روسيا تشترط رفع العقوبات مقابل تجنب أزمة غذائية عالمية

موسكو وكييف تتبادلان الاتهامات بزرع ألغام تعيق حركة الملاحة في البحر الأسود

ميناء أوديسا على البحر الأسود. تناقش القوى الغربية فكرة إقامة «ممرات آمنة» لتصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا، مضيفة أن أي ممر من هذا القبيل يحتاج إلى موافقة روسية (رويترز)
ميناء أوديسا على البحر الأسود. تناقش القوى الغربية فكرة إقامة «ممرات آمنة» لتصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا، مضيفة أن أي ممر من هذا القبيل يحتاج إلى موافقة روسية (رويترز)
TT

روسيا تشترط رفع العقوبات مقابل تجنب أزمة غذائية عالمية

ميناء أوديسا على البحر الأسود. تناقش القوى الغربية فكرة إقامة «ممرات آمنة» لتصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا، مضيفة أن أي ممر من هذا القبيل يحتاج إلى موافقة روسية (رويترز)
ميناء أوديسا على البحر الأسود. تناقش القوى الغربية فكرة إقامة «ممرات آمنة» لتصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا، مضيفة أن أي ممر من هذا القبيل يحتاج إلى موافقة روسية (رويترز)

اشترطت موسكو أن ترفع الدول الغربية العقوبات التي فرضتها عليها لتجنب أزمة غذائية عالمية بفعل توقف صادرات الحبوب الأوكرانية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية إن بلاده مستعدة لتوفير ممر إنساني للسفن التي تحمل أغذية لمغادرة أوكرانيا، مضيفا أن «حل المشكلة الغذائية يمر عبر مقاربة جماعية تشمل خصوصاً رفع العقوبات التي فرضت على الصادرات الروسية والتعاملات المالية.
وأوكرانيا معروفة بتربتها السوداء الخصبة جداً وكانت قبل الغزو الروسي لأراضيها رابع مصدر عالمي للذرة وبصدد أن تصبح المصدر الثالث للقمح عالمياً. إلا أن النزاع أثر كثيراً على الإنتاج الأوكراني فيما تتهم كييف والدول الغربية موسكو بمنع صادرات الحبوب عبر البحر الأسود ما يثير احتمال وقوع أزمة غذائية عالمية كبرى. وطالب رودينكو كذلك «بإزالة كييف للألغام» المزروعة في المرافئ المطلة على البحر الأسود حتى تتمكن السفن من تصدير الحبوب. وأكد الدبلوماسي، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، في هذا الإطار أن روسيا «مستعدة لضمان ممر إنساني» للسفن.
ومساء الثلاثاء، اتهم الجيش الروسي بدوره الدول الغربية بالسعي إلى «إخراج الحبوب بأقرب وقت ممكن من أوكرانيا (...) من دون أن تخشى ما قد يحصل في هذا البلد ما أن تنتهي مخزونات الحبوب فيه».
وموانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود مغلقة منذ أن أرسلت روسيا آلاف الجنود إلى أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، ويوجد أكثر من 20 مليون طن من الحبوب عالقة في صوامع في البلاد.
وتمثل روسيا وأوكرانيا ما يقرب من ثلث إمدادات القمح العالمية، ويساهم نقص صادرات الحبوب من موانئ أوكرانيا في أزمة غذاء عالمية متنامية. وأوكرانيا أيضاً مُصدر رئيسي للذرة وزيت دوار الشمس. وتناقش القوى الغربية فكرة إقامة «ممرات آمنة» لتصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا، مضيفة أن أي ممر من هذا القبيل يحتاج إلى موافقة روسية. ونقلت الوكالة عن رودينكو قوله: «ذكرنا مراراً بخصوص هذه النقطة أن حل مشكلة الغذاء يتطلب نهجاً شاملاً، يتضمن رفع العقوبات المفروضة على الصادرات والمعاملات المالية الروسية». «كما يتطلب الأمر قيام الجانب الأوكراني بإزالة الألغام من جميع الموانئ التي ترسو فيها السفن. وروسيا مستعدة لتوفير الممر الإنساني الضروري، وهو ما تفعله كل يوم». ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن رودينكو قوله إن روسيا على تواصل مع الأمم المتحدة بشأن هذه القضية.
وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بزرع ألغام في البحر الأسود. ونقلت وكالة إنترفاكس عن رودينكو قوله إن احتمال قيام سفن غربية بمرافقة السفن الأوكرانية التي تحمل الحبوب «سيؤدي إلى تفاقم الوضع في البحر الأسود بشكل خطير».
وقالت بريطانيا الثلاثاء إنه لا توجد خطط لإرسال سفن حربية بريطانية للمساعدة في إخراج صادرات المواد الغذائية من ميناء أوديسا الأوكراني المحاصر. وأوديسا، الواقع على البحر الأسود، هو ميناء المياه العميقة الرئيسي في أوكرانيا.
وفيما يتعلق بمياه بحر آزوف الضحلة، قالت وزارة الدفاع الروسية أمس الأربعاء إن ميناء ماريوبول، المدينة الأوكرانية التي سيطرت عليها روسيا، يعمل بشكل طبيعي بعد أن أكملت القوات الروسية إزالة الألغام من هناك.
وندد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أمس (الأربعاء)، باقتراح موسكو رفع العقوبات المفروضة عليها لتجنّب أزمة غذائية عالمية معتبراً أنه «ابتزاز». وقال خلال منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا: «إنه ابتزاز واضح. لا يمكن أن نجد مثالاً أفضل على ابتزاز في العلاقات الدولية. إذا قبله أحد فهذا يعني أن لديه مشكلة». دعا وزير الدفاع البريطاني بن والاس، روسيا، أمس، إلى السماح لأوكرانيا بتصدير الحبوب لمساعدة الدول التي قد تؤدي ندرة الحبوب فيها إلى الجوع. وقال والاس للصحافيين في مدريد حيث التقى مع نظيرته الإسبانية مارغريتا روبلس، إن على روسيا أن «تفعل الشيء الصحيح». ورفض فكرة رفع العقوبات عن روسيا مقابل الإفراج عن الحبوب ورحب باقتراح تولي دول في منطقة البحر الأسود، مثل تركيا، حراسة شحنات الحبوب الأوكرانية.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يدعو إلى  تحرك غربي ضد روسيا بعد الهجمات الأخيرة

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يدعو إلى  تحرك غربي ضد روسيا بعد الهجمات الأخيرة

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب إلى التحرك في أعقاب هجوم صاروخي جديد وهجوم بالمسيرات شنتهما روسيا على بلاده

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.