تدور رحى معارك عنيفة في منطقة حصيبة الشرقية شرق مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، بين مقاتلي عشيرة البوفهد ومسلحي تنظيم داعش، الذين يتقدمون نحو مناطق العشيرة في طريقهم إلى قاعدة الحبانية التي تشهد تحشيدات للجيش والحشد الشعبي استعدادا لمعركة استعادة الرمادي التي سقطت بيد التنظيم المتطرف الجمعة الماضية.
وقال الشيخ رافع الفهداوي، شيخ عشائر البوفهد في محافظة الأنبار، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «المقاتلين من أبناء عشائر البوفهد يتصدون لهجوم شرس شنه مسلحو تنظيم داعش على مناطق حصيبة الشرقية والخالدية والسجارية، وإن المعارك ما زالت مستمرة». وأضاف الفهداوي «تحسبنا لهذا الهجوم خصوصا بعد سقوط مدينة الرمادي بيد المسلحين، وقمنا بتحشيد كل شباب ورجال عشائرنا لمواجهة التنظيم الإرهابي ومنع تقدمهم إلى حين وصول تعزيزات عسكرية، وقد استخدمنا خلال المعارك آليات وأسلحة القوات الأمنية التي تركتها وراءها بعد انسحابها من مدينة الرمادي».
وتقع قاعدة الحبانية في منتصف المسافة بين الرمادي ومدينة الفلوجة التي تخضع لسيطرة تنظيم داعش منذ أكثر من عام وتبعد 50 كيلومترا فقط عن بغداد. ويبدو أن التنظيم يحاول وصل الرمادي بالفلوجة من خلال السيطرة على الأراضي الواقعة في ما بينهما. وقال صباح كرحوت، رئيس مجلس محافظة الأنبار، إن التنظيم يريد احتلال أجزاء أخرى من الأنبار، وإن هدفه الرئيسي ربط الرمادي بالفلوجة.
ويمثل الاستيلاء على الرمادي أكبر نجاح لتنظيم داعش منذ سيطر على مدينة الموصل الشمالية العام الماضي. ورغم أن التنظيم اضطر للتقهقر في تكريت مسقط رأس صدام حسين وفي مدينة كوباني السورية، فإنه ما زال يسيطر على مساحات شاسعة من أراضي العراق وسوريا.
وتقول وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنه حين انسحبت القوات العراقية سريعا من الرمادي مطلع الأسبوع تركت وراءها كمية كبيرة من الإمدادات العسكرية، بما في ذلك نحو ست دبابات و100 مركبة تقريبا وبعض قطع المدفعية. ونقلت وكالة «رويترز» عن متحدث باسم الوزارة أنه كان من الأفضل أن تتلف القوات العراقية المعدات العسكرية قبل أن ترحل.
بدوره، قال ضابط في الجيش العراقي كان يقود فوجا للمدرعات قبل اجتياح «داعش» للرمادي إن المتشددين استولوا على مخزن يحتوي على ذخيرة تكفي لاستمرار التنظيم في القتال لشهور. وأضاف الضابط الذي طلب عدم نشر اسمه «ستكون تبعات الاستيلاء على مخزن الذخيرة في الرمادي أسوأ كثيرا من الاستيلاء على المدينة نفسها». وأضاف أن «المكسب الحقيقي لـ(داعش) ليس السيطرة على الرمادي، وإنما المكسب الأكبر هو الاستيلاء على مخزن الذخيرة الرئيسي للجيش حيث تخزن أطنان من أنواع مختلفة من الذخيرة».
عشيرة البوفهد تعلن صدها تقدم «داعش» نحو الحبانية
ضابط عراقي: ما غنمه التنظيم من مخازن الجيش بالرمادي يكفيه أشهرًا
عشيرة البوفهد تعلن صدها تقدم «داعش» نحو الحبانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة