«مجموعة السبع» تحث طهران على إنجاح مفاوضات «النووي»

حثت دول «مجموعة السبع» الحكومة الإيرانية على انتهاز الفرصة لإنجاح المفاوضات النووية التي بدأت قبل نحو عام، وظلَّت متوقفة خلال الشهرين الماضيين.
بعد انتهاء اجتماعاتهم في ألمانيا، شدد وزراء خارجية دول «مجموعة السبع» الصناعية الكبرى على ضرورة أن تنتهز طهران الفرصة الأخيرة للوصول إلى حل نهائي، بعد أن أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أول من أمس، أنه يعتقد أن التقدم الذي تحقق خلال المشاورات بين المبعوث الأوروبي إنريكي مورا والمسؤولين الإيرانيين في طهران مؤخراً، كان كافياً لإعادة إطلاق المفاوضات النووية بعد وصولها إلى طريق مسدود.
وشدد وزراء كل مِن بريطانيا وكندا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك، أمس، على التزامهم بضمان ألا تطور طهران سلاحاً نووياً أبداً، مؤكدين دعمهم استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي لعام 2015) والتنفيذ الكامل لها. وقالوا في بيانهم إن الحل الدبلوماسي يبقى هو أفضل طريقة لتقييد برنامج إيران النووي، مؤكدين دعم الجهود المستمرة لتحقيق الاستعادة الكاملة لخطة العمل الشاملة المشتركة.
وأضافوا: «لقد حان الوقت لكي تنتهز إيران هذه الفرصة للوصول بالمفاوضات التي بدأت في فيينا قبل أكثر من أحد عشر شهراً إلى نتيجة ناجحة. نحث إيران على الامتناع عن المزيد من التصعيد لأنشطتها النووية، وليس لدى إيران متطلبات مدنية لهذا التطوير. فالتصعيد الذي حدث خلال الأشهر الـ18 الماضية تطور خطير للغاية، ومصدر قلق عميق. لذلك نحث إيران على التعاون مع (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)، وتقديم جميع المعلومات المطلوبة دون مزيد من التأخير، لتمكين الوكالة من توضيح وحل مسائل الضمانات المعلقة».
وحول أنشطة إيران الأخرى، قال بيان «مجموعة السبع»: «نعيد تأكيد مخاوفنا الجادة بشأن أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وما حوله، ويشمل ذلك الأنشطة المتعلقة بالصواريخ الباليستية والصواريخ الانسيابية، بما في ذلك نقل تكنولوجيا الصواريخ، ونقل المركبات الجوية دون طيار والأسلحة التقليدية إلى الجهات الحكومية وغير الحكومية؛ فانتشار مثل هذه الأسلحة يزعزع استقرار المنطقة، ويصعّد التوترات الشديدة بالفعل. لذلك، نحث إيران على وقف دعمها السياسي والعسكري للجماعات التي تعمل بالوكالة، والالتزام الكامل بجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ولا سيما قرار مجلس الأمن رقم 2231 (2015). كما نشعر بقلق بالغ إزاء الانتهاكات والتجاوزات المستمرة لحقوق الإنسان في إيران، بما في ذلك تلك التي تؤثر على ممارسة الحق في حرية التجمع السلمي».
وبعد التصريحات الإيجابية التي أدلى بها مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، معرباً عن أمله بقرب التوصل لتوافق في المفاوضات النووية، اعتبر أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أن الغرب ضيع فرصة الاستفادة من تلك المحادثات.
وقال في تغريدة على حسابه في «تويتر»، أمس (السبت)، إن «أميركا نكثت بعهودها، وأوروبا تقاعست، وقد دمرتا فرصة الاستفادة من حسن نية إيران في المفاوضات النووية». وأضاف: «إذا كانت لدى أميركا وأوروبا الرغبة في العودة إلى طاولة المفاوضات، فنحن مستعدون، والاتفاق في المتناول؛ فقد بلغت مفاوضات فیینا نقطة لا يمكن فيها حل العقدة إلا من خلال قبول الجانب الذي أخطأ بحقوق إيران العقلانية والمبدئية والوفاء بها».
تأتي تلك التصريحات بعد أن أكدت الولايات المتحدة مراراً خلال الأيام الماضية أن الكرة باتت في الملعب الإيراني، معربة عن عدم تفاؤلها الكبير في التوصل لتوافق، على عكس «الأجواء الأوروبية»، لا سيما أن الخارجية الأميركية دعت طهران إلى التخلي عن الشروط التي لا تندرج ضمن الاتفاق النووي الموقَّع عام 2015، في إشارة إلى مطالبَتها برفع «الحرس الثوري» عن لائحة المنظمات الأجنبية الإرهابية.
وكان الجمود خيم على تلك المفاوضات الهادفة إلى إعادة إحياء الاتفاق النوي، بعد أن وصلت إلى مراحلها النهائية، دون حل عدد من القضايا، ومن ضمنها مسألة «الحرس الثوري» الذي يتمتع بنفوذ سياسي وأمني واقتصادي كبير في إيران، والذي لا تزال ترفض واشنطن رفع الحظر عنه.