تشديد يمني على تحسين أداء منظمات الإغاثة الأممية في مأرب

TT
20

تشديد يمني على تحسين أداء منظمات الإغاثة الأممية في مأرب

انتقد مسؤول يمني أداء كتلة منظمات إغاثية تتبع الأمم المتحدة في محافظة مأرب التي تؤوي 60‎ في المائة من النازحين في البلاد، وطالب بتفعيل دورها وتدخلاتها بشكل أكبر في معالجة أوضاع النازحين وتوفير المأوى.
وشدد المسؤول اليمني على ضرورة أن يكون لكل منظمة مخزون احتياطي من الإيواء لتغطية الاحتياجات الطارئة للنازحين سواء لإيواء الأسر التي تصل يومياً إلى المحافظة، أو الأسر التي تعرضت خيامها للحرائق أو جرّفتها سيول الأمطار أو الرياح كما حدث خلال الأسابيع الماضية.
وكانت الأمم المتحدة وصفت وضع النازحين في مأرب حديثاً بأنه صعب للغاية بسبب الغموض العام حول مستقبلهم، وتحديات الوصول، والصراع.
الانتقاد اليمني للمنظمات الأممية جاء على لسان وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقاء مع منسق كتلة الإيواء في اليمن للمنظمات التابعة للأمم المتحدة جون وين، الذي يزور المحافظة حالياً.
وذكرت المصادر الرسمية أن مفتاح بحث مع المسؤول الأممي «القضايا المرتبطة بخطة الاستجابة الإنسانية الطارئة والمستدامة، خصوصاً في مجال الإيواء، ودور وتدخلات المنظمات الإنسانية للاستجابة للاحتياجات المتزايدة الطارئة والمستدامة، واستئناف برنامج الدعم الإنساني النقدي لبعض الأسر الأكثر احتياجاً وتضرراً لمساعدتها في دفع إيجارات المساكن التي تشهد ارتفاعاً كبيراً جراء نقص المعروض والطلب الكبير عليها».
المسؤول اليمني، ووفق ما ورد من المكتب الإعلامي للمحافظة، قال إن الدور الإنساني لكتلة الإيواء والهجرة الدولية «لا يرتقي إلى مستوى الاحتياجات القائمة أو الطارئة».
وطالب مفتاح بتفعيل دور كتلة الإيواء وتدخلاتها بشكل أكبر وضرورة أن يكون لكل منظمة مخزون احتياطي من الإيواء يستخدم لتغطية الاحتياجات الطارئة للنازحين سواء لإيواء الأسر التي تصل يومياً إلى المحافظة، أو الأسر التي تعرضت خيامها للحرائق أو جرّفتها سيول الأمطار أو الرياح كما حدث خلال الأسابيع الماضية في عدد من المخيمات وبقاء النازحين المتضررين في العراء.
وشدد وكيل محافظة مأرب على ضرورة انتقال المنظمات الإنسانية في تدخلاتها إلى إيجاد الإيواء المقاوم لعوامل التعرية والأطول استدامة، إلى جانب الاستمرار في الإيواء الطارئ بخيام تتوافق مع مواصفات الجودة والقوة التي تمكنها من مقاومة درجة الحرارة المرتفعة والبرودة الشديدة.
ومع تأكيد المسؤول اليمني على تطوير الشراكة بين السلطة المحلية ومختلف المنظمات الإنسانية وتقديم جميع التسهيلات من أجل تخفيف معاناة الأعداد الكبيرة من النازحين الذين استقبلتهم المحافظة وما زالت تستقبل المزيد، أكد أن ما يزيد على 62 في المائة من النازحين داخلياً يعيشون في محافظة مأرب، ما عكس أعباء كبيرة وتحديات على السلطة المحلية في مختلف الصعد للاستجابة لاحتياجاتهم، في ظل ضعف البنى التحتية ومحدودية قدرة الخدمات العامة وشح الإمكانات للاستجابة لاحتياجاتهم الأساسية.
من جهته، ذكر المسؤول الأممي أن زيارته إلى مأرب تهدف إلى الوقوف على خطة الاحتياجات الإنسانية القائمة والمتزايدة للعام الجاري للنازحين، وبحث العديد من الأفكار لتطوير آلية أداء المنظمات المنضوية في كتلة الإيواء لتحقيق الاستجابة الإنسانية.
وقال إنهم «يركزون على تعزيز التدخلات في مجال الإيواء بمسارات عدة من خلال توفير مخيمات طارئة للنازحين والمتضررين، والانتقال إلى مرحلة الحلول الدائمة من خلال التركيز على إعادة برنامج المساعدات النقدية (بدل إيجار) للأسر المتضررة والأكثر احتياجاً، إلى جانب التشجيع والمساعدة على العودة الطوعية للنازحين إلى مناطقهم التي نزحوا منها إذا توافرت المناخات الآمنة وضمنوا سلامتهم من أي انتهاكات يتعرضون لها».
في السياق نفسه، أكد تقرير لمنظمة «اليونيسيف» أن النازحين في مأرب يشعرون بالإحباط، إذ كان لديهم كل شيء في منازلهم، والآن يضطرون للخروج ويأملون في الحصول على نوع من المساعدة على الأقل «بعد أن أصبحت مأرب واحدة من النقاط الساخنة للأزمة الإنسانية في اليمن الناجمة عن صراع طويل الأمد».
ونقلت المنظمة عن عاملين في الجوانب الإغاثية قولهم إن «الوضع صعب للغاية بسبب الغموض العام حول مستقبل النازحين، وتحديات الوصول، والصراع المطول».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT
20

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.