مشروع طويل الأمد... كيف يستفيد الدوري الإنجليزي من مواهب آسيا؟

تشودري (يسار) لاعب ليستر من بين 16 لاعباً فقط يلعبون في الدوريات الإنجليزية من أصول جنوب آسيوية (غيتي)
تشودري (يسار) لاعب ليستر من بين 16 لاعباً فقط يلعبون في الدوريات الإنجليزية من أصول جنوب آسيوية (غيتي)
TT

مشروع طويل الأمد... كيف يستفيد الدوري الإنجليزي من مواهب آسيا؟

تشودري (يسار) لاعب ليستر من بين 16 لاعباً فقط يلعبون في الدوريات الإنجليزية من أصول جنوب آسيوية (غيتي)
تشودري (يسار) لاعب ليستر من بين 16 لاعباً فقط يلعبون في الدوريات الإنجليزية من أصول جنوب آسيوية (غيتي)

تقول رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز إنها تقر بأن اللاعبين الذين تعود أصولهم إلى جنوب آسيا «ممثلون تمثيلا ناقصاً بشكل كبير» في كرة القدم الإنجليزية، مشيرة إلى أنها تتطلع إلى وضع حد لعقود من المواهب المهدرة. وتهدف المبادرة الجديدة، التي تعرف باسم «خطة عمل جنوب آسيا» والتي أطلقها الدوري الإنجليزي الممتاز بالاشتراك مع حملة «كيك ات أوت» المناهضة للعنصرية، إلى تحديد المواهب بشكل أفضل بين الأولاد الذين تعود أصولهم إلى جنوب آسيا في سن «مرحلة التأسيس»، بين ثمانية أعوام و12 عاماً، وزيادة عدد اللاعبين داخل نظام أكاديميات الناشئين.
وقال نيل سوندرز، مدير كرة القدم في الدوري الإنجليزي الممتاز: «لدينا سجل دقيق للتكوين العرقي للاعبينا الشباب، ونرى تماماً أن الأولاد الذين تعود أصولهم إلى جنوب آسيا ممثلون تمثيلاً ناقصاً بشكل كبير. إننا نشعر بأنه لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك، ونحن ملتزمون بمعالجة ذلك. نحن ندرك أن ذلك لن يحدث بين عشية وضحاها، لكننا ملتزمون بخطة طويلة الأجل». وتهدف الخطة، الذي تم إطلاقها هذا الأسبوع في تجمع في برمنغهام ضم 100 مدير فني ومسؤول من 35 نادياً عبر إنجلترا، إلى تحسين طويل المدى في عدد اللاعبين الذين تعود أصولهم إلى جنوب آسيا في كرة القدم على المستوى الاحترافي وفي دوريات الهواة، على أمل أن يساهم ذلك في تطوير المواهب الشابة الإنجليزية على نطاق أوسع في إطار «خطة أداء لاعبي النخبة».
ولعب سوندرز دوراً أساسياً في نجاح «خطة أداء لاعبي النخبة»، التي أنتجت جيلاً من المواهب الإنجليزية – بدءا من ريس جيمس وصولا إلى فيل فودين – التي تنافس الآن في أعلى المستويات. لكن اللاعبين ذوي الأصول الجنوب آسيوية لم يستفيدوا من هذا التغيير، في ظل وجود 16 لاعباً فقط من هذه الأصول في كرة القدم الإنجليزية على مستوى المحترفين. لقد أدى العمل الكبير الذي قام به الأفراد في جميع أنحاء البلاد - بما في ذلك ريز رحمن من رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين الذي قام برنامج التوجيه الآسيوي للتضمين التابع له ببناء شبكة للمحترفين الطموحين – إلى إحداث هذا التغيير الذي يعتقد سوندرز أن الدوري الإنجليزي الممتاز قادر على تسريع وتيرته.
وقال سوندرز: «هناك الكثير من العمل الجيد الذي يجري بالفعل، ويتعلق بكيفية استغلال بعض من ذلك والعمل مع الآخرين لاستكماله. إننا نشعر أن هناك دوراً مهماً حقاً يمكننا القيام به لتسريع هذا التغيير، ولكي نكون واضحين حقاً للمجتمعات الآسيوية وأن نقول لها إن كرة القدم من أجلكم وأن أكاديميات الناشئين لدينا تناسبكم». وأضاف: «نحن نعلم من خلال البيانات أن الأولاد الآسيويين الصغار، ونحن نتحدث عن الأولاد في هذه الحالة، يحبون كرة القدم. إنهم يلعبون كرة القدم على مستوى القاعدة الشعبية، ويشاهدون مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، ونأمل أن يكون هذا بياناً واضحاً حول التزامنا باحتضانهم وتزويدهم بمسارات أفضل للنجاح في بيئتنا».
وقال رئيس حملة «كيك ات أوت» المناهضة للعنصرية، سانجاي بهانداري، إن هذه الخطة تعني «الاعتراف» بأن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراء. وأضاف: «لا يمكننا تغيير ما حدث بالأمس؛ فكل ما يمكننا القيام به هو التركيز على ما يمكننا القيام به الآن. الأمر يشبه إلى حد ما برنامج تعافٍ من 12 خطوة، لكن الخطوة الأولى هي الاعتراف بوجود مشكلة من الأساس. والآن، يتحد الأشخاص والأندية ليقولوا إننا نتفهم أن هناك تحدياً، لكن هناك أيضاً فرصة هنا، لأنهم يمثلون وجهاً لعملة واحدة».
ومن المقرر أن يعمل الدوري الإنجليزي الممتاز مع أكاديميات الناشئين على إشراك اللاعبين الشباب بشكل أفضل، وسيعقد حدثان لاكتشاف المواهب الشابة في ليستر سيتي ولندن في مايو (أيار) ويونيو (حزيران). كما سيتم إجراء المزيد من التدريبات وتعيين المزيد من المدربين، لكن لم يتم تحديد المعايير التي سيتم من خلالها الحكم على نجاح هذه الخطة. وقال بهانداري إن الوقت لم يكن مناسبا لوضع أهداف صعبة، وأضاف: «لقد عملت على قانون التنوع في قيادات كرة القدم (الذي أطلقه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم منذ 18 شهراً) وكان يتعلق بتحديد الأهداف لأن الوقت كان مناسباً لذلك. نحن بحاجة إلى الحصول على مستوى مختلف من المشاركة هنا أولاً، وإشراك الأشخاص في تلك الرحلة».


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

رياضة عالمية صلاح لقيادة ليفربول إلى فوز جديد في الدوري الإنجليزي (أ.ب)

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

تتجه الأنظار الأحد، إلى استاد الاتحاد، حيث يتواجه مانشستر سيتي حامل اللقب، مع ضيفه وغريمه مانشستر يونايتد في ديربي المدينة، بينما يسعى ليفربول المتصدر إلى مواصل

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المدرب الإيطالي يهنئ لاعبيه عقب إحدى الانتصارات (إ.ب.أ)

كيف أنهى ماريسكا كوابيس تشيلسي في لمح البصر؟

في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، كان الإيطالي إنزو ماريسكا يلعب محور ارتكاز مع إشبيلية، عندما حل فريق برشلونة الرائع بقيادة المدير الفني جوسيب غوارديولا ضيفاً

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية  فيرنانديز دعا إلى إصلاح الأخطاء الفنية في فريقه (إ.ب.أ)

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد إن فريقه يجب أن يعمل على إصلاح أخطائه بدلاً من التفكير في الأداء السيئ لمنافسه في المباراة المقبلة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».