العبادي يدعو روسيا للعب دور في محاربة {داعش}.. وبوتين يعد بمساعدات

تسليح الجيش العراقي أبرز ملفات زيارة رئيس الحكومة العراقية في موسكو

الرئيس الروسي فلادمير بوتين خلال استقباله رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في الكرملين أمس(أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلادمير بوتين خلال استقباله رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في الكرملين أمس(أ.ف.ب)
TT

العبادي يدعو روسيا للعب دور في محاربة {داعش}.. وبوتين يعد بمساعدات

الرئيس الروسي فلادمير بوتين خلال استقباله رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في الكرملين أمس(أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلادمير بوتين خلال استقباله رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في الكرملين أمس(أ.ف.ب)

عرضت روسيا، أمس، على رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، مساعدات عسكرية ومساعدات أخرى، لمعاونته على التصدي لتنظيم داعش الذي حقق مكاسب كبيرة جديدة في العراق وسوريا هذا الأسبوع.
وعن مضيه قدمًا في زيارة موسكو، رغم تفاقم الأزمة الأمنية، قال العبادي إنه أراد أن يبرز أهمية علاقات بلاده مع روسيا، مضيفًا أنه تجاهل «قوى معينة» نصحته بإلغاء الزيارة. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مستهل المحادثات مع العبادي في الكرملين: «نحن نتوسع في التعاون بمجال التكنولوجيا العسكرية». ووصف العراق بأنه «شريك قديم يعول عليه بالمنطقة»، حسبما نقلت «رويترز».
وأضاف: «علاقاتنا تتطور بنجاح كبير، شركاتنا تعمل في بلدكم، ونحن نتحدث عن استثمارات بمليارات الدولارات». ولم يذكر تفاصيل.
وعملت شركات روسية في الاقتصاد العراقي لعقود خلال حكم صدام حسين، وعارضت بقوة الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003 الذي أطاح بصدام وفتح الباب أمام فترة اضطراب طويلة.
وفي وقت سابق أمس، قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إن بلاده ستبذل كل ما في وسعها لمساعدة العراق على هزيمة تنظيم داعش الذي بسط سيطرته على مدينة الرمادي يوم الأحد الماضي في أكبر انتكاسة تمنى بها حكومة بغداد منذ عام.
وقال العبادي إن الجانبين يركزان على تطوير العلاقات على كل الأصعدة بما في ذلك التعاون العسكري الفني والتعاون الاقتصادي، وكذلك التعاون في قطاع النفط والغاز.
ودعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي روسيا، أمس، إلى لعب دور أكبر في محاربة تنظيم داعش، وذلك خلال لقاء مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف في موسكو.
وأعلن العبادي أن الإرهاب «يتطور ويأخذ أشكالا جديدة. وهذا يتطلب تيقظا متزايدا من قبل روسيا، ونحن نتوقع تعاونا أكبر في هذا المجال»، حسبما نقلت عنه وكالة «إنترفاكس» الروسية.
وتأتي زيارة العبادي غداة سيطرة تنظيم داعش على مدينة تدمر بالكامل في سوريا، وبعد سيطرته على الرمادي مركز محافظة الأنبار في العراق. وأضاف: «نحن نعلق أهمية كبرى على علاقاتنا مع روسيا، ونعتبر أن لها مستقبلا، وأن زيارتنا دليل على ذلك».
من جهته، أشاد ميدفيديف بقدوم العبادي في أول زيارة له إلى موسكو.
وقال: «نثمن علاقاتنا مع العراق، والعلاقات الثنائية تسير نحو التطور اليوم»، معتبرا أن زيارة العبادي «تؤكد عزم القادة العراقيين على مواصلة التعاون» مع روسيا.
وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي إن العبادي قال: «إننا نولي أهمية كبيرة للعلاقة مع روسيا ونتطلع إلى تطوير التعاون على المستوى العسكري والفني ومكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي والثقافي وشؤون الطاقة والنقل»، موضحا إن «العراق يواجه إرهابا يهدد المنطقة والعالم، وإننا نخوض حربا ضد (داعش)، وقد حققنا في الكثير من الجولات والمناطق انتصارات باهرة، وعلى الرغم من استيلاء (داعش) على مركز الرمادي، إلا أن قواتنا موجودة وتحيط بالمدينة من عدة جهات ونستعد لتحريرها في أقرب وقت».
وكان رئيس الوزراء العراقي قد بدأ مباحثاته في العاصمة الروسية موسكو فور وصوله، أمس، في زيارة عمل تحت بند واحد هو التسليح.
وفيما تجيء زيارته إلى موسكو عقب أيام قلائل من سقوط مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار بيد تنظيم داعش، فإنها تأتي كذلك في وقت خابت آمال الحكومة العراقية من الوعود الأميركية بالإسراع في تسليح الجيش العراقي.
وقال عضو البرلمان العراقي عن دولة القانون صادق اللبان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «زيارة العبادي إلى موسكو في هذا الظرف بالغة الأهمية نظرا لحاجتنا الماسة إلى السلاح في مواجهة (داعش)، ولكون روسيا دولة مؤثرة في الساحة الدولي لا سيما أن العراق يعاني من هجمة شرسة باتت تستهدف العالم أجمع، وهو يحتاج إلى دعم كل الدول».
وأضاف اللبان أن «العراق يحتاج أيضا إلى تنوع مصادر تسليحه كما نحتاج إلى وفرة في السلاح»، مشيرا إلى أن «هذه الزيارة وبالقياس إلى حاجة العراق وحجم التحديات التي يواجهها نستطيع القول إنها متأخرة حيث كان يتوجب على الحكومة التعامل مع التحديات والتهديدات بطريقة استراتيجية حتى لا نحصر دائما في زاوية ضيقة».
من جهتها، أكدت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي أهمية الزيارة التي يقوم بها العبادي إلى موسكو. وقال رئيس التحالف المدني الديمقراطي في البرلمان العراقي وعضو لجنة العلاقات الخارجية مثال الآلوسي لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الزيارة لم تأتِ من فراغ لأن العراق سبق له أن أبرم في عهد حكومة المالكي عقود تسليح ضخمة بمن فيها صفقة الأسلحة الروسية البالغة أكثر من 4 مليارات دولار وبالتالي لا بد من تفعيل عقود التسليح الطبيعية والكشف عن حقيقة العقود التي طالتها شبهات فساد».
وأضاف الآلوسي إن «هذه الزيارة مهمة من وجهة نظرنا لأنها تأتي في وقت نحتاج فيه إلى أسلحة متنوعة لا سيما أن الجانب الأميركي لم يثبت الجدية المطلوبة حيال عملية التسليح، وهو ما يضعنا دائما في حرج في مواجهة التحديات ومنها تحدي تنظيم داعش».
وفي السياق نفسه، أكد تحالف القوى العراقية عن دعمه لأي خطوة من شأنها تنويع مصادر التسليح للجيش العراقي.
وقال عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار فارس طه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «قضية التسليح واحدة من القضايا التي يجب أن نعترف أن الجيش العراقي يعاني منها بشكل كبير جدا، وبالتالي فإن المهم بالنسبة لنا هو تسليح الجيش والعشائر لكي نتمكن من مقاتلة (داعش)، واستعادة المناطق والمدن التي وقعت بيد هذا التنظيم».
وأضاف أن «الحكومة سبق أن تعهدت للعشائر بتسليحها، وهو ما لم يحصل، يضاف إلى ذلك أن الحكومة تشكو هي الأخرى من قلة الأسلحة ونوعيتها كما تشكو من عدم جدية الجانب الأميركي وبالتالي يصبح تنوع مصادر التسليح أمرا ضروريا بالفعل».
وكانت روسيا زودت العراق بعدة مروحيات قتالية من طراز (إم آي 28)، وقبلها بمروحيات (إم آي 35) ومقاتلات (إس يو 25) يستخدمها الجيش العراقي لمحاربة (داعش)».
إلا أن روسيا نفت، في أكتوبر (تشرين الأول)، أي نية لتدريب القوات العراقية أو تقاسم معلومات حول تنظيم داعش مع الولايات المتحدة، كما كان وزير الخارجية الأميركية جون كيري أعلن سابقا.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.