صفقة تمديد عقد مبابي مع سان جيرمان تنذر بسوق انتقالات صيفي ملتهب

الرابطة الإسبانية تتقدم بشكوى ضد النادي الباريسي وتتهمه بتخريب الكرة الأوروبية

مبابي حسم أمره بالبقاء مع سان جيرمان بصفقة مثيرة للجدل (أ.ف.ب)
مبابي حسم أمره بالبقاء مع سان جيرمان بصفقة مثيرة للجدل (أ.ف.ب)
TT

صفقة تمديد عقد مبابي مع سان جيرمان تنذر بسوق انتقالات صيفي ملتهب

مبابي حسم أمره بالبقاء مع سان جيرمان بصفقة مثيرة للجدل (أ.ف.ب)
مبابي حسم أمره بالبقاء مع سان جيرمان بصفقة مثيرة للجدل (أ.ف.ب)

تنفس نادي باريس سان جيرمان الصعداء بعدما أتم تمديد عقد مهاجمه الفذ كيليان مبابي وقاطعا الطريق على ريال مدريد بطل إسبانيا الذي كان يأمل ضم الهداف الفرنسي نهاية هذا الموسم، لكن الأموال الباهظة التي سيدفعها بطل فرنسا للاحتفاظ بنجمه ستنقل كرة القدم لمستويات جديدة قبل فتح سوق الانتقالات الشتوية.
عندما كشف مانشستر سيتي الإنجليزي عن تعاقده مع المهاجم الفتاك النرويجي إرلينغ هالاند بداية هذا الشهر من بوروسيا دورتموند بعد أن دفع الأول الشرط الجزائي في عقد الأخير وقدره 64 مليون جنيه إسترليني (75 مليون دولار)، ووعد اللاعب براتب 500 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً، علق الألماني يورغن كلوب، مدرب ليفربول على أن هذه الصفقة ستتسبب في رفع مستويات سوق الانتقالات إلى حدود خطيرة. ولم تمر أيام إلا وكان مبابي (23 عاما) هو حديث الساعة ما بين سعي حثيث من ناديه سان جيرمان للإبقاء عليه والضغط برجال من كبار الدولة الفرنسية وإغراءات مالية لا ترفض، وبين عرض كبير أيضاً من العملاق الإسباني ريال مدريد لكن لا يرقى لما قدمه النادي الباريسي.
وتردد أن سان جيرمان الذي ضم مبابي عام 2017 من موناكو مقابل 180 مليون يورو، قدم لمهاجمه عرضاً يزيد عن 200 مليون يورو مكافأة توقيع، وراتب سنوي صافٍ بقيمة 40 مليون يورو، بالإضافة إلى حرية لتسويق حقوق صورته بشكل منفرد بينما ينال باقي لاعبي الفريق 50 في المائة فقط.
واحتفل مبابي بشكل مميز بتجديد عقده حيث تسجيل ثلاثة أهداف (هاتريك) قاد بها فريقه لاكتساح ضيفه ميتز 5 - صفر في المرحلة الثامنة والثلاثين الأخيرة من الدوري الفرنسي وتكفل البرازيلي نيمار والأرجنتيني انخل دي ماريا بالهدفين الآخرين علما بأن الأخير خاض مباراته الأخيرة قبل الانتقال ليوفنتوس الإيطالي.
ورفع مبابي قميصاً حمل رقم «2025» قبل المباراة أمام ميتز، في إشارة إلى توقيعه لثلاثة أعوام مع سان جيرمان، صادما جماهير ريال مدريد التي كانت تتوقع على نطاق واسع أن ينضم إليها اللاعب في صفقة انتقال حر بنهاية الموسم الجاري.

                                                سيتي فاز بصفقة هالاند مشعلا سوق الانتقالات (رويترز)
وعلل مبابي أسباب تراجعه عن فكرة الرحيل إلى الريال قائلا: «اقتنعت بأنني هنا (في سان جيرمان) يمكنني مواصلة التطور في النادي الذي يقدم كل شيء ضروري لتقديم أعلى المستويات... أنا سعيد أيضاً بمواصلة اللعب في فرنسا، الدولة التي ولدت بها، البلد الذي نشأت به، والتي صنعت اسمي».
ويعتبر مبابي ثاني الهدافين التاريخيين لسان جيرمان خلف المهاجم الأوروغوياني إدينسون كافاني، حيث سجل 157 هدفا وتخطى إنجاز المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
لكن قرار مبابي لم تضمه جماهير الريال ولا حتى المسؤولين عن كرة لقدم الإسبانية حيث وجه خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني، انتقادات إلى القطري ناصر الخليفي رئيس سان جيرمان، وموجها إليه اتهامات بتخريب النظام الاقتصادي لكرة القدم الأوروبية.
وأشارت رابطة الدوري الإسباني إلى أنها ستتقدم بشكوى «إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والسلطات الإدارية والضريبية الفرنسية والجهات المختصة في الاتحاد الأوروبي بتصرفات الخليفي وناديه الفرنسي التي باتت تشكل خطراً على كرة القدم».
ولم يكن تيباس الذي توقع الجمعة أن ينضم مبابي إلى ريال مدريد، راضياً عن الطريقة التي سارت بها الأمور مؤخراً بتأثير شخصيات سياسية قيادية على اللاعب والإغراءات المالية غير المعقولة التي عرضوها عليه وقال: «تكبد سان جيرمان خسائر بـ700 مليون يورو في المواسم الأخيرة ومع فاتورة رواتب تزيد عن 600 مليون يورو، نرى أن ما يفعله النادي من خلال تجديد عقد مبابي مقابل مبالغ مالية كبيرة هو إهانة لكرة القدم».
واعتبر تيباس أن الخليفي: «بنفس خطورة الدوري السوبر الأوروبي» في إشارة إلى الدوري المنشق الذي لم يبصر النور لكن أندية ريال وبرشلونة ويوفنتوس الإيطالي ما زالت متمسكة به.
وعلق فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد خلال اتصال هاتفي مع مبابي قائلا: «أنا متأسف لما حصل في الأيام القليلة الماضية. لقد حطموا (سان جيرمان) الحلم الذي راودك منذ أن كنت طفلاً».
ومن المؤكد أن جماهير نادي العاصمة الفرنسية التي ما زالت تحلم بلقب أول للفريق في مسابقة دوري أبطال أوروبا، ستتنفس الصعداء بعد معرفتها بأن مبابي باقٍ، وقد عمل النادي على الإعداد لذلك من خلال عدة قرارات لتصحيح المسار أولها إقالة المدير الرياضي البرازيلي ليوناردو من منصبه.
وجاءت إقالة ليوناردو (52 عاما) من مهمته التي تسلمها عام 2019، بعد ساعات قليلة من نهاية موسم سان جيرمان بالدوري، مع تأكيد النادي الباريسي على أنه سيقوم بتغييرات كثيرة من أجل حياة جديدة لمشروعه الرياضي.
وهي المرة الثانية التي يقال فيها ليوناردو من منصبه في باريس سان جيرمان بعد فترته الأولى التي استمرت بين 2011 و2013، علما بأنه لعب للفريق في الفترة بين 1996 و1997.
وكان ليوناردو مهددا بالإقالة منذ أسابيع عدة، على غرار المدرب الأرجنتيني للفريق ماوريسيو بوكيتينو الذي قد يواجه المصير ذاته قريباً، رغم أن عقده ينتهي عام 2023.
وساهم ليوناردو بشكل كبير في ضم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الصيف الماضي. لكن الخروج المخيب من ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا على يد ريال مدريد كان بمثابة ضربة قاصمه له.
وأوضحت وسائل إعلام عدة أنه من المرجح أن يخلفه البرتغالي لويس كامبوس الذي عمل في ليل وموناكو حيث جاور مبابي عندما كان الأخير يدافع عن ألوان فريق الإمارة قبل انتقاله إلى سان جيرمان عام 2017 مقابل 180 مليون يورو.
وبعد حسم صفقتي هالاند ومبابي باتت الأنظار الآن على البولندي روبرت ليفاندوفسكي هداف بايرن ميونيخ الألماني الذي أعرب عن رغبته في الرحيل، في إشارة إلى توقع فترة ساخنة بسوق الانتقالات الصيفية.
ورغم إعلان حسن صالح حميديتش المدير الرياضي لبايرن ميونيخ أن ناديه قدم عرضاً محددا لتمديد عقد ليفاندوفسكي، إلا أن برشلونة الإسباني يضغط بقوة لضم الهداف البولندي وقد تقدم بالفعل بعرض قيمة 32 مليون يورو من أجل حسم الصفقة.
وقال حميديتش: «قدمنا عرضاً على نحو واضح تماما بالمدة والمبلغ المالي في المحادثة مع وكيل أعمال ليفا».
في المقابل، وبعد أن أوضح ليفاندوفسكي (33 عاما) الفائز بجائزة أحسن لاعب في العالم، بعد آخر مباراة في موسم الدوري الألماني أنه لم يتلق أي عرض من البايرن للتجديد، وأنه يتطلع للرحيل، بات الجدل الآن هل سيصر النادي البافاري على تكملته للسنة المتبقية في عقده، أم يتركه لبرشلونة ويجني الـ32 مليون يورو.
ويذكر أن الرئيس التنفيذي لبايرن، أوليفر كان، استبعد مراراً التخلي عن ليفاندوفسكي قبل انتهاء عقده، وقال: ««لست مجنوناً للتخلي عن لاعب يسجل بين 30 و40 هدفاً في الموسم الواحد». ومع الاقتراب من ختام الموسم الكروي ينتظر أيضاً معرفة مصير بعض النجوم أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو (مانشستر يونايتد الإنجليزي)، والبلجيكي روميلو لوكاكو (تشيلسي الإنجليزي)، والسنغالي ساديو ماني (ليفربول الإنجليزي)، والأرجنتيني باولو ديبالا (يوفنتوس الإيطالي).


مقالات ذات صلة

تيرير يتعرض لكسر في الساعد وينضم لقائمة مصابي ليفركوزن

رياضة عالمية مارتن تيرير (إ.ب.أ)

تيرير يتعرض لكسر في الساعد وينضم لقائمة مصابي ليفركوزن

انضم المهاجم مارتن تيرير إلى القائمة المطوَّلة للاعبين المصابين في صفوف فريق باير ليفركوزن حامل لقب الدوري الألماني، قبل ملاقاة ريد بول سالزبورغ النمساوي.

«الشرق الأوسط» (دوسلدورف)
رياضة عالمية ألمانيا ستلتقي إيطاليا في ربع نهائي «دوري الأمم» (د.ب.أ)

دوري الأمم الأوروبية: ألمانيا تصطدم بإيطاليا... وإسبانيا تلتقي هولندا

أسفرت قرعة الدور ربع النهائي من دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم التي أُجريت في نيون السويسرية الجمعة، عن مواجهات نارية أبرزها مواجهة بين ألمانيا وإيطاليا،…

«الشرق الأوسط» (نيون)
رياضة عالمية توماس كلوس (الشرق الأوسط)

اعتقال النجم البولندي السابق توماس كلوس بتهمة التهرب الضريبي

ألقت شرطة مكافحة الفساد البولندية القبض على المدافع البولندي السابق توماس كلوس؛ للاشتباه في تورطه بالتهرب الضريبي وتزوير الفواتير، وفق ما ذكرت السلطات.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
رياضة عالمية لويس إنريكي (أ.ف.ب)

إنريكي يعلن اقتراب المهاجم راموس من العودة مع سان جيرمان

قال لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، الخميس، إن المهاجم جونزالو راموس اقترب من العودة من الإصابة، لكن المدرب عليه التعامل مع بعض المشكلات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية نوري شاهين (أ.ف.ب)

كوبل وأنتون جاهزان للمشاركة مع دورتموند أمام فرايبورغ

قال نوري شاهين، المدير الفني لفريق بوروسيا دورتموند الألماني لكرة القدم، إن وضع الإصابات بالفريق يتحسن حيث يستعيد الفريق خدمات غريغور كوبيل، حارس المرمى.

«الشرق الأوسط» (برلين)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.