بايدن إلى سيول اليوم وجارتها تنوي استقباله بتجربة نووية

مدرعات أميركية تتمركز قريباً من الحدود الكورية الشمالية (أ.ب)
مدرعات أميركية تتمركز قريباً من الحدود الكورية الشمالية (أ.ب)
TT

بايدن إلى سيول اليوم وجارتها تنوي استقباله بتجربة نووية

مدرعات أميركية تتمركز قريباً من الحدود الكورية الشمالية (أ.ب)
مدرعات أميركية تتمركز قريباً من الحدود الكورية الشمالية (أ.ب)

أي اختبار كبير للأسلحة تجريه كوريا الشمالية خلال الأيام الخمسة المقبلة قد يلقي بظلاله على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لكوريا الجنوبية واليابان التي تهدف لتدعيم الحلفاء الآسيويين في مواجهة الصين، حسب ما يقوله محللون. وقال شيونغ سيونغ - تشانغ من مركز الدراسات حول كوريا الشمالية في معهد سيجونغ في سيول لوكالة الصحافة الفرنسية إن «كوريا الشمالية تريد لفت انتباه العالم عبر القيام بتجربة نووية خلال زيارة الرئيس بايدن إلى كوريا الجنوبية واليابان». وترجح واشنطن بأن تعمد كوريا الشمالية القيام «باستفزاز» بعد وصول جو بايدن إلى سيول مساء اليوم الجمعة، وذلك خلال أول جولة له في آسيا بصفته رئيسا، من خلال القيام بتجارب على صواريخ بعيدة المدى أو تجربة نووية أو الاثنين معا. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن اختبار قنبلة نووية أمر محتمل، لكن محللين ومسؤولين يرونه أقل احتمالا من إطلاق صاروخ. وأضاف ساليفان الأربعاء هذا «احتمال حقيقي»، وقد يعني تجارب صاروخية جديدة، بعد أن أظهرت صور ملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية مؤشرات على نشاط جديد في نفق بموقع التجارب النووية بونجي - ري. وأكد أن إدارة بايدن مستعدة «للقيام بتعديلات على الأمدين القصير والبعيد في وضعنا العسكري بما تقتضيه الضرورة لضمان بأننا نوفر ردعا دفاعيا لحلفائنا في المنطقة ونرد». وأشار إلى أن واشنطن تنسق مع كوريا الجنوبية واليابان «عن كثب» بشأن أي رد محتمل، وبأنه طرح المسألة مع نظيره الصيني في وقت سابق الأربعاء. واعتبر بارك وون - غون الأستاذ في جامعة إيهوا في سيول أن مسؤولية هذا الوضع عائدة جزئيا إلى «الإهمال الاستراتيجي» لكوريا الشمالية من جانب الرئيس بايدن منذ توليه مهامه. وأضاف «ليس هناك أي وسيلة فعليا لوقف كوريا الشمالية الآن».
أنهت كوريا الشمالية التحضيرات لتجربة نووية وهي تنتظر الوقت المناسب لإجرائها كما قال نائب كوري جنوبي فيما اعتبرت الولايات المتحدة أنها يمكن أن تحصل خلال زيارة الرئيس جو بايدن إلى سيول. يصل بايدن إلى كوريا الجنوبية الجمعة لعقد أول قمة مع الرئيس الجديد للبلاد يون سوك - يول الذي تولى مهامه الأسبوع الماضي. ورغم موجة الإصابات الأخيرة بـ(كوفيد - 19) في كوريا الشمالية «أنجزت التحضيرات لإجراء تجربة نووية وهم ينتظرون فقط الوقت المناسب» لتنفيذها كما أوضح النائب ها تاي - كونغ للصحافة نقلا عن معلومات الجهاز الوطني للاستخبارات في سيول.
ومن المقرر أن يسافر بايدن إلى كوريا الجنوبية واليابان في الفترة من 20 إلى 24 مايو (أيار). وقال البيت الأبيض أيضا إن بايدن لن يزور المنطقة المنزوعة السلاح شديدة التحصين التي تفصل بين الكوريتين، في تغيير لخطط الأسبوع الماضي عندما كانت هذه الرحلة قيد الدراسة. ورغم تعهد إدارة بايدن بكسر الجمود في محادثات نزع السلاح النووي مع كوريا الشمالية باتباع نهج عملي، لم يُحرَز أي تقدم منذ تولى الرئيس الأميركي منصبه في أوائل عام 2021، بل واستأنف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون اختبار أكبر صواريخه.
وقال مسؤولون أميركيون وكوريون جنوبيون إن بيونغ يانغ تستعد على ما يبدو لاختبار صاروخ باليستي عابر للقارات، رغم المعركة التي تخوضها كوريا الشمالية مع أول تفش تعترف به لـ(كوفيد - 19) واستأنفت بيونغ يانغ عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات هذا العام، لكنها لم تختبر قنبلة نووية منذ عام 2017. وعرض رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول مساعدة كوريا الشمالية في أزمة (كوفيد - 19)، ويتوقع المحللون أن يؤيد بايدن هذا الجهد وإن كانت إدارته قد قالت إنها ليس لديها خطط لإرسال لقاحات مباشرة إلى كوريا الشمالية. ورفضت بيونغ يانغ مساعدة من مبادرة اللقاحات العالمية. ويتمسك بايدن بسياسة إبقاء الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية مع كوريا الشمالية، بينما يرفض الفكرة التي تفضلها الصين وروسيا وهي عرض تخفيف العقوبات عن بيونغ يانغ قبل أن تتخذ خطوات لتفكيك برنامج أسلحتها النووية. للقارات في نهاية مارس (آذار). المفاوضات مجمدة منذ فشل قمة ترمب وكيم في 2019، وقد أعلن الزعيم الكوري الشمالي في الآونة الأخيرة عزمه تعزيز ترسانته النووية «في أسرع وقت ممكن».


مقالات ذات صلة

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

العالم كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

تعتزم كوريا الشمالية تعزيز «الردع العسكري» ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، منتقدة اتفاق القمة الذي عقد هذا الأسبوع بين البلدين بشأن تعزيز الردع الموسع الأميركي، ووصفته بأنه «نتاج سياسة عدائية شائنة» ضد بيونغ يانغ، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية. ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية (الأحد)، تعليقاً انتقدت فيه زيارة الدولة التي قام بها رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك - يول إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ووصفت الرحلة بأنها «الرحلة الأكثر عدائية وعدوانية واستفزازاً، وهي رحلة خطيرة بالنسبة لحرب نووية»، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت وكالة أنباء «

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

وافقت مجموعة «بريتيش أميركان توباكو» على دفع أكثر من 600 مليون دولار لتسوية اتهامات ببيعها سجائر لكوريا الشمالية طوال سنوات في انتهاك للعقوبات التي تفرضها واشنطن، كما أعلنت وزارة العدل الأميركية الثلاثاء. في أشدّ إجراء تتخذه السلطات الأميركية ضدّ شركة لانتهاك العقوبات على كوريا الشمالية، وافق فرع الشركة في سنغافورة على الإقرار بالذنب في تهم جنائية تتعلق بالاحتيال المصرفي وخرق العقوبات. وأفادت وزارة العدل الأميركية بأنه بين عامَي 2007 و2017، عملت المجموعة على تشغيل شبكة من الشركات الوهمية لتزويد صانعي السجائر في كوريا الشمالية بسلع. وقال مسؤولون أميركيون إن الشركة كانت تعلم أنها تنتهك عقوبات أم

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية، اليوم الجمعة، عن وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، قولها إن وضع البلاد باعتبارها دولة تمتلك أسلحة نووية سيظل حقيقة لا يمكن إنكارها، وإنها ستستمر في بناء قوتها حتى القضاء على التهديدات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها. جاءت تصريحات الوزيرة في بيان ينتقد الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

رفضت كوريا الشمالية، اليوم (الجمعة)، دعوة مجموعة السبع لها إلى «الامتناع» عن أي تجارب نووية أخرى، أو إطلاق صواريخ باليستية، مجددةً التأكيد أن وضعها بوصفها قوة نووية «نهائي ولا رجعة فيه»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ونددت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي بالبيان «التدخلي جداً» الصادر عن «مجموعة السبع»، قائلة إن القوى الاقتصادية السبع الكبرى في العالم تُهاجم «بشكل خبيث الممارسة المشروعة للسيادة» من جانب بلادها. وقالت تشوي في بيان نشرته «وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية» إن «موقف جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بصفتها قوة نووية عالمية نهائي ولا رجوع فيه». واعتبرت أن «(مج

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».