«الضواحي» في السعودية... من مفهوم الفكرة إلى بيئة الخدمات المتكاملة

تقرير يؤكد دورها في امتصاص التضخم السكاني وحل الأزمات المرورية

تعنى الضواحي السكنية في السعودية بالمشهد البصري وانتشار المساحات الخضراء
تعنى الضواحي السكنية في السعودية بالمشهد البصري وانتشار المساحات الخضراء
TT
20

«الضواحي» في السعودية... من مفهوم الفكرة إلى بيئة الخدمات المتكاملة

تعنى الضواحي السكنية في السعودية بالمشهد البصري وانتشار المساحات الخضراء
تعنى الضواحي السكنية في السعودية بالمشهد البصري وانتشار المساحات الخضراء

انتشر مصطلح الضواحي السكنية بشكل ملحوظ في القطاع العقاري السعودي، حيث تمثل مجموعة من الأحياء السكنية المفصولة والمعزولة عن محاور الحركة الرئيسية للمدن، وتكون مرتبطة ببعضها من خلال مدخل أو اثنين محددين، وتقع في الغالب خارج المدينة أو على أطرافها، وتمتاز بانتشار المساحات الخضراء.
هكذا هو واقع الضواحي التي بدأت تغزو فكر المطورين العقاريين السعوديين، نتيجة ما اكتسبته من أهمية متزايدة في القطاع لكونها تقدم حلاً سكنياً متكامل الخدمات الترفيهية والتجارية والخدمية الضرورية.

أزمة التضخم
وبحسب تقرير حديث يُنظر إلى الضواحي السكنية باعتبارها أحد الحلول لأزمة السكن لكثير من مدن العالم المتطورة، ذلك لكونها تقدم الخدمات لقاطنيها ما يعطيهم الراحة النفسية والأمنية، لا سيما أنها تسهم في مواجهة أزمات التضخم السكني الذي تعاني منه المدن الكبرى بسبب النمو السكاني وحركات الهجرة من القرى والمدن الصغيرة المحيطة بها.

الحركة المرورية
وقال تقرير عن الشركة الوطنية للإسكان، صاحبة السبق في تقديم مفهوم ضواحي المدن في السعودية، إن أهم ما يميز الضواحي السكنية كأحد الحلول العقارية، هو تأثيرها الكبير على الازدحامات والمشاكل المروية.
وأضاف أن الضواحي السكنية تلعب دوراً كبيراً في حل أزمات الاختناقات بالطرق والشوارع، عن طريق احتواء الحركة المرورية لأحياء الضاحية داخلها، ما يقلل خروج هذه الحركة إلى المدينة.
وبحسب التقرير، فكرة الضواحي السكنية غيرت نوعية التركيز الحالي من الاستثمار العقاري، فهي تهتم بالبعد الإنساني، مشيرة إلى مساهمتها في تغيير النظرة إلى أهمية مراعاة مشكلات المرور عند التخطيط الهندسي.

مواصفات الطرق
ويفيد التقرير، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن الضواحي السكنية تتبع مواصفات قياسية في اختيار مواد تنفيذ مناسبة للطرق ولممرات المشاة تلائم البيئة الصحراوية وتستخدم أساليب تعكس الحرارة مع تظليلها.
وزاد: «تتبع الضواحي عند تخطيطها القواعد التي تضمن حماية المشاة ولا تعرقل حركة المشاة، بالإضافة إلى الحرص على مواصفات قياسية عند إنشاء الطرق وتهتم بنوع الإنارة بطرق جذابة. الوطنية للإسكان ومفهوم الضواحي».

دعم حكومي
وبحسب تقرير «الوطنية للإسكان»، تؤكد أن مفهوم الضواحي السكنية إلى القطاع العقاري في المملكة يعتبر توجهاً مستقبلياً في القطاع، تلقى فكرة الضواحي السكنية دعماً من القيادة العليا في البلاد ضمن جهودها لتحقيق رؤية المملكة 2030 التي تضع نسبة 70 في المائة هدفاً لتملك المواطنين للسكن.
وأوضح أن الضواحي السكنية الخاصة التي تقوم عليها لم تغفل فيها على تقليل استخدام السيارات وخفض نسب العوادم، عن طريق تقديم حلول للتنقل تساعد على تبني أساليب بيئية حديثة، مشيرة إلى أن الضاحية السكنية أصبحت الجيل التالي من مشاريع الأحياء السكنية.

ضواحٍ عملاقة
وتطرق التقرير إلى أبرز مشروعات الضواحي في السعودية، مشيرة إلى ضاحية «الجوان» بالعاصمة الرياض، التي تضاعفت مساحتها مرتين بعد توجيه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بإضافة 20 مليون متر مربع إلى مساحتها لبناء 53 ألف وحدة سكنية إضافية ليصل إجمالي المساحة إلى 30 مليون متر مربع.
واستشهد التقرير كذلك بضاحية «الواجهة» التي تبلغ مساحتها أكثر من 9 ملايين متر مربع غرب الدمام في موقع استراتيجي في مدخل المدينة، بالإضافة إلى ضاحية «السديم» في خميس مشيط (جنوب المملكة)، بينما في مدينة جدة، توجد ضاحية «الميار» على مساحة مليوني متر مربع في الجزء الشمالي تقام ضاحية «الجوهرة»، بالإضافة إلى ضاحية «الدار» في المدينة المنورة.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
TT
20

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاوف التجارية بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن التعريفات الجمركية المخطط لها على مجموعة من الشركاء التجاريين الأميركيين، واحتمال ارتفاع الأسعار، دون أن يستبعد احتمال حدوث ركود، هذا العام.

بعد فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات من المكسيك وكندا، والتي دفعت الأسواق إلى الانهيار بسبب مخاوف من حرب تجارية، قال ترمب إن خططه لفرض تعريفات «متبادلة» أوسع نطاقاً ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل (نيسان) المقبل، وترفعها لتتناسب مع ما تُقدره الدول الأخرى.

وقال، في مقابلة مسجلة مع قناة «فوكس نيوز»: «في 2 أبريل، يصبح كل شيء متبادلاً. ما يفرضونه علينا، نفرضه عليهم».

وعندما سُئل عن تحذير بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا من انكماش اقتصادي، في الربع الأول من العام، أقرّ ترمب، على ما يبدو، بأن خططه قد تؤثر على النمو في الولايات المتحدة. ومع ذلك، زعم أنها ستكون في النهاية «رائعة بالنسبة لنا».

وعندما سُئل عما إذا كان يتوقع ركوداً في عام 2025، ردَّ ترمب: «أكره التنبؤ بأشياء من هذا القبيل. هناك فترة انتقالية لأن ما نقوم به كبير جداً. نحن نعيد الثروة إلى أميركا. هذا شيء كبير». ثم أضاف: «يستغرق الأمر بعض الوقت».

في «وول ستريت»، كان أسبوعاً صعباً مع تقلبات جامحة تهيمن عليها المخاوف بشأن الاقتصاد وعدم اليقين بشأن تعريفات ترمب.

وقد تجاهل ترمب المخاوف من جانب الشركات التي تسعى إلى الاستقرار، أثناء اتخاذ قرارات الاستثمار. وقال إن «العولميين، العولميين الكبار، كانوا، لسنوات، ينهبون الولايات المتحدة، والآن كل ما نفعله هو استعادة بعضٍ منها، وسنعامل بلدنا بشكل عادل... كما تعلمون، يمكن أن ترتفع التعريفات الجمركية مع مرور الوقت، وقد ترتفع، كما تعلمون، لا أعرف ما إذا كان ذلك قابلاً للتنبؤ».

وكان ترمب قد رفع، الأسبوع الماضي، التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا على شركات تصنيع السيارات الأميركية، ثم جميع الواردات إلى الولايات المتحدة تقريباً، لكنه أبقاها على السلع من الصين.

وهناك مزيد من التعريفات الجمركية، هذا الأسبوع، حيث قال وزير التجارة هوارد لوتنيك، لقناة «إن بي سي»، إن التعريفات الجمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم ستدخل حيز التنفيذ، يوم الأربعاء. وأوضح لوتنيك أن التعريفات الجمركية التي هدّد بها ترمب على منتجات الألبان والأخشاب الكندية ستنتظر حتى أبريل.

وقال: «هل ستكون هناك تشوهات؟ بالطبع... قد تصبح السلع الأجنبية أكثر تكلفة قليلاً. لكن السلع الأميركية ستصبح أرخص، وسوف نضطر إلى خفض أسعارها. إنك ستساعد الأميركيين من خلال شراء المنتجات الأميركية».