فرضت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قيوداً على أجهزة الأمن والدفاع الأميركية وموظفيها، لتزويد أوكرانيا بالمعلومات الاستخبارية التي قد تفيدها في تصديها للغزو الروسي؛ وذلك تجنباً لتصعيد التوتر مع موسكو والتورط في مواجهة لا تريدها. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن الحظر يتعلق خصوصاً بتقديم معلومات من شأنها أن تساعد على قتل شخصيات قيادية روسية، ككبار قادة الجيش أو مسؤولين سياسيين. ومن بين الأسماء التي يحظر تقديم المعلومات عنها، رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسينوف، ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. غير أن الحظر لا يشمل تقديم معلومات عن كبار الضباط الروس الذين يقودون الحرب في أوكرانيا، والجنرالات على جبهات القتال، والذين قُتل منهم 12 جنرالاً بحسب مصادر أوكرانية وأميركية، على الرغم من نفي وزارة الدفاع الأميركية القيام بأي دور في هذا المجال، بحسب تصريحات المتحدث باسم البنتاغون الأسبوع الماضي. وأضافت المصادر، أن الحظر يشمل أيضاً عدم تقديم معلومات قد تفيد أوكرانيا في مهاجمة أهداف داخل روسيا؛ وذلك جزئياً لتجنب تورط واشنطن وتحولها إلى طرف في الهجمات التي قد تشنها كييف داخل روسيا.
وبحسب أوساط مطلعة وتقارير أميركية وغربية صدرت أخيراً، فقد أدى تخوف الإدارة الأميركية من احتمال استخدام أوكرانيا للطائرات الحربية المقاتلة، وخصوصا من طراز «ميغ - 29» التي كانت ستزودها بها بولندا، لاستهداف مواقع داخل روسيا، إلى وقف خطط تسليمها لكييف. وكانت روسيا قد اتهمت أوكرانيا بشن هجمات على مناطق حدودية، استهدفت مخازن أسلحة ووقود للقوات الروسية؛ الأمر الذي لم تنفه أو تؤكده أوكرانيا. ولعبت المساعدات العسكرية الأميركية المكثفة والأسلحة التي زودتها بها، وخصوصاً سلاح المدفعية والطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للطائرات والدروع، والتي بلغت قيمتها مليارات الدولارات، إلى جانب المعلومات الاستخبارية، دوراً كبيراً في منع روسيا من تحقيق أهداف غزوها. وساهمت المعلومات الاستخبارية التي ترصدها الأقمار الصناعية والمعلومات الميدانية المباشرة المرسلة للقوات الأوكرانية، في تصديها لخطط الغزو الروسي، وهو ما أكده مسؤولون أوكرانيون، بحسب الصحيفة. وتؤكد إدارة الرئيس بايدن، أنها ليست في حالة حرب مع روسيا، وأن المساعدات التي تقدمها إلى أوكرانيا، تهدف إلى تمكينها من الدفاع عن نفسها ضد الغزو غير القانوني. ويؤكد قادة البنتاغون، أن لديهم سيطرة محدودة على كيفية استخدام الأوكرانيين للمعدات العسكرية والمعلومات الاستخبارية التي يتلقونها، في مواجهة القوات الروسية. وهو ما أكده المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي الأسبوع الماضي، خلال إجابته عن أسئلة الصحافيين حول هذا الموضوع، لكنه نفى أن تقديم معلومات عن أماكن تواجد جنرالات الجيش الروسي في ساحة المعركة، أو المشاركة في قرارات استهدافهم. وكشف مسؤولون أميركيون الأسبوع الماضي، أن المعلومات التي قدمتها الاستخبارات العسكرية الأميركية يبدو أنها قد مكّنت كييف من إغراق الطراد الروسي «موسكفا» الشهر الماضي، رغم عدم علمهم بنيات الأوكرانيين ضرب السفينة.
واشنطن تتجنب «التورط» في مواجهة روسيا بقيود على تقديم معلومات استخبارية للأوكرانيا
واشنطن تتجنب «التورط» في مواجهة روسيا بقيود على تقديم معلومات استخبارية للأوكرانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة