رقصة المزمار وزقاق الرسامين ينعشان ذاكرة زوار «جدة البلد»

جمعت «جدة البلد» بين الحضارة والحداثة في فعالياتها المقامة ضمن موسم جدة 2022. لتعرّف زوار المنطقة على مقومات جدة التاريخية والتراثية وثقافة مجتمعها الأصيلة، وتسترجع معهم ذكريات الماضي الجميل في الأزقة وبين الرواشين.
جدة التاريخية أو كما يحلو لأهالي العروس تسميتها بـ«جدة البلد»، هي أحد أبرز المعالم التاريخية التي أُدرجت ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لليونيسكو، لامتلاكها مخزوناً تراثياً وحضارياً يمتد لحقب زمنية طويلة.

استرجعت «جدة البلد» الذكريات بين الأزقة والرواشين (الشرق الأوسط)

وتستقبل «جدة البلد» زوار الموسم بأربع مناطق رئيسية، هُيئت بالعديد من الفعاليات والمسارح والصور التاريخية، وتتنوع فعالياتها بما يعكس تاريخ المملكة وحضارة جدة، بعروض مرئية وثقافية متنوعة، تعرف من خلالها زوار المنطقة على حضارة المدينة وتراثها التي تعاقب عليها الكثير من الأجيال.
ويجد زائر منطقة البلد التاريخية، الترحيب من قبل عارضين يلبسون الزي الحجازي المشهور، يؤدي بعضهم عروضاً ورقصات شعبية، تحكي قصة تراث هذه المنطقة بكلمات أغانيها وزي مؤدييها، والأدوات التي يستخدمونها في عروضهم، كشبكة الصيد، كون جدة ساحلية، وقد اشتهر بعض سكانها بصيد الأسماك، وأيضاً العصا التي تشتهر بها رقصة المزمار، والتي كان يقتنيها سكان هذه المنطقة كأحد رموز الحزم والحسم والأصالة والعراقة.

جمعت «جدة البلد» بين الحضارة والحداثة (الشرق الأوسط)

ونظراً لما تتميز به «جدة البلد» من معالم تاريخية وفن معماري ومبانٍ تراثية في الحارات القديمة، أقامت إدارة موسم جدة ضمن فعالياتها، عروضاً ضوئية بـ«الليزر» بين البيوت والشوارع لتبرز للزائرين والسائحين جمال عمارة البيوت القديمة وتصاميمها وعراقتها.
وتشهد المنطقة فعاليات شعبية حية، وعروضاً موسيقية وطربية، إلى جانب المتاحف الأثرية، والبيوت القديمة، التي تتيح للزوار دخولها والتجول فيها، كما يضم «شارع الرسامين» الموجود ضمن أحد أزقة البلد، لوحات مستوحاة من تراث المنطقة، أمام الجمهور، واستوقفت هذه اللوحات زوار المنطقة، خصوصاً من السائحين الأجانب، الذين تستهويهم هذه اللوحات والفنون، وتفاصيل البيوت التاريخية القديمة والمتاحف الأثرية. كما سلطت فعاليات منطقة «جدة البلد» الواقعة في قلب جدة التاريخية، الضوء على أهم المعالم الأثرية والثقافية لتعريف الزوار على حضارة وتراث المدينة التي تعاقبت عليها أجيال كثيرة.
وخلق الموسم فرصاً لعشاق الفنون والآثار والمتاحف، وباعة الأكلات الشعبية الذين وجدوا في فعاليات «جدة التاريخية»، مصدر رزق لهم وفرصة لتعزيز مهاراتهم وعرض منتجاتهم لزوار الموسم، الذين تكتظ بهم ساحات المنطقة التاريخية من مختلف الجنسيات.
وتقدم فعاليات البلد تجارب ترفيهية وألعاب أطفال شعبية قديمة، يتعرف الزوار من خلالها على ثقافة هذه المنطقة السائدة حينها، وأبرز فعاليات الأطفال الترفيهية، كما تقدم «برحة البلد» تجربة لعبة القناصين «الباتل بارك» الحماسية والمشوقة.

جانب من «شارع الرسامين» (الشرق الأوسط)