السودان: انشقاق في «العدل والمساواة» كبرى حركات دارفور المسلحة

المنشقون يعزلون جبريل إبراهيم

السودان: انشقاق في «العدل والمساواة» كبرى حركات دارفور المسلحة
TT

السودان: انشقاق في «العدل والمساواة» كبرى حركات دارفور المسلحة

السودان: انشقاق في «العدل والمساواة» كبرى حركات دارفور المسلحة

أعلن المجلس التشريعي لحركة «العدل والمساواة» السودانية، كبرى حركات دارفور المسلحة، عن إعفاء رئيس الحركة جبريل إبراهيم، وتكليف أمين شؤون الرئاسة منصور أرباب رئيسًا مؤقتًا، على خلفية الخسائر الكبيرة التي تلقتها قواتها في المعارك التي دارت نهاية أبريل (نيسان) الماضي بولاية جنوب دارفور.
وذكر بيان صادر عن المجلس التشريعي للحركة، موقع باسم مقرره حذيفة محيي الدين محمد، إن المجلس عقد سلسلة اجتماعات طارئة، قرر بموجبها إعفاء رئيس الحركة جبريل إبراهيم محمد، وتجريده من صلاحياته التنظيمية لعجزه عن أداء مهامه، وإضراره بالحركة، وفقًا لصلاحيات المجلس المنصوص عليها في النظام الأساسي للحركة، وكلف أمين شؤون الرئاسة بالحركة «منصور أرباب أمين»، بمهام الرئيس مؤقتًا لحين انعقاد المؤتمر العام في غضون 60 يومًا، وفوضه صلاحيات وسلطات الرئيس كافة.
وأرجع البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، قرار إعفاء رئيس الحركة من منصبه ونزع صلاحياته، إلى انفراده بالرأي وتعطيله للنظام الأساسي للحركة، ودوره فيما أسماه «إزهاق أرواح عدد مقدر من أعضاء الحركة»، وإلى إبعاده لـ«معظم الكفاءات السياسية والميدانية لأسباب عنصرية بحتة، وإهدار الموارد المالية والمادية، وانفراده بالتصرف، وتغييبه للشفافية، ما أدى لانتشار الفساد والاستبداد والمحسوبية».
وقال البيان إن سياسات الرجل اتسمت طوال رئاسته للحركة بغياب البرنامج السياسي الموجِه للنشاط، وبغياب روح المسؤلية وحس التجرد الوطني، وهو - حسب البيان - ما أدى لحالة ركود سياسي وتنظيمي تشهدها الحركة حاليًا. كما شدد البيان على إصرار رئيس الحركة على عدم تصحيح الأوضاع، وإجراء إصلاحات حقيقية في مؤسسات الحركة، وخصوصا المؤسسة العسكرية، في الوقت الذي اتسمت فيه سياساته بغلبة روح العصبية والقبلية، وغياب الفهم التنظيمي والثوري، مما أدى إلى خروج عدد من أعضاء الحركة، وانضمامهم لـ«صفوف العدو» حسب صيغة البيان، إضافة إلى «انعدام المسؤولية والإهمال التي طبعت على تعامله مع البلاغات الميدانية العاجلة، وفشله بل ومشاركته في ممارسة الاستبداد والفساد».
من جهتهما، رفض المتحدث باسم الحركة جبريل آدم، ومستشار الرئيس محجوب حسين التعليق على البيان، وأرجأ الرد على ما جاء فيه لما بعد الإعلان عنه في وسائل الإعلام. وقال محيي الدين إن الخطوة التي اتخذها المجلس التشريعي نتجت عن البيئة الضارة داخل الحركة بسبب ما أسماه سياسات وسلوك إبراهيم، الذي أحدث عددًا من الانشقاقات، وأضاف أن «هذه الخطوة تحفظ للثورة رصيدها، ومستقبلها تحت قيادة جديدة بمشروع ثوري متجدد، وبسياسات جديدة، يتم فيها إجراء إصلاحات جذرية». واعتبر محيي الدين القرارات التي اتخذتها مجموعة المجلس التشريعي فرصة لتوحيد الصف، ودعوة للعمل تحت القيادة الجديدة لحين انعقاد المؤتمر العام للحركة، وأن تتولى القيادة الجديدة وضع سياسات مرحلية تعيد من خلالها تنظيم الحركة مدنيًا وسياسيًا.
وذكر البيان أن المجلس التشريعي، ووفقًا للنظام الأساسي للحركة، يملك صلاحيات عزل الرئيس بثلثي عضويته، وأن 123 عضوًا من بين أعضائه البالغ عددهم 151 عضوًا اجتمعوا عبر وسائل التواصل الحديثة، واتخذوا قرارهم بإعفاء رئيس الحركة وتكليف رئيس مؤقت لحين انعقاد المؤتمر العام.



الأمم المتحدة: مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في اليمن

الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)
الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)
TT

الأمم المتحدة: مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في اليمن

الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)
الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)

زاد عدد اليمنيين الذين واجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية بمقدار 100 ألف شخص خلال الثلاثة الأشهر الماضية، ليصل العدد الإجمالي إلى نصف عدد السكان في هذه المناطق في ظل أزمة اقتصادية خانقة تواجهها الحكومة بسبب استمرار الحوثيين في منعها من استئناف تصدير النفط.

وحسب تحليل حديث للأمم المتحدة، فقد عانى ما يقرب من نصف السكان في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية (4.7 ملايين شخص) من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال الفترة من يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) الماضيين، وتم تصنيف هؤلاء على أنهم في المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى (أزمة أو أسوأ).

من المتوقع أن تستمر أزمة الغذاء حتى الأشهر الأولى من عام 2025 (الأمم المتحدة)

ووفق هذه البيانات، فإن ذلك يشمل 1.2 مليون شخص عانوا من مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي - المرحلة 4 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الطوارئ) - التي تتميز بفجوات غذائية كبيرة ومستويات عالية من سوء التغذية الحاد.

ويعكس هذا، وفق التحليل، مستوى مرتفعاً باستمرار من الأمن الغذائي مقارنة بتحديث التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي السابق من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023 إلى فبراير (شباط) من العام الحالي، عندما تم تصنيف حوالي 4.6 ملايين شخص في المرحلة 3 أو أعلى.

أسباب التفاقم

ومع دعوة الحكومة اليمنية، المجتمع الدولي، إلى مساعدتها على مواجهة الأزمة الاقتصادية الراهنة نتيجة استمرار منعها من تصدير النفط الخام بسبب استهداف الحوثيين موانئ التصدير منذ عامين، أكد التحليل أن السبب في تسجيل مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد يعود إلى الاقتصاد المتدهور، الذي يتميز بانخفاض قيمة العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة أسعارها، إلى جانب استمرار الصراع والمساعدات الغذائية الإنسانية غير المنتظمة.

بالإضافة إلى ذلك، يذكر التحليل أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد في أغسطس (آب) الماضي أدت إلى فيضانات محلية دمرت المنازل وعطلت الأنشطة الزراعية وأسفرت عن خسارة الماشية والأراضي الزراعية ونزوح ما يقدر بنحو 400 ألف شخص، خصوصاً في أجزاء من محافظات مأرب والحديدة وتعز والضالع.

رجلان يحملان مساعدات غذائية في صنعاء من إحدى الوكالات الدولية (إ.ب.أ)

وخلال فترة التوقعات من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي وحتى فبراير (شباط) من العام المقبل، يبين التحليل أن الوضع سيتحسن بشكل طفيف مع توقع وجود 4.6 ملايين شخص في المرحلة 3 أو أعلى.

ومن بين هؤلاء، من المتوقع أن يواجه 1.1 مليون شخص مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة 4)، وتوقع أن يواجه 3.5 مليون شخص مستويات أزمة من انعدام الأمن الغذائي، المصنفة على أنها المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الأزمة).

استمرار الأزمة

في حين توقع التحليل الأممي أن ينخفض عدد المديريات المصنفة في المرحلة 4 من انعدام الأمن الغذائي بنسبة 50 في المائة، من 24 إلى 12 مديرية، فإن عدد السكان في هذه المرحلة سيظل دون تغيير، وذكر أنه وبشكل عام، من المرجح أن تشهد جميع المديريات الـ118 التي تم تحليلها مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الثالثة أو أعلى) خلال الفترة الحالية وفترة التوقعات.

والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو مبادرة مبتكرة متعددة الشركاء لتحسين تحليل الأمن الغذائي والتغذية واتخاذ القرارات، وباستخدامه، تعمل الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة معاً لتحديد شدة وحجم انعدام الأمن الغذائي الحاد والمزمن وحالات سوء التغذية الحاد في بلد ما، وفقاً للمعايير العلمية المعترف بها دولياً.

12 مليون يمني عانوا من مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

وقد تم تطوير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في الأصل في عام 2004 لاستخدامه في الصومال من قبل وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.

ومنذ ذلك الحين، تقود شراكة عالمية تضم 15 منظمة تطوير وتنفيذ التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي على المستوى العالمي والإقليمي والقطري.

وبعد أكثر من 10 سنوات من تطبيقه، أثبت التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أنه أحد أفضل الممارسات في مجال الأمن الغذائي العالمي، ونموذج للتعاون في أكثر من 30 دولة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.