احتفل جيمس ميلنر بفوز ليفربول بكأس الاتحاد الإنجليزي، بتناول مشروب «كوكاكولا» وهو في طريقه من ملعب ويمبلي إلى المطار. وبحلول الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم التالي، كان اللاعب المخضرم جالساً في اجتماع بالفيديو لتحليل فريق ساوث هامبتون الذي كان سيلعب أمامه ليفربول في المباراة التالية، وهي المباراة التي فاز فيها فريقه بهدفين مقابل هدف وحيد، ليحافظ على آماله في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الجولة الأخيرة من الموسم. ويسعى ليفربول هذا الموسم للفوز بالرباعية التاريخية، بعد فوزه بالفعل بلقبي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة وكأس الاتحاد الإنجليزي، ووصوله إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا.
وبعد المجهود الهائل الذي بذله لاعبو ليفربول على ملعب ويمبلي أمام تشيلسي في المباراة التي امتدت للوقت الإضافي وركلات الترجيح، كان يتعيَّن على الفريق أن يستعيد تركيزه وعافيته سريعاً لمواجهة ساوثهامبتون، من أجل الحفاظ على آماله في الفوز بلقب الدوري، في ظل المنافسة الشرسة حتى الرمق الأخير مع مانشستر سيتي.
من المؤكد أن الفوز بالبطولات والألقاب يساعد على تخفيف التعب والإرهاق، لكن ميلنر كان يتمنى أن يكون هناك المزيد من الوقت للاحتفال بكل إنجاز يحققه الفريق.
يقول اللاعب البالغ من العمر 36 عاماً: «ربما كان الأمر أكثر صعوبة لو عدت ستة أسابيع إلى الوراء، لكن لدينا ثلاث مباريات متبقية الآن. رغم كل الأشياء التي نمر بها خلال التدريبات والمباريات والتعافي والسفر، فإن الأمر يستحق مواصلة العمل بكل قوة ولو بساق واحدة خلال المباريات الثلاث المتبقية».
ويضيف: «لقد فزنا للتو بكأس الاتحاد الإنجليزي. لو سألتني عما إذا كنتُ أرغب في الاحتفال بهذه البطولة لوقت أطول، فسأقول لك أريد ذلك بكل تأكيد، لكن لا يمكننا القيام بذلك في حقيقة الأمر. وهذا هو الشيء الصعب في أن تكون في هذا المستوى، فربما لا يمكنك الاستمتاع بنجاحاتك بالقدر الذي تريده؛ فعندما تفوز ببطولة فإنك تنسى ما حدث سريعاً وتتساءل عما يتعين عليك القيام به في المباراة التالية! فعندما تفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز يمكنك الاستمتاع بذلك لمدة ثلاثة أسابيع في عطلتك، ثم يتعين عليك الدخول في معسكر الإعداد للموسم الجديد، لكي تعود للعب مرة أخرى. ربما يكون هذا هو الشيء الوحيد الذي تندم عليه في مسيرتك الكروية: أنك لا تستمتع بالنجاحات التي تحققها كما ينبغي... لكن هذا جزء من أن تكون ناجحاً، حيث يتعين عليك أن تركز دائما، وأن تنتقل إلى المرحلة التالية سريعاً».
وافتقد ليفربول لخدمات كل من نجمه وهدافه المصري محمد صلاح، وقلب دفاعه الهولندي فيرجيل فان دايك، أمام ساوثهامبتون، الذي كانت هذه هي المباراة الأولى بالنسبة له خلال 10 أيام، لكن ليفربول تعود على التعامل مع ضغط المباريات خلال أوقات قصيرة.
يقول ميلنر: «لقد اعتدنا على التعامل مع مثل هذه الأمور، سواء كلاعبين أو كمدير فني؛ فلدينا تجارب وخبرات كبيرة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع غياب عدد من اللاعبين الأساسيين. إذا عدت بالذاكرة إلى مباراتنا أمام برشلونة في تلك الليلة الشهيرة، لوجدت أننا كنا نفتقد خدمات عدد كبير من اللاعبين المهمين، لكننا حققنا الفوز ونجحنا في التأهل، وهذا يُظهر تحلي الفريق بعقلية رائعة، ويظهر مدى القوة التي نتدرب بها ومدى العمل الذي يقوم به الطاقم الفني».
ويضيف: «إذا افتقدت خدمات هؤلاء اللاعبين لمدة نصف موسم فسيكون الأمر صعباً للغاية، لكن جميع اللاعبين على استعداد للعمل بكل قوة حتى لو لم يلعبوا لفترة من الوقت. انظروا إلى الموسم الماضي الذي كنا نحاول فيه التأهل فقط لدوري أبطال أوروبا؛ فقد كنا نفتقد لخدمات عدد كبير من اللاعبين في خط الدفاع، ولعب عدد من اللاعبين في مراكز غير مراكزهم الأصلية، ونجحنا في إيجاد طريقة للتغلب على تلك المواقف الصعبة، وهو الأمر الذي ساعدنا في الوصول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم».
واتجه ميلنر إلى جمهور ليفربول على ملعب ويمبلي، بمجرد أن أحرز كوستاس تسيميكاس ركلة الترجيح الحاسمة التي حسمت فوز ليفربول بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي. يقول لاعب خط الوسط المخضرم عن ذلك: «كنت أريد أن أرى رد فعل مشجعينا. كنت أثق دائماً في قدرات وإمكانيات كوستاس، وأعلم أن لديه قدماً يسرى رائعة. من الواضح أنني كنت متوتراً حينها، لأنني كنت أعلم أن هناك فرصة جيدة لأن نفوز باللقب، لكن كم مرة ستلعب على ملعب ويمبلي وسط هذه الأجواء؟».
ويضيف: «أنت ترى كل شخص يشعر بما تشعر به بنفسك: الراحة، والفرح، وكل شيء. في الحقيقة، يضم النادي مجموعة رائعة من اللاعبين ومجموعة رائعة من الأشخاص الذين يمكنك الاحتفال بهذه الأشياء معهم في غرفة خلع الملابس بعد المباراة. قلت لترينت ألكساندر أرنولد إنه قد حصل الآن على عدد هائل من البطولات، لكن لا يتعين عليه أن يشعر بالملل من ذلك. إنه لاعب رائع للغاية، لكنه محظوظ أيضاً، لأنه انضم إلى فريق جيد للغاية. إنه يستحق ذلك بسبب إمكانياته وقدراته الكبيرة وجودته كلاعب، لكنك لا تعرف أبداً متى ستتغير الأمور، لذلك يتعين عليك أن تستمتع بذلك أثناء وجودك هنا».
لا يشعر ميلنر بالملل أبداً، رغم أن بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي التي حصل عليها مع ليفربول يوم السبت الماضي كانت البطولة الكبرى العاشرة في مسيرته الكروية. وسينتهي عقده مع ليفربول هذا الصيف، وعرض عليه النادي تمديد عقده لمدة 12 شهراً، لكنه يريد الانتظار حتى نهاية الموسم لكي يتخذ قراره في هذا الشأن. يقول ميلنر عن شعوره بعد الفوز بالألقاب: «إنه يتحسَّن بالفعل، لأنك لا تعرف كم من الوقت يتبقى في مسيرتك الكروية، أليس كذلك؟».