عشيرة البوفهد تعلن صدها تقدم «داعش» نحو الحبانية

ضابط عراقي: ما غنمه التنظيم من مخازن الجيش بالرمادي يكفيه أشهرًا

عناصر في الجيش والحشد الشعبي يطلقون قذيفة هاون صوب مواقع «داعش»  على أطراف الفلوجة أول من أمس (رويترز)
عناصر في الجيش والحشد الشعبي يطلقون قذيفة هاون صوب مواقع «داعش» على أطراف الفلوجة أول من أمس (رويترز)
TT

عشيرة البوفهد تعلن صدها تقدم «داعش» نحو الحبانية

عناصر في الجيش والحشد الشعبي يطلقون قذيفة هاون صوب مواقع «داعش»  على أطراف الفلوجة أول من أمس (رويترز)
عناصر في الجيش والحشد الشعبي يطلقون قذيفة هاون صوب مواقع «داعش» على أطراف الفلوجة أول من أمس (رويترز)

تدور رحى معارك عنيفة في منطقة حصيبة الشرقية شرق مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، بين مقاتلي عشيرة البوفهد ومسلحي تنظيم داعش، الذين يتقدمون نحو مناطق العشيرة في طريقهم إلى قاعدة الحبانية التي تشهد تحشيدات للجيش والحشد الشعبي استعدادا لمعركة استعادة الرمادي التي سقطت بيد التنظيم المتطرف الجمعة الماضية.
وقال الشيخ رافع الفهداوي، شيخ عشائر البوفهد في محافظة الأنبار، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «المقاتلين من أبناء عشائر البوفهد يتصدون لهجوم شرس شنه مسلحو تنظيم داعش على مناطق حصيبة الشرقية والخالدية والسجارية، وإن المعارك ما زالت مستمرة». وأضاف الفهداوي «تحسبنا لهذا الهجوم خصوصا بعد سقوط مدينة الرمادي بيد المسلحين، وقمنا بتحشيد كل شباب ورجال عشائرنا لمواجهة التنظيم الإرهابي ومنع تقدمهم إلى حين وصول تعزيزات عسكرية، وقد استخدمنا خلال المعارك آليات وأسلحة القوات الأمنية التي تركتها وراءها بعد انسحابها من مدينة الرمادي».
وتقع قاعدة الحبانية في منتصف المسافة بين الرمادي ومدينة الفلوجة التي تخضع لسيطرة تنظيم داعش منذ أكثر من عام وتبعد 50 كيلومترا فقط عن بغداد. ويبدو أن التنظيم يحاول وصل الرمادي بالفلوجة من خلال السيطرة على الأراضي الواقعة في ما بينهما. وقال صباح كرحوت، رئيس مجلس محافظة الأنبار، إن التنظيم يريد احتلال أجزاء أخرى من الأنبار، وإن هدفه الرئيسي ربط الرمادي بالفلوجة.
ويمثل الاستيلاء على الرمادي أكبر نجاح لتنظيم داعش منذ سيطر على مدينة الموصل الشمالية العام الماضي. ورغم أن التنظيم اضطر للتقهقر في تكريت مسقط رأس صدام حسين وفي مدينة كوباني السورية، فإنه ما زال يسيطر على مساحات شاسعة من أراضي العراق وسوريا.
وتقول وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنه حين انسحبت القوات العراقية سريعا من الرمادي مطلع الأسبوع تركت وراءها كمية كبيرة من الإمدادات العسكرية، بما في ذلك نحو ست دبابات و100 مركبة تقريبا وبعض قطع المدفعية. ونقلت وكالة «رويترز» عن متحدث باسم الوزارة أنه كان من الأفضل أن تتلف القوات العراقية المعدات العسكرية قبل أن ترحل.
بدوره، قال ضابط في الجيش العراقي كان يقود فوجا للمدرعات قبل اجتياح «داعش» للرمادي إن المتشددين استولوا على مخزن يحتوي على ذخيرة تكفي لاستمرار التنظيم في القتال لشهور. وأضاف الضابط الذي طلب عدم نشر اسمه «ستكون تبعات الاستيلاء على مخزن الذخيرة في الرمادي أسوأ كثيرا من الاستيلاء على المدينة نفسها». وأضاف أن «المكسب الحقيقي لـ(داعش) ليس السيطرة على الرمادي، وإنما المكسب الأكبر هو الاستيلاء على مخزن الذخيرة الرئيسي للجيش حيث تخزن أطنان من أنواع مختلفة من الذخيرة».



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.