يملك مانشستر سيتي قدره بين يديه للاحتفاظ بلقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم، عندما يخوض المرحلة 38 الأخيرة اليوم (الأحد) وهو يتقدم بفارق نقطة يتيمة عن مطارده ليفربول الباحث عن رباعية تاريخية، بينما سيكون هناك صراع ساخن آخر في قاع الترتيب، سيحسم الهابط الأخير من بين بيرنلي وليدز.
وسيضمن سيتي بقيادة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا اللقب الرابع في 5 سنوات، بحال فوزهم على ضيفهم أستون فيلا الرابع عشر في الترتيب، والذي لم يفز في آخر 3 مباريات، بينما سيتوج ليفربول حال فوزه على ولفرهامبتون وتعثر سيتي بالخسارة أو التعادل. وقال غوارديولا: «يصعب السيطرة على عواطفك عندما تدرك الاختبار الذي أنت مقبل عليه». وتابع مدرب برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني السابق: «اللاعبون بشر؛ لكنها كرة القدم، لا تعرف متى تُحسم الأمور».
يعرف سيتي تماماً مرارة الخسارة في اللحظات الأخيرة، بعد خروجه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما كان متقدماً على ريال مدريد الإسباني. وأضاف غوارديولا: «لا فائدة من إبلاغ اللاعبين بأهمية الموقف. يعرفون ذلك تماماً ويشعرون به». في المقابل، يحارب ليفربول على جبهتين متبقيتين، بعد حسمه هذا الموسم لقب كأس إنجلترا وكأس رابطة المحترفين المحلية.
وبعد المرحلة الأخيرة من «البريميرليغ»، يستعد ليفربول لنهائي دوري الأبطال مع ريال مدريد في باريس، آملاً في تتويج موسمه برباعية تاريخية لأحد الأندية الإنجليزية. وقال مدربه الألماني يورغن كلوب: «تخيّلوا قبل بداية الموسم أن يقول أحدهم إنكم ستبلغون نهائي الكؤوس الثلاث وتحاربون على الدوري». وتابع المدرب الذي قاد ليفربول سابقاً إلى إحراز لقبي دوري الأبطال والدوري الإنجليزي: «لقد نجح الشباب في تحقيق ذلك، بدعم من الإدارة والجماهير... تعيش جماهير ليفربول أوقاتاً رائعة، ويجب التأكد من الاستمتاع جيداً في آخر مباراتين».
وسيضفي وجود أسطورة وسط ليفربول ستيفن جيرارد على مقعد المدرب لدى أستون فيلا، نكهة إضافية على المعركة الأخيرة في الدوري. ولم يحرز جيرارد أي لقب دوري مع ليفربول خلال 17 عاماً في ملعب «أنفيلد»؛ لكنه قد يساهم في توفير لقب جديد له إذا استطاع كمدير فني لأستون فيلا عرقلة سيتي، ومنح هدية لناديه القديم. وحول ذلك علَّق كلوب: «أعرف كم هو محب لليفربول (جيرارد) لكنه لا يلعب... نحن جميعاً بشر، ستيفي سيتعامل مع المباراة بجدية بنسبة مائة في المائة، أنا متأكد، من دون أن أتحدث إليه أو مهما كان، فأنا لا أحتاج إلى ذلك، ربما فعل بعض الموجودين في النادي ذلك؛ لكنني لم أفعل».
وبحال فوز سيتي سيضمن اللقب، وبحال خسارته أو تعادله سينتزع ليفربول اللقب بحال خرج فائزاً على ولفرهامبتون الثامن، والذي لم يفز في آخر 6 مباريات.
وبحال خسارة سيتي (90 نقطة) وتعادل ليفربول (89) وبالتالي تساويهما في النقاط، سيضمن سيتي اللقب منطقياً؛ كونه يملك أفضلية فارق 6 أهداف عن ليفربول.
وقال جيرارد: «سنخرج ونقدم كل شيء في سبيل إحراز النقاط لأستون فيلا وجماهيرنا. إذا كان ذلك سيساعد ليفربول حتماً فهذا رائع؛ لكن أولويتي هي محاولة الحصول على النقاط لأستون فيلا». لكن سجل فيلا ليس جيداً أمام سيتي؛ حيث سقط في آخر 6 مواجهات أمامه بالدوري.
ويعيد صراع اللقب ذكريات موسم 2018-2019؛ حين انتزع سيتي اللقب من ليفربول بفارق نقطة وحيدة (98 مقابل 97). ولتوضيح حجم التكافؤ بين الفريقين، جمع سيتي بقيادة غوارديولا 355 نقطة منذ بداية موسم 2018-2019 مقابل 354 نقطة لفريق المدرب يورغن كلوب.
وسيحقق غوارديولا أفضل إنجاز له مع الأندية إذا توج بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الرابعة؛ حيث سبق وتوج 3 مرات في إسبانيا مع برشلونة، ومثلها في ألمانيا مع بايرن ميونيخ؛ لكنه سيصل مع سيتي إلى مكانة غير مسبوقة في استاد الاتحاد في حالة تحقيق اللقب السادس للنادي بشكل عام في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقبل جولة الختام، تلقى فيل فودن نجم سيتي دفعة معنوية، باختياره أفضل لاعب شاب في الدوري الإنجليزي، بعد دوره المؤثر في مشوار الفريق هذا الموسم.
وقال الجناح البالغ 21 عاماً وصاحب 9 أهداف و5 تمريرات حاسمة: «أنا فخور لنيل الجائزة للموسم الثاني توالياً. هناك كثير من اللاعبين الموهوبين في (البريميرليغ) هذا الموسم، ويشرفني أن أتوج مجدداً... آمل في أن يكون موسماً ناجحاً جديداً».
وفي جائزة تصوّت فيها الجماهير، حلّ فودن أمام ترنت ألكسندر-أرنولد، ظهير ليفربول، ولاعب وسط تشيلسي ميسون ماونت.
وبينما ضمنت أندية مانشستر سيتي وليفربول وتشيلسي الثالث (71 نقطة) أول 3 بطاقات مؤهلة لدوري الأبطال، تبدو الرابعة الأخيرة قريبة من توتنهام المتقدّم بنقطتين على جاره في شمال لندن، آرسنال.
ويحتاج توتنهام لنقطة التعادل نظراً لفارق +15 هدفاً لصالحه مع آرسنال الذي خسر آخر مباراتين، وفرّط في إمكانية الحسم المبكر للتأهل. ويحل توتنهام (68 نقطة) على نوريتش الأخير والهابط إلى المستوى الثاني، بينما يستقبل آرسنال إيفرتون السادس عشر.
وبعد موسم مخيب، يبحث مانشستر يونايتد عن ضمان بطاقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، إذ يتقدم بنقطتين على وستهام السابع، والذي يخوله مركزه التأهل إلى المسابقة القارية الثالثة «كونفرنس ليغ».
ويحل يونايتد الذي يستعد لاستقبال مدربه الجديد الهولندي إريك تن هاغ ضيفاً على كريستال بالاس الثالث عشر، بينما يلعب وستهام ضد برايتون العاشر.
وفي قاع الترتيب، سيسقط بيرنلي أو ليدز المتساويان بـ35 نقطة، للحاق بواتفورد ونوريتش.
وسيبقى بيرنلي الذي يستقبل نيوكاسل الثاني عشر، ضمن أندية النخبة، بحال تحقيقه نتيجة مماثلة لليدز الذي يلاقي برنتفورد الحادي عشر، نظراً لفارق 20 هدفاً في مصلحته.