«أرجيحة» يشدّ اهتمام شركات إنتاج عالمية في «كان»

يروي قصة طفلة سعودية والدها من جنود «الحد الجنوبي»

موقع تصوير «أرجيحة» (الشرق الأوسط)
موقع تصوير «أرجيحة» (الشرق الأوسط)
TT

«أرجيحة» يشدّ اهتمام شركات إنتاج عالمية في «كان»

موقع تصوير «أرجيحة» (الشرق الأوسط)
موقع تصوير «أرجيحة» (الشرق الأوسط)

لقي فيلم «أرجيحة» للمخرجة السعودية رنيم المهندس (27 عاماً) اهتماماً بالغاً ولفت أنظار أكثر من 10 شركات عالمية متخصصة بالإنتاج السينمائي، وذلك خلال المشاركة في «مهرجان كان» السينمائي، فالفيلم الذي عُرض خلال الدورة الــ75 للمهرجان حظي بالرعاية والاهتمام ولقي دعماً من مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، الأمر الذي قاد لحبك قصة استحوذت على إعجاب كبار المنتجين العالمين.
رنيم التي ترافقها بمشوارها أختها دانة المهندس، والمتخصصة في صناعة الأفلام من «جامعة الأميرة نورة»، تدرك أن ثمة تقاطعات أكاديمية وعلمية بين شغفها في صناعة الأفلام وتخصصها الدراسي في العلوم الطبية التطبيقية، إلا أن ذلك لم يقف عائقاً في طريقها، فأكملت دراستها في جامعة نيويورك بتخصص كتابة موسيقى الأفلام والمسرحيات الموسيقية، وانخرطت في الكثير من الدورات التدريبية، التي كانت بمثابة محطات ساهمت في تشكيل ملامح مسيرتها السينمائية. تقول ريم المهندس إنها خلال بحثها عن جهات داعمة في أثناء عرضها الفيلم على الشركات والمنتجين، توقعت أن يتبدد حلمها، ولكن عادت لها الآمال من جديد، عندما حوّل مركز «إثراء» الحلم إلى حقيقة فخلال حضورها لمهرجان البحر الأحمر السينمائي في مدينة جدة التقت مع مدير المسرح والفنون الأدائية في «إثراء» ماجد زهير سمّان الذي قدّم لها ما يمكّنها من صناعة فيلمها، وعلى أن يسهم المركز في دعمها بعد تحويل فيلمها الطويل «أرجوحة» إلى فيلم قصير بعنوان «أرجيحة»، وهو فيلم خيالي موسيقي (غنائي).

                                                                          بطلة الفيلم (الشرق الأوسط)
تدور أحداث الفيلم حول طفلة تبلغ من العمر 10 أعوام، تودّع والدها في كل مرة يتوجه بها إلى عمله في الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية، وكانت في كل مرة تطلب منه التردد إلى مكان بداخله «أرجيحة»، لكنّ هذه المرة سيتوجّه والدها إلى عمله لكنه لن يعود، حينها تبدأ الطفلة رحلة بحث عن والدها مسترجعة شريطاً من الذكريات. ورغم محاولات المخرجة رنيم لكي تنهي الفيلم دون اغتيال للسعادة، لكن أحداث القصة تفرض نفسها، فالمشاعر بين الآباء وأبنائهم ولحظات وداع الأب لابنته راسخة وستجعل الابنة وفيّة لذكرى والدها وعلى الرغم من مرورها بفترات الحزن عقب سماعها نبأ استشهاده فإنها في البداية أصرت على إنكار ذلك، وسط حالة عارمة من الغضب عاشتها لأعوام، أُصيبت على أثرها بالاكتئاب استدعت خضوعها لجلسات علاجية تساعدها في التأقلم والتكيّف مع الواقع.

                                           المخرجة السعودية رنيم المهندس (الشرق الأوسط)
الجدير بالذكر أنه للعام الثاني على التوالي، يشارك مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) في مهرجان «كان» السينمائي في دورته الـ75 المقامة حالياً، على اعتبار أنه أكبر منتج للأفلام السينمائية في المملكة العربية السعودية، حيث يعرض فيلمين جديدين من إنتاج «إثراء»: «رقم هاتف قديم» للمخرج والكاتب السينمائي علي سعيد، وفيلم «أرجيحة»، للمخرجة رنيم المهندس؛ سعياً لإظهار المواهب السينمائية الوطنية خلال الحدث العالمي.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تأجيل الانتخابات المحلية في لبنان يشعل السجالات بين القوى السياسية المسيحية

البرلمان اللبناني منعقداً في جلسة تمديد ولاية المجالس المحلية (الشرق الأوسط)
البرلمان اللبناني منعقداً في جلسة تمديد ولاية المجالس المحلية (الشرق الأوسط)
TT

تأجيل الانتخابات المحلية في لبنان يشعل السجالات بين القوى السياسية المسيحية

البرلمان اللبناني منعقداً في جلسة تمديد ولاية المجالس المحلية (الشرق الأوسط)
البرلمان اللبناني منعقداً في جلسة تمديد ولاية المجالس المحلية (الشرق الأوسط)

أشعل التمديد للمجالس المحلية رسمياً في البرلمان اللبناني، الخميس، السجالات بين القوتين السياسيتين المسيحيتين الأبرز على الساحة اللبنانية، وهما «التيار الوطني الحر» الذي أمّنت كتلته النيابية النصاب القانوني للجلسة، و«القوات اللبنانية» التي اتهم رئيسها سمير جعجع خصميه في محور الممانعة («حزب الله» وحلفاءه) و«التيار الوطني الحر» بـ«توجيه طعنة للديمقراطية في لبنان».

وأقرّ مجلس النواب اللبناني تمديد ولاية المجالس المحلية لمدة عام، بغالبية النواب الحاضرين، وذلك في جلسة تشريعية عامة ترأسها رئيس البرلمان نبيه بري، وعُقدت وعلى جدول أعمالها بندان فقط، هما اقتراح قانون معجل مكرر لتمديد للبلديات والمخاتير، واقتراح قانون معجل مكرر يرمي إلى تحديد القانون الواجب التطبيق على المتطوعين المثبتين في الدفاع المدني، وأُقرّ البندان.

بري يترأس الجلسة التشريعية ويبدو أعضاء الحكومة على مقاعدهم (الشرق الأوسط)

وتمديد ولاية البلديات، يعني تأجيل الانتخابات الخاصة بها، وهو التأجيل الثالث، بعد تأجيلين سابقين، أولهما في عام 2022 لتزامن الانتخابات مع الانتخابات النيابية، والآخر في العام الماضي. وقال مقترح القانون النائب جهاد الصمد إن أسباباً أمنية تحُول دون إجراء الانتخابات في محافظتي الجنوب والنبطية وبعلبك الهرمل، على خلفية الحرب الدائرة مع إسرائيل، ولا يمكن إجراء الانتخابات في لبنان من دون تلك المحافظات.

وتحتاج الجلسة إلى حضور نصف أعضاء البرلمان (65 نائباً)، وقاطعتها كتلة «القوات» و«الكتائب اللبنانية» وجزء من «كتلة التغيير» ونواب آخرون مستقلون ومعارضون، في حين تأمّن النصاب القانوني بمشاركة كتلة «لبنان القوي» التي يرأسها النائب جبران باسيل؛ وهو ما أشعل السجال السياسي مع «القوات اللبنانية» التي ترفض التمديد للبلديات، وتدفع باتجاه إجراء الانتخابات باستثناء المحافظات الثلاث المعرّضة للقصف الإسرائيلي.

مقاعد فارغة في البرلمان إثر مقاطعة نواب «القوات» و«الكتائب» ومستقلين وتغييريين (الشرق الأوسط)

جعجع

ووصف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع التمديد بأنه «طعنة من جديد يوجهها محور الممانعة و(التيار الوطني الحر) للديمقراطية في لبنان، ولِـحقّ الناس في اختيار ممثليهم، ولقيام المؤسسات العامة وحسن سير العمل في هذه المؤسسات».

وكتب على منصة «إكس» إن «الحجة الواهية التي ساقها هؤلاء لإقرار التمديد الثالث للمجالس البلدية والاختيارية لا تستقيم، فقد تحججوا بوجود عمليات عسكرية في بعض مناطق الجنوب من أجل تأجيلها في لبنان كله، في حين أن وزارة التربية أقرّت الامتحانات في لبنان كله واستثنت المناطق التي تشهد عمليات عسكرية، وهذا الاستثناء ليس جديداً، وأبلغ دليل ما حصل في الانتخابات نفسها في عام 1998 لجهة استثناء الجنوب وبعض القرى التي لم تحصل العودة فيها».

وأضاف: «لو سلمنا جدلاً بأن الحكومة ليست جاهزة، وفقاً للحجج التي يسوّقون، لكان الحري بهؤلاء النواب، إن كانوا ضنينين فعلاً بتطبيق الدستور والالتزام باستحقاقاته، توجيه دعوة طارئة إلى مجلس النواب من أجل الطلب من الحكومة أن تكون جاهزة وتحميلها مسؤولية أي تقاعس على هذا المستوى، بدلاً من التحجج زوراً وكذباً بأن الحكومة ليست جاهزة، وبالتالي تهريب تمديد جديد للمجالس البلدية».

وأشار إلى أن وزير الداخلية أكد مرات عدة جهوزيته وقدرته على إجراء الانتخابات البلدية، لكن محور الممانعة و«(التيار الوطني الحر) تحديداً»، «أصرّا على عدم جهوزيته»، وفقاً لما قاله جعجع، وسأل: «كيف يعقل أن يؤكد صاحب الشأن جهوزيته، بينما الفريق الممانع ينفي هذا التأكيد؟» وتابع: «السبب بسيط جداً؛ لأنهم لا يريدون انتخابات بلدية ليس لأي سبب من الأسباب التي يتذرعون بها، بل لسبب فعلي وحيد: تجنباً لإظهار ضعفهم الشعبي».

ورأى جعجع أن محور الممانعة و«التيار الوطني الحر»، «حرما اللبنانيين مرة من جديد فرصة انتخاب سلطات محلية جديدة، هذه السلطات التي بقيت تقريباً وحدها مع الناس تحاول معالجة ما استطاعت من مشاكلهم بعد الانهيار والشغور وعدم الاستقرار»، ورأى أن «ما حصل في المجلس النيابي يكشف عن خداع وزيف ادعاءات كل من سعى للتمديد من جديد للمجالس البلدية والاختيارية».

باسيل

لكن باسيل، أكد «أننا لم نتلكأ ولن نتلكأ عن القيام بواجبنا النيابي ونشارك في إعداد وإقرار قانون فعلاً طارئ وعاجل فيه مصلحة عامة». وقال: «في موضوع الانتخابات البلدية كنا أمام خيارين إما الفراغ في المرفق البلدي والاختياري أو أن نذهب إلى انتخابات لن تحصل».

باسيل يتوسط أعضاء من كتلته البرلمانية في مؤتمر صحافي عقب انتهاء الجلسة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «تابعنا الموضوع بتفاصيله وقد زار وفد من (التكتل) وزارة الداخلية، ونحن لا نحمّل وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال المسؤولية وحيداً، وتأكدنا أنه على المستوى المالي لم يتم العمل بموضوع السلف المالية كما وأن لوائح الشطب لم توزع بعد إضافة على توزيع الموظفين على الأقلام لم يحصل، فضلاً عن أن الجو العام من الإداري إلى الاستعداد للترشيحات لم يكن جاهزاً، وهذا يعني أننا كنا سنذهب إلى الفراغ، وكل كلام غير ذلك هو هروب من المسؤوليات، ونحن جئنا إلى جلسة لنمنع الفراغ».

وتابع: «إن الوضع المالي للبلديات صعب، وهناك بلديات منهارة مالياً، واقترحنا إدخال إضافات إلى مشروع القانون لتفعيل العمل البلدي في عام التمديد من خلال معالجة الخلل الإداري وإعطاء اعتماد للبلديات، لكن لم يتم السير في هذه الإضافات».

منع الفراغ

وبرر أعضاء في كتلة «لبنان القوي» مشاركة الكتلة في الجلسة، وقال النائب آلان عون: «إننا لا نريد المزايدات، بل الذهاب إلى منع الفراغ والفوضى في المجالس البلدية».

من جهته، توجه النائب غسان عطا الله إلى خصوم «التيار» بالقول: «إذا كنتم فعلاً مقتنعين بجهوزية الدولة لإجراء هذه الانتخابات أين أسماء مرشحيكم؟». وتابع: «خوفاً من أن تكون مواقفكم في الانتخابات البلدية والاختيارية تشبه مواقفكم في النزوح السوري، لن ننتظر 12 عاماً حتى تعرفوا أن قرارنا كان صائباً». وتابع: «كفى مزايدات فارغة وكونوا صريحين مع الناس؛ لأن مزايداتكم في موضوع انتخابات المجالس البلدية والاختيارية بالتحديد ستوصل البلاد إلى مزيد من التحلل ومزيد من الشلل كما مزايداتكم في كل المواضيع الأخرى».


مقتل أكثر من 30 عنصراً من «حركة الشباب» الإرهابية في الصومال

أحد أفراد قوة شرطة بونتلاند البحرية يقف في حراسة بغاروي بولاية بونتلاند الصومالية (أ.ب.أ)
أحد أفراد قوة شرطة بونتلاند البحرية يقف في حراسة بغاروي بولاية بونتلاند الصومالية (أ.ب.أ)
TT

مقتل أكثر من 30 عنصراً من «حركة الشباب» الإرهابية في الصومال

أحد أفراد قوة شرطة بونتلاند البحرية يقف في حراسة بغاروي بولاية بونتلاند الصومالية (أ.ب.أ)
أحد أفراد قوة شرطة بونتلاند البحرية يقف في حراسة بغاروي بولاية بونتلاند الصومالية (أ.ب.أ)

أعلنت الحكومة الصومالية، الخميس، مقتل أكثر من 30 عنصراً في صفوف «حركة الشباب» الإرهابية المرتبطة بـ«تنظيم القاعدة» في منطقة عرفودا بمحافظة مدغ. وقالت الحكومة الفيدرالية إن العملية العسكرية التي نفذها الجيش الصومالي، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، استهدفت «حركة الشباب» الإرهابية، مما أسفر أيضاً عن تدمير مُعدات قتالية ومركبات وأدوات أخرى.

صوماليون يمرون قرب مكان الحادث بعد تفجير انتحاري بالقرب من مطعم بمنطقة حمروين في العاصمة مقديشو بالصومال (رويترز)

ويواصل الجيش الصومالي عمليات ملاحقة مكثفة ضد فلول الإرهابيين في مناطق بوسط وجنوب البلاد.

ووفق بيان للوزارة، فإن الجيش الصومالي، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، نفّذ عملية عسكرية في بلدة عرفون، الواقعة على بُعد 20 كيلومتراً شمال شرقي مدينة حررطيري الساحلية بإقليم مدغ.

وأضاف أن العملية العسكرية استهدفت موقعين تابعين لمقاتلي «حركة الشباب» في البلدة، أحدهما كان يجتمع فيه عناصر الحركة بينهم قياديون ميدانيون، أما الموقع الثاني الذي تعرَّض للهجوم فكانت تُعد سيارات مفخخة فيه.

وأكد البيان أن العملية أسفرت عن مقتل 30 من عناصر «حركة الشباب»؛ بينهم قياديون، دون ذكر مناصبهم القيادية في الحركة، إلى جانب «تدمير مُعدات عسكرية كانت بحوزة الإرهابيين».

ولم يذكر البيان ما إذا كانت العملية قد حصلت براً أم جواً، إلا أن الشركاء الدوليين غالباً ما يدعمون القوات الصومالية في العمليات الجوية. وأضافت المصادر أن الجيش الصومالي تصدّى لهجوم، وألحق خسائر بشرية بصفوف مقاتلي الحركة، دون ذكر عددهم.

شرطي صومالي خلال مسيرة ضد صفقة ميناء إثيوبيا وأرض الصومال على طول الشارع الرئيسي العاصمة في مقديشو 11 يناير 2024 (رويترز)

من جهتها، أعلنت «حركة الشباب» مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف مواقع عسكرية حكومية وأفريقية في بلدة حوادلي عبر موقع «صومالي ميمو» المحسوب عليها، دون ذكر مزيد من التفاصيل. تأتي هذه العملية العسكرية الحكومية في وقت صعّدت «حركة الشباب»، في الآونة الأخيرة، هجماتها ضد المواقع العسكرية الحكومية والأفريقية؛ في محاولة لتغيير قواعد الاشتباك جنوب البلاد ووسطها.

وتنتشر «حركة الشباب» في عدة أقاليم بالصومال منذ ظهورها على الساحة في 2006، حيث تسيطر على إقليم جوبا الوسطى، وقرى وبلدات في إقليم جوبا السفلى، إلى جانب انتشار عناصرها من جنوب البلاد إلى وسطها، حيث تسيطر على مدن مطلة على المحيط الهندي في إقليم جلمدغ.


كونتِن تارنتينو يُلغي فيلمه المقبل ولا جديد

كونتِن تارنتينو وراء الكاميرا خلال تصوير «غريندهاوس» (دايمنشن فيلمز)
كونتِن تارنتينو وراء الكاميرا خلال تصوير «غريندهاوس» (دايمنشن فيلمز)
TT

كونتِن تارنتينو يُلغي فيلمه المقبل ولا جديد

كونتِن تارنتينو وراء الكاميرا خلال تصوير «غريندهاوس» (دايمنشن فيلمز)
كونتِن تارنتينو وراء الكاميرا خلال تصوير «غريندهاوس» (دايمنشن فيلمز)

قرر المخرج كونتِن تارنتينو إلغاء مشروع فيلم كان أعلن عنه قبل أكثر من سنة تحت عنوان «The Movie Critic». لم يصرّح مخرج «ذات مرّة في هوليوود» و«بالب فيكشن» عن السبب ولم يردّ على المكالمات التي رغبت في الحديث معه في هذا القرار المفاجئ.

بالنسبة لمخرج له مكانته وشهرته الكبيرة، فإن إلغاء مشروعٍ ما له حجمه من الأهمية، خصوصاً، أن أعماله متفرقة وقليلة. هذا الفيلم المُلغى كان من المفترض به أن يكون الفيلم الروائي العاشر (كما أُعلن) في مسيرته والأخير له. حسب تصريحات سابقة ذكر تارنتينو أنه سيتوقف عن الإخراج بعد فيلمه هذا لينصرف إلى كتابة الكتب النقدية والروائية.

حال أعلن ذلك احتج المعجبون بأفلامه السابقة. النقطة التي التقى حولها معظمهم هي، أن الأسباب الدّاعية لقراره ليست مبرّرة ولا تأخذ بعين الاعتبار ما كان حققه لنفسه من شهرة. لكن تارنتينو لم يستجب أو يغيّر موقفه، وردّه الوحيد حينها كان أنه يرغب في التقاعد حال بلوغه الستين من العمر.

أوما ثورمن في «أقتل بل 1» (ميراماكس)

آنذاك، أي حين أعلن رغبته في الاعتزال، كان بلغ الـ57 من العمر. وهو حالياً في الواحدة والستين، فما الذي يدفعه لإلغاء فيلمه العاشر؟ هل سيتوقف فعلاً عن العمل مكتفياً بـ9 أفلام مُعلنة (هناك سواها)، أم سينتقل إلى مشروع جديد يكمل به مسيرته؟ هل عدل تماماً أو ما زال على رأيه؟

10 أو أكثر؟

‫ليس هناك من رد جازم إلا إذا تبرّع هو به. لكن ما هو مؤكد أن هذا الفيلم المُلغى كان من المفترض به أن يُباشر بتصويره قبل نهاية العام الحالي وخلال مطلع العام المقبل تحت عنوان جديد هو «الناقد»، والذهاب به إلى مهرجانه المفضل «كان». وكان من المفترض حينها، أن يلعب براد بيت بطولته في ثالث لقاء بينه وبين تارنتينو من بعد «Inglourious Basterds» سنة 2009 و«hollywood Once Upon a Time...in» سنة 2019.‬

لكن هل كان هذا الفيلم الملغى هو فيلمه العاشر فعلاً؟ هل أخرج تارنتينو 9 أفلام روائية فقط خلال رحلته التي بدأت سنة 1992 بفيلم «مستودع الكلاب» (Reservoir Dogs)؟ كيف نحسب أعماله التي تزيد عن 10 أفلام في الواقع؟ ومن ثَمّ ماذا عن نحو أفلام أخرجها مع آخرين؟

لو اكتفينا بأفلامه التي حقّقها منفرداً لبلغت 11 فيلماً وليس 9 كما أحصاها البعض بناءً على أقواله.

في الأساس، لم يكن «مستودع الكلاب» أول فيلم له كما يُشاع. هو أول فيلم لافت وأول فيلم عرضه له «مهرجان كان» سنة 1991، لكنه الثاني لأن تارنتينو أخرج قبله بأربع سنوات فيلماً كوميدياً عنوانه «عيد ميلاد أفضل أصدقائي» (قام تارنتينو بدور أول فيه). ذلك الفيلم متوفر للمشاهدة على «يوتيوب» في نسخة من 30 دقيقة، لكنه تألف في الأصل من 69 دقيقة.

ليوناردو ديكابريو «ذات مرّة في هوليوود» (كولومبيا)

بعد «مستودع الكلاب» أنجز سنة 1994 «بالب فيكشن»، وفي سنة 1997 حقق «جاكي براون»، ثم فيلمي «أقتل بل 1» (بطولة أوما ثورمن) و«أقتل بل 2». صحيح أنه دمجهما معاً لاحقاً، لكن الأول عُرض منفصلاً سنة 2003 والثاني عرض منفصلاً أيضاً، كأي مسلسل سينمائي، بعد ذلك بعام.

الفيلم السابع هو «بُرهان موت» (Death Proof) ورد سنة 2007، تلاه «أبناء العاهرة المشينين» (Inglourious Basterds) بعد عامين، ثم فيلمه الوسترن الأول «دجانغو بلا قيد» (Unchainged Django) سنة 2012، وفيلمه الوسترن الثاني «الثمانية الكارهون» (The Hateful Eight) في عام 2015، واختتم هذه المسيرة (حتى الآن) بـ«ذات مرة في هوليوود» (2019).

ساهم بتحقيق 3 أفلام أخرى تكوّنت من أجزاء أو ساعد في الإشراف على إخراجها وهي «أربع غرف» (1995)، ثم «مدينة الخطيئة» (Sin City) سنة 2005، وعنه مُنح لقب غريب وهو «مخرج ضيف خاص» (Speical Guest Director)، ثم «غرينهاوس» (Grindhouse) سنة 2007.

الخطوة التالية

حتى عام مضى كان الفيلم الجديد، «الناقد»، موضوع على روزنامة الإنتاج. فاتَح براد بيت فيه واتصل بالممثلة أوليڤيا وايلد التي التقته في جلسة عمل، كذلك تواصل مع الممثل ديفيد كرومهولتز (له دور في فيلم «أوبنهايمر») والممثل بول وولتر هاوزر الذي شوهد في فيلم سبايك لي الساخر«BlackKklansman» سنة 2018.

خلف الكاميرا تحدّث مع ستايسي شر (Sher) التي أنتجت فيلميه الوسترن. بالتالي بدا كل شيء ممنهجاً للبدء بالتصوير، بل جمع له من لجنة «كاليفورنيا فيلم كوميشن» 20 مليون دولار جزءاً من الميزانية.

وفي حين حافظ المخرج على سريّة الموضوع، فإن الدّلالات تشير إلى أن «الناقد» يدور حول ناقد سينمائي جيد، لكنه مغمور يعمل في مجلة «بورنو» بعدما أخفق في إيجاد فرصة عمل في صحف أو مطبوعات أولى.

الأمر الثاني المعروف هو أن الأحداث تقع في السبعينات، مما يجعله أقرب إلى فيلم تارنتينو الأخير «ذات مرّة في هوليوود»، الذي دار حول ممثل (ليوناردو ديكابريو) و«دوبليره» (براد بِيت).

هذا علماً بأن علاقته مع النقد والنّقاد غامضة. في بعض تصريحاته السابقة هاجم ما وجده نقداً غير صائبٍ لبعض أفلامه. في أخرى أعلن غبطته بأن أفلامه وجدت بين غالبية النقاد كل هذا القدر من الإعجاب.

الواقع أن النقاد الأميركيين والفرنسيين العاملين في الصحف الرّسمية منحوا معظم أفلامه تقديرات عالية. على سبيل المثال، حصد «بالب فيكشن» 95 في المائة من النقد الإيجابي. هبط المعدّل في «جاكي براون» إلى 62، ثم ارتفع مجدداً إلى 83 حين عرض «اقتل بل 2». لكن فيلمه الأخير، «ذات مرة في هوليوود» حصل على 69 في المائة.

لكن إذا ما أُلغي هذا الفيلم لسبب لا يعرفه سوى تارنتينو، ماذا في جعبته بديلاً؟

هل سيقلع عن العمل نهائياً منصرفاً إلى تأليف الكتب كما قال، أم سينقلب على قراره ويختار فيلماً آخر؟

في رأس تارنتينو حبكات أفلام متعددة. حسب مقالٍ في العدد الورقي الشهري من مجلة «ذَ هوليوود ريبورتر» فإن هذه الحبكات قد تتبلور إلى أعمال مؤكدة.

من بينها تحقيق جزءٍ ثالث من «أقتل بل». أو العودة إلى فكرة خطرت له بعدما أخرج «دجانغو بلا قيد»، وهي الجمع بين شخصية دجانغو وبين شخصية زورو المكسيكية. وكانت الأخبار تداولت سابقاً أنه عرض تحقيق جزءٍ جديدٍ من المسلسل الخيالي العلمي «Star Trek». هذا قد يعود إلى الواجهة أيضاً إذا ما قرر خطوته التالية.


مستقبل مخرجين فلسطينيين خارج الحدود

آن ماري جاسر (آب أند بيورن)
آن ماري جاسر (آب أند بيورن)
TT

مستقبل مخرجين فلسطينيين خارج الحدود

آن ماري جاسر (آب أند بيورن)
آن ماري جاسر (آب أند بيورن)

تضع الحرب الدائرة في قطاع غزّة المخرجين الفلسطينيين أمام تساؤلات مهمّة تتعلّق بما يستطيعون القيام به لتحقيق أفلامهم المقبلة.

لم يعد الحاضر كالماضي، في السابق كان يكفي حديث البعض عن تاريخ الصراع أو عن ذكريات العيش في غزة أو القدس الشرقية أو عن عرس تخيّم عليه قوانين الاحتلال أو عن وضعٍ عائلي متأزم بسبب هجرة جديدة.

كانت هناك أفلام عن سجينات من النساء («3000 ليلة» لمي المصري)، أو عن سجناء رجال («أميرة» لمحمد دياب)، أو عن جدار عازل بين شرق القدس وغربها («200 متر» لأمين نايفة)، أو عن زواج تتدخل فيه السياسة («واجب» لآن ماري جاسر و«عرس رنا» لهاني أبو أسعد)، أو عن وقاءٍ من القتل الجماعي للفلسطينيين («كفر قاسم» لبرهان علوية و«جنين جنين» لمحمد بكري).

كل ذلك يبدو اليوم جديراً كمجموعة من الأفلام التي تناولت، روائياً أو تسجيلياً، عن أوضاع ما قبل 2023. لكن الصورة تغيّرت، ولا تزال تتغيّر، بعد أكتوبر (تشرين الأول) من ذلك العام. كل الموضوعات السابقة تبدو الآن قديمة لا يمكن العودة إليها مجدداً.

مع وجود أشهر مخرجي السينما الفلسطينية خارج البلاد (منذ سنوات)، كيف يمكن لهؤلاء تحقيق أفلامهم المقبلة؟ علام ستدور؟ كيف ستموّل وكيف ستُصاغ لخدمة قضية دخلت حرباً طاحنة؟

الواقع أن السينمائيين الفلسطينيين المنتشرين في بقاع عدّة أهملوا (ربما من دون قصد)، فكرة تكوين جبهة سينمائية متّحدة تعزّز مكاناتهم وأدوارهم. فضّلوا، ككثيرين من سينمائيي العالم العربي، العمل على نحو منفرد. لا يمكن لوم أحد معيّن في ذلك، فالمخرجون الفلسطينيون الذين هاجروا إلى الغرب باتوا موزّعين في بلدان شتّى. ميشيل خليفي («عرس الجليل») في بلجيكا. رشيد مشهراوي في باريس. مي المصري في لبنان (إلا إذا تركته لمنزل عائلتها في لندن)، آن ماري جاسر وهاني أبو أسعد في الولايات المتحدة. إيليا سليمان في قطر.

مع أن الوقت الآن مُتاحٌ لأن يبدأ هؤلاء (أو بعضهم على الأقل) بالتواصل مع البعض الآخر لتشكيل نواة سينمائية فاعلة، إلا أن ذلك لن يحدث بسهولة. أحد الأسباب هو ذلك التباعد الجغرافي بين المخرجين.

ربما لا تبدو المسألة الجغرافية حائلاً، لكنها كذلك في الواقع من حيث أن هذا اللقاء في الجغرافية لا يشكّل أرضية إنتاجية مناسبة.

ومن غير المتاح أن يكون لهذا اللقاء أرضية إنتاجية مناسبة لعمل مشترك. لا توجد قوّة حضورٍ إنتاجية لأيٍّ منهم تستطيع أن تقود حركة فنية من هذا النوع بغطاء تمويلي شامل، كما كان الحال أيام موجة السينما الفرنسية الجديدة أو مثيلاتها في بريطانيا والبرازيل على سبيل المثال.

تشكيل هذه الجبهة قد يكون له صدى إعلامياً أفضل بكثير من الصدى الإعلامي الذي قد ينجح فردٌ واحد في تحقيقه. لكن تطبيقه الفعلي يتطلب لقاء أفكار وخطط، كما يتطلب قراراً بتناول موضوعات لا تكتفي بعرض الواقع المأساوي الحالي، بقدر ما يتوجّه صوب منهج جديد لسينما فلسطينية تلعب الدور الإعلامي والفني المنشودان لها في عالم اليوم.


شاشة الناقد: نبوءة الحرب الأهلية

«حرب أهلية» (A24)
«حرب أهلية» (A24)
TT

شاشة الناقد: نبوءة الحرب الأهلية

«حرب أهلية» (A24)
«حرب أهلية» (A24)

نبوءة الحرب الأهلية أصبحت فيلماً جيداً لا يُضيف، لكنه يلتقي على نحوٍ غير مباشـر مع نبوءة أخرى لفيلم كوبولا «المحادثة».

CIVIL WAR ★★★

إخراج: أليكس غارلاند|حرب | الولايات المتحدة | 2024

من يدخل «حرب أهلية» معتقداً أنه مليء بمشاهد المعارك سيجد نفسه أمام موضوع رئيسي مختلف. ومن سيدخل الفيلم باحثاً عن تعليق سياسي عن أميركا اليوم أو المستقبل القريب سيصاب بخيبة أمل. «حرب أهلية» هو ليس فيلماً حربياً - على غرار «فجر أحمر» (Red Dawn) لجون ميليوس (1984) - حين يحارب الأميركيون غزواً روسياً للبلاد، و«سقوط البيت الأبيض» (Olympus Has Fallen) لأنطوان فوكوا (2013)، حيث ينجح الكوريون الشماليون في تدمير البيت الأبيض. لكن هذا لا يعني أن «حرب أهلية» خالٍ من المعارك (واحدة محدودة في البداية وأخرى كبيرة في النهاية) أو من خيوطٍ سياسية في الخلفية.

الفيلم في صلبه يدور حول الإعلاميين وحياتهم الخطرة خلال تأديتهم واجباتهم الصحافية. الفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث تقع في مستقبل غير بعيدٍ على الإطلاق. إنه كناية عن وقوع حرب أهلية بين بعض الولايات ومحاولة المنشقين الوصول إلى البيت الأبيض وقتل الرئيس. جيرارد بتلر ليس هنا لإنقاذ الرئيس كما فعل في «سقوط البيت الأبيض» في 2013 وباقي السلسلة، ولا الفيلم يحتوي على أيّ بطولات قتالية.

هو فيلم عن الصحافة في زمن صعبٍ يستلّ بعض إيحاءاته مما تردد مؤخراً في احتمال نشوب حرب أهلية جديدة (الأولى ما بين 1861 و1865) إذا ما خسر دونالد ترمب جولته الرئاسية؛ مَعنيٌّ بحكاية 4 صحافيين هم سامي (ستيفن ماكينلي هندرسن)، ولي (كيرستن دنست)، وجووَل (واغنر مورا)، وجيسي (كايلي سبايني)، هذه الأخيرة التحقت بالصحافة مؤخراً، ولا تزال خضراء بلا خبرة وستحذّرها لي بخطورة ما ستتلقفه لكنها تصرّ. في النهاية صار لديها خبرة وجرأة والعنف الذي كان جديداً عليها يصبح جزءاً من حياتها العملية.

لا بدّ من القول هنا إن الفيلم لا يحاول الدخول في تفاصيل الوضع سياسياً. من ضد من، ولماذا أمران يأتي ذكرهما عابراً، لكن محور الفيلم ليس عن الأسباب بل عن النتائج. هناك مشهدٌ حابس للأنفاس عندما يُوقف مجنّدان لا نعرف انتماءهما 6 صحافيين (بينهم الأربعة المذكورين) ويقتل اثنين منهم بدم بارد. في فيلم آخر كان يمكن لصانعيه منح هذين المجنّدين مرجعية ما، لكن المخرج وكاتب السيناريو أليكس غارلاند يريد اصطياد الموقف وليس من يقف ورائه.

هذا يختلف حتى عن أفلام جيّدة حول الصحافي في الحرب. لدينا «حروب صغيرة» لمارون بغدادي (1982)، و«دائرة الخداع» لڤولكر شلندروف عن الحرب الأهلية اللبنانية (1983)، و«تحت النار» للجيد والمنسي روجر سبوتيسوود، لكن لكل واحد من هؤلاء هدفٌ لتقديم رؤية سياسية من خلال بطله أو (بالنسبة لفيلم سبوتيسوود) أبطاله. «حرب أهلية» يملك الجرأة في تقديم فريقه من الصحافيين الذين يسعون للحفاظ على مسافة بينهم وبين الدّوافع، لكنهم يفقدون المسافة الكافية بينهم وبين المخاطر والأحداث نفسها.

يمرّ الفيلم ببعض فترات من مشاهد تبدو كما لو أنها لا تريد دفع الأحداث صوب ذروتها، لكن ما إن تتبدّى للمشاهد غاية الفيلم من موضوعه وحكايته، تتضح حقيقة ما يرغب هذا المخرج في إنجازه. يعمد المخرج للاستعانة بأغاني قليلة عوض استخدام الموسيقى التأثيرية، ويجيد تصوير ما يجري على الأرض وانعكاسه على أولئك الصحافيين الذين لا ينتمون إلّا لعملهم ويدفع بعضهم حياته في سبيله.

* عروض عالمية

THE BOY AND THE HERON ★★★★

إخراج: هاياو ميازاكي | رسوم | اليابان | 2023

بعد 10 سنوات من الانقطاع عن العمل، عاد الفنان هاياو ميازاكي لتقديم فيلم قد يكون الأخير بالنسبة إليه، حسب وصفه. النسخة اليابانية التي شُوهدت (هناك نسخة إنجليزية للتوزيع الخارجي)، أكثر تجذراً مع الثقافة التي ينتمي إليها كلٌ من الفيلم ومخرجه.

عنوان النسخة اليابانية هو «كيف تود أن تعيش؟» (How Do You Want to Live‪?‬)، وهو عنوان أعمق بكثير من العنوان التجاري للنسخة الإنجليزية («الصبي ومالك الحزين»). كذلك فإن اسم الصّبي في النسخة الأصلية يُنطق ماشيتو (عوضاً عن ماهيتو بالنسخة الإنجليزية)، والحوار باليابانية ملتصق بتلك الثقافة، بينما تفتقد تلك الإنجليزية بعض ميزاتها طمعاً في الوصول إلى مشاهديها.

«الصبي ومالك الحزين» (ستديو غيبلي).

تبقى الحكاية نفسها مع تمهيدٍ جيد عن الصبي الذي فقد والدته خلال غارة أميركية على المدينة خلال الحرب العالمية الثانية، وبات عليه الآن العيش مع عمّته. والده، وقد انتهت الحرب، بات من الأثرياء ولديه منزل كبير في الريف. لكن كوابيس الفتى الناجمة عن فقدانه والدته لا تتوقف، خصوصاً أن طائر مالك الحزين يُصرّ على زيارته لينقله إلى مواقع أخرى.

إنها نقلة واضحة من خلفية واقعية إلى شغل على المتخيّل من أحداث وكائنات. هذه النقلة تبدأ بتلك الخيالات والحكايات التي تتداولها خادمات المنزل العجوزات، ومن ثَمّ تنجلي عن دخول عالم من الفانتازيا المزدحم بالأساطير كما بالأشرار وبعض الأخيار. تفعيل مكثّف للحكايات الأسطورية تشبه (إلى حد) حكايات «ألف ليلة وليلة» في تراثنا.

لا يفقد المخرج رسالاته المعتادة التي تصرّ على الأمل، كل هذا ليس في عداد فيلمٍ من تلك التي توفرها هوليوود. المغامرات هنا تختلف في كونها منصبّة على إبراز العامل الإنساني. الفيلم مع بطله الصغير ضد الجن والجنيّات، لكنه ليس بالبطل التقليدي في هذا المجال. ميازاكي هنا هو ميازاكي في أفلامه السابقة من حيث إصراره على المضمون الإنساني من ناحية ولو أن انتقالاته من مشهد لآخر قد تكون مفاجئة سلباً، لكن ما يحشده من فنون العمل وآلية إنتاجه هو ما يجعل أفلامه تعيش أكثر من سواها. لا أتحدث عن الألوان الثرية التي يوظفها في مشاهده فقط، بل عن حقيقة أن ما نراه مرسوماً باليد وليس على الكومبيوتر ما يفصله بباع شاسع عن أساليب بلهاء، في الغالب، تعمد إليها أفلام الرسوم الأكثر انتشاراً.

* عروض صالات وقريباً منصّات.

THE CONVESATION ★★★★

إخراج: فرنسيس فورد كوبولا | تشويق | الولايات المتحدة | 1974

إذ يعود المخرج كوبولا إلى حاضرة «مهرجان كان» وإلى الشاشات العالمية عبر فيلمه الجديد «Megalopolis» بعد ثماني سنوات من الغياب، يحتفل كذلك بمرور 50 سنة على فيلمه الرصين والممتاز «المحادثة».

على عكس «حرب أهلية» تأتي رسالة «المحادثة» سياسية بامتياز رغم أنها، بدورها، تكمن في الخلفية كما الحال مع الفيلم الجديد. هي في إطار عمليات التّجسس التي تقوم بها قوى خفية على أفرادٍ معيّنين لأسباب مختلفة. يصدمنا الفيلم اليوم بأنه نبوءة أخرى، لكنها واقعة اليوم، إذ إن هناك 18 جهة فيدرالية رسمية أميركية حالياً تجمع معلومات عمّن تريد من الأميركيين.

«المحادثة» (ذ دايروكتورز كومباني)

كان فيلم كوبولا السابق «العرّاب» بدأ بمشهد عامٍ قبل أن ينتقل إلى مشهد خاص. في «المحادثة» يكرّر البداية نفسها. لقطة عامة من موقع مرتفع فوق ميدان في سان فرانسيسكو ومن بعده «زوم» على شخص واحد. الرجل هو هاري (جين هاكمن في أفضل أدواره). خبيرُ تنصّت من الدرجة الأولى. شخص انطوائي وكتوم. خصوصياته ملكه وحده، لكن عمله يتيح له التّجسس على خصوصيات الناس. يعمل لصالح مؤسسة ومطلوبٌ منه الإنصات إلى شاب وصديقته لأسباب لا يعرفها (لكنها ستتضح لاحقاً). حين استماعه للتسجيل يكتشف أن هناك عبارة توحي بأن جريمة قتل ستقع لهما. يتوجه بمعلوماته إلى رئيس المنظّمة لكنه يفشل في مقابلته. تتعقّد الأمور سريعاً في خط هيتشكوكي المعالجة فتقع جريمة قتل بالفعل، ويُسرق شريط التسجيل منه، ويتلقى تهديداً. المشهد الأخير لهاري يحصره في مأزقه: ها هو يقلب شقّته رأساً على عقب باحثاً عن أجهزة تنصت. ما كان يقوم به من غزو لخصوصيات الناس بات يُمارس عليه. في النهاية وبعدما ينهكه البحث بلا نتيجة، يعمد إلى آلة الساكسفون (رأيناه يعزف عليها من قبل) ويعزف لنفسه. يتبع المُشاهد هنا الخطوات التي رصفها له المخرج. غير مسموح له أن يعرف أكثر أو أقل ممّا يعرفه هاري. هذا يعني أن الفيلم لا يحاول تغطية مواضيع مشتقة من أي نوع.

ليست هناك امتدادات صوب حكايات أخرى. هذا لا يترك أي تأثير على الفيلم، كون خصوصية هاري لا تسمح له بدخول جوانب أخرى غير ضرورية ولن تكون واقعية. على ذلك، هناك إيحاء بقضية ووترغيت (من خلال فضيحة التنصّت) ولو أن الفيلم كُتب قبل عدّة سنوات من تلك الفضيحة.

* عروض: خاصة.

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز


«سوق الكربون الإقليمية» تختار «إكسبانسيف» لتقديم خدمات البنية التقنية بالسعودية

يشكل التعاون الجديد خطوة مهمة لشركة «سوق الكربون الطوعي» الإقليمية لتحقيق زيادة العرض والطلب العالمي (الشرق الأوسط)
يشكل التعاون الجديد خطوة مهمة لشركة «سوق الكربون الطوعي» الإقليمية لتحقيق زيادة العرض والطلب العالمي (الشرق الأوسط)
TT

«سوق الكربون الإقليمية» تختار «إكسبانسيف» لتقديم خدمات البنية التقنية بالسعودية

يشكل التعاون الجديد خطوة مهمة لشركة «سوق الكربون الطوعي» الإقليمية لتحقيق زيادة العرض والطلب العالمي (الشرق الأوسط)
يشكل التعاون الجديد خطوة مهمة لشركة «سوق الكربون الطوعي» الإقليمية لتحقيق زيادة العرض والطلب العالمي (الشرق الأوسط)

اختارت شركة «سوق الكربون الطوعي الإقليمية» «إكسبانسيف» لتقديم خدمات البنية التحتية التقنية لمنصتها لتداول أرصدة الكربون، والمقرر إطلاقها في وقت لاحق من هذا العام.

ويأتي اختيار شركة «إكسبانسيف» للعمل على هذا المشروع، كونها الأبرز في مجال خدمات البنية التحتية لسوق تحوّل الطاقة العالمي.

ويشكّل هذا التعاون خطوة مهمة لشركة «سوق الكربون الطوعي الإقليمية» في رحلتها نحو تحقيق تطلعاتها لزيادة العرض والطلب العالمي، سعياً إلى توفير التمويل المناخي للدول التي هي بأمسّ الحاجة إليه في الجنوب العالمي من أجل مواجهة التغيّر المناخي.

ويأتي إنشاء منصة التداول بعد نجاح الشركة في تنظيم أكبر مزادَين على الإطلاق لتداول أرصدة الكربون الطوعي في العالم، إذ نظّمت المزاد الأول في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2022، والثاني في شهر يونيو (حزيران) من العام الماضي.

وباختيار شركة «سوق الكربون الطوعي الإقليمية» لـ«إكسبانسيف»، سيتم توفير بنية تحتية فعّالة للمشترين والبائعين تتيح لهم تنفيذ المعاملات بسرعة وأمان.

وتمتلك «إكسبانسيف» «سي بي إل»، وهي أكبر منصة لتداول أرصدة الكربون الفوري في العالم، وستقوم الشركة بتطوير منصة التداول مستندة إلى بنيتها التحتية لسوق ذي الوصول المفتوح، بما يشمل منصة تسوية في اليوم ذاته، ونظاماً لإدارة المحافظ مؤتمتة بالكامل متصلَين بأهم السجلات العالمية.

الدول النامية

وستفرض شركة «سوق الكربون الطوعي الإقليمية» إرشادات صارمة لمنصة التداول، لضمان إدراج مشاريع أرصدة الكربون عالية النزاهة، وستستعين لهذا الغرض بجهات مستقلة تُعنى بوضع المعايير لدعم التحوّل العالمي في مجال الطاقة.

كما ستنفذ الصفقات بما يتماشى مع أفضل الممارسات المتبعة في السوق، ومنها التحوّل التدريجي نحو إزالة الكربون.

وفي هذا السياق، تحتاج الأسواق الناشئة والدول النامية استثمارات بقيمة 2.4 تريليون دولار في العمل المناخي سنوياً حتى عام 2030، لتتمكن من تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ والمستهدفات العالمية لبلوغ صافي الانبعاثات الصفري.

وتؤدي أسواق الكربون الطوعي العالمية، التي يمكن أن تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار بحلول نهاية عام 2024، دوراً مهماً في سد فجوة التمويل هذه، إذ من المتوقع أن تزداد قيمتها إلى 100 مليار دولار بحلول 2030.

وقد نظّمت شركة «سوق الكربون الطوعي الإقليمية» مزادَين لتداول أرصدة الكربون الطوعي في وقت سابق، حيث انتهى الأول عام 2022 ببيع 1.4 مليون طن من أرصدة الكربون، وأقفل المزاد الثاني عام 2023 ببيع 2.2 مليون طن منها، الأمر الذي عزز الطلب في المنطقة.

ومن شأن إطلاق الشركة لمنصة التداول الجديدة المساعدة في توسيع نطاق تداول أرصدة الكربون في المملكة والعالم، ما يساهم في دعم التزام البلاد بمواجهة التغيّر المناخي بما يتماشى مع مبادرة السعودية الخضراء و«رؤية 2030»، وذلك من خلال توجيه التمويل المناخي إلى المناطق الأمس حاجة إليه.

تمويل الكربون

وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة «سوق الكربون الطوعي الإقليمية»، ريهام الجيزي «لا بد من استخدام كل أداة متاحة لمعالجة المخاطر التي يسببها تغيّر المناخ، والمزادان السابقان اللذان أقمناهما يظهران الطلب المتزايد من الشركات الرائدة في المملكة على أداء دورها في هذا العمل».

وبينت أن تطوير منصة لتداول أرصدة الكربون هو الخطوة التالية في مساعي الشركة لكي تصبح إحدى أكبر أسواق الكربون الطوعية في العالم بحلول عام 2030، مبينةً أن التعاون مع «إكسبانسيف» على تطوير البنية التحتية لمنصة يمكنها تعزيز دور تعويضات الكربون في مواجهة تغيّر المناخ في الجنوب العالمي والتي نحتاج إليها لبناء سوق مزدهرة ذات شفافية، وتمتاز بالسيولة.

من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لـ«إكسبانسيف» جون ميلبي، أن التعاون مع شركة سوق «سوق الكربون الطوعي الإقليمية» جاء لتحقيق رؤيتها بإنشاء سوق جديدة للكربون في الشرق الأوسط.

وتطلع إلى دعم رسالة الشركة لإنشاء سوق من شأنها توفير تمويل الكربون على نطاق واسع، لما في ذلك من أهمية في تحقيق أهداف التحوّل العالمي في مجال الطاقة بوتيرة متسارعة.


المواجهة الإيرانية - الغربية تعزز أوراق بوتين في الشرق الأوسط

باتروشيف وأحمديان يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)
باتروشيف وأحمديان يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)
TT

المواجهة الإيرانية - الغربية تعزز أوراق بوتين في الشرق الأوسط

باتروشيف وأحمديان يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)
باتروشيف وأحمديان يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)

حملت زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أحمديان إلى عاصمة الشمال الروسي سان بطرسبورغ ومحادثاته مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، دلالات مهمة، على خلفية تصاعد التوتر في علاقات إيران مع الغرب، وزيادة نشاط التحركات الروسية لحصد أكبر مكاسب من تفاقم الوضع حول المنطقة.

صحيح أن الزيارة جاءت في إطار مشاركة أحمديان في أعمال الدورة الـ12 لاجتماع المسؤولين الأمنيين البارزين الذي تستضيفه روسيا في هذه الأيام، لكن العنصر الأبرز أن الزيارة هي الأولى للمسؤول الأمني الإيراني إلى الخارج بعد تفاقم الوضع في العلاقات الإيرانية - الغربية على خلفية الضربات المتبادلة بين طهران وتل أبيب أخيراً. كما أن اللقاءات الثنائية التي جرت على هامش الاجتماع الدولي شغلت الحيز الأبرز من الاهتمام، خصوصاً مع مشاركة عدد كبير من «حلفاء» روسيا وإيران في هذا المنتدى.

وجاء الإعلان في ختام الاجتماع عن توقيع مذكرة تفاهم بين مجلسي الأمن في روسيا وإيران، ليضيف بعداً جديداً لحلقات تعزيز التحالف الروسي الإيراني في المجالات المختلفة، فضلاً عن تركيز الطرفين على أنه تم خلال الاجتماع إيلاء الاهتمام الأكبر لـ«القضايا المتعلقة بتطوير التعاون العملي الروسي الإيراني في مجال الأمن».

نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني يشارك في اجتماع دول مجموعة «بريكس» حول تطورات الشرق الأوسط في موسكو (الحكومة الإيرانية)

رسالة إلى الغرب

وفي إشارة إلى أن تفاقم التوتر في الشرق الأوسط، كان العنصر الأكثر حضوراً على طاولة المفاوضات، قال بيان مجلس الأمن الروسي إن «الطرفين تبادلا وجهات النظر حول الوضع في الشرق الأوسط، مؤكدَين اهتمامهما بمنع المزيد من تصعيد التوتر».

يذكر أن هذه الزيارة، هي الثانية لأحمديان إلى روسيا منذ مطلع العام، وكما حدث في هذه المرة، كانت الزيارة السابقة في يناير (كانون الثاني) قد شهدت أيضاً تأكيد انتقال العلاقات والتعاون على الصعيد الأمني إلى «مستوى جديد كلياً»، وفقاً لوصف الخدمة الصحافية لمجلس الأمن القومي الروسي، الذي ركز على « دخول التنسيق العملي بين روسيا وإيران إلى مرحلة جديدة في جميع المجالات، مع رفع مستوى التعاون، وتوجيه التركيز على التنفيذ العملي للاتفاقيات المبرمة على أعلى المستويات».

اللافت أن الحرص الروسي على إظهار مستويات تطوير العلاقة مع إيران، في المجالات المختلفة، حمل في توقيته وآليات الإعلان عنه، رسائل محددة، إلى الغرب، وفقاً لخبراء روس رأوا أن موسكو لا تخفي حرصها على إظهار كل أشكال الدعم المباشر وغير المباشر لإيران في الظروف المعقدة والمتشابكة التي يمر بها الشرق الأوسط حالياً.

متغير حاسم

ومع أن روسيا، أكدت في المواقف الرسمية المعلنة دعوة «كل الأطراف» الإقليميين إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى توسيع رقعة ومستوى المواجهات، لكن الكرملين في الوقت ذاته حرص على تأكيد مستوى الدعم لمواقف طهران، بشكل مباشر من خلال الإعلان عن إحراز تقدم ملموس في تعميق التحالف في مجالات عدة، وبشكل غير مباشر أيضاً من خلال تنشيط التنسيق مع الصين في هذا المجال، وتوجيه رسائل بأن موسكو تدعم تحركات «حلفاء» آخرين لدعم مواقف طهران، وهو ما ظهر مثلاً من خلال تركيز وسائل الإعلام الحكومية الروسية في اليومين الماضيين على زيارة وفد اقتصادي كوري شمالي كبير إلى طهران ومجريات المحادثات والاتفاقات خلال هذه الزيارة.

وهذا ما دفع أوساط غربية إلى الاستنتاج بأن الكرملين يعمل بشكل نشط للإفادة من الوضع المتفاقم في المنطقة لتعزيز أوراقه الإقليمية.

ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية عن مستشار البنتاغون السابق دوغلاس ماكغريغور، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يجمع بين يديه كل الأوراق في الوضع في الشرق الأوسط، ويتمتع بنفوذ كبير بين دول المنطقة».

أحمديان يقف أمام طائرة مسيرة خلال زيارة معرض عسكري في موسكو (فارس)

ورأى المستشار أن «روسيا باتت عاملاً مهماً في المعادلة في الشرق الأوسط. إنها أكثر من مجرد عامل. إنها متغير حاسم. في الوقت الحالي، يحمل فلاديمير بوتين كل الأوراق بين يديه خلف الكواليس في الشرق الأوسط. إنه يعزز مكانة كبيرة».

وبحسب المحلل، فإن سيد الكرملين يدعو الأطراف إلى ضبط النفس والصبر، وتحركاته تشير في الوقت ذاته إلى أنه يضاعف مكاسبه.

كان بوتين أجرى، الأسبوع الماضي، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس إبراهيم رئيسي، ناقشا خلاله الوضع في الشرق الأوسط بعد الضربة الإسرائيلية ورد طهران. وركز الرئيسان، وفقاً لبيان الكرملين، على أن «السبب الجذري للأحداث الجارية في هذه المنطقة هو الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي الذي لم يتم حله».

ورغم أن بوتين أعرب خلال المحادثة عن أمله في أن «يتحلى الجانبان الإيراني والإسرائيلي بضبط النفس، وعدم السماح بجولة جديدة من المواجهة التي تهدد بعواقب كارثية على الشرق الأوسط بأكمله»، فإن أوساطاً روسية رأت أن المدخل الذي يحرك سياسات موسكو الإقليمية يمكّنها من مراكمة فوائد دبلوماسية.

في هذا الإطار، بدا أن التركيز على تعميق التعاون الأمني يشكل حلقة تكميلية لسلسلة حلقات وضعت أسساً عملية لتعزيز التحالف الروسي الإيراني في كل المجالات. ووفقاً لسفير إيران لدى روسيا الاتحادية كاظم جلالي فإن موسكو وطهران قطعتا أشواطاً مهمة في تعميق التعاون الدفاعي المشترك الذي وفقاً للدبلوماسي الإيراني «لن يكون موجهاً ضد طرف ثالث».

كانت روسيا وإيران أبرمتا مطلع العام اتفاقية حكومية بشأن التعاون العسكري.

ووقع الاتفاقية وزير الدفاع سيرغي شويغو ونظيره الإيراني العميد محمد رضا آشتياني.

ورأت موسكو في حينها أن «الاتفاقية تشكل خطوة مهمة في تعزيز هذه العلاقات من خلال إنشاء أسس قانونية ونظرية لترسيخ التعاون العسكري الكامل».

واللافت أن بنود الاتفاقية برزت عناصر جديدة في آليات التعاون العسكري الدفاعي بينها، بحسب الوزير سيرغي شويغو، التفاهم على تعاون في مجال تحركات السفن العسكرية التي ترسو في موانئ روسيا وإيران، وتوسيع ممارسة تبادل الوفود، وتدريب الأفراد العسكريين وتبادل الخبرات في مجال حفظ السلام ومكافحة الإرهاب.

تعاون مالي

على الصعيد الاقتصادي، كان البلدان قد سارا خطوات لتعزيز التعاون في مجال السعي إلى الاعتماد على العملات المحلية والالتفاف على العقوبات الغربية، ونقلت صحيفة «فيدوموستي» الرصينة، أن روسيا وإيران ناقشتا فرص إنشاء عملة مستقرة مشتركة مدعومة بالذهب. ووفقاً لخبراء، تركز الحديث على استخدام العملات المشفرة بدلاً من الدولار والروبل والريال الإيراني في التجارة بين روسيا وإيران. ويضيفون أن هذا لن يصبح ممكناً إلا عندما تنظم السلطات تداول العملات المشفرة.

وتم تأكيد حقيقة هذه المفاوضات مع إيران من قبل أنطون تكاتشيف، عضو لجنة مجلس الدوما لسياسة المعلومات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأضاف أنه في روسيا، من أجل مناقشة هذه القضية على مستوى الدولة، سيتعين على السلطات تنظيم تداول العملات المشفرة بشكل كامل.

قلق أميركي

في الأثناء، زادت هذه التطورات من مستوى القلق الغربي حيال آفاق التعاون الروسي – الإيراني، وخصوصاً على الصعيد العسكري، وأعرب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان عن قلقه بشأن التعاون العسكري بين إيران وروسيا وكوريا الشمالية، مدعياً أن المقترحات الدفاعية الروسية لإيران وكوريا الشمالية يمكن أن تزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة غرب آسيا والمحيط الهادئ.

وقال المسؤول الأميركي: «نحن نراقب عن كثب أيضاً المقترحات العسكرية الروسية، وإذا أعطت روسيا أسلحة لإيران، فإن ذلك سيزعزع استقرار الشرق الأوسط».

ورداً على سؤال حول العلاقات العسكرية بين كوريا الشمالية وإيران، أشار سوليفان إلى «روابط» في التعاون الدفاعي بين البلدين. وقال: «من وقت لآخر، على مدار سنوات عديدة والعديد من الإدارات، شهدنا روابط مختلفة في التعاون الدفاعي بين كوريا الشمالية وإيران، والتي جاءت وذهبت، ومد وجزر».

وأشار سوليفان إلى أن الجديد أو المختلف على مدار العامين الماضيين هو تعميق التعاون بين روسيا وإيران، وبين روسيا وكوريا الشمالية.

وأضاف: «نعتقد أن هذا أمر يثير قلقاً بالغاً لأمن أوروبا، خارج حدود أوكرانيا». وأضاف: «نحن قلقون أيضاً بشأن ما قد يحدث في الاتجاه الآخر. ما الذي ستقدمه روسيا لكوريا الشمالية أو إيران والذي سيزعزع استقرار منطقة المحيطين الهندي والهادئ أو يزعزع استقرار الشرق الأوسط؟».


بيانات التضخم المربكة للاقتصاد تعكر مسار سعر الفائدة لدى «الفيدرالي»

مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في شارع الدستور بواشنطن بالولايات المتحدة (رويترز)
مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في شارع الدستور بواشنطن بالولايات المتحدة (رويترز)
TT

بيانات التضخم المربكة للاقتصاد تعكر مسار سعر الفائدة لدى «الفيدرالي»

مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في شارع الدستور بواشنطن بالولايات المتحدة (رويترز)
مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في شارع الدستور بواشنطن بالولايات المتحدة (رويترز)

كان آخر تقرير للاستقرار المالي الصادر عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بمثابة أخبار جيدة لأي شخص يخشى من أن يؤدي اللجوء إلى سلسلة قياسية من زيادات أسعار الفائدة إلى إرهاق النظام المصرفي، أو إحداث ركود بسبب دفع الشركات والأسر إلى التخلف عن سداد ديونها نتيجة لإجراءات تقليص ائتمانية واسعة النطاق.

لكن لم يحدث أي من ذلك.

وبدلاً من ذلك، يصارع الاحتياطي الفيدرالي اقتصاداً تخلص من السياسة النقدية المتشددة، إلى درجة أن مسؤولي المصرف المركزي ليست لديهم رؤية واضحة لما يمكن توقعه وهم منقسمون حول قضايا مثل الإنتاجية والإمكانات الأساسية للاقتصاد، وحتى إذا كان سعر الفائدة الحالي على السياسة تقييدياً، كما تصوروه عندما ألغوا مزيداً من الزيادات، وفق «رويترز».

ويبدو أن تخفيضات أسعار الفائدة التي كان من المؤكد أنها ستبدأ في أوائل عام 2024 معلقة الآن حتى سبتمبر (أيلول) على الأقل، مع احتمال الانزلاق إلى وقت لاحق من هذا العام أو حتى عام 2025 حيث يبقى التضخم ثابتاً.

ويبدو أيضاً أن موجة الائتمان مزدادة الشدة جاءت ثم ذهبت - القروض المصرفية آخذة في الازدياد، والفروق الائتمانية للشركات ضيقة، والميزانيات العمومية للأسر سليمة إلى حد كبير - مع استمرار الاقتصاد في النمو بوتيرة أعلى من إمكاناته الطبيعية وخلق فرص عمل جديدة.

وأظهر مؤشر «الاحتياطي الفيدرالي» المحدث مؤخراً للظروف المالية العامة أنه لم يكن هناك أي تأثير يذكر على النمو الاقتصادي حالياً من السياسة النقدية للمركزي أو الظروف الائتمانية الأوسع التي يهدف إلى التأثير عليها.

وعلى عكس تقييم مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» بأن السياسة تقييدية، فإن الظروف الائتمانية الحالية في الاقتصاد «متسقة مع النمو الذي يتجاوز الاتجاه التصاعدي»، وفقاً لكبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي العالمي في شركة «نيد ديفيس للأبحاث»، جوزيف كاليش.

وأضاف: «هذا يخبرني بأن انتقال السياسة النقدية إلى الاقتصاد الحقيقي في الولايات المتحدة كان أقل فاعلية بكثير» مقارنة بأماكن أخرى.

ويعتري مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» أنفسهم عدم اليقين بشأن ما إذا كانوا لا يزالون بحاجة إلى تباطؤ الاقتصاد لخفض التضخم، أو ما إذا كان التأثير «الرائع» للإنتاجية وعوامل أخرى سيفي بالغرض. وتكتسب هذه المسألة أهمية خاصة لأن هناك وجهة نظر تدعو إلى تشديد السياسة النقدية، بينما تدعو أخرى إلى التيسير. ومن المتوقع أن يُظهر إصدار بيانات التضخم الرئيسية يوم الجمعة، أن مقياس التضخم المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي» لا يزال أعلى بكثير من هدف المركزي البالغ 2 في المائة، مما قد يكون علامة على تعثر التقدم.

وقد تكون هذه الحالة قد دفعت «الاحتياطي الفيدرالي» إلى الاعتماد على البيانات بشكل علني، ولكنه يعمل إلى حد كبير على الحدس والغريزة في تحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة قد وجدت توازناً جديداً يتمثل في نمو أعلى وبطالة أقل، أو تحتاج إلى مزيد من الضغط من «المركزي» للتأكد من انخفاض التضخم.

ومع الشك حول دور الأجور في دفع التضخم، وما إذا كانت هناك حاجة إلى سحب مزيد من الطلب من الاقتصاد، والجدل حول مستوى أسعار الفائدة التي قد تؤدي المهمة إذا لزم الأمر، يقول كبير المحللين في فريق أسعار الفائدة والعملات العالمية لدى «كولومبيا ثريدنييدل للاستثمارات»، إد الهوسيني: «لا يوجد إطار عمل واضح للتضخم ولا توجد مجموعة واضحة من المعايير لتقييم موقف السياسة النقدية. إن الحكم بأن السياسة تقييدية يجب أن يأتي من مكان ما... لقد واجهوا صعوبة حقيقية في صياغته».

وشهدت السنوات الأخيرة صدمات فكرية عميقة؛ بدءاً من التعزيز المفاجئ للهجرة الذي عزز العمالة الأميركية إلى التفكيك الجزئي للعولمة وإعادة تخصيص الإنفاق الاستهلاكي نحو الخدمات. وعلى عكس فترات التشديد الائتماني السابقة، فإن سوق الإسكان لن تنهار وكانت دافعة للتضخم في الآونة الأخيرة. وهناك قلق متجدد بشأن تأثير عجز الموازنة الفيدرالية الضخمة على الأسواق المالية، وتساؤلات حول الإنتاجية ومعدل الفائدة «المحايد» المستخدم لتحديد ما إذا كانت السياسة مشددة أم لا.

وتكمن الحيرة في: هل الإمكانات الاقتصادية أعلى مما كان يُعتقد، مع إمكانية تحقيق نمو قوي مستمر دون تضخم مرتفع؟ أم أن النمو في السنوات الأخيرة مدعوماً بسلسلة من الهزات «المؤقتة» - من التخفيضات الضريبية في عهد إدارة ترمب، على سبيل المثال، أو التحويلات الفيدرالية والإنفاق على البنية التحتية في عهد الرئيس جو بايدن - قد يعني ذلك زيادات أسرع في الأسعار وارتفاع أسعار الفائدة؟

ووفقاً لكبير الاقتصاديين العالميين في «فانغارد»، جوزيف دايفيس، فقد أشارت دراسة حديثة إلى أن الدين الفيدرالي وتقدم السكان في السن قد رفعا المعدل المحايد للفائدة بنسبة مئوية تقريباً، مما يعني أن سياسات «الاحتياطي الفيدرالي» ليست مشددة بالقدر الذي يعتقدونه، وهذا من شأنه أن يساعد في تفسير النمو المستمر للاقتصاد، لكنه أيضاً يجعل من الصعب خفض التضخم.

وقال دايفيس، الذي يتوقع حالياً أن المصرف المركزي لن يخفض أسعار الفائدة على الإطلاق هذا العام: «عند التمعن جيداً، تزداد الأدلة على أن (الاحتياطي الفيدرالي) ليس بتلك القيود التي يعتقدونها. يمكنك الاستدلال من خلال الظروف المالية وسوق العمل والتضخم - عندما تنظر إلى كل هذه الأمور الثلاثة، تجد أن المعدل المحايد أعلى».

ويقول مسؤولو «الاحتياطي الفيدرالي» في الوقت الحالي إنهم يكتفون بالانتظار لنرى ما إذا كان النطاق الذي تم تحديده في يوليو (تموز)، وهو 5.25 - 5.50 في المائة، يحث التضخم على العودة إلى المستهدف البالغ 2 في المائة، ولا يفكرون في مزيد من الرفع لسعر الفائدة الأساسي. ومع احتمال بقاء السعر ثابتاً مرة أخرى في اجتماع السياسة النقدية لـ«الاحتياطي الفيدرالي» الأسبوع المقبل، سينتظر المراقبون أي إشارة في بيان «الفيدرالي» الأخير أو في المؤتمر الصحافي لرئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول حول وجهة الأمور.

وقد يكون باول أول من يعترف بأنه غير متأكد. وقال كبير الاقتصاديين في «ويلمنغتون تراست»، لوك تيلي: «في مرحلة ما، رفعوا أيديهم نوعاً ما وتخلوا إلى حد ما عن فكرة أنهم سيكونون قادرين على التنبؤ» بمسار التضخم والاقتصاد بالنظر إلى كم التغيرات الجارية.

وأضاف تيلي: «لقد قالوا إنه يجب أن يكون هناك ألم... ثم قالوا إن الوظائف جيدة والنمو جيد، كل ما نريده هو أرقام تضخم جيدة. إنهم يواجهون صعوبة كبيرة في فهم الأمر».


النمو الأميركي يتباطأ إلى 1.6 % وسط مخاوف من تأثير أسعار الفائدة

صورة عامة لمانهاتن بالولايات المتحدة (رويترز)
صورة عامة لمانهاتن بالولايات المتحدة (رويترز)
TT

النمو الأميركي يتباطأ إلى 1.6 % وسط مخاوف من تأثير أسعار الفائدة

صورة عامة لمانهاتن بالولايات المتحدة (رويترز)
صورة عامة لمانهاتن بالولايات المتحدة (رويترز)

تباطأ الاقتصاد الأميركي في الربع الأخير، حيث نما بمعدل سنوي قدره 1.6 في المائة في إشارة إلى أن أسعار الفائدة المرتفعة قد تؤثر سلباً على الاقتراض والإنفاق.

وقال تقرير وزارة التجارة الصادر الخميس إن الناتج المحلي الإجمالي - إجمالي إنتاج الاقتصاد من السلع والخدمات - تباطأ من معدل نموه السريع البالغ 3.4 في المائة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023. وواصل المستهلكون دفع النمو في الربع من يناير (كانون الثاني) إلى مارس (آذار) لكن إنفاقهم تباطأ، كما تمت إعاقة النمو بسبب قيام الشركات بتخفيض مخزوناتها، وفق «رويترز».

واستحوذت حالة الاقتصاد الأميركي على اهتمام الأميركيين مع اشتداد حدة موسم الانتخابات. وعلى الرغم من تباطؤ التضخم بشكل حاد، إلى 3.5 في المائة من 9.1 في المائة في عام 2022، فإن الأسعار لا تزال أعلى بكثير من مستويات ما قبل الوباء.

وسعى منتقدو الرئيس جو بايدن من الجمهوريين إلى إلقاء المسؤولية عن ارتفاع الأسعار على بايدن، واستخدام ذلك هراوة لعرقلة محاولته إعادة انتخابه. وتظهر استطلاعات الرأي أنه على الرغم من سوق العمل الصحية، وسوق الأسهم المرتفعة شبه القياسية، والتراجع الحاد في التضخم، فإن كثيراً من الأميركيين يلومون بايدن على ارتفاع الأسعار.

ويعكس التباطؤ الاقتصادي التدريجي، في جزء كبير منه، معدلات الاقتراض الأعلى بكثير لقروض المنازل والسيارات وبطاقات الائتمان، والكثير من القروض التجارية التي نتجت عن رفع أسعار الفائدة 11 مرة التي فرضها الاحتياطي الفيدرالي في سعيه لترويض التضخم.

ومع ذلك، استمرت الولايات المتحدة في التفوق على بقية الاقتصادات المتقدمة في العالم. وتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو أكبر اقتصاد في العالم بنسبة 2.7 في المائة لعام 2024 بأكمله، ارتفاعاً من 2.5 في المائة العام الماضي وأكثر من ضعف النمو الذي يتوقعه صندوق النقد الدولي هذا العام لألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والمملكة المتحدة وكندا.

وتضخ الشركات الأموال في المصانع والمستودعات والمباني الأخرى، بتشجيع من الحوافز الفيدرالية لتصنيع رقائق الكومبيوتر والتكنولوجيا الخضراء في الولايات المتحدة. ومن ناحية أخرى، كان إنفاقهم على المعدات ضعيفاً. ومع تفوق الواردات على الصادرات، يُعتقد أيضاً أن التجارة الدولية كانت بمثابة عائق أمام نمو الاقتصاد في الربع الأول.

وحذرت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، الأسبوع الماضي من أن «الجانب الآخر» للنمو الاقتصادي القوي في الولايات المتحدة هو أن الأمر «يستغرق وقتاً أطول من المتوقع» حتى يصل التضخم إلى هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة، على الرغم من أن ضغوط الأسعار تباطأت بشكل حاد من ذروتها في منتصف عام 2022.

واندلع التضخم في ربيع عام 2021 مع انتعاش الاقتصاد بسرعة غير متوقعة من الركود الناجم عن «كوفيد - 19»، مما تسبب في نقص حاد في الإمدادات. وقد أدى الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 إلى جعل الأمور أسوأ بشكل كبير من خلال تضخيم أسعار الطاقة والحبوب التي يعتمد عليها العالم.

واستجاب الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة القياسي بقوة بين مارس 2022 ويوليو (تموز) 2023. وعلى الرغم من التوقعات واسعة النطاق بحدوث ركود، فإن الاقتصاد أثبت متانته على نحو غير متوقع. ويعد التوظيف حتى الآن هذا العام أقوى مما كان عليه في عام 2023. وظلت البطالة أقل من 4 في المائة لمدة 26 شهراً على التوالي، وهي أطول سلسلة من نوعها منذ الستينات.

وقد تباطأ التضخم، المصدر الرئيسي لسخط الأميركيين بشأن الاقتصاد، من 9.1 في المائة في يونيو (حزيران) 2022 إلى 3.5 في المائة. لكن التقدم توقف في الآونة الأخيرة.

وعلى الرغم من أن صناع السياسة في الاحتياطي الفيدرالي أشاروا الشهر الماضي إلى أنهم يتوقعون خفض أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام، فإنهم أشاروا مؤخراً إلى أنهم ليسوا في عجلة من أمرهم لخفض أسعار الفائدة في مواجهة الضغوط التضخمية المستمرة. والآن، لا يتوقع غالبية المتداولين في «وول ستريت» أن يبدأوا حتى اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر (أيلول)، وفقاً لأداة «سي إم إي فيد واتش».

انخفاض إعانات البطالة

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي، مما يشير إلى استمرار قوة سوق العمل.

وتراجعت المطالبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية بمقدار 5 آلاف إلى 207 آلاف المعدلة موسمياً للأسبوع المنتهي في 20 أبريل (نيسان)، حسبما ذكرت وزارة العمل الأميركية يوم الخميس.

وكان من المتوقع أن يتقدم 215 ألف شخص بطلبات خلال الأسبوع الماضي وفقاً لتوقعات خبراء اقتصاد استطلعتهم «رويترز». وتراوحت أعداد المطالبات هذا العام بين 194 ألفاً و225 ألفاً.

ولا تزال الشركات تحتفظ بالعمال لديها بعد أن واجهت صعوبة في العثور على عمالة خلال جائحة «كوفيد - 19» وبعدها، كما أنها تستفيد من أرباح أعلى بسبب قدرتها القوية على تحديد الأسعار.

ويسهم انخفاض عمليات التسريح في الحفاظ على ارتفاع أجور العمال، الذي بدوره يدعم إنفاق المستهلكين الذي يشكل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي.

وأظهر تقرير المطالبات انخفاضاً قدره 15 ألفاً في عدد المستفيدين من الإعانات بعد الأسبوع الأول من المساعدة، وهو مؤشر غير مباشر على التوظيف، ليصل إلى 1.781 مليون خلال الأسبوع المنتهي في 13 أبريل.

وغطت بيانات ما يسمى «المطالبات المستمرة» الفترة التي أجرت فيها الحكومة مسحاً للأسر لمعرفة معدل البطالة لشهر أبريل. وانخفضت المطالبات المستمرة بين فترتي مسح مارس وأبريل. وانخفض معدل البطالة إلى 3.8 في المائة في مارس من 3.9 في المائة في فبراير.


«أرامكو» السعودية توقّع شراكة عالمية مع «فيفا»

«أرامكو» أصبحت شريك «فيفا» الحصري لفئة الطاقة مع حقوق رعاية للعديد من الفعاليات (الشرق الأوسط)
«أرامكو» أصبحت شريك «فيفا» الحصري لفئة الطاقة مع حقوق رعاية للعديد من الفعاليات (الشرق الأوسط)
TT

«أرامكو» السعودية توقّع شراكة عالمية مع «فيفا»

«أرامكو» أصبحت شريك «فيفا» الحصري لفئة الطاقة مع حقوق رعاية للعديد من الفعاليات (الشرق الأوسط)
«أرامكو» أصبحت شريك «فيفا» الحصري لفئة الطاقة مع حقوق رعاية للعديد من الفعاليات (الشرق الأوسط)

وقّعت «أرامكو» السعودية، إحدى الشركات المتكاملة والرائدة عالمياً في مجال الطاقة والكيميائيات، اتفاقية شراكة عالمية مدتها أربعة أعوام مع الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا».

وأصبحت «أرامكو» السعودية الشريك العالمي الرئيسي لـ«فيفا»، وشريكها الحصري لفئة الطاقة، مع حقوق رعاية للعديد من الفعاليات، بما في ذلك كأس العالم لكرة القدم 2026، وكأس العالم لكرة القدم للسيدات 2027.

وتستند الاتفاقية التي تستمر حتى نهاية عام 2027 على الالتزام المشترك بالابتكار والتطوير، كما ستعمل على المواءمة بين الشعبية العالمية المتميّزة لكرة القدم، وتاريخ «أرامكو» السعودية العريق في دعم الابتكار، وتعزيز المشاركة المجتمعية.

ومن خلال هذه الشراكة تعتزم «أرامكو» السعودية و«الفيفا» الاستفادة من قوة كرة القدم لإنشاء مبادرات اجتماعية مؤثرة في جميع أنحاء العالم.

من ناحيته، قال المهندس أمين الناصر رئيس «أرامكو» السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين: «نحن فخورون ببدء رحلة رائعة بإذن الله مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي نهدف من خلالها إلى الإسهام في تطور كرة القدم، والاستفادة من قوة الرياضة وتأثيرها الإيجابي على حياة الناس حول العالم. ويعكس ذلك طموحنا ببناء مجتمعات حيوية.

من جهة أخرى، فإن الرياضة تعتبر محركاً من محركات النمو وجودة الحياة، ونحن على ثقة بأن اتفاقيتنا مع (الفيفا) توسّع دعمنا للرياضة، وتؤكد استثمارنا الحالي في فريق القادسية السعودي لكرة القدم، وفي رياضة غولف السيدات من خلال سلسلة بطولات «أرامكو» للفرق، وكذلك دعمنا لبرنامج الفورمولا 1 في المدارس. فمن شأن هذه الشراكات خلق مسارات للفرص، وبخاصة لجيل الشباب، والتأثير بشكل إيجابي على المجتمع».

من جانبه، قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، جياني إنفانتينو: «يسعدنا أن نرحب بانضمام (أرامكو) السعودية إلى عائلة شركاء (الفيفا) العالميين. وستسهم هذه الشراكة في مساعدة (الفيفا) على تنظيم بطولاته الرئيسية بنجاح على مدى السنوات الأربع المقبلة، وكما هو الحال في جميع اتفاقياتنا التجارية، ستمكّننا هذه الشراكة أيضاً من تقديم دعم معزز وشامل لاتحاداتنا الأعضاء البالغ عددها 211 اتحاداً في جميع أنحاء العالم.

ونظراً لما تتمتع به (أرامكو) السعودية من سجلٍ حافل في دعم الأحداث العالمية، وتركيزها أيضاً على تطوير المبادرات الرياضية الشعبية، فإننا نتطلع إلى التعاون معها في العديد من المبادرات المتنوعة خلال السنوات المقبلة».

وتعتزم «أرامكو» السعودية العمل كذلك مع الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» لدفع عجلة الابتكار، وتحديد الفرص المتاحة لاستعراض خبرات الشركة، وتقنياتها في مسابقات كرة القدم على مستوى العالم. ويتضمن ذلك مبادرات تهدف إلى إتاحة طرق جديدة ومبتكرة لعشاق كرة القدم للمشاركة في فعاليات «الفيفا».