واشنطن «واثقة» من الإجماع على العضوية الأطلسية لفنلندا والسويد

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده ستعيد فتح سفارتها في كييف «قريباً جداً». واعتبر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتقد أن بإمكانه القضاء على أوكرانيا كدولة مستقلة وتقسيم حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكن النتيجة هي تعزيز سيادة الجمهورية السوفياتية السابقة. وتوحيد التحالف عبر الأطلسي أكثر من أي وقت مضى، مبدياً ثقته بالتوصل إلى إجماع حول عضوية فنلندا والسويد.
وغرد كبير الدبلوماسيين الأميركيين عبر «تويتر» أن «الرئيس بوتين شن هذه الحرب الوحشية وغير المبررة معتقداً أن في إمكانه القضاء على أوكرانيا كدولة مستقلة وتقسيم الناتو». وأضاف: «بدلاً من ذلك، عزز فقط سيادة واستقلال أوكرانيا. وصار حلف الناتو أقوى وأكثر قدرة ووحدة من أي وقت مضى». وأكد أن «أوكرانيا ذات سيادة مستقلة». وكذلك كتب: «نعلم أننا من خلال دعمنا لأوكرانيا ندافع أيضاً عن مبادئ السيادة والاستقلال التي تعتبر أساساً للسلم والأمن العالميين».
وجاء ذلك بعدما التقى وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في برلين خلال اجتماع لكبار الدبلوماسيين من الدول الأعضاء في الناتو. وأعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، أن «أوكرانيا يمكن أن تنتصر» في العدوان الذي تشنه روسيا ضدها. وحض أعضاء الناتو على مواصلة مساعدتهم العسكرية لكييف.
ولفت إلى أنه ناقش مع نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو عضوية فنلندا والسويد بالحلف. وأضاف: «اغتنمت فرصة النقاش مع وزير الخارجية (التركي) حول هذا الموضوع، لن أستطيع أن أصف الاجتماع، لكن اسمحوا لي فقط بأن أقول إن هناك إجماعاً قوياً على عضوية فنلندا والسويد في الحلف». واستدرك أنه «لا تزال هناك مناقشات جارية حول الخلافات بين تركيا وفنلندا والسويد، ولكن في النهاية واثق من أننا سنتوصل إلى إجماع بشأن عضوية هذين البلدين».
وكان تشاويش أوغلو أفاد بأن بلاده أطلعت أعضاء الناتو على دعم السويد وفنلندا لـ«حزب العمال الكردستاني» المتهم بأنه منظمة إرهابية، مؤكداً أن أنقرة لن تقبل بتهرب السويد وفنلندا من «تقديم الضمانات لسحب دعمهما عن التنظيمات الإرهابية».
وكان بلينكن يتحدث أيضاً في مؤتمر صحافي قبيل مغادرته برلين، إذ أشار إلى أن العديد من الدبلوماسيين الأميركيين عادوا بالفعل إلى العاصمة الأوكرانية الأسبوع الماضي، مؤكداً أن إدارة الرئيس جو بايدن «تتخذ كل الإجراءات الاحترازية» لاستئناف عمل السفارة الأميركية في كييف «قريباً جداً». وأضاف أنه على رغم غياب السفارة الأميركية منذ فبراير (شباط) الماضي بسبب الحرب فإن وزارته «تعمل بشكل كبير للتنسيق والتشاور مع الشركاء الأوكرانيين».
ورشح الرئيس بايدن بريجيت برينك لتكون السفيرة التالية في أوكرانيا. ولا يزال تعيينها يحتاج إلى تثبيت من مجلس الشيوخ. ووصف بلينكن برينك بأنها «دبلوماسية مخضرمة بارزة. ونأمل في أن يتحرك مجلس الشيوخ بسرعة لتأكيدها، تماماً كما نأمل في أن يتحرك الكونغرس بسرعة لتمرير قانون التمويل التكميلي البالغ 40 مليار دولار لضمان قدرتنا على تقديم المساعدة بلا انقطاع لأوكرانيا».
واتخذ عدد قليل من الدول الأخرى، ومنها كندا وفرنسا، قرارات بإعادة عمل سفاراتها في العاصمة الأوكرانية. وعندما زار رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو كييف الأسبوع الماضي، قال: «ستستأنف كندا سفارتها في كييف قريباً جداً».
وفى سياق متصل، ناقش وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في مكالمة هاتفية ما تحتاج إليه أوكرانيا في الظروف الحالية. وقال أوستن في تغريدة: «تحدثت مرة أخرى إلى أوليكسي ريزنيكوف لمناقشة الوضع في ساحة المعركة وحاجات أوكرانيا». وأطلع أوستن نظيره الأوكراني على مكالمته مع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو الجمعة الماضي. كما ذكر مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة لم تر أي مؤشر يدل على أن روسيا بدأت بتحريك قواتها باتجاه فنلندا بعد إعلانها عن نيتها الانضمام إلى الناتو. وأفاد المسؤول نفسه في إحاطة مع الصحافيين بأن روسيا قامت بعدة محاولات باءت بالفشل لإقامة جسور على نهر دونتس.
بدوره، أكد زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل أن الكونغرس سوف يصادق على انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي - الناتو قبل شهر أغسطس (آب). وقال مكونيل بعد لقائه بالرئيس الفنلندي سولي نينيستو يوم الاثنين في هلسنكي: «هدفنا هو المصادقة قبل شهر أغسطس... وسيكون تصويتاً داعماً بأغلبية أعضاء المجلس» وذلك في إشارة إلى الدعم الكبير من الحزبين لقرار فنلندا الانضمام إلى الحلف. وأكد مكونيل الذي ترأس وفداً لزيارة أوكرانيا ولقاء رئيس البلاد فولودومير زيلينسكي في عطلة نهاية الأسبوع على أن أغلبية الجمهوريين يدعمون استمرار المساعدات العسكرية لكييف بمواجهة الغزو الروسي.