باكستان تقترب من اعتقال العقل المدبر للتفجيرات الانتحارية

مسؤولو الأمن الباكستانيون يتفقدون موقع التفجير الإرهابي في كراتشي الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
مسؤولو الأمن الباكستانيون يتفقدون موقع التفجير الإرهابي في كراتشي الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
TT

باكستان تقترب من اعتقال العقل المدبر للتفجيرات الانتحارية

مسؤولو الأمن الباكستانيون يتفقدون موقع التفجير الإرهابي في كراتشي الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
مسؤولو الأمن الباكستانيون يتفقدون موقع التفجير الإرهابي في كراتشي الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)

تقترب أجهزة الاستخبارات الباكستانية من اعتقال مدبر الهجوم الانتحاري الذي وقع يوم الأحد في شمال وزيرستان وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود باكستانيين، وفق ما أفاده مسؤول باكستاني بارز لصحيفة «الشرق الأوسط». وقال المسؤول إن تحقيقاتهم في الهجوم الانتحاري قربتهم من مدبري الهجوم الرئيسيين، وسرعان ما يتمكنون من القبض عليهم بعد التعرف على بقية شركائهم. ومن المحتمل للجيش الباكستاني تنفيذ عملية لاعتقال المتعاملين والمدبرين المحتملين خلال الأسبوع الجاري.
هذا، وقد دمر الجيش الباكستاني، خلال العمليات العسكرية في شمال وزيرستان الشمالية، معسكرين للتدريب يستخدمان في تدريب العناصر الانتحارية على شن الهجمات الإرهابية. ولم يدمر الجيش الباكستاني مراكز التدريب فحسب، وإنما تمكن أيضاً من قتل المدعو قاري حسين، العقل المدبر وراء مراكز التدريب هذه، والقائد في حركة طالبان، في شمال وزيرستان سنة 2014. وصرح المسؤول قائلاً: «من الواضح أن تحقيقاتنا كانت مرهقة، لكن لم يكن من الصعب للغاية تحديد مصدر الهجمات الانتحارية الأخيرة»، مضيفاً: «إنها تأتي من مصدر واحد». وأعلن الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني مساء يوم الأحد أن أجهزة الاستخبارات الباكستانية تعمل جاهدة لتحديد هوية مدبري الهجوم بأسرع ما يمكن. ويشير الهجوم الانتحاري الذي وقع يوم الأحد إلى تجدد الاتجاه لاستهداف الأهداف العسكرية، بمن في ذلك الأفراد والمنشآت، وقرر المسلحون مجدداً الضغط على الجهاز العسكري والأمني. ففي الفترة ما بين عامي 2007 و2014 تعرض الجيش الباكستاني لضغوط شديدة من جانب المسلحين إثر عمليات استهداف متعاقبة للأفراد العسكريين والمنشآت العسكرية في المناطق الحضرية فضلاً عن المناطق القبلية. وقال الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني: «هناك دلائل إلى تجدد تلك الجهود في الأيام المقبلة. لكن الفرق الآن أن المسلحين لا يملكون أي بنية تحتية لتنفيذ تفجيرات انتحارية على نطاق واسع». وشهدت باكستان في الفترة ما بين عامي 2007 و2014، هجمات انتحارية يومية استهدفت أساساً الأفراد العسكريين والدبلوماسيين الأجانب والشيعة وغيرهم من الأقليات. وفي الأيام الأخيرة وقع هجوم انتحاري على مسجد للشيعة في بيشاور. وبعد أن دمر الجيش الباكستاني مركزين للتدريب على العمليات الانتحارية كانا يخضعان لإشراف قاري حسين، فإن قدرة طالبان الباكستانية على القيام بهجوم انتحاري تضاءلت بشكل كبير. غير أنها لم تنته تماماً. وإلى جانب ذلك، هناك مسؤولون باكستانيون يعتقدون أن طالبان الآن ليست القوة الوحيدة التي يمكنها شن هجمات انتحارية ضد أهداف باكستانية في المناطق الحضرية والقبلية، «أما الآن فهناك أيضاً تنظيم (داعش) الذي ينشط في هذه المنطقة ولديه القدرة على تنفيذ الهجوم» كما قال المسؤول.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.