واشنطن تتجنب «التورط» في مواجهة روسيا بقيود على تقديم معلومات استخبارية للأوكرانيا

المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي (أ.ف.ب)
المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تتجنب «التورط» في مواجهة روسيا بقيود على تقديم معلومات استخبارية للأوكرانيا

المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي (أ.ف.ب)
المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي (أ.ف.ب)

فرضت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قيوداً على أجهزة الأمن والدفاع الأميركية وموظفيها، لتزويد أوكرانيا بالمعلومات الاستخبارية التي قد تفيدها في تصديها للغزو الروسي؛ وذلك تجنباً لتصعيد التوتر مع موسكو والتورط في مواجهة لا تريدها. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن الحظر يتعلق خصوصاً بتقديم معلومات من شأنها أن تساعد على قتل شخصيات قيادية روسية، ككبار قادة الجيش أو مسؤولين سياسيين. ومن بين الأسماء التي يحظر تقديم المعلومات عنها، رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسينوف، ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. غير أن الحظر لا يشمل تقديم معلومات عن كبار الضباط الروس الذين يقودون الحرب في أوكرانيا، والجنرالات على جبهات القتال، والذين قُتل منهم 12 جنرالاً بحسب مصادر أوكرانية وأميركية، على الرغم من نفي وزارة الدفاع الأميركية القيام بأي دور في هذا المجال، بحسب تصريحات المتحدث باسم البنتاغون الأسبوع الماضي. وأضافت المصادر، أن الحظر يشمل أيضاً عدم تقديم معلومات قد تفيد أوكرانيا في مهاجمة أهداف داخل روسيا؛ وذلك جزئياً لتجنب تورط واشنطن وتحولها إلى طرف في الهجمات التي قد تشنها كييف داخل روسيا.
وبحسب أوساط مطلعة وتقارير أميركية وغربية صدرت أخيراً، فقد أدى تخوف الإدارة الأميركية من احتمال استخدام أوكرانيا للطائرات الحربية المقاتلة، وخصوصا من طراز «ميغ - 29» التي كانت ستزودها بها بولندا، لاستهداف مواقع داخل روسيا، إلى وقف خطط تسليمها لكييف. وكانت روسيا قد اتهمت أوكرانيا بشن هجمات على مناطق حدودية، استهدفت مخازن أسلحة ووقود للقوات الروسية؛ الأمر الذي لم تنفه أو تؤكده أوكرانيا. ولعبت المساعدات العسكرية الأميركية المكثفة والأسلحة التي زودتها بها، وخصوصاً سلاح المدفعية والطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للطائرات والدروع، والتي بلغت قيمتها مليارات الدولارات، إلى جانب المعلومات الاستخبارية، دوراً كبيراً في منع روسيا من تحقيق أهداف غزوها. وساهمت المعلومات الاستخبارية التي ترصدها الأقمار الصناعية والمعلومات الميدانية المباشرة المرسلة للقوات الأوكرانية، في تصديها لخطط الغزو الروسي، وهو ما أكده مسؤولون أوكرانيون، بحسب الصحيفة. وتؤكد إدارة الرئيس بايدن، أنها ليست في حالة حرب مع روسيا، وأن المساعدات التي تقدمها إلى أوكرانيا، تهدف إلى تمكينها من الدفاع عن نفسها ضد الغزو غير القانوني. ويؤكد قادة البنتاغون، أن لديهم سيطرة محدودة على كيفية استخدام الأوكرانيين للمعدات العسكرية والمعلومات الاستخبارية التي يتلقونها، في مواجهة القوات الروسية. وهو ما أكده المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي الأسبوع الماضي، خلال إجابته عن أسئلة الصحافيين حول هذا الموضوع، لكنه نفى أن تقديم معلومات عن أماكن تواجد جنرالات الجيش الروسي في ساحة المعركة، أو المشاركة في قرارات استهدافهم. وكشف مسؤولون أميركيون الأسبوع الماضي، أن المعلومات التي قدمتها الاستخبارات العسكرية الأميركية يبدو أنها قد مكّنت كييف من إغراق الطراد الروسي «موسكفا» الشهر الماضي، رغم عدم علمهم بنيات الأوكرانيين ضرب السفينة.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.