتي مطلع عن الجهة التي استهدفت القيادي في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية في «الحرس الثوري» الإيراني، صياد خدائي. وحسب تقرير نشرته صحيفة «نيو يورك تايمز» الأميركية، أبلغت إسرائيل المسؤولين الأميركيين بأنها تقف وراء عملية الاغتيال.
صنفت الولايات المتحدة «الحرس الثوري» على أنه جماعة إرهابية - وهو القرار الذي كان نقطة شائكة في المفاوضات مع إيران لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015. وطالبت إيران بإلغاء التصنيف شرطاً لاستعادة الصفقة، لكن الولايات المتحدة رفضت، وتركت المفاوضات مجمدة.
تعارض إسرائيل بشدة الاتفاق النووي، وقال بعض المحللين الإيرانيين المقربين من الحكومة، إن الهجوم كان يهدف إلى عرقلة المحادثات النووية عن مسارها عند نقطة حساسة وتقويض أي احتمال أن تتوصل إيران والولايات المتحدة إلى توافق في الآراء بشأن قضية «الحرس الثوري».
وقال الإسرائيليون للأميركيين، إن عملية الاغتيال كانت بمثابة تحذير لإيران بوقف عمليات مجموعة سرية داخل «فيلق القدس» تعرف باسم «الوحدة 840»، بحسب مسؤول المخابرات، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته. تم تكليف «الوحدة 840» بعمليات اختطاف واغتيال للأجانب في جميع أنحاء العالم، بمن فيهم مدنيون ومسؤولون إسرائيليون، وفقاً للحكومة الإسرائيلية ومسؤولي الجيش والمخابرات.
وقال مسؤولون إسرائيليون، إن العقيد خدائي كان نائب قائد «الوحدة 840» وشارك في التخطيط لمؤامرات عبر الحدود ضد أجانب، بمن فيهم إسرائيليون، إلا أن إيران لا تعترف أبداً بوجود تلك الوحدة. وأضافوا، أنه كان مسؤولاً عن عمليات الوحدة في الشرق الأوسط والدول المجاورة لإيران وتورط خلال العامين الماضيين في محاولات هجمات إرهابية ضد إسرائيليين وأوروبيين ومدنيين أميركيين ومسؤولين حكوميين في كولومبيا وكينيا وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة وقبرص.
وبدلاً من ذلك، صورت إيران العقيد على أنه بطل، وقالت، إنه التحق بـ«الحرس الثوري» في سن المراهقة، وتطوع كجندي في الحرب العراقية - الإيرانية، واستمر في لعب دور بارز في «فيلق القدس» الذي قاتل تنظيم «داعش» في العراق وسوريا.
ولم يعلق المسؤولون الإيرانيون على الاتهامات الإسرائيلية بأن العقيد خدائي متورط في مؤامرات إرهابية عبر الحدود. لكن بعض المحللين الإيرانيين قالوا، إن الاتهامات تهدف إلى منع الولايات المتحدة من الموافقة على رفع تصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية، وبالتالي عرقلة التوصل إلى اتفاق بشأن استعادة الاتفاق النووي.
ونشرت وسائل إعلام رسمية إيرانية صوراً قالت، إنها من مكان الحادث تظهر خدائي وهو جالس خلف مقود سيارة «كيا برايد» إيرانية الصنع، ولا يزال يرتدي حزام الأمان وينزف من جروح ناجمة عن طلقات نارية.
وقدم شخصان مقربان من «الحرس الثوري»، طلباً عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالتحدث علناً، وصفاً مختلفاً تماماً لدور خدائي عن الذي قدمه المسؤولون الإسرائيليون.
وقالا، إنه كان خبيراً لوجيستياً لعب دوراً مهماً في نقل تكنولوجيا الطائرات من دون طيار والصواريخ إلى المقاتلين في سوريا وميليشيا «حزب الله» المدعومة من إيران في لبنان. وزعما، أنه كان أيضاً مستشاراً تكتيكياً لميليشيات تقاتل في سوريا درّبتها إيران وسلحتها.
لدى إسرائيل تاريخ في اغتيال علماء نوويين داخل إيران وتركزت الهجمات السابقة بشكل أساسي على الأهداف النووية والبنية التحتية العسكرية، ويبدو أن هذا الاغتيال كان مثالاً نادراً لاستهداف إسرائيل لأعضاء «الحرس الثوري» داخل إيران انتقاماً لمؤامرات ضد مواطنيها.
في عام 2020، اغتالت إسرائيل محسن فخري زاده، كبير العلماء النوويين ونائب وزير الدفاع، باستخدام روبوت يتم التحكم فيه عن بعد.
قد تعود خطة استهداف خدائي إلى يوليو (تموز) 2021 على الأقل. كان ذلك عندما اختطف عملاء يعملون لصالح وكالة المخابرات الإسرائيلية مزارعاً يُدعى منصور رسولي من مدينة أورومية بإيران، وفقاً لمسؤولين في المخابرات والجيش الإسرائيليين.
وقال المسؤولون، إن «الحرس الثوري» جنّد رسولي، الذي كان جزءاً من عصابة محلية لتجارة المخدرات، كقاتل لأهداف خارج إيران.
وأوضح المسؤولون أن العملاء الذين خطفوه كانوا يسعون للحصول على معلومات حول تسلسل قيادة «الوحدة 840»، التي تقول إسرائيل، إن خدائي كان قائداً لها. وأشاروا إلى أن العملاء أطلقوا سراح رسولي بعد الاستجواب.
وسرّبت إسرائيل قصة اختطاف رسولي إلى قناة إيران الدولية الإخبارية ومقرها لندن في أوائل مايو (أيار)، وفقاً لمسؤول إسرائيلي. وقالت، إن التسريب يهدف إلى إرسال رسالة إلى إيران مفادها أن لدى إسرائيل القدرة على التغلغل بعمق في الدوائر الأمنية الإيرانية. وقال المسؤول، إنه كان يهدف أيضاً إلى تحذير قادة إيران من وقف عمليات «الوحدة 840».
وفي رسالة مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وخدمة الـ«بي بي سي» باللغة الفارسية هذا الشهر، نفى رسولي الاتهامات الموجهة إليه.