شرطة كركوك تلقي القبض على مجموعة لـ«داعش» في محافظة كركوك

البيشمركة تصد هجومًا للتنظيم وتكبده 40 قتيلاً شمال الموصل

شرطة كركوك تلقي القبض على مجموعة لـ«داعش» في محافظة كركوك
TT

شرطة كركوك تلقي القبض على مجموعة لـ«داعش» في محافظة كركوك

شرطة كركوك تلقي القبض على مجموعة لـ«داعش» في محافظة كركوك

أعلنت قوات شرطة الأقضية والنواحي، أمس، إلقاء القبض على مجموعة تابعة لـ«داعش» في محافظة كركوك، شمال العراق، وبينت أن المجموعة كانت تخطط لتنفيذ أعمال إرهابية في المحافظة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن مسلحا آخر تابعا للتنظيم سلم نفسه إلى الجهات الأمنية في المحافظة.
وقال العميد سرحد قادر، قائد شرطة الأقضية والنواحي في محافظة كركوك، لـ«الشرق الأوسط» إن «قواتنا ألقت القبض على مجموعة إرهابية مكونة من أربعة مسلحين من التنظيم، دخلوا جميعا بهويات مزورة إلى مدينة كركوك، وتم الاستحواذ على كميات من المواد المتفجرة التي كانت بحوزتهم أثناء اعتقالهم، حيث نقلوها إلى كركوك قبل وصولهم إليها. هذه المجموعة كانت تخطط لتنفيذ أعمال إرهابية داخل المدينة إلى جانب متابعة تحركات القوات الأمنية فيها».
وأضاف قادر أن «المسلحين الأربعة الذين تم إلقاء القبض عليهم شاركوا في معارك ضد قوات البيشمركة، وقتل لكل مسلح منهم أخ في هذه المعارك»، مبينا أن «مسلحا آخر من مسلحي التنظيم سلم نفسه إلى قوات شرطة الأقضية والنواحي في كركوك خلال اليومين الماضيين».
وعن الأوضاع الأمنية في المحافظة على خلفية استمرار المعارك في محافظة صلاح الدين المحاذية لكركوك، وسيطرة تنظيم داعش على مدينة الرمادي، أكد العميد سرحد أن «الوضع الأمني في المحافظة مستقر، هناك في بعض الأحيان تحركات للإرهابيين، وذلك لأن قضاء الحويجة ونواحي الرشاد والرياض والزاب والعباسية التابعة لها ما زالت خاضعة لتنظيم داعش، ويوجد فيها مسلحون أجانب، فقضاء حويجة يعتبر منطقة استراتيجية لأنه يربط محافظات صلاح الدين والموصل وديالى مع بعضها بعضا»، مشددا على القول «بحسب معلوماتنا هناك بعض التحركات من قبل مسلحي التنظيم في المنطقة، لكن نحن نتابعهم باستمرار وبدقة خاصة بعد سيطرة (داعش) على مدينة الرمادي».
وتمكنت قوات البيشمركة من حماية محافظة كركوك وإحباط أكثر من 20 هجوما لتنظيم داعش عليها منذ سيطرة التنظيم على مدينة الموصل في 10 يونيو (حزيران) الماضي، واستطاعت البيشمركة خلال الأشهر الماضية تحرير مساحات واسعة من الأراضي التي سيطر عليها «داعش» (الصيف الماضي) في جنوب وغرب المحافظة، فيما تواصل قوات شرطة الأقضية والنواحي والقوات الأمنية الكردية عملياتها داخل المدينة للحد من أي تحركات للتنظيم لزعزعة الأمن فيها.
من جهة ثانية، قال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني، في الموصل، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تنظيم داعش أقدم أمس على قتل مواطنين كرديين من أهالي الموصل على خلفية رفضهما الالتحاق بصفوف مسلحي التنظيم في جبهات القتال، فيما سلم التنظيم أمس جثث 25 مسلحا من مسلحيه الذين قتلوا بنيران قوات البيشمركة والغارات الجوية لطيران التحالف الدولي في محور خازر (شرق الموصل) إلى الطب العدلي في الموصل، وكان من بين القتلى أحد قادة التنظيم الذي يدعى (أبو راوي)، وهو ابن خال خليفة تنظيم داعش (أبو بكر البغدادي)»، مبينا أن «مجموعة مسلحة قتلت أمس أربعة من مسلحي (داعش) من بين أحد مسؤولي التنظيم ويدعى (أبو حسن) في حي الوحدة وسط الموصل». وكشف مموزيني أن «التنظيم الإرهابي وزع على مسلحيه في الموصل أمس (150) امرأة من أسرى جبهة النصرة المناوئة له، بعد نقلهن من سوريا إلى العراق».
من جهته، أعلن مصدر في وزارة البيشمركة، أمس، مقتل 40 عنصرا من تنظيم داعش عندما صد البيشمركة هجوما على سد الموصل (440 كلم شمال بغداد). وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية، إن «عناصر (داعش) هاجمت اليوم (أمس) نقاط سيطرة لقوات البيشمركة وحاولت إعادة سد الموصل إلى قبضتها، لكن قوات البيشمركة تصدت لها وقتلت 40 عنصرا من التنظيم وأجبرتهم على الانسحاب الفوري باتجاه قرية أسكي الموصل».
وأضاف المصدر، أن «البيشمركة استخدمت أنواعا كثيرة من الأسلحة والأعتدة الثقيلة والخفيفة لطرد عناصر (داعش) وإحباط الهجوم دون تدخل قوات التحالف». وتابع أن السد تحت سيطرة قوات البيشمركة من جميع الجهات بعد هروب تنظيم داعش وإفشال مخططه.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.