محاكمة بريطاني وألماني في بغداد بتهمة محاولة تهريب قطع أثرية

البريطاني جيمس فيتون الذي يحاكم في بغداد (أ.ب)
البريطاني جيمس فيتون الذي يحاكم في بغداد (أ.ب)
TT

محاكمة بريطاني وألماني في بغداد بتهمة محاولة تهريب قطع أثرية

البريطاني جيمس فيتون الذي يحاكم في بغداد (أ.ب)
البريطاني جيمس فيتون الذي يحاكم في بغداد (أ.ب)

انطلقت في بغداد، اليوم الأحد، محاكمة بريطاني وألماني كانا في الرحلة السياحية نفسها في العراق، بتهمة محاولة تهريب قطع أثرية عراقية عبر مطار بغداد، فيما دفع المتهمان ببراءتهما أمام القاضي.
وبحضور فريق محامين عن كلا المتهمين، وبعد الاستماع إلى أقوالهما وإجراء مداولة بين القضاة الثلاثة، قررت محكمة جنائية في بغداد إرجاء الجلسة حتى 22 مايو (أيار) الحالي.
وكان المتهمان، وهما البريطاني جيمس فيتون (66 عاماً) والألماني فولكار وولدمان (60 عاماً)، يجولان في العراق ضمن المجموعة السياحية نفسها منذ 6 مارس (آذار) قبل أن يجري توقيفهما بمطار بغداد في 20 مارس، إثر العثور بحوزتهما على 12 قطعة أثرية هي كسارات سيراميك وفخار بغالبيتها.
وقال القاضي إن المتهمين اللذين حضرا الجلسة وهما يرتديان زياً أصفر، يحاكمان وفق المادة «41» من قانون التراث والآثار العراقي، التي تنصّ على عقوبة تصل حتى الإعدام بحقّ «من أخرج عمداً من العراق مادة اثرية أو شرع في إخراجها».
وقرأ القاضي أقوال الشهود في القضية؛ من بينهم ضابط جمارك، وموظف جمارك أفاد بأنّه توجه إلى قاعة الخروج في 20 مارس بمطار بغداد إثر إبلاغه من الشركة الأمنية المعنية بتفتيش الحقائب عبر جهاز الأشعة عن العثور على قطع يشتبه بأنها أثرية بحوزة مسافرين.
واستمع القاضي، بحضور مترجم، بدايةً إلى أقوال وولدمان، وهو طبيب نفسي يقطن برلين، الذي عثر في حقيبته على قطعتين أثريتين. ونفى وولدمان بإفادته أن يكون هو من أخذ القطعتين، قائلاً إن فيتون هو من أعطاهما إياه.
وقال الرجل إنه «لم تكن هناك أي إشارة إلى أنّ تلك القطع أثرية ويمنع أخذها».
وأضاف: «عندما أعطاني جيمس القطع، وضعتها في كيس شفاف وتركتها في حقيبتي بشكل ظاهر ولم أحاول إخفاءها، ولذلك ظهرت في جهاز الأشعة، وكان يفترض أن أرجعها له قبل أن ندخل المطار».
وعثر مع المتهم الآخر على 10 قطع أثرية أُخذت كما القطع الأخرى من موقعين أثريين في جنوب العراق عائدين للحضارة السومرية.
وقال فيتون في إفادته أمام القاضي: «لم أكن أدرك أن أخذ تلك القطع مخالف للقانون»، مضيفاً: «ما أثار حيرتي هو أن بعض المواقع كان فيها تحذيرات وحراسة ومسيّجة، وأخرى كانت مفتوحة». وأضاف أن «غالبية القطع» التي أخذها «كانت صغيرة جداً».
ورداً على سؤال القاضي عن الغاية من إخراج تلك القطع، دافع فيتون عن نفسه قائلاً: «أنا عالم جيولوجيا متقاعد، ولدي اهتمام بالتاريخ والجيولوجيا وعلم الآثار»، وإنّ جمع الأحجار «هواية»، مؤكداً أن النية لم تكن التهريب أو الاتجار بتلك القطع.
وأصبح العراق في العام الأخير وجهة تستقطب السائحين الأجانب، لكنه لا يزال يفتقر إلى كثير من البنى التحتية اللازمة.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

منظمة العفو تدعو للتحقيق بهجمات إسرائيلية على قطاع الصحة اللبناني

عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)
عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)
TT

منظمة العفو تدعو للتحقيق بهجمات إسرائيلية على قطاع الصحة اللبناني

عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)
عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)

دعت منظمة العفو الدولية الأربعاء إلى التحقيق في هجمات شنّها الجيش الاسرائيلي على مرافق صحية وسيارات إسعاف ومسعفين في لبنان خلال المواجهة الأخيرة بينه وبين حزب الله باعتبارها «جرائم حرب».

وبعد نحو عام من تبادل إطلاق النار عبر الحدود الجنوبية للبنان، خاض حزب الله وإسرائيل مواجهة مفتوحة خلّفت دمارا واسعا وأوقعت ضحايا، قبل أن يتمّ التوصل في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بوساطة أميركية. وقالت منظمة العفو الدولية (أمنستي) في تقريرها «يجب التحقيق في الهجمات غير القانونية المتكررة التي شنّها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب في لبنان على المرافق الصحية وسيارات الإسعاف والعاملين في المجال الصحي باعتبارها جرائم حرب، علما أنهم ومنشآتهم يحظون بالحماية بموجب القانون الدولي».

وحثّت المنظمة الحكومة اللبنانية على «أن تمنح المحكمة الجنائية الدولية الولاية القضائية للتحقيق في الجرائم التي يشملها نظام روما الأساسي ومقاضاة مرتكبيها على الأراضي اللبنانية، والعمل على حماية حق الضحايا في الانتصاف، بما في ذلك مطالبة إسرائيل بالتعويض عن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني».

واستهدفت إسرائيل مرارا خلال الحرب سيارات إسعاف تابعة للهيئة الصحية الإسلامية، المرتبطة بحزب الله، متهمة اياها بنقل مقاتلين وأسلحة على متنها، وهو ما نفاه الحزب. وفي ديسمبر (كانون الاول)، أحصى وزير الصحة اللبناني في حينه فراس الأبيض 67 هجوما على المستشفيات، 40 منها استُهدفت بشكل مباشر، ما أسفر عن مقتل 16 شخصا، خلال المواجهة بين حزب الله واسرائيل، إضافة إلى 238 هجوما على هيئات الإنقاذ، خلفت 206 قتلى. وتم استهداف 256 مركبة طوارئ، بينها سيارات إطفاء وإسعاف، وفقا للوزير.

وقالت أمنستي إنها حققت «في أربع هجمات إسرائيلية على مرافق ومركبات الرعاية الصحية في بيروت وجنوب لبنان بين 3 و9 أكتوبر (تشرين الأول)»، أسفرت عن مقتل 19 من العاملين في الرعاية الصحية، وإصابة 11 آخرين، وإلحاق الضرر أو تدمير العديد من سيارات الإسعاف ومنشأتَيْن طبيتَيْن. وأضافت أنها «لم تعثر على أدلة على أن المنشآت أو المركبات التي تضررت أو دُمرت كانت تستخدم لأغراض عسكرية وقت وقوع الهجمات».

وأعلنت العفو الدولية أنها بعثت برسالة إلى الجيش الإسرائيلي «لإطلاعه على النتائج التي توصلت إليها في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، ولكنها لم تتلقّ ردا» بعد. وقالت «لم يقدّم الجيش الإسرائيلي مبررات كافية، أو أدلة محددة على وجود أهداف عسكرية في مواقع الهجمات، لتبرير هذه الهجمات المتكررة، التي أضعفت نظام الرعاية الصحية الهشّ وعرّضت الأرواح للخطر».

وأحصت السلطات في لبنان مقتل أكثر من أربعة آلاف شخص خلال المواجهة بين حزب الله واسرائيل التي ألحقت دمارا كبيرا في أجزاء من جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت. وتقدّر السلطات كلفة إعادة الإعمار في البلاد بأكثر من 10 مليارات دولار، في تقدير أولي.