الرئيس الإيراني يلتقي سلطان عمان في مسقط غداً

يزور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عُمان الاثنين بدعوة من السلطان هيثم بن طارق، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي في طهران، في ثاني محطة عربية له منذ توليه مهامه.
وسيتوجه رئيسي إلى مسقط «على رأس وفد رفيع المستوى لتوسيع العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية». ومن المقرر أن يوقع الجانبان اتفاقات تعاون، حسبما أوردت وكالات رسمية إيرانية.
ويتضمن جدول الأعمال اجتماعاً مع التجار ورجال الأعمال العمانيين. وذكرت بعض التقارير أن وفداً يضم 50 شخصاً من التجار ورجال الأعمال الإيرانيين، قد زاروا سلطنة عمان الأسبوع الماضي لتوفير الأرضية لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين إيران وسلطنة عمان.
وهذه الزيارة هي خامس زيارة خارجية يقوم بها الرئيس الإيراني منذ توليه منصب رئاسة الجمهورية قبل نحو 9 أشهر. وستكون الثانية إلى دولة عربية خليجية منذ توليه مهامه في أغسطس (آب) 2021، بعدما زار قطر في فبراير (شباط) حيث التقى الأمير الشيخ تميم بن حمد وشارك في مؤتمر للدول المصدرة للغاز.
وقال رئيسي بعد توليه الرئاسة إن تعزيز العلاقات مع دول الجوار «يشكل أولوية في سياسة حكومته الخارجية»، في محاولة لإنهاء عزلة إيران الإقليمية وتخفيف معاناتها الاقتصادية، في ظل شكوك بقدرته على التغيير خصوصاً أن خطوط السياسية الخارجية يرسمها المرشد الإيراني علي خامنئي.
وكانت الرئاسة الإيرانية قد أعلنت في فبراير تلقي رئيسي دعوة من السلطان هيثم لزيارة عمان، وذلك على هامش استقباله في طهران وزير خارجية السلطنة بدر بن حمد البوسعيدي.
وترتبط إيران بعلاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع سلطنة عمان لعبت دور الوسيط بين طهران والولايات المتحدة خصوصاً في فترة المفاوضات السرية التي سبقت انطلاق المفاوضات النووية في 2013.
وتأتي زيارة الرئيس الإيراني إلى مسقط في وقت تبذل جهود دبلوماسية لكسر الجمود الحاصل في المباحثات الهادفة إلى إحياء هذا الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن أحادياً عام 2018.
وسعياً لإنقاذ هذا الاتفاق، بدأت إيران والقوى الكبرى في أبريل (نيسان) 2021 مباحثات شاركت فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر. وعلقت المباحثات رسمياً في مارس (آذار)، مع تأكيد المعنيين أن التفاهم بات شبه منجز، لكن مع تبقي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، أبرزها طلب الأخيرة شطب اسم «الحرس الثوري» الموازي للجيش النظامي من قائمة المنظمات «الإرهابية» الأجنبية.
وزار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد طهران في 12 مايو (أيار) الحالي، حيث أكد أن الدوحة التي تربطها علاقات جيدة بكل من طهران وواشنطن، تعمل على دفع المباحثات المتعثرة قدماً.
وخلال زيارة إلى ألمانيا الجمعة، أكد الشيخ تميم أن قطر متفائلة بإمكان إبرام تفاهم بهذا الشأن.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أن الأمير شدد على «أهمية التعاون بين كل من إيران وأوروبا والولايات المتحدة»، معرباً عن «تفاؤل دولة قطر بالحوار بين هذه الأطراف».
كذلك أبدى الشيخ حمد «استعداد دولة قطر للوساطة بين إيران وأوروبا والولايات المتحدة في حال طُلب منها ذلك»، وفق ما أوردت الوكالة.
وبالتزامن، جرت مشاورات هاتفية بين مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان حول آخر تطورات مفاوضات فيينا.
وأفادت الخارجية الإيرانية في بيان بأن عبداللهيان أشار إلى «المبادرات» التي طرحتها إيران في الزيارة الأخيرة لنائب بوريل، إنريكي مورا الذي يلعب دور المنسق في محادثات فيينا. ونقل البيان عن عبداللهيان قوله إن إيران «جادة في التوصل إلى اتفاق قوي ومستدام»، مشيراً إلى أن طهران «لديها حسن النية والإرادة اللازمة للوصول إلى اتفاق».
ونسب بيان «الخارجية الإيرانية» إلى بوريل أنه أشار إلى «المبادرات» التي طرحت من الجانب الإيراني طيلة المفاوضات. وقال: «نحن الآن في طريق تحديث استمرار المفاوضات، والتركيز على الحلول». وتابع: «مصممون على مواصلة الاتصالات الجارية بين طهران وواشنطن بهدف تقريب وجهات النظر»، معرباً عن أمله بأن «تحقق نتيجة جيدة».