بولسونارو يلتقي ماسك ويتّكل عليه في «إظهار الحقيقة» بشأن الأمازون

الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو - يسار - مستقبلاً إيلون ماسك (أ.ب)
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو - يسار - مستقبلاً إيلون ماسك (أ.ب)
TT

بولسونارو يلتقي ماسك ويتّكل عليه في «إظهار الحقيقة» بشأن الأمازون

الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو - يسار - مستقبلاً إيلون ماسك (أ.ب)
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو - يسار - مستقبلاً إيلون ماسك (أ.ب)

أعلن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو أنه يعول على إيلون ماسك من أجل «إظهار الحقيقة» بشأن عمليات قطع أشجار الغابات في الأمازون، بعد البحث مع الملياردير خلال لقاء بينهما في برنامج مراقبة بالأقمار الصناعية يشكك خبراء في فاعليته.
وأبدى الرئيس اليميني دعمه لماسك في رغبته بـ«حرية التعبير المطلقة» على الشبكة الاجتماعية من دون سياسات الإشراف المعتمدة لمكافحة المعلومات المضللة.
وقال بولسونارو «يجب أن نظهر للعالم الحقيقة بشأن الأمازون، هذه المنطقة التي تثير شهية بلدان كثيرة. ومن خلال إظهار هذه الحقيقة، سنبيّن أن الأمازون محفوظة».
ويواجه الرئيس البرازيلي انتقادات حادة في مختلف أنحاء العالم على خلفية المعدلات المرتفعة لأنشطة قطع أشجار الغابات خلال ولايته.
وأَضاف بولسونارو خلال مؤتمر صحافي لم يشارك فيه ماسك «هذا تواصل أول بيننا، وبداية علاقة حب، وأنا متأكد أنها ستفضي قريبا إلى زواج».
وخلال اللقاء الذي عُقد في أحد فنادق ساو باولو (جنوب شرق)، منح بولسونارو ضيفه الملياردير وسام استحقاق الدفاع.

الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو في بورتو فيليس بعد لقائه إيلون ماسك (أ.ب)
وكان ماسك، مالك شركتي «سبايس إكس» الفضائية ومجموعة «تيسلا» لصناعة السيارات الكهربائية، كتب في تغريدة نشرها قبل ساعات من اللقاء «أنا متحمس للغاية لوجودي في البرازيل لإطلاق ستارلينك لتسعة عشر ألف مدرسة غير متصلة بالإنترنت في مناطق ريفية وللمراقبة البيئية للأمازون».
وتتيح «ستارلينك» للسكان في المناطق غير المشمولة بخدمات الاتصالات الثابتة والمتحركة النفاذ إلى الإنترنت السريع عن طريق آلاف الأقمار الصناعية الصغيرة.
وكشف وزير الاتصالات فابيو فاريا أن إيلون ماسك طلب «السماح بنشر 40 ألف قمر صناعي» فوق الأمازون.
ولفت الوزير إلى أن هذه الأقمار الصناعية مزودة «نظام ليزر يرصد صوت المناشير» ويتيح «التأكد من حصول عمليات قطع غابات غير قانونية أم لا». وأشار إلى أن ماسك «لم ينتقد يوما الأمازون من دون أن يعرفها، خلافا لكثيرين. هو أتى إلى هنا ليعرف الحقيقة ويفهم ما هي الأمازون».
وكان الوزير أعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت عن مفاوضات مع «سبايس إكس» لنشر الإنترنت بالأقمار الصناعية فوق غابة الأمازون والمساعدة في رصد عمليات القطع غير القانونية.
وقال أستاذ العلاقات العامة أوليفر ستوينكل لوكالة الصحافة الفرنسية إن «هذا اللقاء إيجابي لبولسونارو». وأضاف أن «الخبراء يعتبرون أن مشكلة قطع الغابات لا تكمن في نقص المراقبة مع وجود نظام متطور في البرازيل، بل تعود إلى نقص عمليات التدقيق من جانب الموظفين الحكوميين الذين لا يفرضون أي عقوبات عملياً».
مساحة أزيلت منها الأشجار في الأمازون (أ.ف.ب)
وأظهرت دراسة أجراها ائتلاف «ماب بيو ماس» للمنظمات غير الحكومية أن هيئات حماية البيئة التابعة لحكومة بولسونارو لم تتدخل سوى في أقل من 3 % من بلاغات قطع أشجار الغابات التي رصدتها الأقمار الصناعية لنظام المراقبة المعمول بها حالياً.
وأرسل نظام المراقبة الحالي المطور من معهد أبحاث الفضاء (إنبي)، تنبيهات بعمليات قطع أشجار على مساحة 1012 كيلومترا مربعا في أبريل (نيسان)، أي ما يعادل مساحة نحو 140 ألف ملعب كرة قدم، وهو رقم قياسي لهذا الشهر من العام.
وأكد مارسيو أستريني رئيس مرصد المناخ، وهو تجمع لمنظمات غير حكومية مدافعة عن البيئة، أن «نظام إنبي هو من الأكثر حداثة في العالم، كما يشكل نموذجا يُحتذى به لمراقبة الغابة المدارية». وأضاف «ما يقوله بولسونارو لا معنى له. فهو يقول إن الأمازون تثير شهية أصحاب المصالح الأجنبية، لكنه يريد الاستغناء عن مراقبة مؤسسة برازيلية والاعتماد على ثري أجنبي».
وقال جايير بولسونارو، الجمعة، إنه شعر بـأمل عند الإعلان عن استحواذ ماسك على تويتر الذي تم تعليقه أخيرا إثر اشتراط ماسك الحصول على بيانات بشأن نسبة الحسابات المزيفة.
وينشط بولسونارو بقوة على الشبكات الاجتماعية، وقد حُذفت منشوراته مرات عدة على خلفية اتهامات بالتضليل، بما يشمل تغريدات على تويتر.


مقالات ذات صلة

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته في الأمازون (أ.ف.ب)

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

يزور جو بايدن الأمازون ليكون أول رئيس أميركي في منصبه يتوجه إلى هذه المنطقة، في وقت تلوح فيه مخاوف بشأن سياسة الولايات المتحدة البيئية مع عودة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (أمازوناس)
أميركا اللاتينية أطفال يمشون على شريط رملي في طريقهم إلى المدرسة في مجتمع سانتو أنطونيو في نوفو أيراو، ولاية أمازوناس، شمال البرازيل، 1 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

الجفاف في منطقة الأمازون يعرّض نحو نصف مليون طفل للخطر

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يوم الخميس، إن ندرة المياه والجفاف يؤثران على أكثر من 420 ألف طفل في 3 دول بمنطقة الأمازون.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
الولايات المتحدة​ جيف بيزوس مؤسس شركة «أمازون» (رويترز)

جيف بيزوس يهنئ ترمب على «العودة غير العادية... والنصر الحاسم»

هنأ جيف بيزوس، مؤسس شركة «أمازون»، دونالد ترمب على «العودة السياسية غير العادية والنصر الحاسم» بعد فوز المرشح الجمهوري بالإنتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص خلال مشاركة «أمازون» في مؤتمر «ليب 24» وإعلانها عن استثمارات ضخمة في السعودية (الشرق الأوسط)

خاص «أمازون»: السعودية والإمارات الأسرع نمواً في التجارة الإلكترونية

كشف مسؤول في شركة «أمازون» أن المنطقة تشهد تطورات مهمة فيما يتعلق بالتجارة الإلكترونية، مؤكداً أن السعودية والإمارات هما أسرع الأسواق نمواً.

عبير حمدي (الرياض)
خاص كاميرا «بان تيلت» أول كاميرا داخلية من «أمازون» تدور بزاوية 360 درجة وتميل بزاوية 169 درجة (أمازون)

خاص الكاميرات الذكية أمْ «سي سي تي في»... كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي معايير الأمان المنزلي؟

لا تُعد الكاميرات الذكية مجرد موضة عابرة، بل ضرورة في المنازل الحديثة.

نسيم رمضان (دبي)

ريو دي جانيرو تحت تدابير أمنية مشددة بمناسبة «قمة العشرين»

جنود برازيليون يقفون أمام مدرعة قرب مكان انعقاد قمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (رويترز)
جنود برازيليون يقفون أمام مدرعة قرب مكان انعقاد قمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (رويترز)
TT

ريو دي جانيرو تحت تدابير أمنية مشددة بمناسبة «قمة العشرين»

جنود برازيليون يقفون أمام مدرعة قرب مكان انعقاد قمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (رويترز)
جنود برازيليون يقفون أمام مدرعة قرب مكان انعقاد قمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (رويترز)

بمناسبة انعقاد قمّة «مجموعة العشرين»، تحوّلت ريو دي جانيرو القلب النابض بالسياحة وعذوبة الحياة في البرازيل إلى حصن خاضع لحماية مشدّدة في ظلّ انتشار الشرطيين والعسكريين بكثرة وكاميرات المراقبة بالآلاف.

وتستقبل «المدينة الرائعة» قادة العالم الذين يجتمعون الاثنين والثلاثاء في مقرّ متحف الفنون الحديثة في قلب واحة خضراء تطلّ على جبل باو دي أسوكار الشهير. لكن ريو المعروفة بشواطئها ومناظرها الطبيعية الخلّابة بين المحيط والجبل، لم تسلم من شرّ أعمال العنف. وخلال النصف الأوّل من العام، شهدت ثاني المدن البرازيلية الأكثر تعداداً للسكان 1790 جريمة قتل على الأقلّ، أي ما يعادل جريمة واحدة كلّ ساعتين ونصف الساعة، بحسب معطيات مجموعة «مونيتور دا فيولنسيا».

ويعدّ تنظيم حدث من هذا القبيل في قلب ريو «تحدّيا بالفعل»، حسبما أقرّ رئيس اللجنة البلدية المنظمة لقمّة العشرين لوكاس باديليا.

واستند الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى مرسوم حول ضمان إنفاذ القانون والنظام الذي يسمح بحشد الجيش في ظروف أمنية استثنائية. ونشر نحو 25 ألف جندي وشرطي في أنحاء المدينة كافة، بما في ذلك في الموانئ والمطارات. وتمركزت مركبات عسكرية مدرّعة في محيط متحف الفنون الحديثة على مقربة من وسط المدينة. ويقع المتحف بالقرب من مطار سانتوس دومونت المستخدم عادة للرحلات الداخلية الذي أغلق خلال القمّة الممتدّة على يومين.

ونُشر أكثر من 5 آلاف كاميرا لمراقبة الشوارع، فضلاً عن مسيرّات ومروحيات. وتبرز هذه الآلية الأمنية بشدّة بالقرب من الفنادق، حيث تقيم الوفود المقدّر عددها بنحو خمسين، التي تنطلق منها المواكب الرسمية. ويتألّف موكب الوفد الصيني الذي نزل في فندق عند سفح تلّة مطلّة على المحيط من 25 مركبة على الأقلّ. وتتولّى سفن تابعة للقوّات البحرية مراقبة الشاطئين الأكثر شهرة في ريو؛ كوباكابانا وإيبانيما، اللذين قُيّد النفاذ إليهما.

وبغية تيسير حركة السير في المدينة التي تضمّ 6 ملايين نسمة، أعلنت البلدية يومي انعقاد القمّة، الاثنين والثلاثاء، عطلة رسمية.

وبات للسكان ستة أيام عطلة على التوالي، إذ إن الجمعة 15 والأربعاء 20 نوفمبر (تشرين الثاني) هما أصلاً من العطل الرسمية. وأغلقت المؤسسات الإدارية والمصارف والمدارس أبوابها، في حين تبقى الحانات والمطاعم مفتوحة بمناسبة الحدث. وحذّر رئيس البلدية إدواردو باييس من أن «ريو لن تشهد فترة طبيعية»، داعياً السكان إلى «التعاون».