كييف: بعض الجنود الروس يؤذون أنفسهم عمداً لمغادرة أوكرانيا

جندي روسي في أوكرانيا (أ.ف.ب)
جندي روسي في أوكرانيا (أ.ف.ب)
TT

كييف: بعض الجنود الروس يؤذون أنفسهم عمداً لمغادرة أوكرانيا

جندي روسي في أوكرانيا (أ.ف.ب)
جندي روسي في أوكرانيا (أ.ف.ب)

قالت المديرية الرئيسية للاستخبارات بوزارة الدفاع الأوكرانية إن هناك عدداً من الجنود الروس يؤذون أنفسهم عمداً، رغبة في ترك أوكرانيا والانسحاب من الحرب التي يشنها الرئيس فلاديمير بوتين عليها.
وبحسب صحيفة «ديلي بيست» الأميركية، فقد قالت مديرية الاستخبارات أمس (السبت)، إنها توصلت إلى هذه الحقيقة بعد نجاحها في اعتراض مكالمات هاتفية بين عدد من الجنود الروس وعائلاتهم.
وخلال إحدى هذه المكالمات، تحدث جندي روسي في فرقة هجوم جوي متمركزة بمنطقة خيرسون بأوكرانيا، مع والدته عن شعوره بالإحباط الشديد وعن رغبته في الانسحاب من القتال.
وقال الجندي: «لماذا ننتظر من الأوكرانيين أن يستسلموا؟ نحن نغزو أراضيهم. وهذه الحرب لن تنتهي في أي وقت قريب».
وأضاف: «أنا في العشرين من عمري، ولست مهتماً على الإطلاق بهذا القتال. أنا بحاجة إلى العودة إلى منزلي».
وأعربت والدة الجندي عن دهشتها من كلام نجلها، قائلة له إنه يقاتل في أوكرانيا «من أجل الدفاع عن روسيا ومنع الغرب من مهاجمتها»، مضيفة: «سوف يقتلنا الغرب جميعاً إن لم ندافع عن بلدنا».
ورد الجندي على والدته ساخراً: «حسناً، ربما يغير بوتين رأيه في الفترة المقبلة، حيث لم يعد هناك عدد كافٍ من الذخيرة أو المقاتلين. نصف أفراد كتيبتي لم يعودوا موجودين. فبعضهم اختفى فجأة دون أن نعرف أين ذهب، وبعضهم أُسر، فيما عاد البعض بالفعل إلى روسيا». وأضاف: «كان لدي قائد، أطلق النار على ساقه لمجرد الخروج من هنا».
وفي تسجيل آخر اعترضته المخابرات الأوكرانية، حثت امرأة روسية زوجها الذي يقاتل في أوكرانيا على أن «يسقط نفسه عمداً من فوق دبابة»، أو يطلب من أحد زملائه أن يضربه بعنف على كليته، حتى يتم نقله للمستشفى ومنها إلى منزله بروسيا.
وأضافت السيدة: «لا يوجد مخرج آخر لك من أوكرانيا. إن لم تفعل ذلك، ستظل هناك حتى سبتمبر (أيلول)».

ويأتي هذا التقرير بعد شهر من نشر أنطون غيراشينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني، تسجيلات صوتية قال أيضاً إنها لمكالمات هاتفية تم اعتراضها بين جنود روس وعائلاتهم، حيث عبر الجنود عن رغبتهم في مغادرة أوكرانيا بسبب غضبهم الشديد من عدم حصولهم على أموال كانوا قد وُعدوا بها في بداية الغزو الروسي.
وفي إحدى هذه التسجيلات، قال شخص يُزعم أنه جندي روسي يقاتل في أوكرانيا، لزوجته، إن القيادة العسكرية وعدته «بمدفوعات نقدية ضخمة»، لكنه لم يحصل على أي شيء. وأضاف: «الكل غاضب وثائر هنا، هناك كتائب كاملة قررت أن تغادر أوكرانيا».
ورداً على ذلك، اقترحت زوجة الجندي المزعوم عليه أن «يعرج أثناء السير أمام قادته» لكي يعيدوه إلى موسكو.
ويقول محللون عسكريون غربيون إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجنرالاته لم يتوقعوا المقاومة الأوكرانية الشرسة التي قوبل بها غزوهم.
وبالإضافة إلى خسارة أعداد كبيرة من الجنود وكثير من العتاد العسكري، تم فرض عقوبات اقصادية واسعة على روسيا، وتعهدت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في بيان أمس (السبت)، «بمزيد من الضغط الاقتصادي والسياسي على روسيا» وإمداد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة.


مقالات ذات صلة

أميركا ودول أوروبية تندد بتوطيد العلاقات العسكرية بين موسكو وبيونغ يانغ

الولايات المتحدة​ ازدياد القلق من أيّ دعم سياسي أو عسكري أو اقتصادي قد تقدّمه روسيا لبرنامج التسلّح غير القانوني لكوريا الشمالية (إ.ب.أ)

أميركا ودول أوروبية تندد بتوطيد العلاقات العسكرية بين موسكو وبيونغ يانغ

حذّرت الولايات المتحدة وحلفاؤها من أن الدعم «المباشر» الذي تقدّمه كوريا الشمالية لروسيا في أوكرانيا يشكّل «توسّعاً خطراً» للنزاع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث خلال اجتماع موسع لمجلس وزارة الدفاع في موسكو الاثنين (أ.ب)

بوتين يحدد أولويات بلاده... مواصلة الحسم العسكري وتعزيز التحالفات في مواجهة أميركا

أوجز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، مجريات العام الحالي على خطوط المواجهة في أوكرانيا وعدّه «عاماً تاريخياً».

رائد جبر (موسكو)
أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».