كان فرانك لامبارد مدرب إيفرتون على وشك البكاء عقب انتفاضة فريقه المثيرة وفوزه 3 - 2 على كريستال بالاس ليضمن البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم على استاد غوديسون بارك الخميس. ووصف لامبارد هذه اللحظات «بأنها واحدة بين الأعظم في مسيرته»، حيث عوض إيفرتون تأخره بهدفين في الشوط الأول ليحقق الانتصار بفضل هدف من ضربة رأس عبر دومينيك كالفرت - لوين قبل خمس دقائق من النهاية. ويمكن للفريق الآن خوض مباراته الأخيرة في الدوري على ملعب آرسنال بدون ضغوط.
وقال لامبارد: «في مسيرتي، كنت محظوظاً بقضاء أوقات رائعة، خصوصاً مع تشيلسي كلاعب ومدرب. لكن عندما تشعر بالإحباط مما يجلبه الهبوط فهذا شيء مختلف. تحتاج للأداء والكفاح بشدة وهذا صعب. القدوم إلى هنا (إيفرتون) منذ ثلاثة شهور مع طاقمي المعاون المذهل وهؤلاء الأشخاص الإيجابيين الذين يعملون بجدية لمحاولة تغيير الأمور، ثم الحصول على ردة الفعل هذه من اللاعبين والجماهير يثبت أن هذا النادي مميز، لذلك أشعر بالفخر لأنني مدرب لإيفرتون في هذه الليلة».
واحتفل لامبارد بشدة عقب صفارة النهاية ثم وقفت الجماهير في المدرجات قبل أن تتدفق إلى أرضية ملعب غوديسون بارك للاحتفال. وقال لامبارد قبل الدفاع عن دخول الجماهير للملعب: «اعتقدت أنني كدت أبكي، ربما أقفز خارج جسدي. لا أحد يستطيع أن يشكك في الاحتفالات بعد نهاية المباراة. يمكن للناس أن تقول بسهولة ›حسناً النادي لم يفز بأي شيء، ‹ لكن العمل في هذا النادي بضعة شهور يجعلك تدرك ما يعني البقاء في الدوري للجماهير. يمكن أن ترى الشخصية التي أظهرها الفريق. الجماهير دفعتنا بقوة ولا شك في ذلك. لقد كانت أكثر من اللاعب رقم 12 كما أدى اللاعبون دورهم أيضاً».
وكان إيفرتون يحتاج إلى الفوز ليضمن البقاء في دوري الأضواء، وسجل كالفرت - لوين، الذي طاردته الإصابات هذا الموسم، هدفاً بضربة رأس بعد ركلة حرة ليطلق العنان لاحتفالات جنونية من الجماهير صاحبة الأرض. وسجل جان - فيليب ماتيتا وجوردان أيو، الذي ربما كان يستحق بطاقة حمراء قبلها، هدفين في الشوط الأول لصالح كريستال بالاس الذي يحتل مركزاً في وسط الترتيب لكن إيفرتون كافح في الشوط الثاني ليسجل هدفين بواسطة مايكل كين وريتشارليسون قبل أن يحسم كالفرت - لوين الفوز.
وسيدخل هذا الانتصار الفرحة على قلب المدرب لامبارد وعشاق إيفرتون المخلصين الذين ساندوا فريقهم بقوة ورحبوا به بحفاوة قبل المباراة لكنهم شعروا باستياء بسبب الأداء المخيب في الشوط الأول. ورفع إيفرتون رصيده إلى 39 نقطة من 37 مباراة متقدماً بفارق أربع نقاط عن منافسيه على البقاء بيرنلي وليدز يونايتد. وسيدخل مباراته الأخيرة هذا الموسم غداً الأحد أمام مضيفه آرسنال الساعي للعب في دوري الأبطال الموسم المقبل وقد تخلص من الضغوط التي يعاني منها منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقال كالفرت لوين لشبكة سكاي سبورتس: «هذا الانتصار يحمل مذاقاً خاصاً بالنظر إلى الضغوط الهائلة التي تعرضنا لها والتأخر بهدفين والتعادل بعدها 2 - 2. كنت أعلم أننا سنحصل على فرصة أخرى. حاولت التحرك في المنطقة الصحيحة. إنها مباراة لن أنساها ما حييت. لهذا نعشق كرة القدم وكذلك الجماهير. الموقف الذي كان فيه الفريق لم يكن يعجبنا. قد تتغير الأمور من القاع إلى القمة سريعاً. رفعنا عن كاهلنا أثقل حمل في العالم».
\وتقدم كريستال بالاس في الدقيقة 21 حين قابل ماتيتا ركلة حرة بضربة رأس متقنة كشفت مرة أخرى مشاكل إيفرتون في التعامل مع الكرات الثابتة. وكان أيو محظوظاً لعدم حصوله على بطاقة حمراء بعد تدخل عنيف على أنطوني جوردان وحصل على إنذار فقط وبعدها بدقائق سجل الهدف الثاني للفريق الزائر. وكان هذا الهدف نتيجة خطأ القائد شيموس كولمان الذي فقد الكرة في منتصف الملعب. ومع توغل بالاس في المنطقة سمح خطأ مشترك بين جوردان بيكفورد حارس إيفرتون والمدافع فيتالي ميكولينكو لأيو بالتسجيل بعد 36 دقيقة.
وبدأ إيفرتون الشوط الثاني بصورة أفضل وقلص الفارق عبر كين وواصل الضغط بعدها ليتعادل عبر ريتشارليسون. وحثت جماهير إيفرتون فريقها على تسجيل الهدف الثالث، وحسم كالفرت - لوين، الذي تعرض لانتقادات بسبب تراجع الأداء في الأسابيع الأخيرة، الفوز ليطلق العنان للاحتفالات في ملعب غوديسون بارك. وأضاف كالفرت - لوين: «الطريقة التي ساندتنا بها الجماهير لا تصدق. لقد صنعوا الفارق. شكك البعض في التزامي مع النادي لكني أقدم دائماً نسبة 100 في المائة من مجهودي وأتمنى أن يكون الهدف الذي سجلته قد أظهر ذلك».
ووقعت مشاجرة بين باتريك فييرا مدرب كريستال بالاس وأحد المشجعين عقب هزيمة فريقه خارج أرضه، ويحقق الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في الواقعة.
وبعد صفارة النهاية كان فييرا يسير في اتجاه غرفة الملابس الخاصة بالفريق الزائر بعد أن فقد فريقه تقدمه بهدفين وسط عدد كبير من الجمهور بعد أن ضمن الفوز لإيفرتون البقاء في الدوري الممتاز. وفي هذا الوقت بدا أن أحد المشجعين استفز فييرا لاعب منتخب فرنسا السابق بحركات من يديه ليطرحه فييرا أرضاً قبل أن يفصل بينهما بعض المشجعين. وبعد الواقعة قال فييرا للصحافيين: «ليس لديَّ ما أقوله عن الحادث». ونزل الجمهور أرض الملعب قبل ذلك أيضاً بعد أن أحرز كالفرت - لوين هدف الفوز في الدقيقة. وقضت محكمة الخميس بحبس أحد مشجعي نوتنجهام فورست 24 أسبوعاً وحظر دخوله الملاعب لعشر سنوات بعدما «نطح» بيلي شارب قائد شيفيلد يونايتد أثناء اجتياح جماهيري لأرض الملعب الثلاثاء الماضي.