نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يتوج الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، بطل النسخة الـ47 من بطولة كأس الملك السعودي، وذلك في النهائي الكبير الذي سيجمع الهلال والفيحاء، مساء اليوم، على ملعب الملك عبد الله بجدة، «الجوهرة المشعة».
ويبحث الهلال عن تعزيز سجلّه باللقب العاشر في هذه البطولة، في الوقت الذي يبحث فيه الفيحاء عن دخول التاريخ بإحراز أول لقب ملكي في مسيرته.
وتُعد جائزة كأس الملك الأغلى محلياً، حيث سيحصل حامل اللقب على جائزة مالية قدرها 10 ملايين ريال، بالإضافة إلى الميدالية الذهبية والتأهل للمشاركة في كأس السوبر السعودي، في حين يتحصل وصيفه على خمسة ملايين ريال، بالإضافة إلى الميداليات الفضية، وكذلك على مقعد مؤهّل لكأس السوبر بشكلها الجديد، التي تضم أربعة فرق.
وكان الهلال غاب عن منصة التتويج 16 عاماً، ليعود ويفوز بأربعة ألقاب كاملة خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي... البداية كانت عام 1980 بالفوز على الشباب، ومن ثم بطولات أعوام 1982 و1984 و1989 بالفوز على الثلاثي الكبير؛ الاتحاد والأهلي والنصر على الترتيب.
وعاد الفريق الأزرق للغياب عن الفوز بهذه البطولة الغالية بعد انفصالها عن بطولة الدوري السعودي عام 2008 لمدة 7 سنوات، قبل أن يستعيد اللقب الثمين عام 2015، بالفوز على النصر في مباراة ماراثونية انتهت بالتعادل 1 - 1 وحسمها الزعيم الأزرق بركلات الجزاء الترجيحية، بنتيجة 7 - 6.
وحقق الهلال آخر ألقابه في كأس خادم الحرمين الشريفين عام 2020، بالتفوق على النصر، بهدفين لهدف.
وبدأ الهلال مشواره في البطولة بملاقاة فريق الرائد في دور الـ16، ونجح بتجاوزه بثنائية لوسيانو فييتو وكاريلو، قبل أن يتمكن الفريق الأزرق من إسقاط غريمه التقليدي، النصر، في دور ربع النهائي بهدفين لهدف، سجلهما سالم الدوسري وإيغالو، ليعبر للمباراة النهائية بعد فوزه أمام الشباب في دور نصف النهائي بهدفي إيغالو وسلمان الفرج، في مواجهة امتدت حتى الأشواط الإضافية.
في حين نجح الفيحاء في بداية مشواره بفوز عريض برباعية أمام أبها في المواجهة التي أقيمت في مدينة المجمعة الرياضية، ليواصل الفيحاء مشواره بتجاوز الباطن بهدفين لهدف في دور ربع النهائي في مباراة امتدت حتى الأشواط الإضافية، قبل أن ينجح بتحقيق المُنجز غير المسبوق بتجاوز الاتحاد في دور نصف النهائي بهدف وحيد سجله محمد أبو سبعان.
وينفرد الأهلي بقائمة السجل الشرفي برصيد 13 لقباً حققها منذ انطلاق البطولة، وبفارق أربعة ألقاب عن أقرب مطارديه (الاتحاد والهلال)، حيث يملك كل منهما في رصيده تسعة ألقاب، ثم النصر بستة ألقاب، فالشباب بثلاثة ألقاب، ثم الوحدة والاتفاق بواقع بطولتين لكل منهما، ثم التعاون والفيصلي برصيد بطولة لكل منهما.
ويفتقد الهلال لنجميه كاريلو وكويلار بسبب الإصابة التي أبعدتهما حتى نهاية الموسم، بالإضافة إلى محمد كنو الموقوف بقرار من غرفة فض المنازعات، على خلفية أزمة عقده الاحترافي بين الهلال والنصر. كما يفتقد لخدمات عدد من لاعبيه المحليين بداعي الإصابة حيث يغيب عبد الإله المالكي لإصابته بقطع في الرباط الصليبي، بالإضافة إلى المهاجم صالح الشهري، قبل أن ينضم لهما متعب المفرج مدافع الفريق الذي تعرض هو الآخر لإصابة في الرباط ساهمت بغيابه، ولم تتضح الملامح حيال جاهزية ياسر الشهراني حتى الآن بعد الإصابة الأخيرة التي لحقت به.
وأبدى الهلال جاهزيته للنهائي الكبير، وتحصل على متسع من الوقت، بعد قرار تأجيل الجولة الماضية، حيث استعد الأرجنتيني رامون دياز، مدرب الفريق، لجميع الاحتمالات التي قد تذهب لها المباراة، خصوصاً في ظل توقع لجوء فريق الفيحاء إلى الدفاع خلال مجريات المباراة.
ونجح الفيحاء في تجاوز الهلال في مواجهة مؤجلة من الجولة التاسعة عشر، التي جمعت بينهما، مطلع مايو (أيار) الحالي، حيث منحت المواجهة مؤشراً للهلال على خطورة فريق الفيحاء، وقدرته على مجاراة نظيره، الفريق الأزرق.
أما فريق الفيحاء الطامح في تحقيق مُنجز تاريخي وغير مسبوق في تاريخه، فيفتقد هو الآخر لخدمات مهاجمه الشاب واللاعب الصاعد بقوة لمستويات مميزة مالك عبد المنعم، بعد إصابته في الرباط الصليبي، ويشكل غيابه ضربة قوية للفريق، لا سيما بعد المستويات الأخيرة التي قدمها اللاعب، بالإضافة إلى اللاعب صامويل أسو ومخير الرشيدي بداعي الإصابات المتنوعة.
إلا أن الفيحاء يدخل المواجهة بطموحات كبيرة وآمال بتحقيق اللقب وتدوين نفسه في قائمة السجل الشرفي للبطولة، متسلحاً بالدافع الكبير لدي اللاعبين، ويملك كذلك حارسه الصربي فلاديمير ستوكوفيتش الذي يُعتبر أبرز الأوراق الرابحة للفريق، وأحد نجومه الذين نجحوا في قيادة الفريق للنهائي الكبير، خصوصاً بعد المستويات التي قدمها في مباراة الاتحاد.
يُذكر أن بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين (أغلى الكؤوس) انطلقت عام 1957 باسم كأس الملك، واستمرت بهذا الاسم حتى عام 1990، قبل أن تُدمج مع بطولة الدوري السعودي، وعادت لتكون بطولة مستقلة وتظهر من جديد عام 2008.
وتحمل نسخة 2021 - 2022 من كأس خادم الحرمين الشريفين رقم «47» في تاريخ المسابقة، بعد النسخة الاستثنائية لموسم 2020 – 2021، التي تغير فيها نظام البطولة لدواعي انتشار فيروس «كورونا»، وتوقف النشاط في ذلك الموسم، إذ اقتصرت المشاركة فيها على أندية دوري المحترفين السعودي فقط، بعد أن كانت أندية دوري الدرجة الأولى تتنافس عليها في سنوات سابقة.